أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد الكحط - موضوع للحوار كرة القدم أفيون الشباب














المزيد.....


موضوع للحوار كرة القدم أفيون الشباب


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 8287 - 2025 / 3 / 20 - 17:41
المحور: قضايا ثقافية
    


يقول كارل ماركس ((الرأسمالية ستجعل كل الاشياء سلعا، (الدين، الفن والأدب) وستسلبها قداستها، وهذا ما نراه اليوم خصوصا بفعل العولمة وتطور وسائل التواصل الاجتماعي والتكنلوجيا الحديثة والعقل الاصطناعي وغيرها من أدوات العصر، وأنا أضيف لما ذكره ماركس حتى الرياضة وخصوصا كرة القدم أصبحت سلعة تجارية وفقدت كونها وسيلة لتقارب الشعوب وزرع روح المحبة والمنافسة الشريفة بين فرق الدول، بل دخلت التجارة والربح وكم سنحصل من هذه اللعبة وهذه الفرق وهذه النوادي وهؤلاء اللاعبين وهذا الملعب... الخ
لست عدوا لكرة القدم بل أنا أيضا من المعجبين بها، لكني لست مولعا بها لحد الجنون، فقد أصبحت كرة القدم اليوم الشغل الشاغل للشباب في كل مكان، بل تحولت إلى هوس حتى في داخل العوائل...
ما حفزني لهذه المقالة هو لي شاب أعرفه عن قرب، قال لي نصاً ((عمو أنا أعرف كل أسماء لاعبي الفرق المهمة وحياة كل منهم، وليس فقط لاعبي ريال مدريد وبرشلونا، أعرفهم أكثر مما أعرف أبناء عشيرتي وعمومتي.....))، وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة، أي لاعب تم بيعه من قبل ناديه وأي نادي اشتراه، وأراه مهووساً بمتابعة أمور النوادي واللاعبين والمباراة والدوريات لكرة القدم في أوربا وغيرها.
اليوم للأسف تحولت الرياضة وخصوصا كرة القدم بالإضافة لكونها تجارة رابحة، إلى أداة سياسية أغراضها متعددة، فمن خلال الضخ الإعلامي الكبير والبذخ المالي على الفضائيات التلفزيونية الرياضية الكثيرة جدا ناهيك عن البرامج الرياضية في جميع الفضائيات، وتمتاز تلك الفضائيات المتخصصة بالإبهار والإخراج المتميز مما يجذب المشاهدين وخصوصاً الشباب، ويغريهم بالتعلق بالمشاهدة والمتابعة المستمرة، ويشغلهم عن مهام اجتماعية كثيرة بل حتى عن دراستهم ويبعدهم عن التفكير في أمور بلدهم وخصوصاً الأمور السياسية والتضامنية، لذلك تجدهم مهمومين بشؤون كرة القدم قبل أي هم آخر.
لذا تسعى الدول الرأسمالية والامبريالية إلى صرف المليارات لإشغال الشباب بكرة القدم وتقدم النجوم بأشكال فنية وممسرحة جذابة، كذلك نرى كثرة النوادي وكثرة الدوريات ففي كل بلد كذا دوري، وفي كل منطقة كذا دوري وللفئات العمرية كذا دوري، ناهيك عن كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأولمبية التي يهتم الجميع فقط بكرة القدم أكثر من الألعاب الأخرى المهمة والتي فعلا نجد فيها تنافسا لتحطيم أرقام قياسية في العديد من الألعاب الجميلة، كرة القدم لم تعد موسمية بل يوميا عشرات بل مئات المباريات ويتابعها الشباب بحرص واهتمام وهوس غير طبيعي.
كما تستخدم الملاعب للإعلانات التجارية بل حتى اللاعبون يرتدون ماركات معينة من الملابس أو فيها شعارات لشركات أو مؤسسات تجارية ربحية على ملابسهم، بل هنالك ظاهرة مرافقة لافتة للنظر حسب ما ورد لسمعي بأن هنالك رهانات تجري علنية وشبه علنية على من سيغلب وكم نتيجة المباريات، حتى في العراق يجري ذلك في مقاهي مخصصة عند كل لعبة مهمة، أي أصبحت المباريات مجالا للبعض للعب القمار، وهذه أمور خطيرة تنتهي بمشاكل اجتماعية مختلفة.
أما ظاهرة الاحتراف فما هي ايجابياتها لو هذا اللاعب تم انتقاله لناد آخر بعد انتهاء عقده ليدفع له أكثر وسيلعب في الموسم القادم ضد النادي السابق الي كان يلعب معه، وهكذا نسمع كل يوم ان هذا اللاعب سيتم انتقاله إلى نادي كذا مقابل كذا ألف أو مليون دولار، أجد ذلك لا معنى له، وبالنتيجة لربما سيأتي يوما ما شخص غني يؤسس ناديا جديدا يستقطب كل المهارات الموجودة ويشتريها للنادي وبالتالي سيكون الفريق الأول وبإمكانه الاستحواذ على أفضل اللاعبين وبالنتيجة هنالك سوق لبيع وشراء اللاعبين تحت بند الاحتراف ويتقدم على النوادي العريقة المعروفة عالميا... فأين روح التنافس الرياضي من هذه الظواهر...!!!؟؟؟ وأين الرياضة من ذلك كونها تنافسا ايجابيا بين طرفين، هنا التنافس المالي والتجاري هو الأساس وليس الرياضي، كون الرياضة حب وطاعة واحترام كما تعلمناها منذ الصغر.
البعض من الأصدقاء قال لي أنها المتنفس الوحيد لنا، فلماذا لا نعطيها كل هذا الاهتمام....؟؟
ولربما أعطيه الحق ولكن، إلا يحق لنا دراسة هذه الظاهرة من الناحية الاجتماعية والسياسية ونحمي شبابنا من الهوس المبالغ به، وليهتموا بأمور حياتهم قبل كل شيء، ونوفر لهم فرص العمل ومنافذ لقضاء أوقات فراغهم بشكل أفضل ونوسع المراكز الثقافية في مختلف المجالات والنوادي الرياضية الحديثة في كل مكان كالمسابح وكمال الأجسام والركض وغيرها من أصناف الرياضة، وتبقى الهواية لكرة القدم محمية بحدود المعقول.
ألا ترون معي بأن كرة القدم أصبحت أفيون الشباب ليس في العراق وحده بل في معظم دول العالم.... الجواب لكم.



