أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - موريس صليبا - ياسر إريك، إسلاميّ سودانيّ يصبح أسقفًا أنغليكانيًّا















المزيد.....


ياسر إريك، إسلاميّ سودانيّ يصبح أسقفًا أنغليكانيًّا


موريس صليبا

الحوار المتمدن-العدد: 8293 - 2025 / 3 / 26 - 15:12
المحور: قضايا ثقافية
    


يخفي عالم المسلمين العابرين الى المسيحية مفاجآت مذهلة يصعب تصديقها. غير أن الرحلة غير العاديّة والمؤثرة التي قام بها إسلاميّ سودانيّ والتي عرف خلالها المسيح وأوصلته الى درجة الأسقفيّة خير دليل على ذلك.
نشر هذا الرجل السودانيّ قصّته في كتاب صدر بالألمانيّة عام 2023 أيّ قبل ترقيّته إلى الأسقفيّة بعام واحد، عنوانه:
"تعلّمتُ الكراهيّة واختبرتُ الحبّ. من اسلاميّ الى بنّاء جسور."
Hass gelernt, Liebe erfahren. Vom Islamisten zum Brückenbauer
تكشف لنا هذه السيرة الذاتيّة القصّة المؤثّرة لهذا الشاب المسلم الذي نشأ وتمرّس، كما كان مقدّرًا له، كي يصبح إسلاميًا متشددًا حقيقيًا. غير أنّ الظروف التي مرّ بها والأحداث التي عايشها في حياته، قادته فيما بعد إلى التعرّف على المسيح، فاضطرّ الى الهرب من بلاده، ليصبح مبشرًا وقسّيسا انجيليّا، ثمّ ليرأس جمعية "أمّة المسيح" ، التي تجمع ملايين الأشخاص العابرين من الإسلام إلى المسيحيّة حول العالم.
في مارس 2024، أي بعد عام من نشر سيرته الذاتية، تم تكريس هذا الرجل من قبل الكنيسة الأنغليكانية أسقفًا على مدينة كيغالي، عاصمة رواندا في القارّة الافريقيّة.
إليكم بعض المقتطفات عن هذه الرحلة الطويلة والرائعة للغاية حول اهتداء هذا الرجل الاستثنائي إلى المسيح.
البيئة الأسرية الإسلامية
ولد ياسر عام 1972 في عائلة "الترابي" وهي أسرة ثريّة معروفة في السودان. اختار له والده اسم "ياسر" تخليدا لإعجابه بياسر عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية.
أراد الأب، الذي كان زعيماً بارزاً في العاصمة الخرطوم وضابطاً عسكريّاً رفيع المستوى، أن يسير ابنه الوحيد على خطاه، وأن يتولّى لاحقاً دورًا قياديًّا في عشيرته. لهذا السبب، ومنذ صغره، كان يصحبه معه إلى الاجتماعات السياسيّة ورحلات العمل، بينما كان رفاقه من نفس العمر يلعبون ويستمتعون بطفولتهم.
كانت عائلته، المتجذّرة أيديولوجيًّا بعقيدة الإخوان المسلمين، تعيش إسلامًا محافظًا للغاية. وكان أحد أعضائها، حسن الترابي، معروفًا ومشهورًا كزعيم إسلاميّ ليس في السودان فحسب، بل في العالم العربيّ والاسلاميّ أيضا.
عند بلوغ ياسر الثامنة من العمر، أخذه والده إلى مدرسة قرآنية تقع على بعد ألف كيلومتر شمال الخرطوم. مكث فيها بعيدا عن أسرته عامين ليتدرّب على حفظ القرآن عن ظهر القلب ليصبح "حافظًا"، أي شخصًا قد حفظ القرآن جيدًا. في هذه المدرسة القرآنية الصارمة للغاية، كان على الأطفال أن يتعلّموا بشكل خاص، حتى تحت الإكراه، حفظ القرآن، دون الحاجة إلى تفسيرات، أو طرح أسئلة، أو صياغة أفكار نقديّة، بل اتباع التعليمات المفروضة عليهم.
قبل التحاقه بهذه المدرسة القرآنية التي تعتبر "خلوة"، لم يخبره أحد، لا والده ولا أي فرد من أفراد عائلته، عن المكان الذي سيذهب إليه، ولا لماذا كان عليه الذهاب إلى هناك، ولا المدة التي يتعيّن عليه البقاء فيها. وذلك يعود الى التقاليد العشائريّة التي تعطي الأب سلطة مطلقة في اتخاذ القرار بشأن حياة أبنائه.
