أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - الإدارة الأمريكية وسياسة المهادنة مع النظام الإيراني















المزيد.....


الإدارة الأمريكية وسياسة المهادنة مع النظام الإيراني


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ضجيج بلا طحين في الشرق الأوسط؛ ضجيج إعلام وشعارات بناء جوفاء تغلف معاول الهدم في الشرق الأوسط، وأما رعيد الإدارة الأمريكية بشأن الشرق الأوسط فلن يشمل سوى العرب، ويبقى ملالي إيران في إطار السيناريوهات والمناورات التي تحدث عنها الرئيس ترامب سابقاً..
من رحم الهدم والمعاناة يولد مصيراً جديداً للشعوب في تركيا وفلسطين، وسينبلج فجراً جديدا في إيران والعراق وفلسطين ولبنان واليمن كما انبلج في سوريا حتى وإن طال الأمد وتعاظمت مخططات الهدم الاستعمارية؛ ومن ساحات الموت والدمار تولد الحياة من جديد.. هكذا رأينا المشهد بالرشد في قراءة التاريخ، وبالعين والتجربة والمعايشة، ومن لا يرى الشمس من الغربال فهو أعمى وأضل سبيلا...
نظرة إلى التاريخ وجزءا من الحقائق في الشرق الأوسط
لم يكن العالم دولاً بل كان مقسما كمناطق نفوذ مترامية الأطراف على أراضيهم لهذه الأمة أو تلك، ويجمعهم عامل الموطن والتاريخ واللغة والتراث، ولم يحكم العرب أنفسهم منذ القدم منذ عهد إمبراطورية كورش الفارسية التي أُعلن شأن اليهود في عهدها وحتى ما قبل العصر الإسلامي حيث تقاسم حكم البلدان والمناطق العربية الفرس والأحباش والرومان؛ ثم جاء الإسلام فأنقذهم من الجاهلية وقبحها وأعزهم وجمع شتاتهم ورفع شأنهم، وأصبحوا أمة كبيرة تحت راية الإسلام أُمةً من العرب والأتراك والفرس والأكراد والأمازيغ والطاجيك وعموم القوقازيين وغيرهم من الأمم التي انضوت تحت لواء الإسلام، وبدأوا معا في صياغة وتكوين أمة الإسلام والتاريخ الإسلامي حتى توسعوا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً على نحوٍ ملفتٍ للنظر يستدعي تفكيرا عميقاً لدى خصومهم وأعدائهم.. تفكيراً قضى على دولة الأندلس، ودولة محمد علي، والدولة العثمانية ونظيرتها القاجارية، وكلتا الدولتين كانتا حاكمتين للعالم الإسلامي وبهدمهما يمكن البدء في رسم خارطة كونية جديدة، وقد حدث فبدأوا بالدولة العثمانية وانتزاع فلسطين منها ثم هدم القاجارية وتفتيت المنطقة كلها من بعد ذلك.
يرى البعض من المتتبعين لمجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وأنا منهم أن معاول الهدم في المنطقة قد بدأت منذ أكثر من قرنٍ من الزمان عندما عمد الإنكليز إلى هدم الدولتين العثمانية بنظام سياسي جديد في تركيا بعد السلطان عبدالحميد يقبل باحتلال فلسطين وتقسيم المنطقة إلى دويلات كهدايا توزع بحسب قدرات المقربين، وبالنهاية بات العرب دويلات فرحةٍ بحدودها الجديدة بعد أن كانوا أمة كبيرة تتكون من عدة أقاليم موحدة قوية الروابط حتى وإن كانت تحت حكم غير العرب من العثمانيين والمماليك والألبان كما عمد الإنكليز أيضا إلى هدم الدولة القاجارية في إيران بمساعدة روسيا والمجيء بنظام الشاهنشاهية ووضع جندي من جنود الروس والإنكليز على رأس هذه الشاهنشاهية وتمكينه في الأرض وتوسعة سلطانه، ولا عجب في توالي نشأة النظامين في تركيا وإيران فهو أمر بديهي كي يفي بلفور وحكومة بلاده بوعودهم، وفي الوقت ذاته تعيد بريطانيا العظمى رسم مصير ومستقبل المنطقة بما يخدم مصالحها ومصالح حلفائها، والقصد من هدم الدولة العثمانية والإتيان بنمطٍ سياسيٍ جديد