أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء الواحد بعد المائة)















المزيد.....

جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء الواحد بعد المائة)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8290 - 2025 / 3 / 23 - 04:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الجوهر الأخلاقي - بوصفه الغنل الخاص للذوات المتنوعة والمفردة مثل عملها المشترك الناتج عن تعاونها الواعي كذوات موحدة أو متوحدة - تصل الذوات إلى الاعتراف الحقيقي أو الكامل، أي الاعتراف المضاعف: فهي تدرك أنفسها كما لو كانت تعترف ببعضها البعض بشكل متبادل. وهو ما عبر عنه هيجل بالكلمات التالية: "أنا أحدس فيها كلها أنها ليست لذاتها سوى هذه الجواهر القائمة-ب-ذاتها مثلما أنا واحد منها؛ أنا أحدس الوحدة الحرة مع الآخرين فيها بحيث تجعل هذه [الوحدة]، بقدر وجدت من قبلي، كذلك هي موجودة من قبل الآخرين أنفسهم. هم مثلي، وأنا مثلهم. (435، ترجمة معدلة/195)
نحن نتعامل هنا مع استئناف وإعادة صياغة في نفس الوقت لـ "أنا التي هي نحن" و"نحن التي هي أنا". وكما يمكننا إعادة صياغة هذه القضية من خلال ترجمته إلى "هذه الأنا التي نكونها نحن" و"هذه نحن التي أكونها أنا"، فإننا نستطيع أيضا إعادة صياغة القضية التي نواجهها هنا من خلال القول "هؤلاء هم الذين اكونهم أنا" و"هذه الأنا التي يكونونها هم". "ليس هناك، لا في الحالة الأولى ولا في الحالة الثانية، اندماج "أنا" في "نحن" أو تضحية بلا بقية ودون عودة بـ"الأنا" لصالح "هم": على العكس من ذلك، لدينا "أنا" لا تطرح نفسها حقا كــ"أنا" إلا انطلاقا من "نحن" أو من "هم"، إذن من "أنا" لا تدرك ولا تحدد نفسها كـالـ"أنا" التي تكونها إلا من خلال إدراك وتحديد نفسها كجزء من "نحن" و"هم"، تماما كما لا يمكن توليد "نحن" و"هم" وتأسيسهما على هذا النحو إلا من خلال مجموعة من الـ"أنا". وكما هو الحال مع هذه الاخيرة، نفهم أن ذلك لا يكون ممكنا إلا لأن "نحن" نفسها أو "هم" هي ثمرة تعاون مجموعة من الـ"أنا": إذا كان كل شخص يستطيع أن يقول "أنا" في "نحن"، فذلك لأن كل "أنا" تدرك أن "نحن" لن تكون (أو لم تعد) كذلك إذا سحبت مساهمتها الفردية منها - وهذا ينطبق على كل مساهمة قدمتها كل "أنا".
