أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - فضل المرئي على المقروء















المزيد.....


فضل المرئي على المقروء


إياد الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 14:48
المحور: كتابات ساخرة
    


قرأت أن كتاب تهافت التهافت قد هز أركان المجتمع الإسلامي عندما تناول كتاب تهافت الفلاسفة لأبي حامد الغزالي.

بصراحة كغالبية قومي سمعت عن التهافت وتهافت التهافت ولم أقرأ الأصل إلا البارحة، وليتني لم أفعل (إيموجي وش حزين للتماشي مع العصر).

بداية يتوجب القول أن كتاب تهافت التهافت الذي هز العالم لم يطبع يومها بل نسخ منه بضعة نسخ على رقع وأوراق تم تداولها، وإن اعتبرنا أن الأمة قد التهمت هذا الكتاب فور صدوره وأنه كان "بيست سيلر" عصره، فإن عدد قراء النسخ المخطوطة لم يتجاوز الآلاف خلال القرن الذي كتب فيه؛ فبمعدل 100 قراءة للنسخة الواحدة في العام وبفرض وجود مائة نسخة من المخطوط فلن يتجاوز عدد القراء الآلاف العشرة.
لنفترض أنني أقرأ النسخة التي تزن بضعة كيلوغرامات خلال ثلاثة أيام ثم أقرضها لصديق ليقرأ ما تيسر له في أربعة أيام، ولنحسب أن العام يحتوي 52 أسبوعاً، وأن الشباب لا يلتهون بمطاردة القيان والجواري بل تفرغوا للعلم وطلب التهافت، ونقول قرأ ولم نقل "فهم" حيث أن التهافت وتهافت التهافت ونظرية النسبية ليسوا "ستي زبقي" بمعنى قريت الكتاب وفهمت أفلاطون وأينشتاين وفخري الصباغ كما يفعل البثاثون اليوم، فتجد أحدهم يدخل نصاً بالشات جي بي تي ويقرأ النتيجة وكأنها من بنات أفكاره.
يا شباب نتائج الشات جي بي إع هي بنات حرام وليست بنات أفكار، والذكاء الاصطناعي سمي "اصطناعي" لأنه بديل عن الأصل، كالرموش الاصطناعية والزب الاصطناعي وغير هذا كثير يا رعاكم الله، فالصناعي يتم اللجوء إليه عند انتفاء وجود الأصل والله أعلم.

المهم بضعة آلاف القراء خلال قرن بينما يحصد بث لأم سيف تلعب فيه بوبجي ثلاثة ملايين مشاهدة خلال أسبوع؟؟؟
أجد نفسي مضطراً للقول:
استحي عا دمك يا غزالي أنت وابن رشد وها الكم جحش، قال سيبويه ونفطويه قال، أي أختا لأم سيف بتحط أفلاطون وأفلوطين بجيبتها الصغيرة ببث طوله 3 دقايق.


طبعاً فرق الفائدة من التهافت وعلم الكلام مقارنة بالبوبجي أمر قد ينتطح به عشرات التيوس من فطاحل الأمة، وإن كنا نعتقد "كأقلية" أن علم الكلام أهم إلا أن الديموقراطية لها الغلبة ورأينا ما هو إلا كغثاء السيل أمام "الأكثرية".

بالمناسبة أنا ضد الديموقراطية، فإن كان نداء نفير عام لبعض التيوس قد جمع نصف مليون خلال ساعات للدفاع عن الخلاقة الأموية بنسختها الجديدة المعدلة إصدار 2025 والمعروفة باسم "أموي 2.1" وللتقرب من المولى بذبح الكفار، فبالتأكيد سوف يتم التصويت على أي دستور لا يقيم حدود الله بكلا وألف كلا لذلك نرجو من لجنة صياغة الدستور عدم إضاعة الوقت بالترهات والتوجه لما في خير الأمة كالبوبجي وأشباهه.

الخلاصة: الديموقراطية لا تجوز للأنعام، وهذا هو مختصر الكلام.

أما عن تهافت الفلاسفة فوالله أنا لا أعلم كيف اهتز مجتمع أمة الإسلام بمائة نسخة من كتب قرأها بضعة آلاف من طلبة العلم أو الدراويش، وانتهى بها الأمر محققة بعدة طبعات تزين مكتبات المئات من جامعي الكتب ويندر إخراجها من رفوف المكتبة إلا لتنظيف الغبار أو لذر الغبار في العيون، تاريخ الطبري الذي لم تتم قرائته بأكثر مما قرأ التهافت قادر على هز الغرفة لو سقطت المكتبة لأنه بأجزاء متعددة يزن كنتال أو أقل.