بعد عامين من الانغماس الأساسي في حفظ القرآن، عاد ياسر إلى عائلته. وبدأ يتعلّم في وقت مبكر جدًا أنّ في المجتمع المسلم الذي يعيش فيه، ليس لجميع الناس نفس القيمة: فالأشخاص من الديانات الأخرى والنساء والمسلمون الذين يمارسون إسلامًا مختلفًا يعتبرون أقلّ شأناً. علاوة على ذلك، يجب على المسلمين المحافظين كراهية اليهود والمسيحيّين.
بعد ذلك كان على ياسر مواصلة تعليمه، فسجّله والده في مدرسة للنخبة حيث تستطيع فقط العائلات الغنيّة والمتميّزة تسجيل أولادها.
إعدام محمود محمد طه
في تلك الأثناء، عايش الشاب ياسر بعض الأحداث المهمّة المؤثّرة، خاصة إعدام محمود محمد طه (1909-1985). هذا المفكّر الليبرالي كان قد طالب المجتمع الاسلامي بإيلاء أهميّة كبيرة للفترة المكيّة للقرآن التي تصوغ عقائد ومبادئ أخلاقيّة جامعة تقريبًا والتخلّي نهائيًّا عن الفترة المدنيّة التي تروي تجربة تاريخيّة ساد فيها العنف وكثرت فيها الغزوات والمجازر. كما دعا طه إلى المساواة بين الرجل والمرأة. وبذلك خاطر بحياته بسبب تفسيره الجديد للقرآن ورفضه للعنف والتعصّب والقمع باسم الاسلام. ولهذا السبب جرت محاكمته شرعًا بموافقة الأزهر "الشريف" وحكم عليه بالإعدام بتهمة الردّة.
على غرار كل المنغمسين والمتمسّكين بإيديولوجيّة الإخوان المسلمين، احتفل جدّ ياسر ووالده، اللذان كانا يعرفان طه جيدًا، بحماس وفرح وارتياح بإدانته واعتبرا ذلك انتصارًا للإسلام على زنديق ماكر. أما والدته فاعتراها الحزن الشديد لأن طه طالب بإرساء المساواة بين الرجل والمرأة كشرط أساسي لبناء مجتمع حديث عادل يحترم كرامة الإنسان وكلّ انسان.
زميل مسيحي ينبغي التخلّص منه
ياسر، الذي نشأ على كراهية اليهود والمسيحيّين، كان مقتنعا بأن قتل أحد هؤلاء "الكفّار" يعتبر تنفيذًا لإرادة إله الإسلام والتزامًا بقرآن محمّد وتطبيقًا للشريعة الإسلاميّة.
عند التحاقه بالمدرسة الثانوية في سن السادسة عشرة، تفاجأ ياسر بوجود طالب مسيحيّ يدعى "زكريّا" كان يجلس بجواره في صفّ الدراسة. فبحكم كراهيته للمسيحيّين، تجنّب ياسر الحديث معه، بل أخذ يراقبه عن كثب. غير أن الصورة التي كانت لديه عن المسيحيّين لم تكن تتوافق معه. فزكريّا لم يكن انسانا جاهلا وسيئا، بل على العكس، كان الأوّل بين رفاق صفّه ومتفوّقًا في جميع الموادّ، كما كان لطيفا جدّا مع الجميع. وبالرغم من ذلك، أخذ ياسر يكرهه أكثر فأكثر. فلم يستطع قبول هذا "الكافر" الذي يتفوّق كثيرا في أدائه المدرسيّ على كلّ رفاقه المسلمين المتشدّدين ، علما أنّه سيذهب حتما، حسب تعاليم الإسلام، إلى الجحيم بعد الموت. لذلك عاش ياسر مهووسًا بواجب التخلّص من هذا المسيحي. فبدأ في البحث عن فرصة تسمح له بذلك.
خلال الحرب المشتعلة بين شمال السودان وجنوبه، نظّمت الحكومة تدريبات عسكريّة للشباب بهدف إرسالهم لاحقا للقتال في جنوب البلاد حيث تسكن أغلبيّة مسيحيّة. فكان على الطلاب، ابتداء من سنّ السادسة عشرة، التوقّف عن الدراسة لمدّة أسبوع أو أسبوعين ولعدّة مرّات خلال العام الدراسي، للالتحاق بالتدريب العسكري.
في أسرة ياسر، كانت كراهيّة المسيحيّين تزداد أيضا يوما بعد يوم، اذ كثيراً ما كان يقول والده أمامه: "إن مواطني جنوب السودان هم أعداءنا. وبما أنّهم مسيحيّون فنحن نعتبرهم عديمي الأخلاق وحلفاء للغرب. وإذا لم نسحقهم، فإن القوى الاستعماريّة الغربيّة ستدخل بلادنا عن طريقهم وتدمّرها."
