أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية شناوة - العلويون ليسو شيعة!














المزيد.....


العلويون ليسو شيعة!


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 18:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في زمن تأجيج الطائفية خدمة للمخططات والأهداف الإمبريالية - الصهيونية، يجري تزييف متعمد لحقائق الواقع الديمغرافي - الإثني - الطائفي في البلدان العربية، بهدف التعمية وتشويه الأفكار والمواقف وخلط الحابل بالنابل.
وعلى خلفية المجازر التي ترتكبها فصائل سلطة الإرهاب في دمشق ضد العلويين، يشار إلى الطائفة العلوية ويطلق عليهم السلفيون السنة أسم "النصيرية" يشار إليها على انها جزء من الشيعة. والحقيقة انها طائفة مستقلة، ولا تربطها دينيا بالشيعة، في كتلتها الأكبر، الشيعة الإثني عشرية، أية رابطة. وتأريخيا كان ثمة عداء وتكفير من قبل الشيعة للعلويين.

العلويون لا يشاركون الشيعة وعموم المسلمين معتقداتهم وفروضهم، هم طائفة مستقلة تماما عن المسلمين بشقيهم السني والشيعي، لهم طقوسهم ومعتقداتهم الخاصة بهم التي لا يتشاركون بها مع المسلمين، ويتركز وجودهم في تركيا، ويطلقون على أنفسهم هناك أسم أهل الحق، وهم موجودون أيضا في كردستان العراق، ويسمون بالكاكائيين، لهم طقوس عبادة خاصة تلعب فيها الموسيقى وخاصة الدفوف والطنابير دورا كبيرا، وصلواتهم الموسيقية - الغنائية مختلطة بين الرجال والنساء، وهم باطنيون وليسوا ُدعويّون مثل السنة والشيعة، أي أنهم يحتفظون بمعتقداتهم لأنفسهم، لا يبشرون بها بين الآخرين ولا يسعون إلى كسب غيرهم اليها، وبالضرورة لا يفرضوها على أحد من خارجهم، أو يسعون إلى تعميم أحكامهم على المجتمعات التي يعيشون فيها، وبهذا المعنى فهم مسالمون.

صلب عقيدتهم يقوم على الإعتقاد بأن الرب - الله أو خدا - قد تجسد جسمانيا في إمام المسلمين على ابن أبي طالب، فيما ينظر السنة إلى علي كرابع الخلفاء المسلمين، أما الشيعة الإثني عشرية فيعتبروه وليا للمسلمين والخليفة الحقيقي للنبي محمد وحامل أسرار دينه، هو وأحد عشر من أبنائه وأحفاده حجج الله.

وهناك ما يشير إلى أن أساس العلويين هم بعض غلاة شيعته الذين آمنوا انه تجسيد بشري للرب، وأنه شخصيا رفض وهمهم هذا وقاصصهم، لكنهم اعتبروا القصاص امتحاناً ربانيا، وبمرور الزمن تطورت طقوسهم وأحكامهم ومعتقداتهم، وابتعدوا عن الإسلام المعروف لدى السنة والشيعة بشكل كامل، ويطلق شيعة العراق عليهم أسم "علي اللهية" أي مؤلهوا علي.

هذه الطائفة المسالمة تأريخيا، نشط بعض أفرادها سياسيا في حزب البعث في سوريا، وكان أبرز ناشطيها الضابط السوري حافظ الأسد، الذي إدعى الإسلام، ونجح في الإستيلاء على حزب البعث وعلى السلطة في سوريا وورثهما لأبنه بشار الأسد من بعده، وبنى الإثنان كياناً سلطويا دمجا فيه وفي مؤسساته الأمنية متزلفون وانتهازيون وزعران من كل الديانات والطوائف، مارسوا قمعاً ممنهجاً للحريات، وامتهاناً للكرامات طال شرورها كل السوريين بغض النظر عن منحدراتهم الإثنية أو معتقداتهم السياسية والدينية، وارتكب نظام آل الأسد مجازر بشرية، لم يكن ضحاياها فقط من لجأوا إلى العنف في معارضة النظام، بل كذلك إبرياء لا علاقة لهم بالمعارضة أو بالعنف.