بالمناسبة ثانية تقنية المسح الضوئي للمخطوطات وفكرة سرقتها ونشرها على حساب "أبو عبدو البغل" أتت لاحقاً، ولم تكن أيام ابن رشد الناقد ولا الغزالي المنقود ولا حتى معاصره ومعارضه الأشهر سيدي الطرطوشي.

في عصرنا هذا جاء عبد الرحمن البدوي بعمل ضخم في كتاب أسماه «مؤلفات الغزالي» ونُشر سنة 1960، تناول البدوي في عمله هذا 457 مصنفا يُنسب إلى الغزالي، وقسّمها على النحو التالي:

من 1 إلى 72: كتب مقطوع بصحة نسبتها إلى الغزالي.
من 73 إلى 95: كتب يدور الشك في صحة نسبتها إلى الغزالي.
من 96 إلى 127: كتب من المرجح أنها ليست للغزالي.
من 128 إلى 224: أقسام من كتب الغزالي أفردت كتبا مستقلة، وكتب وردت بعنوانات مغايرة.
من 225 إلى 273: كتب منحولة.
من 274 إلى 380: كتب مجهولة الهوية.
من 381 إلى 457: مخطوطات موجودة ومنسوبة إلى الغزالي.

وذلك على ذمة الويكيبيديا، وأنا لسعة في ذمتي أقررت المؤلفات كلها لسيدي الغزالي فوجدت أنه وقد عاش قرابة 53 عاماً وبفرض أنه مارس الكتابة كالجنس بعد البلوغ، فهو على الأرجح كتب ما يفوق الأربعمائة كتاباً خلال أربعين عاماً يعني بمعدل كتاب بالشهر.


يا أمة الإسلام، أتحدى واحدكم أن يقرأ كتاباً كل شهر لا أن يكتب واحداً، الكتاب ليس لايف تيك توك يقوم به واحدنا، وليس صناعة محتوى كعجيان "الجوب سناتر" في ألمانيا الغراء، الكتابة أيام سيدي الطرطوشي كانت أعمق من صناعة المحتوى على اليوتيوب اليوم حتى ولو كانت المتابعات حينها أقل والأجر عند الله.

بضعة أصدقاء أكدو لي قبل أيام أن علاكي هذا لا يسمن ولا يغني، وقام شاب "للتمويه نقول أنه شاب مع العلم أنه شاب قبل عقود" يفوق الدكتور شاخت بفهمه الاقتصادي بالثأر لكرامة ملايينه التي بقيت في مصارف لبنان بأن مسح البلاط بشخصي الكريم وتجنب سماعي مما اضطرني للقول كتابة:
يا أبو محمود، اللبنانية هنن اللي قرطوك، أنا بس تمنيكت عليك شوي بعد ما رفضت تمول لي مشروع كرخانة وبار، يعني ما تواخذني بس أنت مو ضروري تأيد الهيئة، لأنك تارك الصلاة من فترة والهيئة إذا استلمت الهيئة بدهون ينزعوا هيئتك ويمسحوا بشيبتك الأراضي، حيث أنه لا فضل لنصيري على شامي تارك للصلاة إلا بالتقوى.

والبعض الآخر طالبني بالتوجه للبثبثة حيث أن صناعة المحتوى أقرب للجماهير بالمرئي والمسموع من المطبوع.
قد يكونوا محقين، ففيديو لأم سيف يحصد ملايين المشاهدات، بينما لا يوجد مليون قراءة لأي عمل عربي سواء أكان أدبياً، فكرياً منذ أيام سيدنا لقمان وحتى سيدنا طه حسين، ونستثني كتاب الله وأحسن كتاب بعده " صحيح البخاري" وشعراء كل غرض بليرة من أمثال سليمان العيسى لأن مقترفاتهم طبعت إجبارياً لتسميم عقول النشء.

ملحوظة هامة: حطوا خطين تحتها

"مقترفاتهم" تعود على شعراء كل غرض بليرة فقط ولا تتعداها لكتبة الصحاح أو لفظ الجلالة لا سمح الله.