في الوقت نفسه، كان ياسر يسمع في الراديو تقارير عن تلك الحرب. كما ذهب العديد من أعمامه وأقاربه إلى الجنوب كجنود وماتوا "شهداء" هناك. لذلك أصبح واضحًا في ذهنه أن زكريّا المسيحي، زميله في الثانويّة، مسؤول أيضا، وان بشكل غير مباشر، عن استشهاد بعض من أفراد عشيرته في جنوب السودان.
في دورات التدريب العسكري كان يشارك ياسر ورفاقه في الثانوية في التمرّس على استخدام الأسلحة الرشّاشة. أثناء ذلك، كان بعض الطلاب يُقتلون أو يُصابون أحيانًا. في هذه الأجواء وجد ياسر ظروفًا مثاليّة وملائمة لمشروعه، حيث يمكن إخفاء جريمة القتل في المخيّم بسهولة أكبر بكثير من إخفائها في المدرسة الثانويّة أو في مكان آخر. لذلك دبّر خطّة للتخلّص من زكريّا خلال إحدى هذه الدورات. فاطلع عليها رفاقه الذين كانوا على أتمّ الاستعداد للتعاون معه وتنفيذ الخطّة.
في إحدى هذه الدورات عام 1988 كان يتعيّن على زكريّا أن يقوم بمهمّة الحراسة الليليّة في المعسكر. انتهز باسر ورفاقه تلك الفرصة السانحة وتنكّروا في احدى الليالي، واختبأوا في شجرة. وأثناء مرور زكريّا تحت تلك الشجرة في طريقه إلى مركز الحراسة، هاجموه بعنف وطعنوه حتى توقّف عن الحركة. بعد ذلك، هرب ياسر ورفاقه وعادوا إلى المخيّم قبل شروق الشمس. في المدرسة، لم يعرف أحد كيف اختفى زكريّا. (يُرجى من القارئ مواصلة القراءة حتّى النهاية)
تحوّل ياسر إلى المسيحيّة
كان لياسر عمّ اسمه خالد. كان ضابطًا كبيرًا في جهاز المخابرات السودانيّة. وفي الوقت نفسه، كان خالد، بالنسبة لياسر، الشخصيّة الذكوريّة الأكثر أهميّة في حياته والأب الثاني له. هذا العمّ كان يكره الغرب والمسيحيّة كثيرا ويسخر منهم، ويستخدم منصبه ونفوذه لاضطهاد المسيحيّين السودانيّين وسجنهم في شمال السودان. ففي أحد الأيّام، انعقد تجمّع مسيحيّ اشتبه به جهاز المخابرات بأنّه يعقد لهدف تآمري ضد مصلحة البلاد، فتسلّل العمّ خالد إلى قاعة الاحتفال وجلس بين الحضور. أثناء ذلك، سمع أحد القساوسة يتحدّث عن "شاول" وكيف كان "شاول" هذا يعتقد أنّه يخدم الله باضطهاده للمسيحيّين من حوله. غبر أنّ خالد الذي لم يكن يعرف شيئًا عن "شاول"، فتعرّف على نفسه في هذه القصّة، واقتنع بأن القسّ كان على علم بوجوده بين الحاضرين وتعمّد التحدّث عنه للتنديد به. فغضب جدّا، وخطّط لقتل هذا القسّ بمجرد انتهاء الاجتماع.
بعد ذلك، استفرد خالد بالقسّ وأخذ يهدّده. فارتعب القسّ وحاول توضيح كلامه عن "شاول الطرسوسي" الواردة سيرته في الكتاب المقدّس. فبعد جدال طويل أدرك أخيرا عمّ ياسر أن "شاول" هذا كان موجودا بالفعل. عندئذ أخذ يتحدّث مع القسّ حتى المساء طالبا منه أن يحدّثه أكثر فأكثر عن الإيمان المسيحي.
بعد ذلك اللقاء، ازدادت فضوليّة خالد، وأخذ يتردّد لزيارة القسّ والاستمتاع بالحديث معه. خلال المحادثات، تأثّر بشكل خاصّ بحقيقة أن الله كان رحيمًا جدّا مع "شاول" وقَبِلَه، على الرغم من أنّه، كان على شاكلته يضطهد المسيحيّين. فشعر خالد أن الله يتحدّث إليه شخصيّا أيضًا، وأنّه ربّ رحوم غفور. عندئذ، وبعد فترة من الزمن قضاها في البحث والتفكير والتأمّل، قرّر خالد ترك الاسلام واعتناق المسيحيّة.
