سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 18:14
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في خبر وقعنا عليه في الاعلام مؤخرا وتحت عنوان بيان الماني وفرنسي وبريطاني ذكر فيه بدعوة وزراء خارجية هذه الدول في بيان مشترك "اسرائيل إلى إعادة إنفاذ المساعدات الإنسانية بما في ذلك الماء والكهرباء وضمان توفير الرعاية الطبية والإجلاء الطبي المؤقت وفقا للقانون الإنساني الدولي". وقال الوزراء إن "استئناف الغارات الإسرائيلية في غزة يمثل خطوة مأساوية إلى الوراء لأهالي غزة. إننا نشعر بالفزع إزاء الخسائر في صفوف المدنيين وندعو بشكل عاجل إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار". وأكدوا بان الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين لا يمكن حله بالوسائل العسكرية وأن وقف إطلاق النار على الأمد البعيد هو السبيل الوحيد الموثوق للسلام.
ليست هذه اول مرة تطلق هذه البلدان الثلاث مجتمعة مثل هذه المبادرات. فآخر مبادرة مشابهة كانت قبل ثلاث سنوات ردا على الغزو الروسي لاوكرانيا. بعدها لف الصمت مثل هذه المبادرات.
هكذا فعلى الرغم من ان الامر يبدو شيئا عاديا مما درج على اطلاقه اولياء السياسية الغربيين، فاننا لا يمكن ان نعتبره كذلك مع تجاهل علاقة هذا الخبر مع ما نشرناه في مقالتنا السابقة حول بلينكات. إذ اننا في تلك المقالة قد كشفنا عن تورط بنوكا دولية من تلك البلدان وهي دويتشة بنك وبي ان بي باريبا وباركليز بضمان سندات للحكومة الاسرائيلية لعملائها بعد شرائها. اي ان هذه البنوك ومن خلال ضمان السندات هذه قد قدمت دعما ماليا هائلا لا تقدمه ابدا الى اية دولة في العالم. وقد قامت هذه البنوك بهذا الامر مع معرفتها المسبقة بان هدف اطلاق السندات اصلا هو تمويل الحرب الجارية على غزة. لذلك فاننا نعتقد بان اطلاق هذا البيان المشترك من قبل تلك البلدان هو محاولة بائسة للتغطية على افتضاح امر هذا التواطؤ مع دولة القتلة.
ويلاحظ الجميع بان اطلاق دعوة سياسية لوقف اطلاق النار مع الاستمرار بالدعم المالي هو ليس إلا نفاق. وإلا فما تكون قيمة هذه الدعوة مع استمرار هذا الدعم المالي ؟ فلا يمكن لاي شخص منصف ان يعتبر مثل هذه الدعوة والتي تبدو وكأنها سلاح الضعفاء بنفس مستوى هذا الدعم. اي من نفس مستوى القوة لتؤدي فعليا الى وقف لاطلاق النار، وحيث لم نرى في البيان المشترك بشأن تصرفات هذه البنوك والتي ترقى الى مستوى جرائم الحرب اية انتقاد او ادانة، ولا اية اشارة الى مبادرة لاحقة لايقاف هذا الدعم المالي للعدو وهو ما يشير الى عدم الجدية. وكل الامر يتعلق بمصداقية هذه الدول. وكان عليها إن كانت تريد فعلا ابراز مصداقيتها هذه، ان تتبع التصرف المنطقي الذي نشير اليه هنا. وعدم قيامها به يثبت بانها تدعم هذا الكيان الزائل بكل شيء وتكون قد فشلت في اقناعنا بصدق دعوتها الباهتة اعلاه.
ننتظر إذن من هذه الدول الثلاث إن كانت تريد فعلا ان نصدق توافرها على المصداقية في حرصها على ايقاف ازهاق الارواح في غزة العمل على ايقاف هذا الدعم المالي المخزي. وسنحكم لاحقا على النتائج.
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