محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8290 - 2025 / 3 / 23 - 16:16
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يمكنك عدم إكمال قراءة هذه الخواطر غير الموثوق في دقتها ..لشخص يعيش في مجتمع متخلف .. لم يعده ليفكر بصورة علمية أو فلسفية منطقية مترابطة ..شخص حصل علي معارفة بالصدفة بطريقة عشوائية ..لا يمكن الإعتماد عليها .
هذا تحذير .. فانا لا اثق في أن ما سأكتبه هو حديث يناسب البؤس الذى نعيشة بقدر ما هو نكش في جدار الجهالة التي نرقد فيها .. ناعمين .
ثلاث مرات تغيرت حياة البشر بصورة ثورية خلال السبعة الاف سنة التي كان فيها واعيا ينتج المعرفة
الثورة الاولي عندما ايقن أن الارض التي نعيش عليها كوكبا علي هيئة شبه كروية يدور حول الشمس مكونا فصول السنة ..و حول نفسة مسببا الليل و النهار .. لقد ادى هذا إلي تغير معرفي من سيطرة الميتافيزيقيا الدينية و محاكم التفتيش إلي المنطق و الفلسفة و الحريات الشخصية ..وللكشوف الجغرافية و الإستعمار الكولوني .. و إلي زوال زمن الإقطاع ..و بداية نفوذ التجار ..و التحول البرجوازى ..الذى منح المدن السيطرة ...و دفع بتهاويم القومية إلي مكان الصدارة
الثورة الثانية .. مع الحرب العالمية ..وإحتياج ميادبن القتال .. للعون التكنولجي لمراكز البحوث.. فاسرع بتطوير النظريات العلمية و الفلسفية الكلية التي ظهرت في القرن التاسع عشرو بدايات العشرين . لتمنح الاطراف المتصارعة الدبابة و السيارة و الطيارة و المدفع و الغواصة و القنبلة النووية ..و معها النسبية ..و الكوانتم و المادية الجدلية ..و الحكومات الشمولية من جانب و النظرة الإمبريالية الراسمالية متعددة الجنسيات من جانب أخر .. و نوع جديد من الإستعمار الذى تقوم به الجيوش المحلية الكومبرادورية الطابع بإرهاب و إستغلال شعوبها ..و تسليم القيادة و العائد .. لطرف من أطراف القوى العظمي التي تحكم العالم .
الثورة الثالثة .. التي نعيش فيها .. حدثت في زمن غير معروف بدايته .. في الغالب مع الحرب الباردة و الصراع علي إرتياد الفضاء ..و التجسس علي القوى المنافسة..
و الذى ادى للرغبة في معرفة .. طبيعة الكون .. وإستعمار بعض من كويكباته و الإستفادة من المواد الخام التي كادت ان تنضب من كوكبنا ..
و ما صاحب هذا من تطور علمي و تكنولوجي .. يتصل بالسيطرة عن بعد علي معدات إستكشاف و دمار ..
و تطور الصواريخ ..و الطائرات التي لا تحتاج لقيادة .. و الكومييوترات الضخمة التي تتصور تسلسل أعمال شديدة التركيب و التعقيد كإنزال مهمات أو بشر علي أسطح الكواكب و إستعادتها ..
علوم ..محصور تداولها بين مجتمعات علمية مغلقة .. لا يتسرب منها إلا الفتات الذى يجعلنا نندهش .
العالم في مرحلته الجديدة تحول إلي أوليجاركية من سادة يمتلكون العلوم و الذكاء الصناعي و تكنولوجيا النانو الحديثة و وسائل الإتصال و المراقبة ..
وأغلبية من العبيد المسيرين .. بواسطة أدوات مركبة و معقدة لا علم لنا بها إلا أن نرى .. شبخا إماراتيا يذهب لترامب .. يقدم له المليارات.. ويقول وهو يبتسم أنه سيستثمرها في بلدة.و الأخر يربت علي ظهره سعيدا
ما يحدث حولنا .. من حروب و تغير في المفاهيم الإنسانية و القهر للشعوب هو نتاج التطور الثالث لثورة علوم البشر .. و الذى سينتهي بكسوف الديموقراطية و الحريات الفردية ..و حقوق الإنسان و الرجوع لزمن الإستكشافات التي صاحبت الثورة الأولي و ما تلاها من إستعمار و نهب لثروات الشعوب المتخلفة
التاريخ يعيد نفسة ..و نحن نياما .. نعيش ف نعيم مخدرات عصور ما قبل الحداثة .. نجادل في أن الأرض كروية ..ونتصارع علي لفمة العيش الضنينة ..و لا نعرف من علوم العصر و التكنولوجيا إلا ما يسمحوا لنا به ..ليجعلوا من بلادنا سوقا شرها لمنتجاتهم .