وفي أوّل اجتماع لأسرته حضره خالد، اعترف أمام الجميع بإيمانه الجديد. فأدانته الأسرة على الفور وكفّرته وطردته خارجًا. ثم بلّغت عنه السلطات السياسيّة، فجرى اعتقاله وتعذيبه سنوات عديدة من قبل زملائه السابقين في أجهزة المخابرات السريّة.
في تلك الأثناء كان ياسر طالباً في الجامعة، فانهار عالمه بسبب قرار عمّه. وما زاد لديه الطين بلة وازعاجًا مؤلمًا هو غياب الرحمة والشفقة لدى أفراد الأسرة تجاه العمّ خالد الذي كان عزيزا على قلبه. فبينما حاول بكل هدوء ولطف إقناع عمّه بالعودة إلى الإسلام وإلى الطريق الصحيح "المستقيم"، كان الآخرون يشتمونه ويلعنونه حاقدين غاضبين متمنّين له العذاب وقضاء أيامه في الجحيم.
وبالرغم من ذلك، واصل ياسر محاولته لإرجاع عمّه إلى الإسلام، فلجأ الى البحث في القرآن علّه يكتشف فيه أسلوبا جذّابًا وبراهين مقنعة تساعده على ذلك. غير أنّه تفاجأ بما اكتشفه. فصادف، في أماكن مختلفة من القرآن، أوصافًا لا تتوافق على الإطلاق مع تصوّراته السابقة عن المسيح. انبهر كثيرا عندما اكتشف أن القرآن يصف يسوع بأنه "بلا خطيئة"، وأنه "كلمة الله" و"روح الله". واكتشف أيضًا في القرآن أن الله رفع عيسى، أي يسوع المسيح، إلى السماء ولم يرفع محمّدًا. وهنا بدأ ياسر يزداد شكًّا وارتيابًا وحذرًا. ولأوّل مرّة، تساءل: "أليس المسيحيّون هم فعلا على حقّ في نهاية المطاف، حتى بشهادة قرآن المسلمين نفسه؟"
غير أن نقطة التحوّل الحاسمة في حياته لم تحدث إلا بعد مرور عامين على هذا الحدث. في تلك الفترة كان أبناء خالد يعيشون في عائلة ياسر منذ اعتناق والدهم المسيحيّة. في أحد الأيام، أصيب فؤاد، الابن الأكبر لخالد، بمرض خطير ودخل في غيبوبة. نُقل حالا الى المستشفى وبقي ياسر بجانب سرير ابن عمّه. بعد أسبوع من ذلك، دخل الغرفة رجلان مسيحيّان من معارف عمّه خالد، وأخبرا ياسر أنّهما جاءا للصلاة من أجل ابن عمّه فؤاد. ومن باب الأدب سمح لهم ياسر بذلك. وقف الاثنان بجوار سرير المريض وأخذا يصلّيان بشكل حميم كما لو كانا يتحدّثان إلى صديق. " يا ربّنا والهنا من فضلك! اشفيه! يا يسوع الحبيب! أشفق على هذا الولد!" كرّروا هذا الدعاء بقلب منسحق عدّة مرّات.
يقول ياسر في كتابه: "وضع أحدهما، واسمه ابراهيم، علامة مباركة على رأس ابن عمّي فؤاد، وأمسك الآخر بيده. تأثرت بالحبّ والتصميم في صلاتهما من أجله. غير أنّي وجدت طريقة تعاملهما مع الله متعالية ومتعجرفة الى حدّ ما. فعندما كنت أطلب شخصيّا شيئا من الله، كنت دائمًا أتلو آيات قرآنية محفوظة ومُصاغة بعناية فائقة، ولم أكن أجرؤ على إملاء شيء على الله تعالى. وما أزعجني أكثر فأكثر أن هذين المسيحيّين صلّيا باسم يسوع، كما فوجئت أيضًا أنهما دعوا لشفاء صبيّ مسلم من الغيبوبة وعودته الى الحياة. فعندما كنت أصلّي أنا شخصيًّا من أجل المسيحيّين، كان ذلك بهدف القضاء عليهم والتخلّص منهم."
