أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادم عربي - الفلسفة والعلم والحقيقة -جدلياَ-!














المزيد.....


الفلسفة والعلم والحقيقة -جدلياَ-!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 02:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بقلم : د . ادم عربي


الفلسفة يجب أنْ تُفهم كيف ينظر الإنسان إلى العالم، وكيف يفهمه. إنَّها علم الواقع الذي ضاق به كل علم، إنَّها علم القوانين الموضوعية للعالم، فالواقع في شموليته يتضمن من القوانين ما يؤكد الحاجة إلى الفلسفة علماً يكتشف لها وتُصاغ تلك القوانين. إنَّها التأمل النظري العميق في مسائل الوجود ككل. إنَّ طبيعة الفلسفة تختلف عن طبيعة العلم، فالفلسفة تجيب عن أسئلة وتساؤلات لا يجيبها العلم. الفلسفة تبحث فيما عجز عنه العلم. أما بالنسبة لارتباط الفلسفة بالواقع، فإنَّ الفلسفة كتفكير كثيراً ما ساهمت في تغيير أوضاع الإنسان من خلال البحث عن الأفضل دائماً. يعتمد الإنسان في تكوين معرفته وصقل تجاربه وتطوير حياته على الفلسفة والعلم. الفلسفة تطرح سؤالاً ليحاول العلم الإجابة عليه، لكن الفلسفة تقوم بتقييم ونقد تلك الإجابة. كثيراً ما نقف حائرين علمياً في ظاهرة ما، لنحلها فلسفياً.


كم هو صعب، وكم هو سهل، وكم هو مفيد وضروري لنا في النظر إلى الأمور والأشياء جميعاً. فالجدل "لعبة ماركس وزورق النجاة له"، على أننا يجب النظر إلى أي ظاهرة على أنَّها وحدة الضدين، والتي هي وحدة لا انفصام فيها. فالضدين تجد فيهما كل الجدل إذا ما أمعنت الفكر في دراسة الظاهرة أو الشيء قيد الدراسة.

إننا ننشد الحقيقة ونبحث عنها، وإنْ أردنا نقيض الحقيقة فلا بدَّ أنْ يكون الخيال، وشتان ما بين الخيال والحقيقة، رغم أهمية الخيال في البحث عن الحقيقة. لكن ما هي الحقيقة؟ إنَّها كل فكرة تطابق الواقع الموضوعي. فليس من ميزان نزن به الحقيقة في كل فكرة إلّا الواقع الموضوعي، الممارسة والتجربة. وإذا جاءت الفكرة متطابقة مع الواقع الموضوعي، فالحقيقة هي المنطق الذي يجبرنا أنْ نفهم الحقيقة على أنَّها كل فكرة لا تتعارض مع الواقع الموضوعي.

إنَّ الوجود المتناقض لكلِّ شيء هو حقيقة، ولكن أليس من غير المنطقي أنْ يكون هناك حقيقتان متناقضتان في الشيء نفسه؟ وكيف ستكون الحقيقة قائمة إذا كانت متناقضة؟ كيف ستكون حقيقة وهي تحمل رأيين مختلفين صحيحين؟ أنت وزميلك تجلسان مقابل بعضكما البعض على طاولة، وأمامكما على الطاولة دلَّة قهوة وفنجان. أمعن النظر في الدلة والفنجان، فلا بدَّ أنْ ترى الفنجان على يسار الدلَّة، وأنت على حق فيما ترى. لكن لزميلك رأي آخر، فهو يرى الفنجان على يمين الدلَّة، وهو على حق أيضاً فيما يرى. لهذا الشيء حقيقتان متناقضتان. فأين الحقيقة؟ لا بدَّ أنْ تكون الحقيقة هي أنَّ الفنجان على يسار ويمين الدلَّة في الوقت نفسه. وعلى مثالنا هذا قِس.

