أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبد الحسين شعبان - وطن التغابن -الى د. عبد الحسين شعبان-















المزيد.....


وطن التغابن -الى د. عبد الحسين شعبان-


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 20:57
المحور: قضايا ثقافية
    


وجيه عباس
شاعر وكاتب وإعلامي عراقي

ماذا يقولُكَ فكرةٌ أو شانُ؟
وحروفُك الغرباتُ والغفرانُ
تلك الجبالُ وللجنوب قيامةٌ
يكفي بأنَّكَ فيهما "إيشانُ"
وعشائرُ الناياتِ فيكَ "عراضةٌ"
ما اهتزَّ دون أنينِها الفنجانُ
للحرفِ مملكةٌ وليس بوسعِها
ألا تقولَكَ جمرةٌ ودخانُ
كنّا بها حطباً توقَّدَ كلُّهُ
والنارُ لا وجهٌ ولا عنوانُ
***
ياتُرجمانَ وجوهِنا وكأنَّما
المسمارُ يورقُ فيه والصلبانُ
فتقيمُ "عيسى" رايةً وعلى المدى
لعليِّ بين ترابِها آذانُ
ياحاملاً في اليمِّ مصحفَ أهلِهِ
وسفينُهُ العربانُ والتربانُ
يا أينَ تلقيكَ الجهاتُ على الثرى
وجنوبُ ربِّكَ نقطةٌ وبيانُ
ولانتَ تُمسكُ في يديكَ بطرفِها
وتجرُّكَ الأحزانُ ... والأحزانُ
وتعيدُ دورتَها ليُختصرُ المدى
فتعودَ فيها أزمنٌ ومكانُ
وتكادُ تبصرُ موطناً لكنَّما
ذهبتْ به الدنيا وأنت فُلانُ
كنتَ العصيَّ بهِ هناكَ وإنَّما
النجفُ العراقُ وإن أبى النسيانُ
***
عُدنا وجئنا والحَوائرُ دورةٌ
لم يبتديْ بطوافِها الدَوَرانُ
فيها لدمعِ الله في ذكواتِهِ
هذا الترابُ وضوعُه المَنّانُ
وهنا السماواتُ التي من بابِها
دلعَ الصباحَ عَليُّها الديّانُ
لأبي ترابٍ في الغَريِّ مواطنٌ
لكنَّ غربَتَهُ بها أكوانُ
لعليِّ في الذكواتِ قبرٌ مُفردٌ
فلأنَّهم جهلوهُ حين أبانوا
تُنمى إليه وللضميرِ عجائبٌ
أن جاء يحملُ وجهَكَ الطوفانُ
فهنا لسرِّ اللهِ فيها موضعٌ
وعليُّ فيها قِبلةٌ وأذانُ
وعليُّ وجهُ اللهِ يُؤتى دونَهُ
فلأنَّهُ وَمُحمَّداً قرآنُ
هذا الترابُ خسارُه في بيعِهِ
لو ساوموكَ به الخسارَ ولانوا
ولأنَّكَ النجفيُّ تحملُ حرفَهُ
سيُقالُ عنك إذا رووا ،خُسرانُ
يكفيك من نَجَفٍ عليٌّ وحدُهُ
ليكونَ مُتَّهَماً بك السجّانُ
كلُّ الوجوهِ عِمامةٌ علويةٌ
وعلى الترابِ عيونُها أجفانُ
سجدَ الزمانُ على ثراكَ وإنَّما
جادتكَ رملتَها بها كوفانُ
وطنُ التغابن يتَّقيكَ دريئةً
فلأنَّنا ولأنَّهُ بيبانُ
حتى إذا جئناهُ أغلقَ بابَهُ
وكأنَّنا في وجهِهِ جُدرانُ
مابيننا حتى الترابُ تَغَرُّبٌ
والماءُ يشهد أنَّهُ ظمآنُ
مشت المنافي والقميصُ يبيعُنا
إن جاءَ يوسفُ فيهِ أو عثمانُ
وطنٌ يَعِقُّ بنيهِ بين ديارِهِ
لِتَلُمَّ غربتَهُ بها لبنانُ
***
ياحاملاً ثقلَ الدياتِ تكرُّماً
وخلاكَ ذمٌّ دونها وهوانُ
عمراً اسلتَ الفكرَ يوقدُ نارَهُ
ليضيءَ حتى يبصر العميانُ
كان اشتعالُ الشيبِ أبينَ حُجَّةٍ
للفكر حين يضيؤوك اللَمَعانُ
جُنحا عُقابٍ يُرفعان إلى السما
بينا خيالُك في الثرى سيقانُ
وَمُجَنَّحٍ عركَ الصعودَ مهابةً
والأرضُ يصبغُ لونَها الغربانُ
آمنتَ بالإنسانِ يُهضمُ حقُّهُ
ليراكَ حيثُ يسيلُكَ الوجدانُ
