|
ما يعاديه اللاسلطويون وما يعملون من أجله
سامح سعيد عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1798 - 2007 / 1 / 17 - 12:41
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
* مثل ومبادىء اللاسلطوية: تهدف إلى تحقيق أكثر النظم الاجتماعية لاسلطوية،وبمعنى آخر:هى حركة من أجل الانجاز الأفضل لشعارات الثورة الفرنسية الحرية والمساواة والأخاء على نحو أكثر كفاءة وعدالة،و من ثم تقليص الفروق بين كل من مراتب و دخول الناس لأقصى حد ممكن ،أصول الأناركية المترجمة للعربية باللاسلطوية،ترجع لأصل يونانى معناها لا حاكم وتتكون من بادئة an بمعنى إنكار وكلمة arch تعنى حاكم ، وبمعنى آخر هى مضادة لمفهوم الرئيس والمرؤوسين فى العلاقات الإنسانية ، وتقدم اللاسلطوية بدائل مضادة للعلاقات القائمة على التراتبية والهيمنة والتفاوتات الهائلة فى الدخل ، و كافة الاشكال الاجتماعية القائمة على التبعية والتسلط، سواء الاقتصادية كالرأسمالية ،أو السياسية كالدولتية أو الإدارية كالبيروقراطية. * اللاسلطوية تقدم بدائلها كأنماط من العلاقات الاجتماعية القائمة على التنسيق بين الأفراد الأحرار المتساوين فيما بينهم، على أن تتخذ القرارات المشتركة لهم على أساس التصويت المتساوى ،بدون وجود رؤساء وأتباع فيما بينهم ، وبمعنى آخر اللاسلطوية تسعى لتنظيم العلاقات البشرية على أساس من التعاون الطوعى بين الناس بلا إجبار، مثاليا وعمليا * المبادىء الرئيسية للاسلطوية: رفض السلطة المتعالية على إرادة الخاضعين لها، ومن ثم رفض احتكار البعض دون الأخرين لأصولها المادية وهى الثروة والعنف والمعرفة ، وما يفرضه احتكارها من البعض دون الآخرين من تراتبية وقوانين استبدادية،وهذا يضمن الحرية، المساواة، التضامن، العدالة الاجتماعية، التعاقد الحر بين الناس، المبادرة الحرة للأفراد والجماعات، العلمانية، اللاعسكرية، الأممية، اللامركزية، استقلالية الأفراد ، الاتحادية، الإدارة الذاتية للجماعات، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه المبادىء كل لا يتجزأ، وأنها يجب أن تترجم عمليا بالاتساق مع الملاحظات الأولية التى سوف يأتى ذكرها فيما بعد. * الحرية تعنى حرية الأفراد المقيدة فقط بعدم الاعتداء على حريات الآخرين، و تعنى أن الاتحادية بين الناس بدون استقلالية الأفراد لا تكون لا سلطوية، العدالة الاجتماعية تعنى (أ) قانون و أنظمة محاكم لا سلطوية ، متوافقة مع رفض التراتبية، وبمعنى آخر تشكل البديل عن القوانين الاستبدادية (ب) الفيالق اللاعسكرية المحددة ،داخليا وخارجيا،الكافية بشكل قوى لحفظ النظام وحفظ موازين القوى، بالإضافة إلى إنهاء العسكرية محليا وعالميا مع ملاحظة إن اللاعسكرية لا تعنى السلامية. * هذه المفاهيم المأخوذة ككل تعكس سمات مختلفة معروفة على نطاق واسع من استقلالية الأفراد فى مواجهة الدولة و من الاشتراكية فى مواجهة الرأسمالية، فاللاسلطوية درجة قصوى من العداء لكل من الدولة و الرأسمالية ولهذا العداء العديد من السمات (1) اللاسلطوية ضد السلطوية. الأنظمة والعلاقات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية والإنسانية ، بما فى ذلك المنظماتِ والميولِ السياسيةِ قد تكون لا سلطوية أو تكون سلطوية. و هكذا فالكمية الكليّة للأنظمةِ والعلاقات والميول السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية والإنسانية فى مجتمع ما تحدد الدرجة التى عليها هذا المجتمع من السلطوية واللاسلطوية فى نفس الوقت . (2) شبه السلطوية قد تبدو كلاسلطوية بسبب من تمتعها ظاهريا