أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بيان الدفاع عن الماركسية - إعدام صدام حسين والحرب على العراق















المزيد.....

إعدام صدام حسين والحرب على العراق


بيان الدفاع عن الماركسية

الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 12:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



إعدام صدام حسين كان عملية محسوبة بطريقة جد كلبية وقد علقت فوق أعواد المشنقة لافتة مكتوب عليها "المهمة منتهية". إعدامه لن يحقق ولو يوما واحدا من الخلاص من البؤس والإهانة والعنف الذي يعانيه الشعب العراقي تحت الاحتلال. وإذا ما خرج بعض الشيعة للاحتفال بإعدامه - وهو رد فعل مفهوم بالنظر إلى القمع الذي عانوا منه تحت نظام صدام- فإن هذا الشعور سيكون قصير العمر جدا. ومن جد المحتمل أن تؤدي عملية الإعدام هذه فقط إلى تصعيد الصراعات الطائفية بين الشيعة والسنة، كما اتضح ذلك من خلال حدوث انفجارين اثنين جاءا مباشرة بعد موت صدام حسين وأديا إلى مقتل 68 شخص وجرح 130 آخرين.

كما أن موت صدام لن يؤدي إلى ادخار ولو سنتيم واحد من مئات ملايير الدولارات التي تبذرها الحكومة الأمريكية في الحرب على حساب مستوى عيش العمال الأمريكيين وعلى حساب أي استقرار اقتصادي مستقبلي. وفيما يتعلق بالجنود الأمريكيين فإنه لن يتم ادخار ولو حياة جندي واحد حيث تجاوز عدد القتلى 3000، وهو ما أريد لعملية الإعدام أن تصرف نظر الرأي العام الأمريكي عنه.

يبدو أن عملية الإعدام كانت جزءا من استراتيجية للتحضير لتصعيد وثيرة الحرب. بينما كانت الأنظار مركزة على إعدام صدام، أعلن البنتاغون أنه سيرسل 3500 جندي إضافي إلى الكويت. وكذلك خلال تلك المرحلة، اجتمع كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية لنقاش الرفع من حجم القوات إلى 20,000 أو 30,000 عبر تسريع عملية نشر القوات وتأجيل مغادرة فرق المارينز. هناك تحضيرات للقيام بهجوم كبير وقد جاء توقيت إعدام صدام للفت انتباه الرأي العام عن ذلك.

كان الهدف من إعدام صدام أيضا زيادة شعبية الرئيس المالكي، الذي نصبه الاحتلال، بين الشيعة الغير التابعين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. لقد ضغطت إدارة بوش على المالكي ليقوم بضرب الميليشيات الشيعية المرتبطة بالصدر، لكن المالكي قاوم تلك الضغوطات لأنه سيفقد، في حالة عدم مشاركة الصدر في الحكومة، أي مظهر من مظاهر الدعم الشيعي ومن تم قد يتعرض نظامه الهش أصلا للانهيار بسرعة. بتسريعه لإعدام صدام أراد المالكي إخماد غضب الجماهير الشيعية بينما تحضر الولايات المتحدة لهجوم سيستهدف غالبا ميليشيات الصدر، التي تتحكم في العديد من الأحياء الفقيرة في العراق.

من المعبر أن صدام أرسل إلى الموت فقط من أجل واحدة من الجرائم الكبرى المتهم باقترافها. لقد اعتبر مذنبا بقتله لـ 146 شيعي في الدجيل سنة 1982، بينما التهم المتعلقة بمجازر أكبر ضد الأكراد سنة 1987- 88، والقمع الهمجي للأكراد والشيعة سنة 1991، تركت بدون تحقيق. ليس هذا من قبيل المصادفة. فسنة 1987-88 كانت الولايات المتحدة وراء تزويد العراق بالأسلحة في حربه ضد إيران. وعندما كان صدام يضرب الأكراد بالغازات، أرسل رامسفيلد إلى العراق، لطمأنة صدام بأنه ليس للولايات المتحدة أي مشكل مع تلك الوحشية ما دام يتصرف وفق ما يخدم مصالحها.

خلال قمع الأكراد والشيعة، سنة 1991، بعد نهاية حرب الخليج الفارسي، كان جورج بوش الأب هو من شجع هؤلاء على التمرد ضد صدام وبعد ذلك تركهم عرضة للسحق، حتى لا تتطور إلى انتفاضة شعبية قد تخرج عن سيطرة الولايات المتحدة. لقد لعبت الولايات المتحدة دورا كبيرا في هذه الجرائم وغيرها التي حدثت في ظل نظام صدام. لو سمح لمحاكمة صدام أن تسير بعيدا، لكان من المحتمل أن يفضح تورط الولايات المتحدة مع نظامه أمام أنظار الرأي العام. ومن تم فإن مصالح الإمبريالية الأمريكية اقتضت أنه من الأفضل التضحية بصدام بسبب تهمة ليس للولايات المتحدة فيها تورط مباشر، بدل فتح ملفات باقي التهم الأخرى.

