عبد الكبير طجطاج
الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 11:10
المحور:
مقابلات و حوارات
خلال شهر يناير من سنة 2005 اجريت لفائدة جريدة منتدى الجنوب حوارا مطولا مع نائب وزارةالتربية الوطنية بتارودانت,وقد كان اللقاء شيقا وثريا بالمعلومات والافادات.وفيمايلي نص الحوار
بداية نرحب بالاستاذ موحا لطيف بجريدة منتدى الجنوب.نعرف انكم قبل ان يتم تعيينكم نائبا لوزارة التربية الوطنية بتارودانت كنتم تشغلون منصب مشرف تربوي.الان عندما جئتم الى منصب النائب,وبداْتم تعايشون الادارة التربوية وشؤونها في نيابة ممتدة جغرافيا ,هل شخص النائب هو امتداد لشخص المشرف التربوي ام اْن الادوار تختلف وتتغير بتغير المهام?
جواب:في البداية اْشكر الاخوان في جريدة منتدى الجنوب.اما فيما يتعلق بالسؤال فاْولا قبل ان اْعين في مهمة نائب لوزارة التربية الوطنية بتارودانت,اشتغلت كمفتش تربوي لمدة 14 سنة.وقد عملت كذلك باحدى مصالح النيابة بورزازات.وهذا يعني اْنه كانت لي فرصة للتعرف اْكثر على الادارة وشؤونها.
مهام النائب في اعتقادي هي امتداد طبيعي لما مارسته من مهام في السابق,الفارق الوحيد هو اْن التفتيش التربوي هو جانب من الجوانب التي يفترض اْن يقوم بها النائب عندما يستعرض العملية التعليمية في شموليتها.تجربة التفتيش غنية جدا,واْصدقكم القول اْنها اْفادتني وتفيدني في تحمل المسؤولية.
سؤال:خلال المدة التي فضيتموها على راْس النيابة,كيف تقيمون الادارة التربوية التي اْنتم على راْسها?وما هي الاجراءات التي قمتم بها منذ اْن اْنيطت بكم هذه المهمة لجعل هذه المؤسسة تستجيب لتطلعات اْسرة التعليم?
جواب:تفويم الاداء يقوم به الاخرون,وصحيح اْن الانسان يمكن اْن يقوم بتقويم ذاتي ,ويمكنه اْن يتحلى بنوع من الموضوعية.عندما اْتيت الى هذه النيابة كنت اْعرف مسبقا اْنها نيابة مترامية الاطراف,وذات جغرافيا متميزة.وهكذا كان اْمامي تحديان:اولهما وهو اْنه على المرء اْن يكون اْمينا وصادقا في الحفاظ على ما بناه الذين كانوا على راْس النيابة اْو في المصالح والمكاتب.
اما التحدي الثاني الذي اشتغلت عليه ومازلت,هو كيف يمكن اْن نجعل هذه النيابة تعيش على ايقاع الاصلاح التربوي الذي تعرفه بلادنا وفق مرجعية الميثاق الوطني للتربية والتكوين.وبكل تواضع حاولت رفقة زملائي في النيابة والمؤسسات اْن نشتغل على مختلف المستويات من منظور شمولي يضع في المقدمة المتعلم والعمل الفصلي وتسخير التدبير الاداري والمادي.
سؤال:هل يستقيم الاصلاح القطاعي في غياب منظور شمولي لهذا الاصلاح?بمعنى اْن اصلاح التعليم يتوخى تكوين مواطن مستقبلي بمواصفات خاصة,لكن حظوظ نجاحه في المجتمع غير مضمونة في غياب اصلاح شامل للبلاد?
جواب:بالنسبة للشطر الاول من السؤال اقول اْن النائب كرجل ميدان لايمكنه اْن يقود الاصلاح في اقليم دونما توفره على منظور شمولي,فالى جانب الاصلاح التربوي الذي تعرفه بلادنا,هناك اصلاحات في مختلف نواحي الحياة المجتمعية,مثلا اصلاحات على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى الادارة العمومية.
هذا يعني اْن الاصلاح التربوي ليس الاصلاح الوحيد الذي تعرفه بلادنا.واءكيد اْن الاصلاح التربوي هو تطوير للتربيةووهو القاطرة التي يمكن اْن تقود المجتمع.وهكذا فان اصلاح المجتمع بدون اصلاح تربوي,حظوظ نجاحه ضعيفة نوعا ما.
سؤال:
مراجعة البرامج التعليمية والمناهج تفرض التكوين والتكوين المستمر للاطر التربوية المتدخلة في تطبيق مناهج التربية والتكوين من مدرسين ومؤطرين تربويين ومستشاري التوجيه والتخطيط التربوي بما يطور خبراتهم وكفاءاتهم المهنية.ماهي التدابير المتخذة في هذا السياق?
جواب:
في اطار الاصلاح بدل مجهود كبير على مستوى المناهج و مضامين البرامج ومنهجية التدريس والمعدات الديداكتيكية والكتب المدرسية.وهي اصلاحات تمس الجوانب الابستمولوجية لمختلف التخصصات والمواد الدراسة.يمس الاصلاح اْيضا الجانب المتعلق بالديداكتيك.هذه الحمولة كلها طرحت حاجات للتكوين المستمر للفئات المستهدفة.