بخاصية من خصائص اللاسلطوية كالاتحادية مثلا لكن مع ملاحظة أن الاتحاد بين الأفراد والجماعات فى هذه الحالة لا يقترن باستقلالية الأفراد المنخرطون فيه مما يعكس أشكال مختلفة من السلطوية يجعلها مجرد شبيه باللاسلطوية. (3) إمكانية اللاسلطوية: هو افتراض أن هذه السمات اللاسلطوية فى المجتمع تعكس بطريقة ما أن تلك اللاسلطوية ليست مستحيلة فى الواقع كما يظن البعض و إنها طالما تجاورت مع السلطوية بطريقة أو بأخرى، على نحو هامشى أو سائد، وبمعنى آخر أن كمية العلاقات اللاسلطوية فى الواقع الاجتماعى أكبر من الصفر فى معظم النظم والعلاقات الاجتماعية، فبأخذ اللاسلطوية كمسألة درجة تساوى كم العلاقات اللاسلطوية فى المجتمع،وليست كنظام نقى ومكتمل ومطلق السيادة، ينفى عنها ما يأخذه عليها نقادها من خيالية مفترضة، فضلا عن أن السعى لزيادة هذه الكمية من اللاسلطوية فى العلاقات الاجتماعية عبر الزمن و مقاومة الميول السلطوية لتقليصها يخلص اللاسلطوية مما يصمها به البعض من كونها حلم مستحيل التحقق، فالنظام اللاسلطوى النهائى الذى تكون كل علاقاته و أنظمته لاسلطوية بنسبة مئة بالمئة هدف بعيد المنال إلا أن هناك مجتمعات بالفعل تحتوى على كم هام من العلاقات اللاسلطوية بمعنى أنها قد تكون أقل فى درجة اللاسلطوية من مئة بالمئة إلا أنها فى نفس الوقت تحوى درجة هامة من العلاقات و الأنظمة اللاسلطوية، وهذا يوضحه الشكل الثالث من الأشكال التوضيحية المرفقة،مما يجعلنا نستنتج أن اللاسلطوية ممكنة لأنها واقعية وأن البشرية تسير نحو تحقيق الهدف النهائى وإن كان هذا تدريجيا. (4) بينما اللاسلطوية تعنى أنكار الأشكال السلطوية التى لا تحمل أى كمية من اللاسلطوية، ومن ثم فالمستوى الهام من اللاسلطوية والسلطوية فى مجتمع ما يمكن معرفته على دراسة الابعاد الكاملة لكل خصائص العلاقات اللاسلطوية والسلطوية. (5)أبعاد: (ا)هناك بعد اقتصادى وبعد غير اقتصادى فى سياق كل نظام سياسى اقتصادى اجتماعى حضارى واحد ، وبمعنى آخر:ـ تجمع كل علاقة اجتماعية بين بعد اقتصادى متعلق بمن يملك و من لا يملك وبعد غير اقتصادى سياسى/ إدارى متعلق بمن يتخذ القرار (ب) يَقِيسُ البُعدَ الإقتصاديَ الاشتراكية فى مواجهة الرأسمالية، حيث أنَّ درجة الرأسماليةِ تعكس الميلَ نحو التسلط الإقتصادي والبُعد غير الإقتصادي استقلالية الأفراد فى مواجهة الحكومية، حيث أنَّ درجة الحكوميةِ تعكس الميلَ نحو التسلط الإدارى. (6)اللاسلطوية والمذاهب الأخرى. اللاسلطوية تعنى انكار السلطوية فيما يتعلق بالأبعاد الاقتصادية والسياسية /الإدارية وبمعنى آخر اللاسلطوية تعنى الاشتراكية كبعد اقتصادى والاستقلالية كبعد سياسى /إدارى . الرأسمالية كبعد اقتصادى تعنى تسلط ملاك الثروة على من لايملكونها أما الاستغلال الرأسمالى فهو ناتج طبيعى لهذا التسلط طالما لا يوجد ملائكة بين البشر، و الاشتراكية كنقيض لها تعنى تحكم المجتمع ككل فى تملك و إدارة الثروة و يتضمن هذا بالتأكيد تدرجات مختلفة من الرأسمالية و الاشتراكية فى العلاقات الاقتصادية . الحكومية كبعد سياسى إدارى تعنى تحكم وتسلط من يملكون سلطة اتخاذ القرار الحكومى والإدارى في من لا يملكون اتخاذ القرارات الإدارية أما الاستغلال الإدارى فهو ناتج طبيعى لهذا التسلط طالما لا يوجد ملائكة بين البشر .أما استقلالية الأفراد كنقيض لها فتعنى حرية الأفراد فى إدارة شئونهم واتخاذ القرارات التى تخصهم وتؤثر عليهم ويتضمن هذا بالتأكيد تدرجات مختلفة من الحكومية والاستقلالية فى العلاقات السياسية الإدارية، وهذ يتضح الأشكال المرفقة.
