أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( السعادة الزوجية / البلد الطيب والبلد الخبيث )















المزيد.....


عن ( السعادة الزوجية / البلد الطيب والبلد الخبيث )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 18:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال الأول:
نحن على وشك الزواج ، وفيه حوالينا حالات طلاقات كتيرة ، ونسبة الطلاق بقت مرتفعة فى مصر . انا وخطيبتى متمسكين ببعضينا ، ونتمنى أن نقضى عمرنا كله مع بعض وحوالينا مع أولادنا واحفادنا . ونريد نصيحتك .
إجابة السؤال الأول :
أولا :
1 ـ فى ثقافتنا الشعبية نقول ( الحُب ) و ( العشرة ). الحب يرتفع مؤشره وينخفض ، وقد يدوم وقد يتحول الى بغضاء ويتحول معه الزواج الى طلاق . ولكن العشرة تدوم كما يقولون ( على الحلوة والمُرّة ). هى التعود على رؤية رفيق الحياة ، وتحمّل ( العيشة ) معه ، وإفتقاده إذا غاب ، وتصبح الحياة بعد موته مواتا . العشرة فى مفهومنا الشعبى أقوى من الحب .
2 ـ فى القرآن الكريم ما هو أروع من ذلك فى وصف الحياة الزوجية المثالية التى ينبغى أن تكون . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم ). هذه آيات لنا لنتفكر فيها . فلنحاول التفكّر والتدبر :
2 / 1 /1 : ( وَمِنْ آيَاتِهِ )، أى ضمن نعمه .
2 / 1 / 2 : ( أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ): زوج / أزواج تعنى قرآنيا الذكر والأنثى . ليس فى القرآن الكريم مطلقا كلمة ( زوجة ). السياق هو الذى يحدد هل المقصود الزوج الذكر أو الزوج الأنثى ، وهنا السياق يجعل ( أزواجا ) تعنى الذكر والانثى ، فالله جل وعلا خلق لنا من أنفسنا زوجا للأنثى وزوجا للذكر . قد يدل السياق على أن ( الزوج) هو الأنثى فقط ( حوّاء ) ، كقوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً ) (1) النساء ) ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (189) الاعراف ) ( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) (6) الزمر ).
المقصود أن الزوج الذكر مخلوق للزوج الأنثى ، والزوج الأنثى مخلوقة للزوج الذكر . كل منهما مخلوق للآخر على قدم المساواة . وهنا أكبر تكريم للمرأة ، والتى هى مظلومة فى الأديان الأرضية الشيطانية .
2 / 1 / 3 : لماذا خلق الله جل وعلا الزوجة لزوجها والزوج لزوجته . قال جل وعلا : ( لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ). السّكن هنا ليس المسكن المادى ، ولكنه من السكينة والراحة النفسية ، هى سكينتك وأنت سكينتها . أنت تستريح وتأنس بها ، وهى تستريح وتأنس بك .
2 / 1 / 4 : لماذا ؟ لأنه جل وعلا جعل بينكم مودة ورحمة . قال جل وعلا : ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ). هو جل وعلا كما خلقنا فهو أيضا الذى جعل بيننا المودة والرحمة . المودّة والرحمة تجمع الحب والعشرة والتعاطف والمشاركة الوجدانية ، وأن تحمل وتتحمل الزوجة هموم زوجها معه ، وأن يتحمل الزوج هموم زوجته معها . شركاء فى المحبة والمودة والرحمة . هذا هو الوصف القرآنى الأول للزواج المثالى والذى ينبغى أن يكون .
2 / 2 : الوصف القرأنى الثانى هو قوله جل وعلا عن الزوجين بالمساواة المطلقة : ( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ) 187 ) البقرة ). هى اللباس الذى ترتديه وتسترك ، وأنت اللباس الذى ترتديه ويسترها . بالتعبير المصرى ( ستر وغطا ). فى الحساب نقول ( واحد + واحد= إثنين ) . فى الزواج المثالى نقول ( واحد + واحد = واحد ).
أخيرا
1 ـ لا أتحرّج من الاشارة الى حياتى الزوجية والتى إستمرت 47 عاما حتى الآن . وأعرف أن ما اذكره سيكون مُحرجا لزوجتى ، فهى لا تُحبُّ أن أتحدث عنها . ولكنها شهادة هى تستحقها.أرجو أن تسامحنى .!
2 ـ كنت فى إجتماع أتحدث فيه فى واشنطن بإعتبارى فلان صاحب الشهرة والصيت . حرصت على أن تكون الى جانبى زوجتى ( أم محمد ) . بدأت كلامى بقولى : ( أنا د أحمد صبحى منصور زوج السيدة منيرة محمد أحمد حسين الباز ) . قلت ذلك فخرا بزوجتى .