نتابع.
بالله عليكم، طفل قرأ ماما ماما يا أنغاما، الأربعون النووية، الذكر الحكيم ومكرٍ مفرٍ... الخ... شو بدو يطلع منه؟
الهيئة هيك ثقافات ما بتجيب غير ها الهيئة.


لمن نصحني بالبثبثة أقول، ما بقي بالكرم إلا الحطب، يعني معقول بعد ها الكبرة أشتري كاميرا بعشرة يورو وأعمل بث "أيوووود" وعلك مثل قرطة ها العجيان؟
خصوصاً أنو أحسن اللي عم يبثوا هنن من نمرة صبايا السبعينات اللي بعدهن عم يكابروا ومفتكرين حالهم نسوان، وأنا هنا لا أقصد أي بثاثة شهيرة أو مغمورة لا سمح الله برلينية كانت أم متأمركة حفظها الله لمناصبها.

بالمناسبة:
البثاثة الأمريكانية الصاعدة اكتشفت أن الارتزاق من الدعم الإنساني للثورة السورية قد انتهى فقررت التشبيح للحكم القائم، وبدأت بالهجوم على العلمانية وشرحها، كما خاضت بفكرها -وقانا ووقاكم الله- بأعراض السادة غليون وسليمان على مبدأ أن شتم المعروفين سيحول النكرة لشبه معروفة، لكنها للأسف لم تجد لا بالشتم ولا بالشرح.

سيدتي:
المذكورين اغتنما الفرصة منذ البداية، وكليهما يجيد أكل الكتف، الباط والمقادم بنفس الجودة، فوين جاية تعرجي بين المكرسحين، واحد راح عا السوربورن بدو يعلمهم الفلسفة والثاني بمصر عم يعلمهم الدراما، أي مو ناقص غير أنا أطلع عا السعودية علم فقه لحتى تجي تسبيني.


أخوتي أنا أكتب لنفسي، كعلاج نفسي وبهدف التأفيل لا غير، ولا أطمع لا بمشاهدات ولا بقراء من نمرة أبي محمود، كل مين عا دينه ومصيبتو الله يعينه، فأنا والعياذ بالله من لفظة أنا وبعد أن بلغت من العمر عتياً لن ولن أجلس ببث مباشر كبعض كهول الأمة الذين لم يجيدوا الكتابة أيام الكتابة ولا البثبثة اليوم، وربما لن يحسنوا سوى الموت في القريب العاجل، إن شاء الله.

اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر يا رب.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولأبي بكر الطرطوشي لا غير.



أبو بطحة القنواتي الشهير سابقاً بالغفري - ألمانيا
19 آذار 2025



#إياد_الغفري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ محي الدين
- إن بعض الظن إثم
- أبو هشام وعيد الجلاء والهايكو
- الوداع سوريا
- أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ
- العدالة العالمية
- الإنكار
- هل هناك ضوء في نهاية النفق؟
- من الخاسر؟
- جنوب الليطاني بس؟
- الله يجيرنا مما كان أعظم
- الانحياز للضلال
- الفقيد رياض الترك
- إتاداكيماس
- الرد على الجريمة بجريمة هو جريمة
- مبادرات جديدة
- القبيسيات
- التصوير الضوئي
- لله يا محسنين
- نظرية المؤامرة الحلقة 667


المزيد.....




- دليلك السياحي إلى اكتشاف ألبانيا.. الجوهرة المخفية في غرب ال ...
- نقابة المهن الموسيقية بمصر توقف منح تصاريح الغناء لهيفاء وهب ...
- سر منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر
- ليوبولد سيدار سنغور رمز الأدب والسياسة في أفريقيا الحديثة
- بين الطبيعة الفريدة والتقاليد..مصور يبرز ثقافة أهل تبوك في ا ...
- هل يمكن أن تغرق مدينة الإسكندرية المصرية بسبب التغير المناخي ...
- أعمل حسابك تذاكر من دلوقتي “مواعيد امتحانات الدبلومات الفنية ...
- فلسطين تطالب بترجمة المواقف الدولية لخطوات رادعة تجبر الاحتل ...
- الموسيقى الكلاسيكية: قناة DW تبث حفل معهد الموسيقى الكلاسيكي ...
- الفنان اسماعيل الدباغ.. حالة فنية لها خصوصيتها وفرادتها في ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - فضل المرئي على المقروء