بعد تلك الصلاة، حدثت المعجزة وعادت الحياة للصبيّ المريض. استيقظ فؤاد من غيبوبة استمرّت أكثر من اسبوع. انصدم ياسر وأخذ يتساءل: "كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الأمر بعد صلاة هذين المسيحيّين، بينما ظلت صلواته هو دائمًا عقيمة وبلا فائدة؟"
تحدّث إلى أحدهما عن إيمانهما، فشرح له الأخير أن الناس خطأة وبسبب ذلك يعيشون بعيدين عن الله. "والخطيئة" تعني التمرّد على الله، وعدم الثقة به، والقيام بأشياء تتعارض مع إرادته. وكي لا يموت الناس كعقاب على خطاياهم، جاء الله بنفسه إلى العالم بشخص يسوع الذي حمل خطايا الجميع عندما مات على الصليب. لذلك، كلّ من يؤمن بيسوع المسيح يستطيع أن يكون مع الله بعد الموت.
أثار تحوّل هذا العمّ، العزيز على قلب ياسر، وشفاء ابن عمه بعد صلاة المسيحيّين عليه، المزيد من الأسئلة والشكوك لديه. فاندفع الى البحث مطوّلا عن الحقيقة. أخذ يقارن بين تعاليم الإسلام وتعاليم المسيحيّة. لجأ إلى عمّه الإمام وطرح عليه أسئلة كثيرة لكنّه عاد خائبا، اذ لم يتلقّ منه سوى إجابات غامضة وغير مرضية لم تقنعه اطلاقا. منذ ذلك الحين، بدأ ياسر يقرأ الكتاب المقدس سرًّا كل يوم ويحاول بشكل متزايد الابتعاد عن التجمّعات العائلية لتجنّب الأسئلة غير السارّة. وانتهى به الأمر بالتشكيك في الإسلام وتغيير إيمانه لصالح المسيحيّة.
لم يدم الأمر طويلا حتى لاحظ سريعا أفراد عائلته تغيّراً في سلوكه. فجدّه الذي عانى سابقا من عبور ابنه خالد الى المسيحيّة، توجّس كثيرا من التحوّل البارز في سلوك ياسر. فطلب منه أمام الجميع أن يتلو الشهادة التي تثبت ايمانه بالعقيدة الإسلاميّة. غير أنّ الشاب رفض ذلك وأوضح بأنّه تحوّل هو أيضا، مثل عمّه خالد، الى المسيحيّة.
ثار الغضب عليه داخل الأسرة. فالجدّ غادر المنزل فورًا. أما الوالد فقرّر طرد ياسر من البيت وحرمانه من كافة حقوقه كفرد من أفراد الأسرة، بما في ذلك اسمه. وللتأكيد شرعًا على ذلك، طلب من أخيه الامام اعداد مستند قانوني شرعيّ يثبت نهائيّا القرار الذي اتّخذه.
يقول ياسر في هذا الصدد: >
قامت الأسرة بنفي ياسر رسميًا عام 1991 واعتبرته ميّتًا فنظّمت له جنازة رمزيّة. فقد حُمل نعش فارغ كتب عليه اسمه وسير به في الشوارع. كذلك اطّلع ياسر في الصحافة على خبر وفاته ودفنه.
بعد ذلك، اضطرّ الى اللجوء لدى الأصدقاء والزملاء في الجامعة. كما استضافته أسرة سويديّة كانت تعمل في برامج المساعدات التنمويّة. غير أنّ ياسر لم يستطع البقاء طويلا على هذا الحال بسبب ملاحقته من قبل جهاز المخابرات ومضايقته باستمرار.
الهرب من السودان الى كينيا ثمّ الى ألمانيا
عندما وجد ياسر وضعه يزداد سوءًا ويشكّل خطرا على المسيحيّين المحليّين وعلى الأجانب الذين آووه عندهم، لم يبق أمامه سبيلا الا الفرار من السودان. فغادر البلاد ولجأ الى كينيا. وهناك بدأ دراسة اللاهوت المسيحي واتّبع تدريبًا فنيًّا. وتعرّف على عائلة من المسيحيّين الأوروبيّين رحّبت به وتبنّته. وعندما عجز في الحصول على المستندات القانونيّة اللازمة لتجديد جواز سفره في القنصليّة السودانيّة، أخذ ياسر اسم "عائلته البديلة": [إريك ERIC].
خلال اقامته في كينيا، تمكّن من العمل مع بعض المنظّمات الإنسانيّة في إطار مشاريعها الانمائيّة. فتعرّف أثناء ذلك العمل على شابّة ألمانيّة اسمها "مارِن". بفضلها تمكّن عام 1998من مغادرة كينيا إلى ألمانيا حيث أقام في جنوب البلاد في مقاطعة "بادن فورتنبارغ" [Baden Würtenberg]. ثمّ تزوّجا وأنجبا ثلاثة أطفال.