في تركيا وإلغاء هويتها التاريخية وتسليم فلسطين للمحتل كان تركيعاً لأمةٍ بأكملها، وأما هدم الدولة القاجارية والإتيان بمنظومتي حكم الشاهنشاهية والملالي فقد كان لإستنزاف العرب، ولم تكن حرب الثمان سنوات الإيرانية العراقية كافية للقضاء على قوة العراق الصاعدة فتم اقتياده نحو حرب أخرى أكثر تدميراً.. حرباً تلاها حصار تلاه احتلال تلاه هدم العراق وتسليمه كهدية لملالي إيران يعيثون به فساداً ويتمددون انطلاقاً من أراضيه إلى سوريا وغيرها، وبأموال العراق أنفق ملالي إيران على مشاريعهم التوسعية وعلى ميليشياتهم في لبنان وصنعاء والعراق.. ومن المُضحِك المبكي أنهم يسلبون أموال العراق ثم يسلمونها كحقوق من أيديهم إلى أيادي مرتزقتهم من العراقيين وغير العراقيين؛ هذا بالإضافة إلى ما يفرضونه من سياسات مالية وأمنية وعسكرية على العراق الذي تتحكم فيه جنودهم.
الضجيج المُثار في منطقة الشرق الأوسط ليس جديداً، ولم تنتهي مخططات الإستعمار، ومعاول الهدم عريقة متجذرة بدأتها الحملات الصليبية من قبل واستمرت من بعدهم الحملات الفرنسية والبريطانية حتى ظهرت سياسة استعمارية جديدة يتم استنزاف ثروات الشعوب من خلالها دون الحاجة إلى حشد الجيوش والمزيد من الإنفاق عليها.. لم تعد هناك حروباً تتحملها دولة بمفردها في ظل وجود مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ فما على القوة العظمى صاحبة المخطط سوى خلق أعذار ومبررات وتحويلها إلى حقائق يجتمع عليها أترابها من الحلفاء والأصدقاء والتابعين لتتحرك الدمى السوء وتفتك بالفريسة ويأكلونها لحماً ثم يتركون عظامها لصنائعهم كي يقيمون عليها حرية وديمقراطية.. وهذا هو حال الشرق الأوسط.
تحت مسمى الديمقراطية تم هدم العراق وإبادة مفهوم الدولة فيه، ونشر حكم العصابات فيه بدستور مريض وقد رفضوا دستوراً وطنياً عصرياً ليفرضوا دستورهم ولتباركه المرجعية التابعة لهم، ثم بعد ذلك تمكين ملالي إيران من العراق كضيعة لهم، ومن ثم تمكينهم من المنطقة برمتها حتى هدموا سوريا واليمن ولبنان وغزة، واليوم حتى بعد انتصار الثورة السورية لم تسلم سوريا من تواصل مشاريع هدمها وتفتيتها، وفي المقابل تعالت قدرات ملالي إيران التسليحية والنووية بما يجعلهم قوة قادرة على ابتزاز هذا وذاك لتستمر عملية إدارة الصراعات بنجاح لصالح الغرب..
في العراق الثري عندما أراد بعض العراقيين التغيير داخلياً دون تدخل عسكري من أي قوة خارجية تسارع الغرب إلى تهميش أي قوة وطنية عراقية حقيقية، وأفسحوا المجال لقوى الظلام الموالي للغرب والملالي، واليوم وتحت نفس المسمى مسمى الحرية والديمقراطية تتفشى الفاشية الدينية ويسود الإرهاب منطقاً وممارسة وفكراً فلا تجدن حرية ولا ديمقراطية ولا عدالة ولا حياة.. والفقر والعوز سيدا الموقف.
في إيران اليوم التي يعيش شعبها أكبر مآسيها ونكبته إذا تحرك الشعب من أجل حريته قمعته القوى القمعية التابعة للفاشية الدينية الحاكم.. وإذا طُلِب من الغرب وضع كيانات الملالي القمعية على الإرهاب رفضوا وتغاضوا عما يحدث في إيران من كوارث وانتهاكات لحقوق الإنسان، وفي الماضي القريب قام الغرب بالصلاة جماعة خلف محمد خاتمي الرئيس الإيراني الأسبق واضطهاد القوى المنادية بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ووضعها على قوائم الإرهاب حتى جاء القضاء وقام بتبرئتهم في أمريكا وأوروبا، واليوم يؤتمن جانب الغرب نفسه لو قام الشعب الإيراني بمواجهة نظام الملالي بالسلاح حيث يتوق الشعب الإيراني إلى هذه المواجهة للخلاص مما هو فيه من سوء حال؛ فالغرب الذي سمح للثوار في سوريا بحمل السلاح لن يسمح لأقرانهم في إيران بحمله ذلك لأن المطلوب الهدم في الجانب العربي وتقوية شوكة الملالي في خاصرة العرب.. والسرد يطول..
