أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صبحى إبراهيم مقار - تحليل الإنسانية - وقفة مع النفس ضد التيار














المزيد.....


تحليل الإنسانية - وقفة مع النفس ضد التيار


صبحى إبراهيم مقار
(Sobhi Ibrahim Makkar)


الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 16:12
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كلنا بنعمل تحاليل دورية لمتابعة مستويات السكر والكوليسترول والدهون والأملاح وغيرها من التحاليل للاطمئنان على صحتنا لتحسين مستويات حياتنا الأرضية، لكن مين فينا بيعمل لنفسه التحليل المكمل والأهم وهو "تحليل الإنسانية" لضمان حياتنا الأبدية؟ جايز تكون مستغرب لهذا التحليل وأكيد أول مرة تسمعه وأتمنى تعقل كلامي وتعرف معنى هذا التحليل وتحاول تعمله لنفسك كل فترة زمنية معينة عشان تطمن على نفسك وعلى إنسانيتك وعلى درجة محبتك وأمانتك وإخلاصك للآخرين - كل الآخرين إخوانك في الإنسانية – وعن طريق التحليل هتقدر تخلص من كل المؤثرات الخارجية اللي بتمنعك من تحسين مستوى إنسانيتك باستمرار.
بداية لازم نؤكد على إننا كلنا إنسان واحد نولد إنسان ونحيا إنسان ونموت إنسان، فكلنا إنسان واحد نعيش في عالم واحد له رب واحد هيحاسبنا كلنا عن عدم حبنا وتقصيرنا في مساعدة إخواننا في الإنسانية في كل مكان علي الأرض وعشان كده لازم نرفع أولاً شعار "كلنا إنسان" وإلا سيهلك الجميع.
كيفية عمل تحليل الإنسانية:
هنضع قدامنا عدة مواقف وأحداث تعرضت لها مجموعات مختلفة من المواطنين من نفس عقيدتنا ومذهبنا الديني ومواطنين من غير عقيدتنا ومختلفين عنا في مذهبنا الديني ونسجل رد فعلنا ومستوى إهتمامنا وحبنا وتعاطفنا مع هؤلاء المواطنين في كل موقف وما فعلناه معهم للتخفيف من آلامهم ومعاناتهم وإجمالي التقييمات لهذه المواقف والأحداث هو اللي بيوضح نتيجة تحليل الإنسانية الخاص بك لتعرف مستوى إنسانيتك ودرجة سموها مقارنة بالآخرين.
الحدث الأول: الجرائم غير الإنسانية لجيش الاحتلال الإسرائيلي بحق شعب غزة (طرف معتدي مختلف عنا في العقيدة، وطرف معتدى عليه من نفس عقيدتنا ومذهبنا الديني).
الحدث الثاني: الجرائم غير الإنسانية في السودان بحق شعب السودان (الطرفين المعتدي والمعتدى عليه من نفس العقيدة والمذهب الديني).
الحدث الثالث: الجرائم غير الإنسانية للجماعات المنتمية للمذهب السني في سوريا بحق العلويين والإيزيديين والمسيحيين (طرف معتدي مسلم سني وطرف معتدى عليه من غير هذا المذهب ومن غير المسلمين).
الحدث الرابع: الجرائم غير الإنسانية للمسلمين المهاجرين في أوربا وأمريكا من خلال قيامهم بطعن ودهس المواطنين الآمنين (طرف معتدي مسلم، وطرف معتدى عليه احتمال يكون مسلم أيضاً أو غير مسلم أو لا ديني).
الحدث الخامس: الجرائم غير الإنسانية الخاصة بالتشفي والفرح والشماتة في الموت والكوارث الطبيعية بحق المختلفين عنا في العقيدة والمذهب الديني مثل حرائق الغابات في كاليفورنيا (طرف مسلم بيفرح ويشمت في مصائب وأحزان غيره، وطرف مدني بريء ليس له أي ذنب تعرض لكارثة طبيعية وفقد منزله وأمواله احتمال برده يكون مسلم أو غير مسلم أو لا ديني).
في كل حدث أو موقف من المواقف الخمسة السابقة إعطي لنفسك تقييم خاص بمدى حبك وتعاطفك واهتمامك ودعمك للطرف البريء المعتدى عليه بحد أقصى 20 درجة لكل موقف وإجمع هذه التقييمات لتحصل على تقييمك النهائي من 100 درجة.
وطبعاً كلما زادت درجة التقييم الخاصة بك كلما زاد مستوى إنسانيتك وحبك لإخوانك في الإنسانية. وبالتالي، زاد مستوى حبك لله الذي لا يستطيع أحد أن يقول أنه يحب الله وهو يكره الإنسان الذي خلقه الله وأوصانا بمعاملته بنفس المعاملة التي نتمناها لأنفسنا.
وإلى كل الأشخاص الحاصلين على أعلى تقييم في حدث معين من الأحداث السابقة وأقل تقييم أو صفر في باقي الأحداث، نتمنى منكم عدم الصراخ "أين الإنسانية؟" وعدم مطالبة الآخرين بالوقوف بدعمكم والوقوف بجانبكم عندما تتعرضون لأي ظلم بدون أن تقدموا أي دليل بالقول أو بالفعل يثبت حبكم وقبولكم لهؤلاء الآخرين عندما يتعرضون لنفس هذا الظلم بل تدعون عليهم وتشمتون وتفرحون باستمرار في أحزانهم.
وهنا لازم نؤكد على أن المبادئ والقيم الإنسانية لا تتجزأ ولا تختلف باختلاف العقائد والمذاهب أو حسب المواقف والمصالح الشخصية، والكل يتهم غيره ب "إزدواجية المعايير" ويستخدم هذا المصطلح لصالحه عندما يتعرض هو للظلم وهذا ما نراه حالياً في تعالي الأصوات الرافضة للجرائم الوحشية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان غزة لاعتبارات مذهبية أولاً قبل أن تكون إنسانية وإلا كنا رأيناهم صفاً واحداً في مساندة جميع المظلومين والمقهورين في باقي دول العالم. فالإنسانية لا يجب أن تقتصر على قريبي في نفس المكان وينتمي لنفس الأديان. فالإنسان الحقيقي بجد واللي يعرف معنى الإنسانية بجد هتلاقيه دايماً من جواه بيتقطع وبيتعاطف بطبعه مع أي مظلوم أو ضحية أي اعتداء خصوصاً لو الضحايا من المدنيين الأبرياء من غير ما يفكر ولا يعمل أي اعتبار لجنسية هؤلاء الضحايا أو ديانتهم أو مذهبهم الديني. لكن العقليات اللي بتبص الأول في جنسية وعقيدة المعتدى عليه وبعدين تقرر تتعاطف معاه ولا لأ ليست لها أي علاقة بالإنسانية.
وعشان كده لازم نركز على الجانب الإنساني بصفة أساسية في حياتنا طول فترة غربتنا على الأرض، ونعمل "تحليل الإنسانية" باستمرار كل فترة خصوصاً لأي شخص بينادي ويصرخ "أين الإنسانية" وقت ما يتعرض هو وأهله وجماعته لأي خطر أو ظلم.
الحل الأمثل لتحسين "تحليل الإنسانية":
يكمن الحل في إننا لازم نحيا ونعيش بكل حب ونسعى ونجتهد بأقصى طاقة عندنا لتنفيذ شعار "كلنا إنسان بدون النظر للأديان" وجعله واقع معاش لضمان سيادة العدالة والمواطنة وحياة المحبة الباذلة للنفس من أجل الجميع وليس فقط الإنغلاق حول محبة القريب في المذهب الديني أو العقيدة أو المصلحة. وقبل أي شيء، نفتكر دايماً إن ربنا موجود وأمين وعادل وهو ضابط الكل ومعين من ليس له معين ورجاء من ليس له رجاء وناصر بمعونته ورحمته جميع المظلومين والمعذبين والمقهورين على كل أعداء الإنسانية في كل زمان وفي أي مكان.



