أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ثائر ابو رغيف - قصيدة -الرجال الجوف- لتي.أس. إليوت















المزيد.....


قصيدة -الرجال الجوف- لتي.أس. إليوت


ثائر ابو رغيف
كاتب مهتم بالأوضاع ألسياسية

(Arthur Burgif)


الحوار المتمدن-العدد: 8285 - 2025 / 3 / 18 - 13:22
المحور: قضايا ثقافية
    


يعتبر إليوت أحد رواد الحداثة الشعرية بل وأبرزهم ، فقد استخدم تقنيات مثل التناص والصور المعقدة وغيرها والتي أثرت على أجيال لاحقة و بدراسة كل هذه العناصر، يمكن بناء دراسة شاملة تغطي السياق التاريخي، التحليل الموضوعي، البنية الفنية، التحديات الترجمية، والتأثير الأدبي لقصيدة ألرجال ألجوف وأني سأعتذر عن ترجمتها لاحقاً بهذا ألعنوان لاحقاً،
تجسد قصيدة "الرجال الجوف" رؤية تشاؤمية للعالم ما بعد الحرب العالمية الأولى، وتستكشف أزمات الإنسان الروحية والفلسفية. نُشرت القصيدة عام 1925، وتتألف من خمسة أجزاء تتداخل فيها الرموز الدينية والأسطورية مع الإشارات التاريخية والأدبية وتعكس انهيار القيم الأوروبية تحت وطأة الدمار الذي خلفته الحرب، خاصةً معاهدة فرساي التي انتقدها إليوت لعدم تحقيقها العدالة وفي وقت كتابة القصيدة تأثر إليوت بأحداث شخصية، مثل فشل زواجه الأول الأمر ألذي أضاف بُعدًا نفسيًا للعمل. من ثيمات هذه ألقصيدة:
الفراغ الروحي: إذ يصور إليوت الإنسان المعاصر ككائن "أجوف"، بلا إيمان أو قيم، يعيش في عالم من العدمية والعبثية
الصراع بين الفعل والعجز: يُظهر الشخصيات عاجزة عن تحويل الأفكار إلى أفعال، وهو ما يعكس أزمة الإرادة الإنسانية
الموت والخلاص: تتداخل مفاهيم الموت الجسدي والروحي مع محاولات فاشلة للوصول إلى الفداء، وأفكاره هنا مستوحاة من رؤية دانتي في "الكوميديا الإلهية"
بنيوياً تنقسم القصيدة إلى خمسة أقسام غير منتظمة الإيقاع، تعتمد على التكرار (مثل "هكذا ينتهي العالم...") لتعزيز الإحساس بالرتابة واليأس و يستخدم إليوت في القصيدة التناص مع أعمال أدبية مثل قلب الظلام" لجوزيف كونراد (إشارة إلى شخصية كورتيز) و الكوميديا الإلهية" لدانتي (صورة العيون التي لا تُقابل في الأحلام)
أما بالنسبة للرمزية الرئيسية فتكون الفزاعة المحشوة بالقش رمزاً إلى البشر الذين فقدوا إنسانيتهم وأصبحوا مجرد أدوات بلا إرادة، وهذه الفكرة مستوحاة من دمى گاي فوكس (ثوري من المملكة المتحدة اراد نسف البرلمان) حيث تُحرق دمى تشبهه كل عام في ليلة تدعى ليلة گاي فوكس في 5 نوفمبر من كل عام ويكون ذلك مصحوبًا بالألعاب النارية
العيون في القصيدة : تمثل الحقيقة المطلقة أو النظرة الإلهية التي يخشى الرجال الجوف مواجهتها
الصبار والنهر المتلاطم: فيرمز الصبار في القصيدة إلى الجفاف الروحي، بينما النهر يشير إلى الحد الفاصل بين الحياة والموت