في مدينة "شتوتغارت" [Stuttgart]، التحق بكنيسة إنجيليّة عربيّة حيث تعرّف على العديد من العابرين من الإسلام الى المسيحيّة مثله، من بينهم سوريّون وأردنيّون وعراقيّون وآخرون عاشوا مرحلة مماثلة وعانوا أيضًا الاضطهاد بسبب تحوّلهم. أخذ يشارك بانتظام في شعائرهم الدينية وأنشطتهم المختلفة. ومن هناك انطلق في حياته الرسوليّة. واصل دراساته اللاهوتيّة، فحصل على ماجستير في اللاهوت الإنجيلي من جامعة "هايدلبرغ" [Heidelberg]، وماجستير آخر في علم الإرساليات من جامعة كولومبيا الدولية بالإضافة إلى درجة الدكتوراه في اللاهوت من الجامعة البروتستانتية في " فوبرتال" [Wuppertal]. ثمّ جرت سيامته قسًّا في الكنيسة الإنجيلية لخدمة المهاجرين. فأخذ يعلّم ويبشّر ويكرز في أماكن مختلفة، كما ركّز اهتمامه على مساعدة المهاجرين الشباب في الاندماج. ولهذا الغرض أسّس في ألمانيا "المعهد الأوروبي للهجرة والاندماج والقضايا الإسلامية" (إييمي).
من الجدير بالذكر ان معرفته بالثقافات والأديان واللغات الافريقية والعربية سهّلت كثيرا مهمته كقسّ وعمله في بناء الجسور وتعزيز السلام والتعايش الانساني بين الثقافات. ساعدت تفسيراته كثيرًا في فهم المهاجرين بفضل وصفه الرصين لتجاربه وأسباب كراهيته سابقا لأتباع الديانات الأخرى الذين كان يعتبرهم من "الكفّار"، الأمر الذي دفعه الى حدّ الاستعداد لقتلهم واللجوء إلى العنف باسم الدين. لذلك ركّز في رسالته على واجب المسؤولين الدينيّين والمدنيّين والتربويّين تفادي ذلك في مجتمع لا حاجة فيه الا للسلام والتضامن والتآخي.
أمّة المسيح
ترأّس القسّ ياسر جماعة "امّة المسيح" من عام 2016 إلى عام 2024. يعود تاريخ هذه الجماعة إلى عام 1996، عندما اجتمعت لأوّل مرّة في فنلندا مجموعة من المسلمين السابقين والعابرين إلى المسيح بمبادرة من الأخ هارون إبراهيم، [مؤلّف كتاب صدر في يناير 2025 بالإنكليزية بعنوان: Sharing Jesus, Shaking Islam] وذلك لمناقشة ودراسة المشاكل والمصاعب التي يعانون منها. شكّلوا في البداية كيانًا رسميًا عُرف باسم "الأسرة المتّحدة الدوليّة". وسرعان ما تطوّرت حتى اصبحت كيانًا مستقلّا جديدا أطلق عليه اسم Communio Messianica (باللغة العربية "أمّة المسيح"). تضمّ ملايين المتحوّلين من الإسلام إلى المسيحيّة موزّعين في حوالي 80 دولة. تهدف هذه الجماعة أولا وقبل كل شيء، الى أن يكون لهم صوت أقوى للدفاع بشكل أساسيّ عن حريّتهم الدينيّة، ولمساعدة بعضهم البعض والتعريف بهم على مستوى المجتمع المسيحي الأوسع.
في الواقع، اعترفت بأمّة المسيح هذه، الكنائس الكبيرة الأخرى، ولا سيما الكنيسة الأنغليكانية، وأخذت تعمل تحت رايتها، ولكن بشكل مستقل. وهذا ما دفع بالقسّ ياسر الى قبول درجة الكهنوت في هذه الكنيسة الانغليكانيّة فأصبح بوسعه ممارسة سرّ العماد وإصدار شهادات المعموديّة باسم تلك الكنيسة. وهكذا أصبح عمل "أمّة المسيح" أسهل بكثير من السابق. وبصفته رئيسا لامّة المسيح، قام القسّ والكاهن ياسر مرارا عديدة بزيارة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول أخرى بهدف دعم وتشجيع المسيحيّين العابرين هناك.
بعد سيامته أسقفا أنغليكانيًا في العاشر من مارس 2024 في كاتدرائية الثالوث المقدس في كيغالي، عاصمة رواندا، اضطرّ الى التخلّي عن رئاسة "أمّة المسيح" كي يتفرّغ بالكامل لرسالته الجديدة التي تفرض عليه مسؤوليّات جسام وأعباء ثقيلة.