فتكونَ درعاً أو تكونَ مقارعاً
والصاحبان أسنَّةٌ وَسِنانُ
وعلى ركابِ الحرفِ ألفُ تميمةٍ
وكأنَّها في َمهْمهٍ فرسانُ
ماكنت تخفي لونَ صوتِكَ في الدجى
حذرَ الزنيمِ وإنٌَهُ طُغيانُ
الوجهُ نفسُ الوجهِ فيك ولم يزلْ
وسواك عَدَّدَ وجهَه العُنوانُ
***
يا أنتَ مابين الشهورِ توسُّطٌ
رَجَبٌ تولى وادّنى شعبانُ
ولقد قضيتَ العمرَ بين مُوَدِّعٍ
وختامُ ما يُفضي به رَمَضانُ
واهاً لثلجِكَ في الرؤوسِ كأنَّما
اشتعلتْ براسِكَ دونَهُ النيرانُ
لكنما أبقيتَ طفلَكَ بينَها
يسعى، فلاشيبٌ ولا خذلانُ
وطنٌ وأنتَ حليفُهُ ولربَّما
فيهِ أضاعتْ وجهَكَ الأوطانُ
ولأنتَ في كلِّ الجهاتِ تلاوةٌ
آياتها الانسانُ.... والانسانُ
سِفْرٌ توزَّعَ مقلتيكَ غرابةً
ولقد يضجُّ برائعٍ تبيانُ
***
من أين يبتديء الزمانُ حديثَهُ
ولنحنُ فيه اذا حكى آذانُ
المنصتون درايةً وروايةً
والعارفان بك النهى ولسانُ
نجفُ الإمامة فيكَ من ذكواتِها
وعلى ثيابِكَ في السُرى كثبانُ
ما أنت لولا حرفُها بعليمِها
فإذا اليسارُ على اليمينِ يمانُ
أسفاً على هذا الزمانِ مباهلاً
بالأرذلين وطوعُهم أزمانُ
وبمن إذا قايستَ يرفعُ خافضاً
بالفارغين، ويشهدُ الميزانُ
وكذا هي الدنيا تريكَ عجائباً
وكأنها لمّا تكنْ او كانوا
بينا ترى ثُقلَ المواهب سوأةً
فتكادُ تستر عريه الأكفانُ
كُتِبَ الصيامُ عليهُمُ وكأنَّهم
عبءٌ على هذا الزمانِ يُدانُ
لا العبقريةُ أن تُذال لِمُثقلٍ
أعمى لتكذبَ دونه الألوانُ
وطنُ التغابن أن يقولَ فندَّعي
وكأنَّهُ في قولِهِ "لقمان"
من ذا يقايضُهُ الخسارَ ببيعِهِ
زعماً بأنَّ زيادةً خُسرانُ
وبأنَّ سامرةَ الزمانِ منازلٌ
لا حيثُ تحدو النوقُ والعربانُ
***
يامن متاعُكَ في الحياةِ يراعُهُ
ودواةُ حبرٍ دونها شريانُ
الروحُ ملءُ حروفِها وكأنَّها
مما أفاضَ الفكرُ والإيمانُ
فلأنَّ تربَكَ في الوجودِ بدايةٌ
ونهايتاه الكونُ والإمكانُ
ويلُمِّهِ الانسانُ يثبت عقله
فإذا الوجودُ أمامَهُ هَذَيانُ
اللهُ والشيطانُ أكبرُ محنةٍ
لويستطيلُ بوهمِهِ الشيطانُ
وعُرى الحقيقةِ صولجانُ بحسبنا
وكأنَّها بمظنةٍ تيجانُ
أنبيكَ أنَّ السادرين بغيِّهم
ساروا ويتبعُهُمْ به النسيانُ
وبأنْ أُضيعتْ في الرمالِ مواهبٌ
وعلا الوضيعُ المسخُ والأوثانُ
لكنَّنا نقتاتُ من أوهامِنا
فإذا نطقتَ بما تراهُ، تُدانُ
وبأنْ يُقالَ مُضَيَّعٌ في اسمِهِ
ووجودُهُ في غيبِهِ حسّانُ!
ولطاحَ بالجبلِ الغريبِ لأنَّهُ
وعرٌ، وحاصلُ جمعه نقصان ُ
كيف استقامَ بحسنِهِ فلأنَّهُ
في كل ماروت الحكايا جانُ
الأرض مسكنُهُ ولكنْ عقلَهُ
بقيا سماواتٍ بها وزمانُ
***
يابن الثمانين التي درجت بها
تلك الحياةُ ووقعُها أثمانُ
وابن الخطى المتوثبات على الثرى
وكأنَّها في رسمِها فنّانُ
شتى الوجوهِ مررنَ في حدقاتِها
لكن وجهَكَ دونَها حزنانُ
يكفيك ماأبقتْ هناكَ وديعةٌ
للقادمين وحسبُك القُربانُ
الحبرُ فيك دمٌ يفورُ لقادمٍ
ليقولَ ماذا تبدعُ الألحانُ
ولربَّ حرفٍ شادَ فيك مدائناً
وسواه لا حَجَرٌ ولا أركانُ

