أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي أردني
(Ashraf Dabain)
الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 22:15
المحور:
كتابات ساخرة
ليس خفيًا على أحد أن مؤسساتٍ ومنظمات انهارت بسبب سوء الإدارة أو قرارات متسرعة أو شخصية. قد يكون السبب عدم فهم العمل أو توجهات تقشفية سارت بشكل خاطئ أو توجهات إصلاحية جلبت الخراب. نعم قد تقع المؤسسات والمنظمات أيًا كان شكلها وتنظيمها وأهدافها في مجموعة من الأخطاء، بل الكوارث، جزء منها تسببت به الأغلبية من الموظفين، وجزء آخر اختصت به الإدارات العليا، وجزء يتوزع على مجموعة محددة من الموظفين، وجزء لا بأس به من خارج الإطار أو المنظومةأي البيئة الخارجية. بالتالي تتوزع دم المؤسسات على عدة فئاتٍ أخطأت وجلبت الكارثة، فلم يتمكن أحد من محاسبة أحد، بل يضيع الوقت في "حانه ومانة". فلا حل للمشكلة ولا حتى فهمًا لها. وحين نقول حانة ومانة نتذكر هذه القصة:
تزوج رجل خمسيني بامرأتين الأولى اسمها حانة والثانية اسمها مانة، وكانت حانة صبية بخلاف مانة التي كانت كبيرة بالسن والشيب لعب برأسها. فكان كلما دخل إلى حجرة حانة تنظر إلى لحيته وتنـزع منها شعرة بيضاء وتقول: «يصعب عليَّ عندما أرى الشعر الأبيض يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازلت شاباً». فيذهب الرجل إلى حجرة مانة فتمسك لحيته هي الأخرى وتنـزع منها الشعر الأسود وهي تقول له: «يُكدِّرني أن أرى شعراً أسود بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر» ودام حال الرجل على هذا المنوال إلى أن نظر في المرآة يوماً؛ فرأى بها نقصاً عظيماً، فقال: «بين حانة ومانة ضاعت لحانا».
هكذا القرارات العشوائية والخطط البائسة والتوجهات الاعتباطية والخلل في المنظومة ودحرجة إطار سيارةٍ مستعمل من أعلى الجبل نحو الوادي مقنعين أنفسنا بأن "عجلة" العمل تتحرك ما هي الا "ضحك على اللحى".
#أشرف_عبدالله_الضباعين (هاشتاغ)
Ashraf_Dabain#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