بعد هذا العرض المختصر عن المعالم القليلة في رحلة هذا الرجل الاستثنائي، إليكم خاتمة كتابه التي يصف فيها ياسر لقاءه المفاجئ، بعد 19 عامًا، مع زميل المدرسة الثانوية الذي هاجمه هو وزملاؤه في مخيّم التدريب العسكريّ وتركوه ليموت على ما يبدو.

"لأنك كرهتني بشدّة، كنت أصلّي من أجلك دائمًا"
<< في عام 2008، حضرتُ مؤتمرًا لرعاة كنائس الشرق الأوسط في القاهرة. التقيت هناك بالعديد من الأصدقاء أتوا من مصر وسوريا والأردن. وفي مساء اليوم الأول طلب مني رئيس المؤتمر أن أختتم اللقاء بصلاة تأمّليّة. وعندما وقفت على المنصّة، لاحظت في القاعة وجود ثلاثة قساوسة سودانيّين لم أكن أعرفهم من قبل.
بعد انتهاء برنامج المساء توجّهت إلى غرفتي. وبينما كنت متّجهاً عبر الفناء إلى دار الضيافة، لاحظت وجود رجل سودانيّ متّجها نحوي. كان يعرج قليلاً لأن إحدى ساقيه كانت أقصر من الأخرى. بدا وكأنه كان ينتظرني.
بدأ الرجل النحيف، الخجول، ذو الشعر الرمادي بالسؤال:
"أنت من السودان أيضاً، أليس كذلك؟" ومن أين بالضبط؟"
أجبته: "من الخرطوم."
ثم سألني: "في أي مدرسة كنت؟ وما اسم عائلتك؟"
لم يسألني أحد هذه الأسئلة منذ أن غادرت السودان، لكنني أجبت عليها دون تفكير.
عندما قلت له اسم عائلتي القديم، انهمرت الدموع على وجه الرجل الداكن. لا بدّ أنه لاحظ انزعاجي.
"أنت لا تتذكّرني؟" سألني وهو يمسح الدموع من عينيه.
لم تتحرّك حدقة عينه اليمنى. لقد بدا أعمى في هذه العين.
لديّ أيضًا ذاكرة جيّدة تسمح لي بالتعرّف على الأشخاص. بمجرد أن أقابل شخصًا ما، أتعرّف عليه، حتى لو لم أتذكّر اسمه. خاصة إذا كان مثل هذا السوداني مصاباً بجراح الحرب. ولكن هنا كنت متأكدًا تمامًا من أنني لم أقابل هذا الرجل من قبل. وعندما نظرت إليه بتساؤل، أخذ نفَسًا عميقًا وقال: "اسمي زكريّا."
لقد صدمتني قوّة هاتين الكلمتين. بعد فترة وجيزة من الصدمة، بدأت ركبتاي تهتّزان وأخذت الأفكار تتسارع في رأسي بسرعة قياسيّة.
خطرت في ذهني على الفور كل الصور التي قمت بكتمها لمدة 19 عامًا: التحرّش في الفصل، صلواتنا من أجل اختفائه، ضرباتي على جسده، صراخه طلبًا للمساعدة في الغابة ليلاً. نظرت إلى الرجل الواقف أمامي: عينه العمياء، وقدمه العرجاء، ويده المشلولة، كل هذه علامات تركها حقدي في جسده.
لقد تغلب عليّ سريعا شعور بالخجل والذنب. شعرت بالتنديد، كما لو أنه قد تمّ القبض عليّ متلبسًا بالجرم المشهود. لن أنسى هذه اللحظة أبدًا في تلك الليلة، عندما كنت فخورًا بما فعلته ومتأكدًا من أنني تصرّفت باسم الله وطبّقت شريعته. والآن جعلني العار والخجل اندفع الى الزوال أو الى الهرب من الوجود. الذنب الذي فرضته على نفسي تلك الليلة وقمعته لعقود من الزمن، كان يلاحقني، كان ينظر إلي، كان له وجه واسم. وما زال موجودا! ها هو زكريّا أمامي. لم أتوقّع أبدا اللقاء به ومواجهته مرة أخرى في حياتي. كان فمي جافًا جدًا لم أتمكن من ابتلاع لعابي. عجزت عن الكلام. تحمّل زكريّا الصمت. يبدو أن الزمن قد توقّف في تلك اللحظة.
في الوقت نفسه سألت نفسي: وماذا بعد؟ كيف سيكون ردّ فعله؟
كان من حقّ زكريّا أن يهينني، أن يتّهمني، أن يلعنني، أن يصفعني، أن يكشف كلّ جرائمي. كنت سأقبل منه أي شيء، حتى لو انتقم مني. لم أكن لأفهم ذلك فحسب، بل كنت سأقول: "نعم، أنا مستحقّ ذلك."
