ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني
(Wisa Elbana)
الحوار المتمدن-العدد: 8291 - 2025 / 3 / 24 - 07:40
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
تشهد تركيا هذه الأيام واحدة من أعقد اللحظات السياسية منذ عقود، في ظل تصاعد الغضب الشعبي، وتضييق الخناق على رموز المعارضة، والانهيارات المتتالية في البنية الاقتصادية، ما ينبئ باقتراب نهاية نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي حكم البلاد منذ أكثر من 20 عامًا.
اعتقال إمام أوغلو… شرارة الغضب الشعبي
في مشهد يعكس حجم التوتر المتراكم، ألقت السلطات التركية القبض على أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول والوجه الأبرز في المعارضة، بتهم تتعلق بالفساد ومساعدة منظمات إرهابية.
خطوة فُهمت على نطاق واسع كجزء من حملة ممنهجة لتصفية المعارضة تمهيدًا لإحكام السيطرة المطلقة على مفاصل الدولة. لكن ما لم يتوقعه النظام، هو الرد الجماهيري الغاضب الذي اجتاح شوارع إسطنبول وإزمير وعدد من المدن الكبرى، في مشهد أعاد للأذهان إرهاصات ثورات شعوب المنطقة.
أزمة اقتصادية خانقة
سياسياً، يعيش نظام أردوغان حالة حصار داخلية وخارجية. أما اقتصادياً، فقد أصبحت الليرة التركية على حافة الانهيار، متراجعة أمام الدولار لأدنى مستوياتها، وسط حالة من التذبذب في الأسواق المالية، وارتفاع التضخم، وتراجع ثقة المستثمرين.
بات المواطن التركي يشعر بثقل الأزمات في معيشته اليومية، وهو ما يحفّز موجة السخط الشعبي.
ملامح نهاية محتملة
تبدو الأحداث وكأنها تسير في اتجاه واحد: تفكك منظومة أردوغان. النظام الذي لطالما راهن على السيطرة الإعلامية، واستخدام القضاء كأداة لتصفية الخصوم، بات الآن في مواجهة مباشرة مع الشارع، ومع انقسامات داخلية داخل حزب العدالة والتنمية نفسه.
في ظل تزايد الضغوط الدولية، ومطالبات منظمات حقوقية بوقف ممارسات القمع والتضييق، يبدو أن أردوغان يواجه أصعب اختبار له منذ توليه السلطة، وربما الأخير.
هل تكون هذه بداية النهاية؟
التاريخ يخبرنا أن سقوط الأنظمة الاستبدادية لا يأتي فجأة، بل يتسلل مع كل مظاهرة، وكل قمع، وكل انهيار اقتصادي. وربما تكون تركيا الآن أمام لحظة فاصلة، تبدأ فيها مرحلة جديدة بعد أردوغان، بملامح لا تزال غير واضحة، لكنها حتمًا ستكون مختلفة.
#ويصا_البنا (هاشتاغ)
Wisa_Elbana#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