من المؤكد أن هيجل كتب ما يلي: "الوعي المفرد، كما يوجد مباشرة في الحياة الأخلاقية الحقيقية أو في الشعب، هو ثقة مكثفة لم يتم لأجلها تذويب الروح في لحظاتها المجردة، ولم تعرف بعد أنها تكون لأجل ذاتها لنفسها كتفرد خالص". (436/196)
قد نميل إلى فهم هذه القضية بمعنى أنه في الحياة الأخلاقية للشعب كما وصفها هيجل هنا، لن يكون هناك بعد، بالمعنى الدقيق للكلمة، "أنا" مفردة، ولن يتم وضع أي بدل لتفرد "الأنا"، وبالتالي فإن "نحن" كما توجد هناك، كجوهر أخلاقي، هي "نحن" التي تغذي نفسها وتعيش فقط على التضحية التي لا رجعة فيها بـمجموعة من الـ "أنا" المفردة. في الواقع، يقصد هيجل أنه في الأخلاق كما يصفها في هذه الصفحات، لا يوجد "أنا" تتصور نفسها على أنها "أنا" بشكل مستقل عن "نحن" التي تشكلها مع مجموعة ال"أنا" الأخريات. هذا لا يعني أنه لا يوجد تفرد (حتى الآن)، ولكن يعني فقط أنه لا توجد "أنا" مفردة تتصور تفردها باعتبارها قادرة أو مضطرة إلى أن تكون صالحة خارج "نحن"، بشكل مستقل عن "نحن"، وحتى أقل من ذلك ضدها. ما المعنى الذي قد يكون لجملة مثل هذه: "الكل يصبح بمثابة عملها الكامل"، أي عمل كل "أنا"، إذا لم يكن هناك "أنا" مفردة؟
إذن توجد هنا بالفعل مجموعة من الـ"أنا" المفردة، لكنها لا تتصور للحظة واحدة - في الحقيقة، لا يمكن أن يخطر ببالها حتى - أنها قادرة على أن تكون الـ"أنا" التي يكونها كل واحد خارجا ومستقلا عن "نحن" التي تشكلنها معا. بهذا المعنى استطاع هيجل أن يتحدث هنا عن وحدة مباشرة بين مجموعة من الـ"أنا" و"نحن"، وعن وحدة هي بالنسبة لـهذه المجموعة اسم دال على "السعادة"، وفي هذه الحالة "سعادة الوصول إلى القصد والعيش فيه" (435/195).
لكن سعادة كهاته، يجب إما الخروج منها حين نعرفها، وإما أن نكون خارجين منها، فنفقدها حتى نستطيع الوصول إليها. لنلاحظ أن هيجل اهتم بالتعبير عن الأمر بوضوح: "لكن من هذه السعادة [...]، كما يقول، انبثق الوعي الذاتي [...]، أو أنه لم يبلغ هذه السعادة بعد، لأنه يمكننا بالفعل أن نقول الشيئين بنفس الطريقة" (435-436/195). هذه الملاحظة مهمة لأنها تعني أن السعادة المذكورة إما ضاعت، وبالتالي تم رفضها في الماضي (اليوناني، بالتأكيد)، أو أنها لم تتحقق بعد، وبالتالي لا يزال يتعين علينا غزوها والحصول عليها، ولكن في المستقبل هذه المرة. إن هذه السعادة، التي هي الوحدة الروحية بين "أنا" و"نحن"، لن تكون قادرة بالتأكيد على أن تتحقق في المستقبل بالشكل الذي كانت عليه في الماضي، وذلك لأنه في هذه الأثناء سيكون تحرر مجموعة من "أنا" قد حدث، أي إمكان هذا العدد من "أنا" أن يدعي أنه قادر على أن يكون بالكامل مجموعة من "أنا" بدون "نحن": يجب أن يكون من الممكن تجربة هذا الإمكان، ولو فقط من أجل تجربة عدم كفايته - وسيكون كذلك في الأشكال المختلفة لـ"خراب الجوهر الأخلاقي" (559/260) التي تيؤدي إلى "الروح التي أصبحت غريبة عن نفسها" (الفصل 6-ب).