#صبحى_إبراهيم_مقار (هاشتاغ)       Sobhi_Ibrahim_Makkar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة التجديد في العام الجديد
- تعظيم أداء الخدمات اللوجيستية في مصر
- كلنا إنسان - وقفة مع النفس ضد التيار
- فن إدارة وإستثمار الدين الخارجي
- خارطة طريق لدعم الاقتصاد المصري وزيادة تنافسيته عالمياً
- عندما يرتفع الدولار (الأسباب – المخاطر – العلاج)
- الفساد والنسبية
- المختلون
- مستر دولار مش كش ملك
- الاحتلال للأقوى
- مهرجان هابي نيو يير
- حرية التعبير وغياب الضمير 2
- متنافسون نعم مترقمنون لا
- إقضي على الفساد تكتر الإنجازات
- حرية التعبير وغياب الضمير
- تأمل عشرين عشرين
- وستبقى الصين قاطرة النمو للاقتصاد العالمي
- نظامي الانتخابي
- الجنيه المصري قادم
- التجارب والضيقات (2)


المزيد.....




- -إنه بخير-.. بروس ويليس يحتفل بعيد ميلاده الـ 70
- نتنياهو يواجه غضبا شديدا مع تفاقم الانقسامات في إسرائيل جراء ...
- اليوم العالمي للسعادة: هل يختلف مفهومها بين الشعوب؟
- سلسلة غارات جوية مكثفة تستهدف مواقع تابعة للحوثيين في العاصم ...
- وزيرة الخارجية الألمانية في بيروت: نرفض -أي احتلال إسرائيلي ...
- سوريا.. اللجنة الأمنية في اللاذقية تجتمع مع وجهاء وأعيان الد ...
- روبيو: تاريخ القرن الـ 21 سيتمحور حول الولايات المتحدة والصي ...
- البيت الأبيض يتهم إدارة بايدن بقتل 8 ملايين دجاجة
- فيدان يلتقي حسين الشيخ في أنقرة
- قائد فرقة غزة السابق: الجيش وصل لأقصى حدود قدرته على إجبار ح ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صبحى إبراهيم مقار - تحليل الإنسانية - وقفة مع النفس ضد التيار