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (اليسار والأدب في العراق) كان عنوان محاضرة للناقد أمين الموس ...
- في منتدى بيتنا الثقافي احتفاء بالدكتور شجاع العاني
- مبدعون في الغربة ضفاف سرحان عالمة عراقية الأصل مفخرة للعراق
- في منتدى بيتنا الثقافي.. طاولة مستديرة موضوعها.. الدور السيا ...
- في الأندلس محاضرة بعنوان ((البديل الثقافي.. مشروعا ورؤية))
- إحياء ذكرى الفقيد الدكتور لطفي حاتم
- مبادرة تستحق التقدير والأخذ بها
- موقف مبدئي ومسؤول تحية لفرقة طيور دجلة إصرار على المواصلة وا ...
- قوانين لصيانة كرامة المرأة أم تحط من كرامة وكيان المجتمع
- ستوكهولم: مجموعة مرايا فعالية منوعة مع محاضرة (توعية عن أورا ...
- ثورة الرابع عشر من تموز 1958 حلقة مفصلية في تاريخ العراق الح ...
- الصحافة اليسارية والشيوعية مدرسة الأجيال في الوطنية والنضال
- الحقيقة ما بين حرية التعبير وازدراء الأديان
- في معرضه الشخصي التاسع الفنان نوري عواد حاتم -أرسمُ الجمال.. ...
- أدباء أبكاني فقدانهم
- يوم النصير الشيوعي أستذكار المآثر البطولية للأنصار
- عرضٌ راق لفنٍ راق
- معرض الصور الفوتوغرافية 45 فن وإبداع
- المناضل والكاتب جاسم المطير وداعاً
- جلسة احتفاء ووفاء بالشاعر والناقد الدكتور علي جعفر العلاق


المزيد.....




- هوية مشتبه به بقتل فتاة جامعية يكشفها تحليل DNA قرب سريرها
- الإمارات الأولى عربيا ولبنان الأخير..قائمة الدول الأكثر سعاد ...
- فيديو يُظهر حريقًا هائلاً قرب مطار هيثرو بلندن
- تونس: إقالة رئيس الوزراء كمال المدوري وتعيين سارة الزعفراني ...
- ما قد لا تعلمه عن صدام حسين.. ملخص سريع بذكرى غزو العراق
- الجيش السوداني يسيطر على القصر الرئاسي في الخرطوم (صور+فيديو ...
- اكتشاف علمي جديد بشأن الطاقة المظلمة يتناقض مع نظرية النسبية ...
- تونس.. سعيد يعفي المدوري من رئاسة الحكومة ويعين سارة الزعفرا ...
- ترامب يتهم - نيويورك تايمز- بتلفيق خبر حضور ماسك لإحاطة بالب ...
- المكسيك.. مصادرة أطنان من الكوكايين في مياه المحيط (فيديو+صو ...


المزيد.....

- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد الكحط - موضوع للحوار كرة القدم أفيون الشباب