البحث عن جدي الخامس والعشرين

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8292 - 2025 / 3 / 25 - 14:55
المحور: قضايا ثقافية
    

من يا يترى يتذكر أسم جده العاشر ؟. ربما القلة القليلة من الناس لديهم شجرة تحمل اسماء الآباء والأجداد، ولا اظنها مضبوطة 100 %، لكن الأكثرية (وأنا منهم) ليست لديهم صورة واضحة عن السيرة الذاتية لجدهم السادس أو الخامس. .
اتساءل دائما عن جدي الذي كان يعيش فوق سطح الارض قبل 2000 سنة. هل كان يعيش هنا في العراق. أم في بلد آخر وربما في قارة أخرى ؟. ماذا كان اسمه واسم والده ؟. من المؤكد انه لم يكن مسلما لأنني أتحدث عن المراحل التي سبقت الرسالة الإسلامية. هل كان إغريقيا أم فينيقيا ؟. هل كان يمتهن الزراعة ام الصناعة ام الصيد في البحر ؟. وهل كان فقيرا أم غنيا ؟. مسالماً أم عدوانياً ؟. كيف كان يمضي وقته ومن هي زوجته ؟. كيف كان شكله ؟، وما هي مواهبه وقدراته البدنية ؟. وما إلى ذلك من التساؤلات التي لن تجد لها جوابا دقيقا، لكن الحكمة المنطقية تقول ان جدي الخامس والعشرين كان يعيش مثلنا تماما في صراع مع الظروف التي كانت تحيط به وقتذاك، وانه كان قادرا على مقاومتها وعلى مواجهة التحديات، بدليل انه انجب جدي الرابع والعشرين، بمعنى كانت لديه اسرة ومصدر معيشي ثابت. لكنني لا اعرف فيما إذا مات مقتولا ام مريضا في بيته. .
حتى فحوصات الحمض النووي لن تقدم لنا النتيجة الدقيقة عن اصولنا وسلالتنا وقوميتنا، فالنتيجة في كل الاحوال نسبية موزعة على خارطة جينية تعطينا فكرة متداخلة عن أصولنا وعن الرقعة الجغرافية التي انحدرنا منها. .
مثال على ذلك: كانت نتيجة الفحص لاحد اصدقائي كالاتي: 48 % من أصول قوقازية، و 46 % من أصول شرق اوسطية، و 2 % جنوب أوروبية. و 2 % من شمال افريقيا، و 1 % من شمال اوريا، ونسب هامشية متفرقة. .
لكنني اكتشفت أن ابناء العراق بشكل عام ينتمون إلى المجموعة النقية ( J1 ) التي تتواجد بشكل حصري ومكثف بنسبة 81% فى الجنوب، وبنسبة 73% في اليمن، وبنسبة 30 - 40% في كل من السعودية، الأردن، الإمارات، فلسطين، و 20% في لبنان، وهو ما يؤكد أن العرب كانت بداياتهم الأولى فى جنوب العراق. وبالتالي فان جدي الخامس والعشرين كان يعيش هناك في مكان ما حول حافات المياه، وكان يعتاش على الزراعة وصيد الأسماك. .
ولله في خلقه شؤون

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات