أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رشيد غويلب - الحاجة إلى نظرية جديدة للإمبريالية















المزيد.....


الحاجة إلى نظرية جديدة للإمبريالية


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 20:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اعداد

تحدث استاذ العلوم السياسية الايطالي ساندرو ميزادرا، في حوار له مع جريدة "نويز دويجلاند" الالمانية، نشر في 7 شباط 2025، عن الفاشية، والحاجة الى نظرية جديدة للإمبريالية، وأممية جديدة تتجاوز حدود الأمم. وقبل عرض اهم الافكار الواردة في الحوار اليكم تعريفا مختصرا بالباحث الايطالي.
ساندرو ميزادرا هو أستاذ النظرية السياسية في جامعة بولونيا ويعتبر أحد أهم ممثلي Workerism (بالإنكليزية العمالية) وفي الاصل الايطالي operaismo، وفي العربية الأوبرايسمية، وهي قراءة للماركسية خارج الحركة الشيوعية التقليدية ظهرت منذ ستينيات القرن العشرين، تعتمد العمالية على رؤية ماركس بأن رأس المال يتفاعل مع نضالات الطبقة العاملة؛ الطبقة العاملة نشطة ورأس مال متفاعل. وفي العقود الأخيرة، أجرى ميزادرا أبحاثه بشكل أساسي حول مواضيع الهجرة وسلطة الحدود وما بعد الاستعمار. ويدور كتابه الجديد "البقية والغرب" (الذي شارك في تأليفه بريت نيلسون) حول أزمة الهيمنة الأميركية وإمكانيات ظهور أممية جديدة.

الاستراتيجيات الراهنة لمناهضة للفاشية
لا يمكن التخلي عن بعد الدولة القومية عند تناول الاستراتيجيات المناهضة للفاشية المعروفة المرتبطة بالدولة القومية: الدفاع عن دولة الرفاه والمؤسسات الليبرالية، ولكن هذا ليس كافيا. إن العمليات التي تنتج أشكالاً جديدة من الفاشية اليوم ليست قومية. ولهذا السبب يجب على اليسار أن يطور رؤية قادرة على استيعاب هذه العمليات. تاريخيا كان فهم الأممية يعتمد دائما على بناء القوة على المستوى الوطني أولا ثم إضافة منظور عابر للحدود الوطنية. ويجب أن يكون المنطق اليوم معاكسا تماما: يجب إعطاء الأولوية للرؤية العابرة للحدود الوطنية ويجب تطوير العمل السياسي، حتى في الإطار الوطني، على هذا الأساس.
في الفاشية الجديدة تلعب الحدود دورا محوريا. لقد نشر الباحث مع زميله بريت نيلسون في عام 2013 كتاب "الحدود كوسيلة ". توصل فيه إلى أطروحة مفاجئة إلى حد ما مفادها أن نظام الحدود لا يهدف إلى إبعاد المهاجرين، بل إلى خلق ظروف معينة للاستغلال.
كانت المناقشات في الحركات الاجتماعية تدور حصريا حول الإقصاء، أي عرقلة الهجرة. الكتاب دعا إلى التحول في الرؤية بعيدا عن الدولة، نحو العلاقة بين رأس المال والعمل. وقد أدى هذا التحول إلى التوصل الى أطروحة مفادها أن توسيع الحدود يؤدي إلى بدء عملية دمج هرمي تفاضلي. ينبغي الاستمرار في تجنيد العمال المهاجرين. لكن تحويل العمال المهاجرين إلى عمال غير شرعيين يقوض فكرة امكانية تمتع العمال المهاجرين بالحقوق ايضا. وهذه الفكرة تأكدت من خلال العديد من الدراسات التجريبية. ومع ذلك، فقد تغير منطق الدمج التفاضلي بشكل أكبر في السنوات الأخيرة. من ناحية، عزز ميثاق اللجوء والهجرة الجديد في الاتحاد الأوروبي دور الحدود، ومن ناحية أخرى، لدى العديد من الدول الأعضاء برامج لتجنيد العمال، وهو نوع من التجنيد في الوقت المناسب Just-in-Time . وتعتبر هنغاريا مثالا بارزا. لقد جلب رئيس الوزراء أوربان، الذي يعتبر رائدا في سياسات معاداة الهجرة في أوروبا، عشرات الآلاف من العمال الآسيويين إلى هنغاريا في عام 2022 .

