ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني
(Wisa Elbana)
الحوار المتمدن-العدد: 8286 - 2025 / 3 / 19 - 04:48
المحور:
كتابات ساخرة
في الماضي، كنا نسمع أن الصبر مفتاح الفرج، لكننا اكتشفنا لاحقًا أن المفتاح ضاع، والباب مغلق من الداخل، ولا يوجد حد جوه يفتح.
زمان، كان عندنا "مجلس الشعب"، وكان فيه نواب يسألون الحكومة أسئلة محرجة، والحكومة ترد بإجابات غير مفهومة، والمواطن يضحك لأنه يعرف أن لا الأسئلة حقيقية، ولا الإجابات منطقية، أما الآن، فلدينا "مجلس متفاهم"، لا توجد فيه أسئلة محرجة، ولا إجابات مضحكة، فقط صمت جميل وانسجام تام.
في الماضي، كنا نرى الطوابير أمام المخابز للحصول على الخبز، والآن لم يعد هناك طوابير… لأن المواطن قرر الصيام تطوعًا، بعد أن أصبح شراء الخبز مثل التقديم على قرض، يحتاج إلى مستندات ودفعة مقدمة وفحص ائتماني.
أما عن حرية الرأي، فقد أصبحت مثل "الواي فاي" في الأماكن العامة: موجودة، لكنها لا تعمل، وإن عملت، فالسرعة محدودة، والتحميل مقنن، وإذا تجاوزت الحد المسموح، ستجد نفسك مفصولًا تلقائيًا.
كنا نقول زمان إن الإعلام هو "صوت الشعب"، لكن يبدو أن الشعب بُحّ صوته، والإعلام أصبح يردد نفس الجملة: "الأمور بخير، لا شيء يدعو للقلق"، رغم أن المواطن ينظر في محفظته ويجدها تصرخ: "الفلوس راحت فين؟"
أما الأسعار، فهي تعيش حياتها الخاصة، لا تخضع للقوانين، تتحرك بلا رقيب، ترتفع بلا مقدمات، وإذا سألت الحكومة عن الحل، ستقول لك: "الأزمة عالمية"، لكن الغريب أن الأزمة تأتي إلينا بالطائرة، بينما الحلول تسير إلينا على ظهر سلحفاة.
في النهاية، المواطن يريد أن يعيش، لكن يبدو أن العيش نفسه صار رفاهية، ومن يحلم بحياة كريمة، فعليه أن يتأكد أولًا أن الحلم غير مخالف للقانون، وأنه يحمل التصريح اللازم من الجهات المختصة.
وهكذا يبقى السؤال الأزلي: "إحنا رايحين على فين؟" لكن يبدو أن الرد الوحيد المتاح هو: "ما تقلقش… كله تحت السيطرة!"
#ويصا_البنا (هاشتاغ)
Wisa_Elbana#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