للاإيمان الشباني
الحوار المتمدن-العدد: 8291 - 2025 / 3 / 24 - 07:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الحب المستحيل هو ذلك الشعور الذي ينبض في القلب بكل قوة ولكنه يصطدم بجدران الواقع القاسية فيبدو وكأنه حلم بعيد المنال لا يستطيع الإنسان الوصول إليه مهما حاول فهو حب يعانق المستحيل ويشعر القلب بمرارة الفقد والوحدة في كل لحظة يتخيل فيها الوصول إليه في هذا الحب يلتقي القلب بالعقل فتقيد الأحاسيس وتمنع العواطف من الظهور بشكل طبيعي وتظل الأسئلة تتراكم في العقل هل الحب في هذه الحالة هو مجرد وهم أم أنه حقيقة لم يجد طريقه إلى الوجود
يأخذ الحب المستحيل العديد من الأشكال فقد يكون بين شخصين تفصل بينهما المسافات البعيدة أو الظروف القاسية التي تمنع التقارب وقد يكون حبًا لا يتوافق مع الواقع الاجتماعي أو الثقافي أو الديني حيث تختلف المفاهيم والعادات والمعتقدات فلا يُسمح لهذا الحب بالوجود إلا في الخيال فقد تكون الحياة قد فرضت على أحدهما خيارات أخرى وهو يظل أسيرًا لحب لم يكن له أن يتحقق
وفي أحيان أخرى يكون الحب المستحيل بسبب الخوف من الخيانة أو الفقدان أو عدم التوافق بين الطرفين بسبب اختلاف في الأهداف أو طموحات الحياة فتدرك القلوب أنها في عشق مستحيل ولكنها تظل تهيم به رغم كل العوائق التي تظهر في الطريق هذا الحب يترك أثرًا عميقًا في النفس يعجز الشخص عن نسيانه وقد يتمنى لو أن الزمن يعود إلى الوراء ليعيش تلك اللحظات السعيدة التي كانت مليئة بالأمل
لكن الحب المستحيل لا يعني دائمًا اليأس أو الفشل فبالرغم من أن الوصول إلى هذا الحب قد يكون غير ممكن في الواقع إلا أن تأثيره على الشخص قد يكون عميقًا في تغير مشاعره وأفكاره وتوجهاته في الحياة أحيانًا يصبح الحب المستحيل هو مصدر القوة والتحدي حيث يتعلم الشخص من هذه التجربة كيفية مواجهة الواقع وتجاوز الصعاب ويكتشف قيمة الحب الحقيقي الذي قد لا يتطلب الوصول إليه
وبالرغم من أن الحب المستحيل يحمل في طياته الكثير من الألم والحزن إلا أنه يظل جزءًا من التجارب الإنسانية التي تعبر عن قوة العاطفة وقدرتها على تجاوز الحدود والقيود التي يضعها الواقع فحتى لو كان المستحيل هو العنوان في النهاية تظل الذكريات تملأ القلب وتضيء الروح وتبقى تلك اللحظات في الذاكرة كأجمل لحظات الحياة
للاإيمان الشباني
#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