الدعوة لأممية جديدة
منذ هزيمة الحركة المناهضة للعولمة، صيغت في العديد من المناقشات انتقادات للأممية. والاتهام هو أن الأممية شيء مجرد، وأنها تتعلق بالسفر كثيرا وحضور الاجتماعات. ان هناك حاجة إلى أخذ هذا النقد على محمل الجد والتفكير في الأبعاد المختلفة للأممية. إن ما تعنيه "الأممية الجديدة" يمكن تسميته أيضًا أممية متعددة المستويات، تتضمن مستويات مختلفة من العمل السياسي والتنظيم والنقاش. ويبقى الهدف ليس التخلي عن البعد الوطني للعمل، بل إضفاء طابع نسبي على أهميته. لا يمكن للأمة أن تكون المستوى المتميز للعمل بالنسبة لليسار. إن اللغة السياسية الجديدة، وسياسة التحرر الجديدة، الضرورية جدا، لا يمكن أن تتطور إلا في الشبكات العالمية التي يتم فيها تبادل النضالات ضد الاستغلال والقمع. إن الخطوة الأولى هي فهم عدم وجود تناقض بين التعامل المحلي في مدينة ما والاممية. هناك حاجة إلى إيجاد طرق لربط المستويات المكانية المختلفة. ويجب انشاء قنوات اتصال تسمح بتبادل النضالات وترجمتها.

