أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - فرعون .. شخصية عربية وليست قبطية (2)‏















المزيد.....



فرعون .. شخصية عربية وليست قبطية (2)‏


محمد مبروك أبو زيد
كاتب وباحث

(Mohamed Mabrouk Abozaid)


الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 09:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كل هذا وما زالت دائرة الاتهام تتوسع حتى أصبح ثلاثة عشر ملكاً في قفص الاتهام، وهم: ‏تحتمس الثالث 1457-1425ق.م. وأمنحتب الثاني 1427- 1396ق.م. وتحتمس الرابع 1396-1386ق.م.. ‏وأمنحتب الثالث 1386 -1349ق.م. وأمنحتب الرابع (إخناتون) 1356-1340ق.م.. وتوت عنخ آمون 1340-‏‏1331 ق.م.. وحور محب 1327-1295ق.م.. ورمسيس الأول 1295-1294ق.م.. وسيتي الأول1294-1279ق.م.. ‏ورمسيس الثاني 1279-1213ق.م.. و مرنبتاح 1213- 1203 ق.م.. و سيتي الثاني 1203 - 1197ق.م.. والغريب ‏أن بعض المؤرخين اتهم الملكة حتشبسوت 1479-1457 ق.م أنها فرعون موسى رغم أن القرآن والتوراة ‏يؤكدان أن فرعون موسى كان رجلاً ! ‏

وأما الثانية أن فرعون الوليد ابن الريان كان عقيماً لا ينجب، بينما رمسيس الثاني كان له أكثر ‏من مائة ولد وبنت، وتولى ابنه الأمير مرنبتاح الحكم في حياته، وأما الثالثة أن فرعون ادعى أنه إله وأمر ‏السفهاء أن يعبدوه، ينما رمسيس الثاني كان يؤمن بأربعة آلهة هم آمون ورع ويتاح وسوتخ وسمى فرق ‏جيشه الأربعة بأسمائهم.‏

ويحكي لنا التاريخ عن الخاتم الذهبي وقصة وفاء رمسيس الثاني في معركة "قادس" والتي كان ‏يقودها الملك رمسيس الثاني بنفسه،‎ ‎كان جيشه مقسم إلى خمسة فيالق، وكان الملك على رأس فيلق ‏آمون‎ ‎في المقدمة، وعند بداية المعركة استطاع الحيثيون‎ ‎أن ينشئوا كميناً وحاصروا فيلق آمون ‏ودمروه بالكامل،‎ ‎لم يتبق إلا مركبة الملك رمسيس الثاني، والتي كانت محاصرة بالكامل،‎ ‎واستطاع ‏الملك بمساعدة سائق العربة الحربية‎ ‎ومهارة وسرعة زوج من الخيول الملكية المدربة، استطاعت ‏المركبة أن تفلت من الحصار وتنضم إلي بقية الجيش الملكي الكميتي. وعند انتهاء المعركة نزل الملك ‏رمسيس الثاني من مركبته‎ ‎ومسح علي عنق حصانيه، وقال لهم‎ " ‎شكراً لكم ..لقد أنقذتماني‎ "‎وأمر ‏الملك رمسيس الثاني أن يُصنع خاتم له من الذهب الخالص وعليه تمثالين للحصانين‏‎ ‎تكريماً وتخليداً ‏لهما، بينما فرعون غرق في اليم وابتلع الطين .. ‏

بينما فرعون هذا كان عمدة من صعاليك الممالك العربية القديمة البائدة والتي لم يبق لها ذكر في ‏التاريخ غير اسمه، فقد اندثرت كل آثارها المادية والجغرافية والأركيولوجية، وحتى التاريخية لم ‏يبق منها إلا بعض شظايا تَمكّن اليهود من تلبيسها للإمبراطورية القبطية العظيمة ‏‎!‎‏ ففرعون هذا ‏كان عربياً بامتياز، حتى أننا نجد فرعون، واسمه (الوليد بن مصعب بن لود أو لاوذ بن عمليق، و" فرعون " ‏تعني ضخم فارع الطول وربما هو اسم بدل من عماليق، ومعروف تاريخياً أن العماليق كان موطنهم في قلب ‏جزيرة العرب. وهناك من قال أنها اشتقاق من جملة:(فرّ عون) بمعنى ؛ هرب عون، وبكل المعايير فهي ‏نبتة لغوية سريانية آرامية من القاع، وليس لها أي وجود في اللغة القبطية. وأما لود فقد ورد في المصادر ‏العربية بالذال، وكثيراً ما تتحول الذال إلى دال في اللغات السامية ، ولوذ ولوذان: اسم مكان وقبيلة في ‏سراة اليمن (انظر أنساب الأشراف 1/4 -والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 1/340 -ومعجم البلدان والقبائل اليمنية ‏‏2/1380 -ومجوع بلدان اليمن وقبائلها 2/682)‏

حتى أننا نجد بعض الدلائل في كتب التراث العربي، فيقول الطبري عن شخص اسمه الضحاك ‏وأخيه سنان ولقبه فرعون،‎ ‎واليمن تدعيه، وتزعم أنه من أنفسها، وأنه الضحاك بن علوان بن عبيد بن ‏عويج، وأنه ملّك على مصر أخاه‎:‎‏ سنان بن علوان بن عبيد بن عويج، وهو أول الفراعنة، وأنه كان ملك ‏مصر حين قدمها إبراهيم خليل الرحمن‎.‎‏( الطبري: كتاب تاريخ الرسل والملوك ( ‏‎(1/72‎‏ .)‏‎ "‎

وابن خلدون يقول عنه:" لأنّ اليمن تدعيه ‏‎..‎‏ وتقول أهل اليمن في نسبه الضحاك بن علوان بن ‏عبيدة بن عويج، وأنه بعث على مصر أخاه سنان بن علوان ملكاً وهو فرعون إبراهيم، قاله ابن الكلبيّ"‏‎ ‎‎)(‎‏ ابن خلدون: كتاب تاريخ ابن خلدون، ج2 ، ص 183‏‎ (.‎‏ ويضيف ابن خلدون؛ قال الطبريّ والملك الّذي أراد سارة ‏هو سنان بن علوان وهو أخو الضحاك، والظاهر أنه من ملوك القبط‎"‎‏ (ابن خلدون: كتاب تاريخ ابن خلدون، ج2 ‏،‎)‎‏ 39/2))‏

ويتضح لنا من هذه الفقرات أنه كانت هناك مملكة عربية تابعة لحكم اليمن خلال حقبة من ‏حقب التاريخ واسمها "مصر"، وهي " مصرن" باللهجة الحميرية، ومُصري بالكلدانية، و مِصرايم ‏بالعبرية، ومتزرايم بالسريانية، وهي مصر باللسان العربي، وقد وقعت حقبة تحت حكم المعينيين ‏باليمن، وأن الحاكم اليمني ‏‎"‎الضحاك ‏‎"‎‏ عيّن أخاه سنان والياً عليها، وهذا ما يعني أن مصر هذه في هذا ‏الوقت ما كانت إلا ولاية تابعة لحكم اليمن، فهل كانت مملكة إيجبت العظمى عهد الرعامسة ‏يمكن وصفها بأنها خاضعة لحكم اليمن ‏‎!‎‏ وأن الضحاك هذا عين أخاه سنان هذا حاكماً عليها ؟‎!‎‏ ‏

‏ أما نقطة الخلط التي وقع فيها الطبري حينما قال ‏‎"‎‏ والظاهر أنه من ملوك القبط‎"‎‏ هذه العبارة تم بناؤها ‏على الإسرائيليات التي دسها كعب الأحبار عند تفسيره للقرآن، فكان كلما ورد ذكر مصر موسى ‏وفرعون يقول أن مصر هي بلاد القبط كما ورد في الترجمة السبعونية لأن إيجبت حتى عهد البطالمة لم ‏تكن تعرف مسمى مصر هذا ولم يكن موجوداً في ثقافتها، ولهذا استبدله اليهود في الترجمة بكلمة ‏‎"‎إيجبت أو إقبط‎"‎‏ وكان دور كعب الأحبار هو ترقيع القرآن بما يتماشى مع هذه الترجمة السبعونية ‏المزورة، فكان من الطبيعي المتوقع أن الطبري عند حكايته يقول ‏‎"‎‏ والظاهر أن سنان هذا من ملوك ‏القبط " طالما أخبرهم كعب بأن مصر هي مملكة القبط. لأن المؤرخين والفقهاء العرب لم يكونوا ‏يدققون في المعلومات التاريخية جيداً، ولا يقرأون غير لغتهم ويعتبرونها لغة أهل الجنة.. ‏

فما العلاقة بين سنان هذا والضحاك هذا ورمسيس ابن مملكة القبط العظمى؟! وهل من الممكن ‏أن تخضع هذه الإمبراطورية العظمى للحاكم اليمني الضحاك هذا فيقوم بتعيين أخاه والياً عليها ؟! وهل ‏حدث ذلك فعلاً في عصر الرعامسة ؟ فعصر الرعامسة هو عصر أحداث التوراة، وكانت مملكة القبط ‏اسمها ‏‎"‎‏ كِميت ‏‎–‎‏ و تامري ‏‎–‎‏ و إيجبت ‏‎"‎‏ إنما كلمة مصر هذه لم تكن مستخدمة سوى في جنوب غرب ‏الجزيرة العربية وكان يتوالى على حكمها أفراد من عشيرة العماليق، أي أن كلام الدكتور سليمان ‏الصليبي بأنه من الممكن أن تكون مصر اليمن هذه مستعمرة قبطية في هذا الوقت، هذا الكلام غير ‏صحيح لأنها كانت خاضعة لليمن، والملك اليمني الضحاك هو من عين أخاه سنان حاكماً عليها وفقاً ‏لكلام المؤرخين العرب بالإضافة إلى أن هذه المملكة كانت تحتفظ باسمها "مصر" تحت الوصاية ‏اليمنية خلال حقبة الدولة المعينية، وبعيدة كل البعد عن مملكة القبط العظمى‎.‎‏ ‏

في الوقع فإننا نلاحظ أن فرعون هذا برغم أنه كائن حقيقي ورد اسمه في كل الكتب السماوية ‏والتاريخية إلا أنه ما زال شخصية هلامية تستعصي على البحث والدراسة، فلا أحد من المؤرخين استطاع ‏أن يجزم بأنه هو الوليد بن الريان أو هو الضحاك أو هو سنان أخو الضحاك، أو عون الذي فر من الدين، ‏فقيل فرّعون ! لكن الراجح أن فرعون كان اسماً شخصياً تحول إلى لقب عائلي ثم قبلي. فمنذ قديم ‏التاريخ ومعروف أن هناك عشيرة العماليق، وثابت أن فرعون وكل عائلته وأحفاده من سلالة العماليق، ‏وهذا ثابت لا خلاف عليه، وعلى ما يبدو من نص القرآن أن حكام مصرايم في البدء لم يكونوا يحملون ‏لقب فرعون في عصر إبراهيم ويوسف عليهما السلام لأن القرآن استخدم لقب " الملك " بالتزامن مع لقب ‏العزيز .. وفي عصر موسى فقط استخدم " فرعون" وفي الصياغة القرآنية في جميع الآيات التي تذكره ‏تناولت " فرعون " باعتباره الاسم الشخصي، بينما كتب التاريخ والتوراة ذكرت فراعين كثيرين جداً، ‏فعلى ما يبدو أنه كانت البداية فرعون موسى وكان هذا اسمه الشخصي ثم توالى الاسم بعد ذلك ‏واشتهر باعتباره لقب عائلة ثم قبيلة ثم عدة قبائل متفرعة عن بعضها تحمل ذات الاسم. وهذا ما يبرر ‏اختلاف العرب في تحديد هوية فرعون شخصياً، لأن اللقب صار عاماً ويحمله أشخاص كثيرين، وهذا ‏أيضاً ما فتح الباب لمزوري التوراة لاستخدام لقب " فرعون " باعتباره لقب عام يحمله كل حاكم لمصرايم ‏حتى من عصر ما قبل إبراهيم ويوسف، وبعدما حشروا اسم إيجبت في التوراة السبعونية جاؤوا بأسماء ‏إغريقية وقالوا أنهم كانوا فراعنة لمصر !‏

وأما الخطأ الذي وقع فيه المؤرخون ومن بينهم ابن خلدون هو أنه نقل عن الإخباريين العرب نزوح ‏العمالقة إلى مصر، لكن أي مصر ؟‎!‎‏ ففي عصر العمالقة كانت مملكة القبط وادي النيل اسمها ‏كِميت وإيجبت، بينما إمارة مصر البائدة جنوب غرب الجزيرة العربية هي تلك مصر التي نزح إليها ‏العمالقة وحكموها فترة تقارب المائتي عام، وكان أول حكامها هو فرعون يوسف (ع) حيث نجد اسمه ‏الوليد بن مصعب بن أراهون بن الهلوت بن قاران بن عمرو بن عمليق، وقيل أن هذا الوليد فرعون مصر ‏السادس، وهو الذي عاصر موسى وأصله كان عملوق من العمالقة من منطقة حوران، وكان في الأصل ‏يعمل عطاراً لكن تراكمت عليه الديون فاضطر إلى الهروب من بلده إلى إمارة مصرايم فراراً من ‏الديون، وهناك تمكن من القفز على سلطة الحكم في هذه الإمارة‎.‎‏ وتقول المصادر التاريخية أنه كان ‏أعور وقصير ويعرج وله ذقن طويلة وتوالي أبناء فرعون بعد ذلك على حكم هذه الإمارة حتى جاء ‏فرعون موسى، واسمه؛ الوليد بن مصعب، وإذا بحثنا عن معنى الاسم مصعب في قاموس (أسماء لها معاني) ‏نجد أنه يعني: الفحل من كل حيوان ومن الجمال ما لا يُركب ولا يمس‎.‎‏ وجاء في لسان العرب عند بيان ‏كلمة (صعب) ما نصه:" وقال ابن السكيت‎:‎‏ الـمُصْعَبُ الفحل الذي يُودَعُ من الركوب والعمل للفِحْلة‎.‎‏ ‏والـمُصْعَب الذي لم يمسسه حبل، ولم يُركب‎"‎‏ ومعروف أن كلمة فرعون ليس لها أصل في اللغة ‏الهيروغليفية ولا كلمة الوليد ولا كلمة الريان ولا كلمة مصعب ولا عمليق ولا عملوق ولا عمرو ‏ولا قاران ولا أراهون ولا الهلوث ولا غيره‎.‎

حتى أن روايات العرب التي اعتمدوا عليها في تفسير القرآن لم تجزم بأن فرعون كان حاكماً قبطياً ‏بأي حال، لكن الصهيونية العالمية الآن هي التي تحارب لتأكيد هذا الخبر، فبالنسبة لروايات العرب، ‏يقول صاحب نهاية الأرب‎: "‎فأما فرعون، فهو الوليد بن مصعب بن نسيم، وكان أبوه يرعى البقر لقومه، ‏وكانوا من العمالقة، وكان الوليد يتقن صناعة النجارة، ثم ولع بالقمار فعاتبته أمه، فقال‎:‎‏ كُفي ‏عني؛ فأنا عون نفسي، فلزمه هذا اللقب، فكان يعرف بعون نفسه، فقامر في بعض الأيام فقمروه؛ أي‎:‎‏ ‏غلبوه في قميصه، وبقي في خلق لا يستره، فاستحيا من الناس أن يروه كذلك؛ فهرب حتى صار إلى ‏قرية من قرى مصر، فعرض نفسه على بقّال، فخدمه، وكان يضرب المشترين ويؤذيهم حتى نفروا من ‏البقّال؛ فطردوه، فعاد إلى مصر، وكانوا يقولون‎: ‎‏(فرّ عون)؛ أي‎:‎‏ هرب عون. ‏

ويقول الحموي‎ : "‎فلما هلك (أي؛ كاتم بن معدان، صار بعده فرعون موسى (ع)، وقيل‎:‎‏ كان من ‏العرب من بلي، وكان أبرش قصيرًا يطأ في لحيته، ملكها خمسمائة عام، ثم غرقه الله وأهلكه، وهو ‏الوليد بن مصعب، وزعم قوم أنه كان من قبط مصر، ولم يكن من العمالقة، وخلَتْ مصر بعد غرق ‏فرعون من أكابر الرجال، ولم يكن إلا العبيد والإماء، والنساء والذراري‎"...‎‏ (معجم البلدان - الحموي - ج ٥ - ‏الصفحة ١٤٠) . وبالطبع هذا كلام منقول حرفياً من التوراة عن أهل مصرايم الذين وقعوا في السبي البابلي ‏أربعين عاماً برفقة اليهود وعادوا سوياً إلى قراهم، عدا كلمة (زعم قوم أنه كان من قبط مصر) فهي ‏منقولة عن كتب تاريخ اليهود التي نشروها في بلادنا.. فبعدما قرر اليهود احتلال إيجبت وبدأوا بتبديل ‏تراثها الحضاري وتاريخها بتاريخ عشيرة مصرايم، هنا اضطربت رواية المؤرخين العرب خاصة بعدما نجح ‏اليهود في تلبيس اسم " مصر" لـ إيجبت" فبدا كلام العرب أكثر محاكاة للخرافة من الحقيقة إذا أنهم ‏يتحدثون عن خراب إمبراطورية عظمى لمدة أربعين عاماً وهذا لم يحدث في تاريخنا .. ‏

وذكر الطبري (224هـ ‏‎–‎‏310هـ) في تاريخه اسم فرعون موسى وهو الوليد بن مصعب‎..‎‏ وكذلك فعل ‏اليعقوبي (المتوفى في 284هـ) حيث ذكر نفس الاسم‎..‎‏ وذكر نفس الاسم المقريزي (764هـ-845) الملقب ‏بعميد المؤرخين المصريين في العصور الوسطى، وكذلك قال أيضاً ابن عبد الحكم المؤرخ المصري ‏‏(187هـ-‏‎ ‎‏257هـ) ونفس الاسم ذكره أبو إسحاق الثعلبي المتوفى سنة 427ه وجاء ذكر نفس الاسم أيضاً في ‏كل مدارس تفسير القرآن (الوليد بن مصعب) كاسمٍ لفرعون موسى‎...‎‏ فقد أجمع الكثير من المؤرخين ‏العرب وغالبية مفسري القرآن القدامى والمحدثين على اسم (الوليد بن مصعب) على أنه فرعون موسى، ‏والأكيد هنا أن المصادر التاريخية لهذه المعلومات هي تاريخية أي من الذاكرة التاريخية العربية ‏مباشرة وليست من نصوص التوراة، ما يعني أنها جاءت منفصلة وتلقائية وعفوية بعيداً عن نصوص ‏التوراة التي تمت صياغتها بطريقة ممنهجة لأهداف محددة‎.‎‏ كل هذه الأخبار أوردها المؤرخون العرب عن ‏فرعون قبل أن يتمكن شامبليون من فك شفرة اللغة الهيروغليفية ومعرفة أسرار الحضارة الجبتية ‏القديمة ‏‎.‎

لكن الأزهر يصر على تبني وجهة نظر اليهود ويدافع عنها دفاعه عن العقيدة العصماء، ويصر على ‏التأكيد أن رمسيس الثاني هو الطاغية الذي اضطهد بني إسرائيل، فقط لسببين؛ الأول أن ذلك يتماشى ‏مع هوى العرب في التحقير من شأن الحضارة القديمة لأنهم شعب بدوي جاهل وليس من شعوب الحضارات ‏في حين الأزهرية يعتبرون هذا الشعب البدوي الجاهل آباء روحيين للعلم والحكمة والدين، وبالتالي ‏يحبون ما يحبه العرب ويكرهون ما يكرهه العرب، والعرب يكرهون الحضارة لأنها تكشف عوراتهم ‏وتلفت الأنظار بعيداً عن صحرائهم وشِعرهم وأدبهم وجهلهم‎.‎‏ ‏

وكل ما في الأمر أننا نحن شعب الوادي استسلمنا للعرب ولم يبادر أحدنا للدفاع عن أجدادنا ‏وأصولنا، سكتنا وتركنا العرب يفسرون لنا القرآن على مزاجهم ويزيفون لنا تاريخنا ويزورون ‏ويشوهون حضارة أجدادنا ليعيشوا أبد الدهر أسياد بينما هم رعاة حتى في قمة حضارتهم كانوا غجر ‏يتقاتلون على السلطة بالذبح، ولم تنتقل السلطة بينهم إلا بالذبح أو ما قيل عنه أنه خلافة إسلامية، ‏بداية من لحظة وفاة النبي وحتى لحظة سقوط الخليفة العباسي تحت قدم جنود هولاكو‎.‎‏ والأزهر ‏يكره الهوية الوطنية الحضارية ويتبنى هوية هؤلاء الأعراب الهمج، على اعتبار أن النبي محمد منهم ‏وأنه عربي قرشي ...إلخ. بينما هو جاء عربي قرشي لأنه لا بد من اختصاص قومي لعلاج هذه القومية ‏المريضة، لكن من الغريب أن يتحول العرب المرضى فكرياً وعقائدياً وأخلاقياً بعد تلقى جرعة ‏العلاج يتحولوا إلى صحابة وكأنهم أطباء استشاريين يعالجون الناس وصار لهم الوصاية على منهج الله ‏‏! وكأنهم كانوا أطباء بينما هم كانوا مرضى تلقوا جرعة علاج ونفد مفعولها بمجرد رحيل الطبيب ‏عادوا إلى سيرتهم الأولى. ‏

وغير ذلك هناك الكثير من الدلائل على هوية فرعون موسى، فهناك آية في كتاب الله تقول ﴿ ‏وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أن يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن ‏رَّبِّكُمْ﴾، ووفقاً لما جاء بتفسيرات الفقهاء العرب نقلاً عن التوراة، أن هذا الرجل هو سمعان بن إسحاق كما ‏جاء بتفسير الألوسي، وفي تفسير الثعلبي يقول إن هذا الرجل هو حزقيل بن صبورة، وهذه الأسماء ليس ‏لها أي علاقة بالأسماء الهيروغليفية القديمة مثل (سن نجم ‏‎–‎‏ سن نفر‎-‎‏ رخمى رع ‏‎–‎‏ سقنن رع‎..‎إلخ، وهذا ‏ما يشير بجلاء إلى هوية المجتمع الفرعوني الذي كان يعيش فيه موسى (ع) وقومه‎.‎‏ ‏

غير أن هذا الرجل عندما أراد أن يعظ قومه حذرهم من مصير أقوام معينين من أمم العرب البائدة ‏تحديداً، فقال تعالى:﴿ قال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب، مثل دأب قوم نوح وعاد ‏وثمود والذين من بعدهم...� غافر . ثم نجد موسى يستخدم نفس العبارة بنفس الكلمات وبنفس ‏الترتيب بقوله: ﴿ألم يأتكم نَبَأُ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم򞑵/إبراهيم... ‏كلاً منهما يعظ قومه بذات الخلفية الثقافية ويحدثهم عن قوم نوح وعاد وثمود والأحزاب (العشائر) ‏وكلها أقوام العرب البائدة من العماليق الأعراب وهم يعرفون تاريخهم جيداً، وقوم عاد كانوا عرباً ‏يسكنون الأحقاف قرب مكة، وقوم ثمود كانوا عرباً عاربة يسكنون الحجر بين الحجاز وتبوك ‏والذين من بعدهم. ‏

يقول تعالى: ﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم 򞑰/إبراهيم، فلماذا لم تنزل ألواح التوراة ‏بالخط الهيروغليفي ؟ لماذا نزلت بالسريانية القديمة ؟ هل نكذب القرآن لنصدق التوراة السبعونية؟ فهل ‏كانت السريانية هي لغة أجدادنا القدماء ؟! بل إن مجرد عدم نزول التوراة بالخط الهيروغليفي، فهذا ‏وحده قرينة كافية أنها لم تقع أحداث التوراة في بلاد وادي النيل بأي حال، لأن الله لو أراد أن ينذر ‏أجدادنا الأقباط ويبعث لهم رسول، فليس من المنطق أن يبعث لهم كلامه بلغة لا يفهمونها، باللغة ‏السريانية أو العبرية وهم لا يتحدثونها. بل إن أبسط القواعد هي انعقاد الاختصاص القومي، بمعنى أن ‏العرب عندما طغى فسادهم وبُعث فيهم النبي محمد دفعوا بعدم الاختصاص القومي مباشرة كدفع أولي ‏إجرائي وقالوا أن القرآن ليس عربي وإنما سرياني وتمت ترجمته، فرد عليهم المولى عز وجل بأنه " بلسان ‏عربي مبين"، وقال تعالى تعزية لنبيه محمد: ﴿ مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو ‏مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ‎ ‎‏�﴾‏‎ ‎وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ ‏لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ‏‏�/ فُصّلت.. وتكرر التأكيد على حقيقة اختصاص القرآن باللسان العربي 11 مرة في آيات مختلفة ‏للتأكيد على أن القرآن عربي وجاء لإنذار العرب بلغتهم وبلسانهم، فهل نتوقع أن يرسل الله رسول إلى ‏الأقباط باللغة السريانية ؟

وحتى إذا افترضنا أن موسى قد تربى في قصر الملك القبطي في بلاد كِميت وادي النيل وأصبح يجيد ‏الهيروغليفية؛ فالقرآن والتوراة يقرران أن الذي تكلم هو هارون أخو موسى وكان معاوناً لموسى إلى ‏فرعون، فيقول الله على لسان موسى: ﴿وأخي هَارون هو أفصَحُ مِني لِسَاناً، فَأرسِلْه مَعي﴾ 34/القصص، ولو ‏كان موسى تربى في قصر الملك القبطي في بلاد وادي النيل لكان بالطبع أفصح في الحديث باللغة ‏الهيروغليفية من أخيه هارون الذي تربى في كنف بني إسرائيل، ومع ذلك نجد موسى يصف هارون بأنه ‏أفصح منه لساناً، بما يعني ويؤكد أن فرعون هذا كان يتحدث لغة بني إسرائيل التي يجيدها هارون. لأن ‏كل رسول يرسل بلسان قومه هو، وليس بلسان القوم الذين استضافوه .‏

وهناك آية محكمة في القرآن تؤكد أن موسى كان مرسلاً للعرب وفي بلادهم، فالآية تتحدث ‏إلى النبي محمد عن أهل مكة الموجودين عند بعثة الرسول إذ يقول عن أهل مكة: ﴿فَلَمّا جَآءَهُمُ الْحَقّ ‏مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلآ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىَ أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىَ مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا ‏وَقَالُواْ إِنّا بِكُلّ كَافِرُونَ﴾ 48,47/القصص. أي أن الله يتحدث عن العرب يقول أنهم يرفضون الدعوة ‏المحمدية كما رفضوا دعوة موسى من قبل وقالوا أنه وأخيه ساحران، ثم عادوا ليرفضوا دعوة محمد ‏وقالوا: ﴿ قَالُواْ لَوْلآ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَى﴾ ؛ هلا أوتى محمد مثل ما أوتى موسى من معجزات؟ إذن هم ‏يعلمون جيداً ماذا أوتي موسى. فموسى لم يُبعث في بلاد وادي النيل ومعجزاته لم تحدث في بلاد وادي ‏النيل ولم يخرج منها إلى الشام، بل حدثت معجزاته في أرض الجزيرة العربية والعرب يعرفونها جيداً ‏ويطلبون من محمد مثلها كي يؤمنوا به، لكن الله يرد بقوله: أولم تكفروا أيها العرب بما أوتى ‏موسى من قبل ؟! وقلتم سِحْرَانِ تَظَاهَرَا ؛ وقرئ ﴿ سَاحِرَانِ تَظَاهَرا ﴾ فحديث الله بشأن الدعوة المحمدية في ‏مكة عن العرب يؤكد أن دعوة موسى كانت في بلاد العرب أنفسهم. ونفهم من الآية الكريمة أن ‏موسى كان رسولاً للأعراب ومعهم بني إسرائيل، وجميعهم قومٌ واحد ولسانهم واحد، وكما قلنا أن ‏اللسان الآرامي واحد وتتعدد لهجاته ما بين العبرية والآرامية والعربية، وكانت اللهجة الآرامية لهجة ‏أهل الحضر والمدن، بينما العبرية لهجة العبرانيين بني إسرائيل، والعربية لهجة البدو الأعراب. ودعوة ‏موسى آمن بها بنى إسرائيل، و كفر العرب . فهل يقول الله أن موسى كان مرسلاً في بلاد وادي النيل ‏بالهيروغليفية ثم يعود في القرآن ليقول أن العرب كفروا به رغم ما جاءهم من معجزات !! ‏

ويقول تعالى:" ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون" 24/غافر"، ويقول ‏أيضاً: " ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه"45/المؤمنين، ولما كان كل ‏رسول يرسل لقومه خاصة وبلسانهم، فإن قارون وهامان وفرعون وملأه ... الجميع من قوم موسى ومن أفراد ‏هذا الملأ: هامان، وقارون. يقول تعالى: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ...�/القصص. إضافة ‏إلى الرجل المؤمن ابن عم فرعون الذي آمن بموسى وحذرهم من مصير الأقوام العربية البائدة.‏

ودون إفراط في التفكير... لابد أن يكون فرعون وهامان وقارون في زمن واحد وبلسان واحد ومن ‏نفس القوم، قوم موسى، وليسوا من بلاد وادي النيل إيجبت. بل إنه بحصر جميع هذه الأسماء (فرعون ‏وقارون وهامان وهارون" سنجد إنه من السهولة العودة بهذه الأسماء لأصل مشترك واحد وجذور لغوية ‏تعود لذات اللغة، فهم ينتمون للغة واحدة ومخارج ألفاظ متقاربة وموزونة. ولا يُعقل القول بأن قارون ‏كان من قوم موسى وابن عمه وهامان كان اسماً هيروغليفياً أو أن هارون كان من قوم موسى وأخوه ‏بينما قارون (على ذات الوزن) كان هيروغليفياً وأن له بُحيرة باسمه في محافظة الفيوم! فهل نكذب ‏قول الله إن قارون كان من قوم موسى ونصدق قول الموساد بأن هذه البحيرة تحمل اسم قارون منذ قبل ‏الميلاد ! ‏

فجميع الأسماء الواردة في القرآن في شأن موسى ويوسف وبني إسرائيل لا تمت لأرض إيجبت وادي ‏النيل بأي صلة، لأن هــــارون شقيق موسى، وقـــــارون ... إن قارون كان من قوم موسى - 76 القصص، ‏اتفق كل المؤرخين على أنه قارون بن يصهر بن قاهت بن لاوى بن يعقوب - ابن عم موسى مباشرة. أما ‏هامان فقد أجمع كل المؤرخين وكل رجال الآثار الجبتية على شيء واحد اختصره الأستاذ رؤوف أبو ‏سعدة في كتابه (من إعجاز القرآن) في العبارة الآتية:" لا تجد في التاريخ الجبتي القديم، ولا في أعلام ‏هؤلاء الجبتيين أيضاً، شخصاً باسم " هامان" استوزر لفراعنة مصر، أو كان قائد جندهم، أو كبيراً في ‏بلاطهم، أو عظيماً من عظماء كهنوتهم ،ليس البتة فيما عرف من التاريخ الجبتي القديم هامان ".‏

بينما يَقولُ الباحِثُ التّركيُّ هارون يحيى: " على إثر حَلِّ لُغزِ اللُّغَةِ الهيروغليفية... كانَ اسم ‏هامان مَذكوراً في هذه الكِتاباتِ، فَعَلى حَجَريّةٍ مَوجودَةٍ حاليّاً في مَتحَفِ هوف في فينّا وَرَدَ هذا الاسمُ، ‏وَوَرَدَتِ الإشارَةُ إلى كَونِهِ مِنَ المُقرَّبينَ مِنْ فِرعَون. ويقول موريس بوكاي‎: " ‎لقد جاء ذكر هامان في ‏القرآن كرئيس المعماريين والبنّائين. ولكن الكتاب المقدس لا يذكر أي ‏شيء عن هامان في عهد ‏فرعون.‏‎ ‎وقد قمتُ بكتابة كلمة " هامان " باللغة الهيروغليفية، ولكي أتحقق من هذا الأمر فقد ‏راجعت" قاموس أسماء الأشخاص في الإمبراطورية الجديدة " لمؤلفه " أللامند رانك‎‏ ". نظرتُ إلى القاموس ‏فوجدت أن هذا الاسم موجود هناك، ومكتوب باللغة الهيروغليفية وباللغة الألمانية كذلك. كما ‏كانت هناك ترجمة لمعنى ‏هذا الاسم وهو " رئيس عمّال مقالع الحجر ". وكان هذا الاسم، أو اللقب، يطلق ‏آنذاك على الرئيس الذي يتولى إدارة المشاريع الإنشائية ‏الكبيرة‎ .‎

برغم أن الاسم " هامان " ورد في سفر أستير في التوراة وكان اسماً لشخص يهودي يعيش في بلاد ‏فارس بعيداً عن بلاد الهيروغليفية تماماً، غير أن الله تعالى يقول: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ ‏لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل ‏لِّي صَرْحًا...�/القصص.. أي أن هامان هنا (في ‏القرآن) كان من أعوان فرعون ومهمته أن يوقد النار على الطين كي يعده للبناء، ومعروف عند الأخ ‏البروفيسور الكذاب موريس بوكاي أن أجدادنا شعب وادي النيل كانوا يستخدمون الرخام والجيرانيت ‏والحجر الجص والحجر الجيري في البناء، ومواد إسمنتية لاصقة للأحجار، فهم قد رفعوا أحجار بأوزان ‏تصل إلى 12 طن للقطعة الواحدة لبناء الهرم، ورفعوا كتل جيرانيت تصل أوزانها إلى 75 طن لوضعها في ‏سقف مقصورة الدفن الملكية بالهرم، ثم أن القرآن يقول ﴿أوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِيِنِ﴾ ويقول هؤلاء أن ‏معنى كلمة هامان (رئيس عمال مقالع الحجر) ! أليست هذه فرية مضحكة يتنباها السفهاء ! ‏

ومعروف أيضاً عند الصهيوني المدلس موريس بوكاي أن كلمة هامان هذه وردت في أسفار التوراة ‏مستقلة كاسم شخص وليس لقب لموظف أو منصب، وهي في صياغتها تأخذ ذات الوزن الصوتي الذي ‏اعتاده العبرانيون في صياغة أسمائهم. ومن اليسير البحث عن جذر لهذا الاسم في اللغة العبرية، وهو اسم ‏يهودي ذكرته التوراة في سفر استير: (3:1 بعد هذه الأمور عظّم الملك احشويروش هامان بن همداثا ‏الأجاجي و رقاه وجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه"...)‏