-ألقيت هذه القصيدة في حفل تكريم د. عبد الحسين شعبان في مضيف آل سميسم في النجف في 5 آذار / مارس 2025، وهي مؤلفة من 80 بيتًا بمناسبة مولده الثمانين في 21 آذار / مارس.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات بناء الدولة
- الشعبانية في الواقع والمآل
- النجف تكرّم مبدعيها - للمفكر شعبان ولدوحة آل سميسم وللنجف ال ...
- عبد الحسين شعبان: عطاء مميّز في شتى حقول الفكر والمعرفة
- عبد الحسين شعبان في ثمانينيته
- فم مفتوح .. فم مغلق - النجف تحتفي بإبنها
- النجف تكرم مبدعيها: عبد الحسين شعبان انموذجاً
- طائر في سماء الحرية وهب نفسه للفكر والحياة
- رائد التجديد والفكر الحر
- عرفاناً وتثميناً بذخائر ومأثر منجزاته ونبل مواقفه النجف الأش ...
- الشرق الأوسط وعواصف الجيوبوليتك
- من عمّان إلى بيروت حوارات عربية كوردية لتعزيز التعايش وإدار ...
- عبد الحسين شعبان - العقل المواجه والموازي للغرب
- الثقافة وثلاثية الظلام
- عينكاوة تحتفي بعبد الحسين شعبان
- المفكّر عبد الحسين شعبان... إلّا فلسطين
- المفكر العراقي عبد الحسين شعبان .. رحلة الإقامة الفكرية بين ...
- -الماركسية الجديدة- وأزمة اليسار العربي قراءة في مفهوم الدكت ...
- -الماركسية الجديدة- وأزمة اليسار العربي - قراءة في مفهوم الد ...
- الكتابة روح وهُويّة وفعل تنوير، كما هي فعل تغيير


المزيد.....




- مصر.. الداعية وليد إسماعيل يدخل بسجال بسبب -قط- مع الداعية ا ...
- السعودية.. ضبط طبيب وافد في الرياض وما فعله مع المرضى يشعل ت ...
- للموظفين.. احذروا قهوة ماكينات المكاتب!
- لماذا نحب الأطعمة الدهنية؟
- علماء روس يبتكرون محركا عاما للطائرات المسيرة
- Honor تعلن عن مواصفات حاسبها اللوحي الجديد
- روبوت صيني على هيئة إنسان ينفذ حركات قتالية مذهلة (فيديو)
- مكتب التحقيقات الفيدرالي يشكل مجموعة للتحقيق في هجمات على تس ...
- السعودية تستنكر القصف الإسرائيلي على بلدة كويا السورية وتطال ...
- ميدان جديد بانتظار إطلاق النار 


المزيد.....

- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبد الحسين شعبان - وطن التغابن -الى د. عبد الحسين شعبان-