قد يكون صدام مستبدا همجيا، لكنه كان الطفل المدلل للإمبريالية الأمريكية في المنطقة طيلة مدة حكمه. لقد كان رجلهم عندما كان الأمر يتعلق بتصفية الشيوعيين والنقابيين وكل من قاوم الاستغلال الرأسمالي. عندما كان الأمر كذلك، لم يكن للبيت الأبيض أية مشكلة مع جرائمه، مثلما هو الحال مع جرائم غيره من الدكتاتوريين الدمويين الذين تدعمهم عبر العالم. فقط عندما انتهت صلاحية صدام واستهلك، اكتشفت الولايات المتحدة فجأة أن لديها مشكلة مع همجية صدام.



أيا كان سوء نظام صدام حسين، لا يمكن أن يقارن بهمجية الإمبريالية الأمريكية. لقد أسفرت حرب احتلال العراق، التي شنت بمبرر كاذب هو امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، عن مقتل ما يقدر بـ 655,000 عراقي منذ مارس 2003. في ظل حكم جورج بوش الأب ثم بيل كلينتون وبعدهما جورج بوش الابن، فرضت الولايات المتحدة حصارا على العراق أدى إلى موت أزيد من 1,5 مليون عراقي، بين سنوات 1991 و2003. طبعا لا يدور الحديث هنا سوى على العراق. لكن السياسات الاستغلالية والقمعية الإمبريالية ليست مقتصرة على بلد واحد. إنها تصيب أغلب بلدان العالم. مقارنة جرائم صدام حسين بجرائم الإمبريالية يشبه مقارنة ممارسات نشال حقائب بمجرمي المافيا المنظمين.

ليس للإمبريالية من مصلحة في التوصل إلى سلام حقيقي في العراق. لا يمكن لأي سلام في ظل الإمبريالية إلا أن ينتهي بالمزيد من الاضطهاد والاستغلال والأزمات. مصالح الإمبريالية مناقضة بشكل مطلق لمصالح الطبقة العاملة العالمية، بما فيها الطبقة العاملة الأمريكية. سيتطلب الأمر تحركا أمميا للطبقة العاملة ضد الإمبريالية والرأسمالية للقضاء بشكل نهائي على الحروب وعلى الرأسمالية نفسها.

يعني هذا في بلدنا البدء بالتعبئة المكثفة للمعارضة ضد احتلال العراق حول المطالب التالية: "لا للحرب على العمال في الداخل والخارج!"، "عودة القوات فورا!"، "تخصيص الأموال لتوفير مناصب الشغل، والصحة والتعليم وليس الحرب!" ومع احتمال تصاعد حدة الحرب بعد إعدام صدام حسين، من المستعجل أن تضاعف الحركة المعارضة للحرب من جهودها
التنظيمية الآن
مارك فوربال - http://www.socialistappeal.org
الجمعة: 05 يناير 2007

المصدر: http://www.marxy.com



#بيان_الدفاع_عن_الماركسية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشافيز يعلن إجراءات راديكالية جديدة ضد الرأسمالية في فنزويلا
- تشافيز يعلن تأسيس حزب فنزويلا الاشتراكي الموحد
- لبنان- ما هي أسباب الصراع؟
- الربيع المغربي
- الطلاب المغاربة يناقشون قضايا سياسية ثورية
- آلان وودز يتحدث إلى العمال البرازيليين
- رئيس تحرير موقع www.marxist.com يتحدث عن الوضع العالمي، في خ ...
- كونفرانس المصانع المحتلة من طرف العمال في أمريكا اللاتينية
- روساليس يعترف بهزيمته لكنه يندد بالمناورة المزعومة لتعميق ال ...
- المناضل الماركسي الباكستاني، لال خان، في لبنان
- آلان وودز يتحدث إلى ltimas Noticias
- حوار صحفي مع آلان وودز في Temas
- بيان من نقابة الطلاب الإسبان إلى المؤتمر الثامن للجمعية الوط ...
- نقابة الطلاب الإسبانية والتيار الماركسي الأممي في مؤتمر الجم ...
- اللقاء الأول للجنة ارفعوا أيديكم عن فنزويلا بكاراكاس
- اغتيال بيير جميل خدم مصلحة من؟
- غزة تقصف من جديد مع اتجاه الحكومة أكثر نحو اليمين
- الأزمة تتعمق في الشرق الأوسط
- لقاء ناجح لآلان وودز مع عمال إينفيفال
- اهتمام عظيم بالأفكار الماركسية في معرض الكتاب بكاراكاس


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بيان الدفاع عن الماركسية - إعدام صدام حسين والحرب على العراق