صحيح اْن التكوين المستمر في هذا الظرف يطرح نفسه ربما اْكثر من اْي وقت مضى لتاْهيل العنصر البشري الموكول اليه تنفيذ وتصريف هذه الاصلاحات.فعلى المستوى الجهوي تنظم الاكاديمية مجموعة من التكوينات لفائدة مديري المؤسسات الاعدادية على مستوى الجهة,وتكوين مستمر لفائدة مديري الابتدائي باقليم تارودانت.اءيضا هناك بعض المصوغات بالتدبير الديداكتيكي و الاداري.هذا دون اْن ننسى المجهود الذي يبذله المفتشون في مجال التكوين المستمر الميداني لفائدة المدرسين.وموضوع التكوين المستمر مطروح على المستوى المركزي والجهوي والمحلي على حد السواء.ونحن نفكر في اطار مخطط العمل الخاص بالنيابة من اْجل تنظيم تكوينات بوسائلنا البشرية المحلية.
سؤال:
من الظواهر التي تلقي بكلكلها على اْسرة التعليم بالمدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية ظاهرة الاكتظاظ وعملية الضم.هاتين العمليتين متناقضتين ومبداْ الجودة الذي نص عليه الميثاق الوطني للتربية والتكوين في احدى دعاماته.هل هناك اجراءات للقضاء على هاتين الظاهرتين?
الاكتظاظ مفهوم معقد.فهو قد تفرضه اْحيانا الضرورة.فمثلا:قمنا على مستوى النيابة بمجهودات على مستوى تعميم التمدرس,وهذا التعميم كان ولابد اْن يترتب عنه اسقاطات وحاجيات نوعية.صحيح اْننا حققنا نسبة مهمة في التمدرس,حيث توافدت اْعداد كبيرة من التلاميذ على المدارس الابتدائية.وهذا المد اْدى اللى حدوث ضغط على المؤسسات الاعدادية.وبالنسبة للضم,فاذا علمنا اْن الاقليم ذا طبيعة قروية,مساكنه مشتتة,وبالتالي المدارس متفرقة,وعدد التلاميذ في كثير من الحالات,خاصة في المناطق الجبلية,لا يرقى الى العدد المفبول حتى على المستوى الدولي لقسم قائم بذاته.وهذا في نظرنا يبرر اللجوء الى ظاهرة الضم في كثير من الاحيان.فاْكيد اْننا عندما نستحضر نمط الانتشار الجغرافي نلحظ الخصاص,ولكن بموازنة عدد التلاميذ مع الموارد البشرية قد لا نستنتج وجود خصاص.اْحيانا نجد وحدة مدرسية ب 17 تلميذا فقط.تصوروا كيف سيتم التعامل مع مثل هذه الوضعيات.
سؤال:
هل هذا يعني اْن الرهان على تسجيل اعداد كبيرة من التلاميذ لايوازيه توفير بنيات تحتية قادرة على استيعابه?
جواب:
بالنسبة للتعليم الابتدائي مشكل البنيات غير مطروح,خاصة واْن اْعداد التلاميذ في تراجع بسبب تراجع النمو الديمغرافي.وبالنسبة لظاهرة القسم المشترك فهي واردة حتى في الدول المتقدمة,حيث نجدها في الاوساط القروية.
بالنسبة للتعليم الاعدادي البنيات المتوفرة حاليا لاتسمح باستيعاب الاعداد الكبيرة من التلاميذ.واْريد اْن اْستغل هذه الفرصة لاْقول لكم باْن اقليم تارودانت
سيعرف افتتاح اعداديتين الموسم المقبل 2006 في كل من جماعة احمر الكلالشة وجماعة الفيض.وخلال السنتين المقبلتين ستنضاف تسع اعداديات,مما سيخفف من المشاكل المطروحة حاليا.
اما بالنسبة للتعليم التاْهيلي ونتيجة توسع التمدرس,نجد باْن الثانوية التاْهيلية تتركز في موافع محددة في الاقليم.ولمواجهة ذلك تم احداث خمس اْنوية للتعليم الثانوي التاْهيلي في كل من جماعة الكفيفات والكدية البيضاء واحمر الكلالشة وسيدي موسى واْولاد عيسى,الشيىء الذي خفف من الضغط على القسم الداخلي والخارجي في كل من اْولادتائمة وتارودانت واْولادبرحيل.
اْعود مرة اْخرى لمساْلة الضم لاْقول انها اجراء مؤقت اضطراري لمواجهة الخصاص في الموارد البشرية,اْما بخصوص الجودة,فهي مساْلة نسبية .انها شيء نبحث عنه,وما هو جودة اليوم قد لايكون جودة غذا.في اعتقادي اْن تدبير العمل الفصلي ينبغي اْن يكون واقعيا.وهكذا عندما نتحدث عن الجودة نجدها رغم هذه الاكراهات,وذلك عند حديثنا عن الامتياز والابتكار الذي يحققه المدرسون,كذلك نقف على بعض مظاهرها من خلال حسن التدبير التربوي.
#عبد_الكبير_طجطاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