للاسف .. لقد فاتنا القطار .. و حتي لم نجد مكانا متقدما بين الشعوب الجارى إستعبادها .. في أمريكا و أوروبا ..و الشرق الاقصي .. فنحن مصرين علي الإحتفاظ بالدرك الاسفل .. لا نغادرة ..
قد تكون هذه الافكار .. كوابيس شخص لم يكتمل وعية و تعليمة و معرفته تدور حول الثورة الثانية للتقدم البشرى .
.و لكنها .. قد تدعو البعض ..من ال1% شبه العقلاء الذين لم يغرقهم طوفان الجهالة الذى تنشره المتحدة ..و اخواتها .. للتفكير .
لقد أصبحوا الاقوى .و الاكثر تاثيرا و وعيا ..و إستخدموا المعلومات الغزيرة التي لديهم لإخضاعنا .. و ترويضنا ..و إستغلالنا ..لنصير بشرا قيمتهم التسويقية رخيصة .. قد نلعب لديهم كرة قدم ..أو نصبح داعرات في المواخير .. أو قطع غيار للأجساد المريضة ..أو فئران تجارب لمعرفة تأثير الأدوية الجديدة .. أو مستهلكين لمنتجات اسواقهم ..و منتجين للصناعات الملوثة للبيئة و للمواد الزراعية .. أوالخام الرخيصة ..
نحن كثيرون بدون فائدة .. لاننا لا نملك عقولا نقدية مثقفة ..قادرة علي الإبتكار ..لذلك يستخدموننا في الاعمال التي يأنفون أن يقومون بها ..و نحن ننظر لهم بإجلال مذعورين .مندهشين كما فعل سكان إفريقيا و أستراليا و أمريكا الاصليين مع الرجل الأبيض الغازى الذى أعطاهم عقود الخرز و أخذ الذهب و الفضة ... لا نتقن إلا أحلام اليقظة .. التي تجعلنا نلبس ملابس مسوخهم ..و نهتف .. بصيحات طرزان أو السوبر مان أو الرجل الأخضر أو الغوريلا كينج كونج . ..
فهل يستمر هذا .البؤس . للابد ... قد يستمر ..و قد تتسع الهوة ..ليفنون شعبا بالكامل دون أن يهتزلهم جفن ..فهم يعرفون كيف يجعلوننا نعيش في ثقافة العصر الحجرى ..نمجد أفكار الرعاة .. ننظر لهم كما لو كانوا ارباب العصور الغابرة التي تأتي بالمعجزات
إلا إذا حدث أمر من ثلاثة إفتراضات .. أن تسقطت السماء من هم اقوى و أكثر علما فيجعلونهم و يجعلونا عبيدا ..مستغلين لتحقيق اطماعهم.. و هو أمر في الغالب تكرر أكثر من مرة خلال الأربعة الاف مليون سنة الماضية .
أو أن نثورعليهم مستخدمين نفس اسلحتهم (العلم و المعلومة ) و هو أمر قد يكون ممكنا لو أن الصراع بين القوى العظمي أمريكا و الصين و روسيا و اليابان و أوروبا .. جعل احدهم يعيد تعليم الكتلة المستعبدة المستباحة المستسلمة لقدرها .
لا أعني بهذا أن الصين أكثر إنسانية من روسيا .. أو أن اليابان ستحول تقدمها إلي تكية تقدم المعلومات لنا .. و لكن أتصور أن الصين في صراعها العلمي مع الأمريكان ..قد تفتح خزائن علومها للإيرانين ..أو لسكان امريكا اللاتينية.. أو للكتلة الشرق اوسطية المظلمة الغارقة في تخلفها .. و هو أمر حدث من قبل ..و تكرر عدة مرات .. الاقرب هو ما فعلته الإمبرطورية البريطانية لتعويق الإمبراطورية العثمانية .. بمساعدة مشايخ الجزيرة العربية علي الثورة .
هذا كلام محبط .. فنحن ..نعيش عبيدا لهم حتي يجيء غاصب اقوى .. أو نتحول إلي وسيلة تعويق قوة عظمي لقوى أخرى منافسة .
الإحتمال الاخير .. أن تنمو لدينا الرغبة في الصراع و التحرر .. ان نصنع حصان طروادة ..و ندخله لمعاملهم و جامعاتهم و مراكز بحوثهم .. و نتعلم .. بنفس الطريقة التي تقوم بها الهند أو ماليزيا أو كوريا .بتطوير المستوى المعرفي لشعوبها .....
و لكن هذا يستدعي إعادة ترتيب المنزل من الداخل لنعرف كم أصبحت المسافات بيننا و بينهم بعيدة ... و هو.أمر بعيد الإحتمال طالما كان هناك تحالفا غير قابل للفصم بين أصحاب القصور المترفين الذين يملكون رقابنا من رجال الدين ( مسلم مسيحي ) و الباشاوات الضباط المليارديرات ... أنا شخصيا منتظر الانوناكي يحضرون من السماء .. لاقدم لهم شكواى .. فهذا هو الإحتمال الأكثر واقعية.
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