بدأ زكريّا يتكلّم ببطء وهدوء وبصوت متكسّر. فقال: "ياسر"، وتوقّف. كان صوته هادئًا، سعيدًا تقريبًا، كما لو أنه لم يقابل عدوّه مرة أخرى، بل صديقه. ثم قال جملة واحدة لا تزال تدهشني حتى اليوم:
“لأنك كرهتني بشدّة، كنت أصلّي من أجلك دائمًا."
ثمّ فتح بيده المشلولة حقيبته وأخرج كتابه المقدس. اهتزّت يده عندما فتح غلاف الكتاب البالي والممزّق. أراني الصفحة الأولى. كانت هناك قائمة من الصلوات يليها أسماء أشخاص الواحد تلو الآخر. قرأت اسمي في بداية القائمة واسم مدرستنا في آخرها.
عدتُ خطوة إلى الوراء ونظرت إليه برهبة. كنت أكره زكريّا وأدعو مع أصدقائي بعد صلاة الغداء أن يزيله الله من الوجود. غير أنّه من جانبه سامحني زكريّا باسم المسيح ودعا من أجل تغييري. أظهر لي سلوك زكريّا محبة الله بكل عظمتها.
ان مقابلة الكراهيّة بالكراهيّة أمر إنسانيّ. لكن مقابلة الكراهيّة بالحبّ أمر إلهي. ولا يمكننا أن نفعل هذا بمفردنا.>> [ياسر ايريك]



#موريس_صليبا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليكم ماأنجزه الوجود الفرنسي خلال 132 سنة في الجزائر. رسالة ...
- حمدان عمّار، مفكّر ثائر على الفكر الإسلاميّ المدمّر
- كيف كفرت بالإسلام مسلمة سلفيّة في فرنسا
- سالم بن عمّار: يا شعوب إفريقيا الشماليّة، ألم تدركوا بعد أنّ ...
- هوبار لومار (26)ز خواطر ختاميّة
- هوبار لومار يسأل (25): هل من حلّ لخروج المسلمين من مأساة الإ ...
- هوبار لومار يسأل (24): متى ستستيقظون أيّها المسلمون؟!
- هوبار لومار يسأل (22):هل تعرفون كيف تسيئون لأولادكم؟
- هوبار لومار يسأل (22): ماذا تعرفون عن أحوال العالم الإسلامي؟
- هوبار لومار يسأل (21): هل سمعتم بمبدأ -المعاملة بالمثل-؟
- هوبار لومار يسأل (20): ماذا تقولون عن هجرة المسلمين إلى الغر ...
- هوبار لومار يسأل (19): ماذا تعرفون عن -المسلم المعتدل-؟
- هوبار لومار يسأل (18): هل تعرفون أنّ الرجل المسلم متسلّط؟
- هوبار لومار يسأل المسلمات (17): ماذا تعرفن عن الحجاب؟
- هوبار لومار يسأل (16) المرأة المسلمة: ماذا تعرفين عن وضعك في ...
- المواطن الفرنسيّ هوبار لومار يسأل (15): هل تعرفون حقيقة مفهو ...
- هوبار لومار يسأل (14): أيها المسلمون، هل تعرفون حقيقة موسى و ...
- هوبار لومار يسأل (13): أيّها المسلمون، ماذا تعرفون عن الخنزي ...
- هوبار لومار يسأل (12): أيّها المسلمون، هل تعرفون حقيقة صيام ...
- هوبار لومار يسأل: أيّها المسلمون، هل تعرفون حقيقة رُكني الحج ...


المزيد.....




- انتشال جثامين 15 مسعفاً بعد أيام من مقتلهم بنيران إسرائيلية، ...
- إعلام: طهران تجهز منصات صواريخها في أنحاء البلاد للرد على أي ...
- -مهر- عن الخارجية الإيرانية: الحفاظ على سرية المفاوضات والمر ...
- صحيفة -لوفيغارو-: العسكريون في فرنسا ودول أوروبية أخرى يستعد ...
- الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأو ...
- -حماس-: ما يشجع نتنياهو على مواصلة جرائمه هو غياب المحاسبة ...
- ترامب يعلن عن قرار بقطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب مخ ...
- -أكسيوس- يكشف موعد زيارة ترامب للسعودية
- حادث إطلاق نار في مورمانسك بشمال روسيا.. والأمن يلقي القبض ع ...
- ترامب: زيلينسكي يحاول التراجع عن صفقة المعادن وستكون لديه مش ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - موريس صليبا - ياسر إريك، إسلاميّ سودانيّ يصبح أسقفًا أنغليكانيًّا