أشكال توضيحية مرفقة *** الشكل الأول **** استقلالية الأفراد - اللاسلطوية / الاشتراكية الرأسمالية / الفـاشـيـة - الحكومية *** يوضح هذا الشكل انقسام الخريطة السياسية والعلاقات والنظم الاجتماعية فى أى مجتمع لأربع معسكرات أو أشكال رئيسية وفق المعادلات التالية 1. الحكومية بدون الرأسمالية = أشكال من الاشتراكيات الحكومية 2. الحكومية زائد الرأسمالية = أشكال من الفاشية وتتضمن الشعبوية كلون من الفاشية 3. الاشتراكية بدون الحكوميةِ = أشكال من اللاسلطوية 4. الرأسمالية بدون الحكوميةِ = أشكال من الليبرالية فمن هذا الشكل نفهم أن معسكر اللاسلطوية يعنى الجمع بين بعدى استقلالية الأفراد والاشتراكية ويشغل القسم الأعلى فى المعين، وأن معسكر الليبرالية يعنى الجمع بين بعدى استقلالية الأفراد والرأسمالية ويشغل القسم الأيمن فى المعين ، وأن معسكر اشتراكية الدولة يعنى الجمع بين بعدى الاشتراكية والحكومية ويشغل القسم الأيسر فى المعين،وأن معسكر الفاشية يعنى الجمع بين بعدى الرأسمالية والحكومية ويشغل القسم الأسفل من المعين وهذه المعسكرات والعلاقات الاجتماعية لا تصطف على طول خط مستقيم يسار و وسط و يمين كما هو شائع ولكن هذه القوى والعلاقات والأنظمة الاجتماعية تأخذ مواقعها المختلفة على شبكة تأخذ شكل المعين بحيث يقيس الضلع الأيمن فى المعين مدى الرأسمالية و يقيس الضلع الأيسر السفلى فى المعين مدى الحكومية و يقيس الضلع الأيمن العلوى فى المعين مدى استقلالية الأفراد،ويقيس الضلع الأيسر العلوى فى المعين مدى الاشتراكية ولأن الأبعاد الأربعة تأخذ سمات التدرج والتفاوت الكمى فإن الشبكة معينة الشكل التى قسمناها لأربع أقسام رئيسية يمكن أن تنقسم بزيادة الخطوط المتقاطعة مما يعطينا تنوع أكثر فى المعسكرات السياسية والعلاقات الاجتماعية يحمل كل منها درجة من السلطوية واللاسلطوية ولكننا يمكن أن نكتفى بستة عشر نوع فرعى كما هو موضح بالشكل الثانى. *** الشكل الثانى *** اللاسلطوية الشيوعية اللاسلطوية الفردية * اللاسلطوية الجماعية الفردية * الفردية الجماعية * الجماعية تحررية فردية * تحررية اشتراكية * اشتراكية ديمقراطية * اشتراكية محافظية * الشعبوية * اشتراكية دولتية فاشية رأسمالية * فاشية دولتية فاشية قصوى *** الأنظمة الاقتصادية السياسية الاجتماعية الثقافية المختلفة و ما تتضمنه من درجة السلطوية،فكلما صعدنا من القاع إلى القمة تقل نسبة السلطوية فى علاقات تلك النظم و فى المعسكرات السياسية، حيث تبلغ نسبة السلطوية مئة بالمئة فى الفاشية القصوى و صفر بالمئة فى اللاسلطوية الشيوعية. التحررية والديمقراطية الحقيقية هى مرادفات لكلمة لا سلطوية باعتبارها تعنى تحقيق الحد الأقصى من الحرية للأفراد والمساواة والأخاء فيما بينهم و هى البديل أو الطريق الثالث الحقيقى لكل من الرأسمالية واشتراكية الدولة و هذا لا يجب أن يخلط مع تونى بلير أو شرودر أو أدلوف هتلر أصحاب الطرق الثالثية السلطوية الشهيرة. الأشكال السلطوية تعريفها مساوى للسلطة والدولة فى السياق الاجتماعى.تلك السلطة والدولة فى السياق الاجتماعى تكون معسكرات الليبرالية والفاشية واشتراكيات الدولة المعروفة على نطاق واسع أما الأنظمة اللاسلطوية فهى بدون أى سلطات ودولة فى أى سياق اقتصادى سياسى إدار ى ومن ثم لا يجب أن تخلط المفاهيم اللاسلطوية مع الميول الحكوميةِ الاستبدادية والرأسماليةِ، كما عرفناها فى الخريطة الإقتصادية السياسية.
عن موقع http://www.anarchy.no/anarchism.html منقول للعربية بتصرف وشرح
#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزء الخامس- جذور وثمار انحطاط الرأسمالية .. مصر نموذجا
-
الجزء الرابع العمال ..انحطاط الرأسمالية .. مصر نموذجا
-
الجزء الثالث) طبقات برجوازية أخرى انحطاط الرأسمالية .. مصر ن
...
-
الجزء الثانى الرأسماليون انحطاط الرأسمالية .. مصر نموذجا
-
الجزء الأول: محددات الرؤية انحطاط الرأسمالية .. مصر نموذجا
-
الهوس الجنسى فى زمن الانحطاط
-
هل الديكتاتورية العسكرية اليمينية قادمة؟
-
الازدواجية! التناقض بين ما ندعيه عن أنفسنا، و بين ما نمارسه
...
-
الحرية لا تعنى سوى الحرية الفردية
-
الفردية المنطوية على نفسه
-
توضيح لمعالم اليسار اللاسلطوى-2
-
توضيح لمعالم اليسار اللاسلطوى
-
معالم اليسار اللاسلطوى الجديد
-
المهمشون و كيف تساعدهم التعاونيات
-
مشروع لإنشاء شركات مدنية على أساس المبادىء التعاونية(معدل
-
أى شرعية تلك التى تحترمون
-
التعاونيات كأداة للتحرر الذاتى
-
الأجور والأسعار فى عهد حكم الحزب الوطنى
-
الطريق إلى الحرية و المساواة
-
العاملين بأجر فى القطاع الخاص والتغيير
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|