الحداثة الرقمية في استنزاف صراع الأجتماع التنظيمي السياسي

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 08:50
المحور: الادب والفن
    

/ شعوب الجبوري - ت: من الألمانية أكد الجبوري


سؤال المقالة المعرفي: كيف الحداثة الرقمية تقوم باستنزاف الاجتماع التنظيمي السياسي؟
ولماذ الاجتماع التنظيمي السياسي من يستغل فيه الفرد نفسه، معتقدًا أنه يمارس حريته؟

في خضم الكتابة عن "صراع الاجتماع السياسي"، نتحدث عن الادوات ومهامها في إيضاح كيف غيّرت الحداثة الرقمية طريقة التحكم في التنظيم والعمل والعلاقات في الإنتاج مع بعضنا البعض. الفرضية هنا. تنقلنا من مجتمع انضباطي-تأديبي قائم على القمع والسيطرة الخارجية، إلى مجتمع أدائي، حيث يستكشف تنظيم الأفراد وهم يطالبون بضبط النفس. سعيًا. لتحقيق أقصى إنتاجية. هذا التغيير، الخلق منه هو أن. يكون مدخلًا أتمتيًا مبررًا. ودفعا منهجيًا مبلورا. وإن بدا مُحرِّرًا، إلا أنه ولّد شكلًا جديدًا من الإرهاق التنظيمي والاغتراب الإيديولوجي.

- استغلال الذات كأسلوب حياة؛ الزعم يشار إليه بأن إنتاج الإجتماعي التنظيمي السياسي طبيعة أجتماع هش، لم يعد الفرد مضطهدًا من قبل قوى خارجية، بل أصبح هو من يضطهد نفسه. إن الحرية التي يُعتقد الأجتماع التنظيمي السياسي "الأفراد" تتمتع بها هي في الحقيقة وهم يراد بها. إلى أستغلال أنفسهم. بمعنى؛ يعتقد الشخص المُدرَج أنه حر، بينما هو في الواقع عبدٌ لمطالبه الخاصة. يتجلى هذا الاستغلال الذاتي في السعي الدائم للنجاح والإنتاجية والكمال، مما يؤدي إلى الإرهاق المزمن لقوة الهيكل التنظيمي الجمعي.

- الفشل الناتج عن تعدد المهام والتواصل المفرط؛ في العصر الرقمي، أصبحت الاتصالات المفرطة وتعدد المهام من المعايير الاجتماعية. ومع ذلك، يحذر إنتاج الأجتماع السياسي من أن هذه الممارسات لا تفشل في زيادة الإنتاجية فحسب، بل إنها في الواقع تساهم في الإرهاق العقلي الجمعي. والإشارة هنا. إلى أن الإجتماع التنظيمي السياسي. تنظيما هشًا. يتميز بعدم القدرة على التركيز على مهمة واحدة، مما يؤدي إلى تشتت الانتباه بشكل مستمر. إن هذا التشرذم في العقل الجمعي يمنع التأمل العميق والراحة الحقيقية للفرد، مما يولد إرهاقًا استراتيجيا. يتجاوز الهيكل التنظيمي. "الجسد".

والنقد البنيوي. يتبنى أيضًا ثقافة الإيجابية التي تهيمن على الإنتاج الأجتماعي التنظيمي السياسي. بدلاً من المحظورات، قد يواجه الآن فائضًا من الإمكانيات والخيارات الاستراتيجية. وهذا يؤدي إلى الشلل والشعور الدائم بالعجز، كما هو منظور. إن الضغط الذي يدفع البدائل إلى أن يكون دائمًا الاجتماع إيجابية التنموية والتفائل بخلق البدائل و نوع واسلوب المنتج التنظيمي. إذ يمنع صناع القرار. من التعرف على المشاعر السلبية ومعالجتها، مما يؤدي إلى تفاقم الإرهاق العاطفي التنظيمي.

- فقدان الصمت والتأمل؛ هناك جانب رئيسي آخر لآلية إنتاج الاجتماع التنظيم السياسي المعطلة. وهو فقدان الصمت والتأمل. بمعنى. أن الضوضاء المستمرة للمعلومات الرقمية تنفيذ صناعة القرار من إيجاد لحظات من السكون والنأي. أي إن التحفيز المفرط يبعد المجتمع من إنتاجه عن التأمل التنظيمي الداخلي. ويدفع الحراك إلى حالة من الاضطراب الدائم. إن هذا الافتقار إلى الصمت لا يؤثر على الصحة التنظيمية للمعلومات. والتوجهات العقلية فحسب، بل يحد أيضًا من القدرة المجتمعية الانتاجية على التفكير النقدي والعميق.

ويتميز الأجتماع التنظيمي السياسي الهش أيضًا بتآكل العلاقات الإنسانية الأصيلة. وفقا لتطلعاته التنموية، فإن الاتصال الرقمي المفرط خلق وهم القرب، لكنه في الواقع أبعده أكثر. والإشارة هنا. إلى أن بنية وسائل التواصل الاجتماعي السياسي الفكرة الناشئة. شعوراً بالتواصل الدائم، لكن هذه الروابط سطحية وتفتقر إلى العمق العاطفي المجتمعي الانتاجي. ويساهم هذا الافتقار الاستراتيجي إلى الاتصال الحقيقي في الشعور بالوحدة والعزلة.

ما نلاحظه. أنه لمكافحة إرهاق إنتاج المجتمع السياسي الحديث، من الضروري استعادة أدوات فن الراحة. والتأمل التنفيذي الشامل. والإضافة هنا. تؤكد على تأثير وفاعلية الاستراتيجية أن تنظم كيف الرؤيا بالاهداف لا للمطالب المستمرة، وأن تجد الوحدات الاستراتيجية لصناع القرار مساحات للصمت والتأمل. وبهذه الطريقة فقط يمكن لمنفذي القرارات. الهروب من فخ استغلال الذات. من أجل إيجاد فرصة بحث متوازن بين الإنتاجية الأجتماع السياسي والرفاهية التنظيمية التنموية.

وفي الختام، فإن الإجتماع التنظيمي السياسي الهش؛ هو ظاهرة تعكس تناقضات الحداثة الرقمية. في حين يُعتقد أن ذلك أكثر حرية وأكثر ارتباطًا من أي وقت مضى، إلا أن في الواقع الجمعي يشعر بالإرهاق والاغتراب أكثر. لذا ندعو إلى التفكير في كيفية استعادة إنتاج إنسانية الاجتماع التنظيمي السياسي في عالم يطالبنا بالتنمية الفاعلة. بأن نكون دائمًا منتجين وإيجابيين. وأكثر حرصًا على إنسانيتنا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيو ـ 03/24/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات