أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - داليا محمد عبد الواحد - القانون الجنائي و الميتافيرس: حين تصبح الجريمة بلا حدود














المزيد.....


القانون الجنائي و الميتافيرس: حين تصبح الجريمة بلا حدود


داليا محمد عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 17:43
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


مع كل قفزة تكنولوجية يشهدها العالم تتغير ملامح الجرائم وأساليب ارتكابها واليوم نقف أمام تحدٍّ جديد يتمثل في عالم الميتافيرس هذا الفضاء الرقمي الهائل الذي يحاكي الواقع ويمنح الإنسان القدرة على الدخول بشخصية افتراضية "أفاتار" والتفاعل مع الآخرين البيع والشراء توقيع العقود، بل وحتى إنشاء مجتمعات كاملة لا تخضع إلا لقوانين رقمية قد تغيب عنها الرقابة أو المسؤولية.
لكن ماذا لو تحولت هذه المساحة الافتراضية إلى مسرح لجرائم خطيرة؟ كيف سنتعامل قانونيًا مع الابتزاز الإلكتروني والتحرش الجنسي الافتراضي والاحتيال والسرقة الرقمية والتشهير داخل الميتافيرس؟ هل يكفي القانون الجنائي التقليدي للتصدي لهذا الواقع الجديد؟
القانون الجنائي العراقي كسائر التشريعات التقليدية وُضع لمعالجة جرائم ذات طبيعة مادية وملموسة في العالم الواقعي يقوم على مبدأ "لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص"، ويشترط توافر الركن المادي للجريمة ووقوع ضرر فعلي لكن الميتافيرس يكسر هذه القواعد فالجريمة هنا قد تقع على "أفاتار"، وقد تُسرق أصول رقمية أو تُرتكب أفعال تمس كرامة الإنسان وحقوقه دون أن تترك أثرًا مادياً مباشراً في الواقع.
المعضلة الأخطر تكمن في تحديد المسؤولية الجنائية من الذي يُحاسب قانونيًا؟ هل هو الشخص الحقيقي خلف الأفاتار؟ أم أن المنصة الافتراضية تتحمل جزءًا من المسؤولية لعدم توفير بيئة آمنة؟
كل هذه التساؤلات تفرض على المشرّع العراقي والعربي التحرك سريعًا لصياغة قوانين حديثة تستوعب هذا العالم الرقمي المتطور وتجعل من الميتافيرس مساحة محكومة بالقانون لا ملاذًا آمناً للمجرمين. فالعالم الافتراضي اليوم بات امتداداً للواقع، والعدالة يجب أن تلاحق الجريمة أينما وُجدت... حتى لو كانت خلف شاشة !
ولا شك في ان خطورة جرائم الميتافيرس لاتؤثر على الجانب الفردي فحسب بل تمتد لتشكّل تهديداً حقيقياً للأمن القومي والاقتصاد الوطني خاصة مع انتشار الأصول الرقمية والعملات المشفرة التي تُستخدم كغطاء لغسل الأموال وتمويل الإرهاب داخلهذه العوالم الافتراضية بعيداً عن أعين الرقابة المالية التقليدية لذلك أصبح من الضروري إدراج الجرائم الافتراضية ضمن منظومة التجريم والعقاب ووضع تشريعات خاصةتواكب هذه التحديات المستجدة مع تفعيل التعاون الدولي في تتبع الجرائم العابرة
للحدود والتي قد تبدأ داخل الميتافيرس وتنتهي بتهديد واقعي للدول والمجتمعاتفمستقبل العدالة الجنائية لن يُبنى فقط داخل قاعات المحاكم بل سيمتد إلى الفضاء الرقمي حيث يجب أن يُدرك المشرّعون أن العالم الافتراضي بات واقعاً لا يمكن تجاهلهأو تركه بلا ضوابط قانونية تحمي الإنسان وحقوقه في كل زمان ومكان.



#داليا_محمد_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون الجنائي و الميتافيرس: حين تصبح الجريمة بلا حدود


المزيد.....




- -كاريزما جذابة-.. صحافية فرنسية تستذكر فترة عمل لافروف في ال ...
- تلغراف: ماكرون يريد استخدام القوات الغربية في أوكرانيا كقوات ...
- أول تعليق من الرئيس التركي على اعتقال رئيس بلدية اسطنبول أكر ...
- أول تعليق من الرئيس التركي على اعتقال رئيس بلدية اسطنبول أكر ...
- بالتزامن مع اجتماع الحكومة لإقالة رئيس الشاباك: آلاف الإسرائ ...
- الأمم المتحدة تفتح تحقيقا في قصف الاحتلال منشأة لها في غزة
- 5 نقاط تشرح خلفيات وتداعيات اعتقال رئيس بلدية إسطنبول
- طلاب السودان يدرسون على الأرض ويتقاسمون الفصول مع النازحين
- الأونروا: تفاقم الأزمة الإنسانية بالضفة الغربية مع تدمير ممن ...
- الأمم المتحدة تبدي استعدادها للتوسط في المفاوضات بين موسكو و ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - داليا محمد عبد الواحد - القانون الجنائي و الميتافيرس: حين تصبح الجريمة بلا حدود