ولهذا اتسع نطاق المعارضة ليشمل أوسع أطياف الشعب السوري، بما فيهم أبناء الطائفة العلوية، الذين شاركوا في التحرك السلمي ضد النظام في آذار - مارس 2011، والذي تعامل معه النظام بوحشيته المعهودة. هنا دخل التأسلم السياسي، مدعوما بقوى أقليمية ودولية، لتحويل الحراك الديمقراطي السلمي إلى حراك طائفي عنيف، وبرزت جماعات الإرهاب الممولة من الخارج بالسلاح والعتاد والمال والرجال، من مختلف أنحاء العالم، وحمل "الثوريون" الجدد شعارات طائفية تكفيرية، بدلا من شعارات الدولة المدنية الديمقراطية، ومارسوا الإرهاب على نطاق زاد في عنفه وحدته عن الإرهاب والقمع الذي مارسه نظام آل الأسد.

وفي مجرى الصراع تدخلت أمريكا وإسرائيل وتركيا ومحميات الخليج لصالح المعارضة المتأسلمة، وروسيا وإيران لصالح النظام. وحول الأرهابيون مدعومون بمحميات الخليج الصراع السوري من صراع سياسي إلى صراع طائفي، ووسعوا أهدافهم من إسقاط آل الأسد، الى إبادة العلويين، كون آل الأسد من أصول علوية، رغم أن حافظ وبشار الإسد إدعوا الإسلام ومارسوا الطقوس الإسلامية بصيغتها السنية.

وبعد سيطرة فصائل الإرهاب على السلطة في دمشق، أواخر العام الماضي في صفقة روسية - أمريكية، ظل الإرهابيون يتحينون الفرص لتنفيذ جرائمهم ذات المنطلقات الطائفية التكفيرية، ونظموا انتهاكات محدودة ولكن عديدة ومتواصلة ضد العلويين، بهدف استدراجهم إلى الدفاع عن انفسهم، ونجحوا في ذلك، ليستخدموه ذريعة لاقتراف المجازر ضدهم، تحت زعم إحباط محاولة أنقلابية لفلول نظام آل الأسد. وحظيت جرائم الإرهابيين بتفهم وتأييد من الأوساط الغارقة في التطرف الديني الإسلامي.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الثورة التي ضلت طريقها
- الإسلام السياسي السني يتخلى عن أقنعته
- موازين قوة جديدة
- مخاطر عقلية -التفوق الأبيض-!
- اثنان وستون عاما على الواقعة
- ما هي خلفيات مجزرة أوربرو؟
- من يقف وراء جريمة أوربرو؟
- أدران لا تستدعي الإبتئاس
- نتائج باهرة لمعركة مجيدة!
- أعترافات الشيخوخة
- معضلة النفاق الثقافي
- الدونباس مقابل دمشق
- سجن صيدنايا في اسطنبول
- بين صدام حسين وآل الأسد
- أي مستقبل ينتظر السويد؟؟؟
- التوحش الأوربي وكوارث الشرق الأوسط
- حرية التعبير في الغرب
- ما هي خياراتنا في معادلات الصراع المحلي والدولي؟
- فرية عمالة المقاومة العربية لإيران
- كيف تبخر -اليسار- الإسرائيلي؟


المزيد.....




- مصر.. محمد سامي يعلن توديع الدراما بعد -نجاحات وأزمات- والكث ...
- نائب جمهوري تواجه صيحات استهجان من حشد محبط في قاعة بأمريكا. ...
- وزارة دفاع كوريا الجنوبية: طائرة حربية روسية دخلت منطقة دفاع ...
- من هي حركة أنصار الله الحوثية في اليمن؟
- -فرسان المتوسط- يوحّدون الليبيين ويتطلعون لإنجاز تاريخي
- مساعد بوتين يعلن موعد مباحثات الرياض مع واشنطن ويكشف أسماء أ ...
- زاخاروفا: نأمل أن تكون واشنطن استمعت لموقف موسكو حول ضرورة إ ...
- الداخلية السورية تعلن القبض على قائد عسكري كبير من عهد الأسد ...
- -أ.ف.ب.-: لبنان مستعد لتسليم أكثر من 700 سجين سوري لدمشق
- بوتين يصدر مرسوما بشأن الأوكرانيين المتواجدين في روسيا


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية شناوة - العلويون ليسو شيعة!