"يمكننا أن نقول كلا الأمرين على قدم المساواة" (436/195): يبدو أن هيجل يترك لنا خيار التفكير إما في أن الوعي الذاتي قد فقد تجربة السعادة التي هي الوحدة المباشرة بين "أنا" و"نحن"، أو أنه لم يصل بعد إلى هذه الحالة من السعادة. لكن هيجل يوضح لاحقا الأمور من خلال التمييز بين الطريقة التي تقدم بها الأشياء نفسها إلينا (أي لقارئ "الفينومينولوجيا") والطريقة التي تقدم بها نفسها للوعي نفسه، أي للوعي الذي تستعيد "الفينومينولوجيا" تجاربه. "أما نحن، فإننا نعلم بالفعل أن "مفهوم التحقيق الفعال للعقل الواعي بذاته يكتمل في حياة شعب ما" (433/194): نحن نعلم أنه في مشاركته الفعالة في حياة شعب ما، وبالتالي في انتمائه إلى حياة أخلاقية، يتحقق الوعي الذاتي العقلاني من يقينه، أي أنه لا يوجد شيء في الواقع غريب عنه، وأنه لا شيء في الوجود غريب عنه. نحن نعلم مسبقا أنه في أخلاقية شعب وبالتالي كجوهر أخلاقي يمكن للعقل أن يعرف نفسه كعقل فعال. لكن ماذا عن الوعي نفسه؟ "إذا كانت حقيقة الوعي الذاتي العقلاني هي بالنسبة لنا الجوهر الأخلاقي، فهاهنا بالنسبة إليه [بالنسبة إلى الوعي] بداية خبرته الأخلاقية بالعالم" (438/197). وهذا يعيدنا إلى نفس السؤال: هل يمتلك الوعي خبرته الأخلاقية بالعالم في صيغة الخسارة أم في صيغة الطموح، أو في صيغة "القصد"؟ إن هذا السؤال يتعلق أيضا بمعرفة كيفية تفسير الخبرات "الأخلاقية" المختلفة التي ستتوالى في هذا النص: "اللذة والضرورة" (5-ب)، "قانون القلب وهذيان الغرور" (5-بب)، وأخيرا، "الفضيلة ومسار العالم" (5-بج)؟ فهل نقول إن هذه خبرات أخلاقية يعيشها الوعي بهدف الارتقاء إلى مستوى أخلاقي؟ وفي هذه الحالة، من الضروري أن نأخذ في الاعتبار أن هذه الأشكال المختلفة "هي مصير الجوهر الأخلاقي وهي سابقه عليه" (438/197). أم ينبغي لنا، على العكس من ذلك، أن نعتبر أن هذه الأشكال من الوعي الأخلاقي "تتبع [الجوهر الأخلاقي] وتحل للوعي الذاتي مسألة معرفة ما هي قصديتها" ( نفس المصدر ). وفي هذه الحالة فإن الحركة التي تليها، والتي تتكون من الأشكال الثلاثة المذكورة، ستكون "المصير الأخلاقي، وهو شكل أعلى من الوعي الأخلاقي" (439/197).
(يتبع)
نفس المرجع



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال غزة يتعرضون لـ-صدمة نفسية هائلة- بحسب الأمم المتحدة
- السلطات والأبناك المغربية في مواجهة توجيه بنكي أوروبي يهدد ت ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- للمرة الاولى بعد المصادقة على قانون الإضراب.. تنسيقيات قطاع ...
- بقصف مكثف لقطاع غزة.. نتنياهو يخرق الهدنة مع حماس
- اللجنة الوطنية لقطاع التعليم بالحزب الاشتراكي الموحد تستنكر ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- بوزنيقة: أمهات وآباء تلاميذ مدرسة عبد الله گنون يطالبون باعت ...
- الدار البيضاء: طلبة طب الأسنان يستنكرون ظروف تكوينهم
- محامو الدفاع في قضية محاولة اغتيال ترامب يزورون ملعب الغولف ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- هيئات حقوقية: مئات القتلى في اشتباكات بسوريا ضمن أسوإ أعمال ...
- الاشتراكي الموحد يستنكر -الردة الحقوقية- ويطالب باحترام الحر ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- الطيب حمضي: سبعة من كل عشرة مغاربة مصابون بجرثومة المعدة
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- زيلينسكي وحلفاؤه يوحدون مواقفهم من ترامب
- خواطر سوانح منفلتة من الكوابح


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن أحدث حصيلة للقتلى منذ 7 أكتوبر 20 ...
- لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟
- مجلس أوروبا يدعو تركيا للإفراج عن إمام أوغلو وزيدان
- تقارير: إقالة قيادين في مركز دراسات الشرق الأوسط بهارفارد
- هيئة البث الإسرائيلية: -حماس- تبحث الإفراج عن رهائن مقابل وق ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين في دونيتسك وزابوروجيه خ ...
- الخارجية البريطانية تطلب من مواطنيها مغادرة سوريا بأي وسيلة ...
- مشاهد خاصة لـRT تظهر آثار القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنو ...
- ما خيارات نتنياهو أمام دعوات العصيان داخل الجيش؟ محللان يجيب ...
- صور وفيديوهات تهاني عيد الفطر 2025 بالذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء الواحد بعد المائة)