نظرية جديدة للإمبريالية
لعب كتاب "الإمبراطورية" لأنطونيو نيغري (1933 – 2023 ، فيلسوف وعالم اجتماع ماركسي ايطالي) ومايكل هاردت ( 1960، فيلسوف سياسي ومنظر أدبي أمريكي)، دوراً هاماً في الحركة المناهضة للعولمة في مطلع القرن الحالي. وتنبأ الكتاب بنهاية الإمبريالية القديمة، التي من المفترض أن يتم استبدالها بإمبراطورية فوق قومية بقيادة منظمات متعددة الأطراف مثل صندوق النقد الدولي. ومن ناحية أخرى، توصل منظر النظم العالمية جيوفاني أريغي (1937 – 2009، اقتصادي وعالم اجتماع ايطالي) إلى استنتاجات مختلفة، مفادها ان الرأسمالية لا تنفصل عن منافسة الدولة القومية، وتوقع انتقالا عالميا في الهيمنة: من الولايات المتحدة إلى شرق آسيا.
لم يأخذ ساندرو ميزادرا أطروحة أريغي بشأن تراجع الهيمنة الأميركية على محمل الجد، عندما نشر الاخير كتابه "القرن العشرين الطويل" في عام 1995. ولكنه بدأ الاهتمام الجدي في محتواه وبالتفصيل في السنوات ما بين حرب العراق في 2003 والأزمة المالية 2007/ 2008، ومنذ ذلك الحين أصبح تحليل أريغي بمثابة الإطار لعمله الخاص.
من الصحيح أن "الإمبراطورية" بحاجة إلى التأمل النقدي من منظور اليوم. إن الادعاء بأن الإمبريالية لم تعد موجودة سيكون خاطئا بالتأكيد.
وبدلاً من ذلك، هناك حاجة إلى نظرية جديدة للإمبريالية تفسر التعددية القطبية الطاردة للمركز والصراعات الراهنةً في جميع انحاء العالم. اصدر ميزادر وزميله وبريت نيلسون (بريت نيلسون أستاذ في معهد الثقافة والمجتمع بجامعة ويسترن، تركزت أبحاثه على الهجرة والعولمة) . كتابا جديدا بعنوان "الباقي والغرب.
رأس المال والسلطة في عالم متعدد الأقطاب"، ناقشا فيه عمل أريغي بعمق، في محاولة لا يجاد صلة بين نظرية أريغي وبعض جوانب "الإمبراطورية"، دفعهما الى ذلك القلق إزاء حقيقة العيش في عالم ممزق يتشكل ويتخلله في الوقت نفسه عمليات تكامل قوية. ان أحد أصعب تحديات اليوم هو التفكير في التصدع والوحدة معا.
تعددية قطبية ام انتقال لمراكز الهيمنة؟
كانت إحدى الأطروحات المركزية التي طرحها هاردت ونيغري هي أن الإمبراطورية لم تعد تعترف بوجود خارجي، فالجميع يعيش داخل السياق الرأسمالي العالمي الشامل. ومن المرجح أن منظري النظام العالمي مثل جيوفاني أريغي لن يختلفوا مع هذا الرأي.
يرى ساندرو ميزادرا، ان هاردت ونيغري، كانا يفكران في ظهور نظام عالمي جديد. لكن الأمور تسير الآن بشكل مختلف قليلاً عما تصوراه في نهاية تسعينيات القرن العشرين. ربما يمكن القول، إن الواقع المادي المتمثل في توحيد العالم يخلق صدوعاً جديدة. وهذا ما يميز الوضع اليوم عن غيره من اللحظات التاريخية. إن المصطلح الذي صاغه جيوفاني أريغي وبيفرلي سيلفر والذي يهتم به ميزادرو بجدية هو مصطلح "الانتقال الهيمني". في تاريخ الرأسمالية، كانت هذه الانتقالات مرتبطة دائماً بالحروب: فقد اكتمل الانتقال من الهيمنة الهولندية إلى الهيمنة الإنكليزية في ساحات معارك الحروب النابليونية؛ لقد تم الانتقال من الهيمنة البريطانية إلى الهيمنة الأميركية من خلال الكوارث التي خلفتها الحربان العالميتان. ولكن لأسباب مختلفة، فان ميزادر، ليس متأكداً ما إذا كان التحول الذي نشهده اليوم سيؤدي إلى ظهور قوة مهيمنة جديدة بطريقة مماثلة. حتى أن أريغي بدأ يشك، في سنواته الأخيرة، في إمكانية وجود موقف هيمني واضح على الإطلاق.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صربيا.. استمرار الاحتجاجات ضد الحكومة والفساد
- سلطة ترامب مبنية على الرمال / بقلم: أنغار سولتي*
- مع تصاعد الغضب الشعبي.. هل يتجاوز رئيس وزراء اليونان الأزمة؟
- صراع الهيمنة الرأسمالية في زمن البلطجية
- خطط تَسلُّح الاتحاد الأوروبي.. أرباح على حساب السلام
- قراءة في النجاح الانتخابي لحزب اليسار الالماني
- على الرغم من تقدم اليمين المحافظ والمتطرف/ الانتخابات الألما ...
- خطاب فانس في مؤتمر ميونخ للأمن وجديد الرأسمالية الغربية
- صوتوا لحزب اليسار الألماني في الانتخابات المبكرة
- مؤتمر ميونخ للأمن.. اختفاء الإجماع الغربي وغياب الحلول
- بعد تولي ترامب السلطة / ملفات الاختلاف داخل المعسكر الغربي ت ...
- بعد الاقتراب من التعادل في الجولة الأولى.. هل تصبح مرشحة الي ...
- البحث عن سردية معاصرة لليسار
- لا لترامب والحرب، نعم للاشتراكية.. حول الطبقة العاملة وعسكرة ...
- خمس سنوات على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.. خيبة أمل تع ...
- للفلسطينيات المفرج عنهن وجوه وأسماء أيضاً
- احتجاجات غاضبة ضد التعاون بين اليمين المحافظ والنازيين الجدد ...
- كولومبيا وبقية بلدان أمريكا اللاتينية ترفض غطرسة ترامب
- قبيل الانتخابات المبكرة في ألمانيا.. دعوات لهيكلة الدولة على ...
- حزب اليسار الألماني.. مؤتمر استثنائي وحملة انتخابية واعدة


المزيد.....




- الجبهة المغربية لدعم الشعب الفلسطيني ومناهضة التطبيع تدين ال ...
- بيان بمناسبة اليوم العالمي للحقيقة وذكرى 23 مارس 1965
- جو سيمز يكشف أسرار الحزب الشيوعي الأميركي
- التغيير ضرورة أم خيار- ندوة الرفيق رائد فهمي في الناصرية ال ...
- عاجل | مواجهات في القدس بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطا ...
- عشرات الآلاف يتظاهرون ضد العنصرية واليمين المتطرف في عدة مدن ...
- محتجون في تركيا يتظاهرون -من أجل العدالة- بعد اعتقال رئيس بل ...
- فرنسا.. مظاهرات مناهضة للعنصرية واليمين المتطرف وداعمة لغزة ...
- حرروا غزة وقاطعوا إسرائيل.. محتجون في النمسا ينددون باستئناف ...
- لا لـ “عقود اليومية”.. تثبيت الموظفين المؤقتين بجامعة حلوان ...


المزيد.....

- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رشيد غويلب - الحاجة إلى نظرية جديدة للإمبريالية