وورد في الكتاب أن هامان: اسم فارسي يشير إلى [الإله العيلامي هامان] ابن هداثا وقد نسب إلى ‏أجاج، وظن يوسيفوس أنه من سلالة ملك العماليق الذي حارب شاول. وظن آخرون أن أجاج يشير إلى ‏مكان أو شخص في فارس،‎ ‎وكان في خدمة الملك الفارسي أحشوريوش حيث كان بعض من بني ‏إسرائيل أسرى عنده، ونال رضاه حتى عظمه ورقاه إلى أعلى مناصب الدولة، وجعل عبيده كلهم ‏يسجدون له. إلا أن مردخاي اليهودي رفض السجود، فغضب هامان عليه وقرر قتله هو وجميع اليهود ‏الذين في الدولة، واستطاع أن يقنع الملك بذلك، وأصدر الملك منشورًا بوجوب إهلاك جميع اليهود ‏الساكنين في إمبراطورتيه الواسعة. غير أن مردخاي تمكن من حمل أستير(ملكة) على إقناع الملك ‏بسحب منشوره والعفو عن اليهود وقتل هامان نفسه، ومعه عائلته، وقد صُلب هامان على الصليب الذي ‏أعده لمردخاي . ولا يزال اليهود يحتفلون بذكرى قتله والتخلص منه في يومي الفور (الفوريم) .‏

بعد ذلك إذا قالوا بأن الاسم هامان هو اسم هيروغليفي وأيضاً اسم على مسمى ولقب واسم علم أي اسم ‏شخص ومعناه (رئيس عمال المحاجر أو مقالع الحجر أو معاون الفرعون أو ..إلخ) فماذا يعني هذا الاسم في ‏الثقافة اليهودية؟ حيث ورد مرة أخرى في سفر استير اليهودي ! وما ذا يعني هذا الاسم في الثقافة ‏الفارسية؟ حيث ورد أنه يعني إله !! بينما هذا الاسم هو صياغة عبرية على ذات أوزان الأسماء العبرية ‏‏(سمعان، باشان، مديان، شلمان، يونان، داثان، دوثان، وشارون، هاران، هامان .. إلخ، ومن الطبيعي أن ‏يكون اسم هامان يهودياً، وإلا فكيف تتفق صياغة اسم باللغة الهيروغليفية واللغة الفارسية ولا ‏يكون واحد ؟ وهذا الأصل متعلق بالعرقية الإسرائيلية في كافة الأحوال.‏

يُتبع ...‏‎‏ ‏‎‏‎‏‎
‎‏ ‏‎‏‎‏‎
‏( قراءة في كتابنا : مصر الأخرى - التبادل الحضاري بين مصر وإيجبت‎ (‎‏ ‏‎‏‎‏‎
‏ (رابط الكتاب على أرشيف الانترنت ):‏‎‏ ‏‎‏‎‏‎
https://archive.org/details/1-._20230602‎‏ ‏‎‏‎‏‎
https://archive.org/details/2-._20230604‎‏ ‏‎‏‎‏‎
https://archive.org/details/3-._20230605‎‏ ‏‎‏‎‏‎
‎‏ ‏‎‏‎‏‎
‏#مصر_الأخرى_في_اليمن):‏‎‏ ‏‎‏‎‏‎
‏ ‏https://cutt.us/YZbAA‏ ‏‎‏‎‏‎
‎‏ ‏‎‏‎‏‎
‏#ثورة‏‎_‎التصحيح_الكبرى_للتاريخ_الإنساني‏



#محمد_مبروك_أبو_زيد (هاشتاغ)       Mohamed_Mabrouk_Abozaid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرعون .. شخصية عربية وليست قبطية (1)‏
- فرعون.. ظاهرة مجتمعية وليست حالة فردية ..(2)
- فرعون.. ظاهرة مجتمعية وليست حالة فردية ..(2)‏
- فرعون.. ظاهرة مجتمعية وليست حالة فردية ..(1)‏
- مصر الملعونة ... (3)
- مصر الملعونة ... (3)
- مصر الملعونة ... (2)
- مصر الملعونة ... (1)
- تاريخ الفراعنة ومصر العربية البائدة (3)
- تاريخ الفراعنة ومصر العربية البائدة (3)‏
- تاريخ الفراعنة ومصر العربية البائدة (2)
- تاريخ الفراعنة ومصر العربية البائدة (1)‏
- الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (3)
- الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (2)
- الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (1)
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (12)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (11)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (10)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (9)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (8)‏


المزيد.....




- ترامب يوجه صفعة لشخصيات مثل كامالا هاريس وكلينتون بمذكرة وقع ...
- ويتكوف: -بوتين صلى من أجل ترامب- عقب محاولة اغتياله
- ألعاب نارية ومشاعل تضيئ سماء كردستان العراق في احتفالات عيد ...
- الحكومة البريطانية ترفع مؤقتا القيود المفروضة على رحلات الطي ...
- ويتكوف: لقاء ترامب وبوتين قد يتم في الأشهر القليلة المقبلة
- -بيلد-: انهيار سلطة فون دير لاين في ظل رئاسة ترامب
- ويتكوف: الحل في غزة يمر عبر نزع سلاح -حماس- وإجراء انتخابات ...
- ويتكوف: الشرع تغير وسوريا ولبنان قد يوافقان على تطبيع العلاق ...
- الذكاء الاصطناعي يرد على مقال -لا تقلل أبدا من شأن السعودية- ...
- السعودية.. فيديو حسرة سائق بعد سرقة -كفرات- سيارته برمضان يث ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - فرعون .. شخصية عربية وليست قبطية (2)‏