الناس بصورة عامة منقسمون في موضوع الحقيقة. البعض يعترف بالحقائق النسبية ولا يعترف بالمطلق من الحقائق. فكلُّ ما في قاموسه النسبي من الأشياء. والآخر لا يعترف إلّا بالحقائق المطلقة، أي لا يقبل أي فكرة كحقيقة إلّا بإعطائها طابع المطلق من الأشياء. لكن هل من رابط جدلي بين النسبي والمطلق؟ ولماذا هذا الشخص نسبي الحقيقة وذاك مطلق الحقيقة؟ متى ما فهمنا أنَّ الوجود المتناقض لكلِّ شيء هو الحقيقة المطلقة، ينتهي الإشكال. يجب النظر إلى الوجود المتناقض على أنَّه الحقيقة المطلقة. لموقف إنساني حدث معي من قبل شخص ما، أحكم عليه إنساناً طيباً، ولموقف آخر غير إنساني حدث لشخص غيري من نفس الشخص، يحكم عليه غيري بشخص شرير. إنَّ الشخص نفسه شرير وطيب في الوقت نفسه، وهو بمثابة المطلق من الحقيقة في مثالنا هذا. الجدلي لا بدَّ أنْ يفهم الحقائق بجدليتها.

على أننا وفي إطار سعينا وراء الحقائق، والتي لا طريق لها سوى المنطق، والذي ما من مقياس نقيسه به سوى الممارسة والتجربة، فمتى ما اتفقت مع الواقع الموضوعي زادت نسبة الصواب فيها، ومتى ما بعدت عن الواقع الموضوعي نقصت نسبة الصواب فيها. نبقى بعيدين كل البعد عن حقيقة الحقيقة المطلقة. فما هو اليوم يتوافق مع الواقع، يُصبح غداً بعيداً عنه ليوافق واقعاً جديداً وحقائق جديدة تجعلنا نقول إنَّ المطلق من الحقائق هو نسبي أيضاً.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نتعلَّم صناعة الأسئلة؟!
- ثدي الموت!
- الرأسمالية الأوروبية سلاحها العنصرية!
- حكايتي معك!
- تناقضات في قوة الاقتصاد الأمريكي!
- ما زالت المرأة العربية عبدة للعبيد !
- الحتمية ماركسياً ودينياً!
- متى تأخذ الطبقة العاملة مصيرها بيدها؟!
- تطوير الآلة وتأثيرها على المجتمعات!
- عبث الظلال!
- الترامبية وهم عابر أم إستراتيجية دائمة؟
- ماركس يتحدى نقاده في الاقتصاد!
- شبحُ ماركس يعود مع كل أزمة!
- أَكَادُ أَتَفَجَّرُ!
- في حرية التعبير!
- الزمن!
- البراءة والخطيئة!
- يجب الارتقاء بصناعة الإنسان في مجتمعاتنا!
- أوهام البقاء!
- سوء فهم أفكار ماركس!


المزيد.....




- إسرائيل: قرار بتوسيع مستوطنات الضفة الغربية وتسهيل الهجرة -ا ...
- -يبلها ويشرب ميتها-.. هجوم مصري على ويتكوف بسبب تصريحاته عن ...
- اجتماع عربي إسلامي بالقاهرة بشأن غزة
- رئيس الوزراء الكندي يدعو لإجراء انتخابات مبكرة في 28 أبريل
- لماذا يشيب شعرنا؟
- خان يونس تُشيّع أبناءها: جنازات تلو الأخرى وسط حرب مستعرة
- ثلاثة أمور تتسبب في أغلب الخلافات مع شريك الحياة
- كيف يتحدى الحوثيون الضربات الأمريكية؟
- مراسل RT: غارات جوية تستهدف العاصمة اليمنية صنعاء
- الجزائر تباشر أولى خطوات سن قانون تجريم الاستعمار


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادم عربي - الفلسفة والعلم والحقيقة -جدلياَ-!