من يقرأ الأحداث جيدا يجد أن حالة الهدم والدمار في الشرق الأوسط بلغت ما يفوق الخيال؛ لكن ما يبعث على الأمل هو أنه قد تم تعرية كافة أوراق اللعب لدى الغرب وبات اللعب على المكشوف ولم يعد هناك خافياً على شعوبهم التي لم تكن تعلم حقيقة ما يجري في الشرق الأوسط من احتلال وحروب وجرائم ضد الإنسانية.. ولم تعد القوى صنيعة الغرب قادرة على حماية مصالحه ولا حماية وجودها أمام تنامي الوعي الثوري لدى الشعوب.
ما حدث في سوريا ستمتد ايجابياته إلى العراق وإيران، وستنتصر الشعوب في العراق واليمن وإيران وفلسطين مهما طال الأمد ومهما بلغ حجم القيود والمؤامرات؛ فرائحة فضائحهم تملأ الآفاق، وما حاكوه من سوء بالأمس سيكون اليوم ركائز لنهضة هذه الشعوب المنكوبة، ونسائم النصر تلوح في الأفق.. نصر من الله وفتحٌ قريب..
د. محمد حسين الموسوي/ كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدارة الأمريكية وترويض النظام الإيراني
- نساءٌ من أجل التغيير في إيران
- نقل العاصمة الإيرانية بين طمس الهوية التاريخية وقتل حقوق الأ ...
- برنامج التسلح والنووي الإيراني لن يمس سوى العرب
- إيران وشعبها في ذكرى ثورته ثورة فبراير شباط الوطنية
- مستقبل إيران!!! والشرعية لأيٍ من المدرستين
- ظريف وعراقجي يُرسلان رسائل من دافوس
- ما التالي بعد الإبادة في غزة، وما من نصر في إبادة القطاع وتش ...
- السياسة الجديدة المطلوبة مع النظام الإيراني في ظل الواقع الج ...
- هل ستتخطى الإدارة الأمريكية سياسة المناورة مع النظام الإيران ...
- ملالي إيران يعلنون من بكين: 2025 إيران نووية
- شرهم في رؤوسهم تحت أنيابهم؛ سوريا وأفاعي السوء الملالي في إي ...
- آلام وحسرات هزيمة ملالي إيران في سوريا
- كأوراق خريف تتهاوى أوراق ملالي إيران في خريف 2024
- ميزانية بزشكيان ميزانية قمعية معظمها للحرس وبزيادة 200%
- الغرب المهادن للنظام الإيراني مع بقاء نظام الملالي في إيران
- الملالي؛ ثورية الجواسيس وعقيدة باطلة
- جزاء من سلموا رقابهم بيد ملالي إيران قرابين محرقة قبل حسم ال ...
- وهم العقيدة؛ وتغيير العقيدة العسكرية الإيرانية بين الحقيقة و ...
- عودة الشاهنشاهية إلى إيران أضغاث أحلام


المزيد.....




- الاحتلال يعتقل 60 فلسطينيا من الضفة أثناء توجههم إلى المسجد ...
- الشعب الايراني يختار أهم جملة لقائد الثورة الاسلامية هذا الع ...
- يجب أن تقف الأمة الإسلامية وأحرار العالم بوجه جرائم الكيان ا ...
- ألمانيا تعيد فتح سفارتها في دمشق وسط تحسن حذر في العلاقات مع ...
- اللجنة المكلفة من القمة العربية والإسلامية بشأن غزة تدين انت ...
- نوروز: بين الرمزية الدينية والهوية القومية
- يهود متطرفون يهاجمون مسؤولا إسرائيليا محليا ويقلبون سيارته
- اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية والإسلامية: يجب إنه ...
- القمة العربية والإسلامية تدعو لوقف دائم لإطلاق النار في غزة ...
- اللجنة -العربية الإسلامية- تدعو لوقف دائم لإطلاق النار بغزة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - الإدارة الأمريكية وسياسة المهادنة مع النظام الإيراني