3 ـ موجز السعادة الزوجية العملى أن تكون فخورا بزوجتك وأن تكون زوجتك فخورة بك . هذا الفخر لا يأتى بين يوم وليلة ، بل خلال عشرة طويلة فيها المشاركة فى المعاناة والسرور فى المحن والمنح . وقفت زوجتى الى جانبى وأنا فى محن السجن والتشرد والملاحقة الأمنية والغُربة ، وكانت الى جانبى فى أوقات الانتصار وتحقيق الآمال . قامت عنى بتربية أبنائنا الستة ( محمد / الشريف / الأمير / حسام / سامح / منير ) .وسط غوغائهم المحببة حولى ـ وهم أطفال ـ كنت أكتب مركّزا على عملى ، ولا زلت أعمل وأسعد وسط غوغاء أحفادى . ومعى رفيقة العُمر والنضال ، وطالما هى الى جانبى فأنا أبدع فى عملى . يتوقف عقلى عن التفكير حين يحدث بيننا خصام . وقليلا ما يحدث خصام بيننا فى زواج يقترب من نصف قرن .
4 ـ زوجتى إعتادت أن تفتح بيتها لأهلى وأهلها ، هى خير ( زوجة) وخير ( أم ) وخير( أخت ) وخير (عمّة) وخير( خالة ) وخير ( حماة ) وخير ( صديقة لصديقاتها ) .
5 ـ الولائم فى بيتنا لم تنقطع فى مصر رغم أوقات المحن ، ولم تنقطع فى أمريكا . مهارتها فى الطبخ وصلت الآفاق ، ويؤكده سعادتها فى العطاء . وأرقبها سعيدا بها ، فخورا بها .
6 ـ وأنا على وشك الرحيل أدعو الله جل وعلا ألا يحرمنى منها مادمت حيا ، وأن يجزيها عنى كل الخير ، وأن يسعدها بعدى بأبنائنا وأحفادنا .
السؤال الثانى : ما هو المراد بقول الله سبحانه وتعالى : ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الأعراف )
إجابة السؤال الثانى :
قاله جل وعلا : ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الاعراف ). ( البلد ) مقصود البشر . بدليل ختم الآية بقوله جل وعلا : ( كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ). هناك من البشر ما يشكر الإحسان ، وهناك من يجحده وينكره ، وقد يردُّ الحسنة بالسيئة . البشر الذين يردون الحسنة بمثلها أو أكثر منها هم البلد الطيب ، والبشر الجاحدون هم البلد الخبيث الذى يخرج ثمره نكدا . والحياة مليئة بأمثلة كثيرة من النوعين .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل السادس : حدود الاجتهاد فى الشريعة الاسلامية ( الميراث ...
- عن ( وقار وقور / جحد )
- الفصل الخامس : المعروف والشريعة الاسلامية
- عن ( جُناح وجناح وأجنحة )
- الفصل الرابع : الشورى
- عن ( عبادتهم الملائكة / خُلُق الأولين وما وجدوا عليه آباءهم ...
- عن ( دُبُر وأدبار )
- الفصل الثالث : مجال الاجتهاد
- عن ( خُلُق الأولين / نُكُرا / القلة والكثرة / البكرة والعشية ...
- عن ( فدية الافطار فى رمضان / نبوة يوسف / زلفى / يحبرون )
- القاموس القرآنى عن ( الاستعجال )
- عن ( العمل الصالح / ليست زانية / ختار / عندك حق / الشكر أوال ...
- الفصل الثانى : الاجتهاد فى التدبر القرآنى وفى الاسلام والكفر ...
- عن ( اليوم الاول وايام اليوم الآخر / غمام الدنيا وغمام الآخر ...
- القاموس القرآنى : الكفارة والفدية
- عن ( القبور والأجداث / عماربن ياسر )
- عن( النجدين / عند قيام الساعة / من الأقدم : ابراهيم أم شعيب ...
- الفصل الأول : التقوى والايمان باليوم الآخر أساس الاجتهاد الا ...
- عن ( القطع )
- عن ( على وشك الموت / تقعدون / توبة قطاع الطرق )


المزيد.....




- حماس ردا على كاتس: لا هجرة إلا إلى القدس.. ندعو الأمة العربي ...
- الفاتيكان يفصح عن حالة البابا فرنسيس الصحية
- فيها ليلة القدر .. دار الإفتاء تُذكر بموعد الليالي الوترية ر ...
- قيمة زكاة الفطر 2025 دار الإفتاء المصرية توضح قيمتها نقدًا و ...
- ما هو مقدار زكاة الفطر لشخصين وفقًا لقرارات دار الإفتاء المص ...
- ما مستقبل الأقلية المسيحية في سوريا في ظل النظام الجديد؟
- مستعمرون يضرمون النار في خيام البدو غرب سلفيت
- الاحتلال يعتدي على طوباس واعتقالات في سلفيت
- دار الإفتاء المصرية توضح بعض الفتاوى الخاطئة المنتشرة عن الص ...
- حكومة نتنياهو توافق على عودة وزراء -عوتسما يهوديت- بينهم بن ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( السعادة الزوجية / البلد الطيب والبلد الخبيث )