من ناحية السياق الديني والفلسفي تأثر إليوت بالتحول نحو الكاثوليكية، لكن القصيدة لا تقدّم خلاصًا دينيًا واضحًا، بل تُظهر صراعًا بين الرغبة في الإيمان واستحالة تحقيقه وتشير العبارة الأخيرة Not with a bang but a whimper "َلا بِانْفِجَارٍ مدوي بَلْ بِشَهْقَةٍ مكتومة" إلى فشل العالم في تحقيق أي معنى ميتافيزيقي, إجتماعيا هاجم إليوت الثقافة الغربية الحديثة التي فقدت جذورها التقليدية، مما أدى إلى تفكك المجتمع في وضعه ايامه.
بقيت قصيدة إليوت عصية على الترجمة فقد اختلف المترجمون حتى في نقل معنى العنوان"Hollow Men" فقد اختار شريف بقنه تعبير "الرجال المحشوون"، بينما فضل عادل صالح الزبيدي "البشر المحشوون" وهنا وجب أن أشير إلى ترجمة عادل ألزبيدي ألخاطئة فإليوت سماهم بالضبط رجال "Hollow Men" وليس البشرليشمل ألمعنى الإناث. ساعد الإلمام بالثقافة ألمعنية في ترجمة ألنص ففي ألمقطع الأول ترد جملة In our dry cellar ألترجمة ألحرفية (في قبونا ألجاف) لاتفي بالمقصود لإن ألقبو ألمعني هنا هو ألقبو ألذي يحتفظ فيه صاحب القصر بخموره في بعض الاحيان لتعتيقها وهناك حملة سنوية في شهر تموز تسمى Dry July ويعنى بهذه الحملة التوقف عن تناول الخمور فعليه تعني هذه الجملة (في قَبوِ خَمْورِنَا الفارغ -من الخمور-).

التأثير والأهمية الأدبية
تُعتبر "الرجال الجوف" علامة فارقة في الشعر الحداثي، حيث مزج إليوت بين الرمزية والواقعية لخلق عملٍ يعكس تعقيدات العصر أثرت القصيدة على حركات أدبية لاحقة، مثل الوجودية والعبثية، خاصةً في تصويرها للإنسان العاجز عن الفعل. تظل "الرجال الجوف" مرآةً لعصرها، تعكس أزمات القرن العشرين الروحية والفكرية. عبر لغتها الكثيفة ورموزها المتشابكة، تطرح القصيدة أسئلةً وجوديةً ما زالت ملحة حتى اليوم: ما معنى الإنسانية في عالمٍ فقد قداسته؟ وكيف نواجه الفراغ الذي يهدد وجودنا؟

هذه ترجمتي الخاصة للقصيدة (بتصرف)
الرِّجالُ الجوف

نَحنُ الرِّجالَ الجوفْ
نَحنُ الرِّجالَ المُحَشَّوِين
نَتكئُ على بَعضِنَا البَعض
كَفزَّاعةٍ مَحشُوَّةٍ بالقَشْ... آهِ
أصواتُنَا اليابسةُ خافتةٌ وبلا مَعنى
عِندَمَا نَهْمِسُ جَميعًا
همساتنا تصبح كَرِّيحِ في عشبٍ يابس
أو خَربشَةِ أقدامِ جرذانٍ على زُجاجٍ مَكسور
في قَبوِ خَمْورِنَا الفارغ
هُيئَةٌ بلا شَكلٍ، ظِلٌّ بلا لونٍ،
قُوَّةٌ مُشَلْوَلَةٌ، إيمَاءَةٌ بلا حَرَكَة؛

أُولَئِكَ الَّذِينَ عَبَروا
بِعُيونٍ جامِدَةٍ إلى مَمْلَكَةِ المَوتِ الأُخْرى
سَيَذْكُرُونَنَا إنْ ذَكَرُونَا لا كَأَرْوَاحٍ
عَنِيفَةٍ ضَالَّةٍ، بَلْ
كَـالرِّجالِ الجوفْ
الرِّجالِ المُحَشَّوِينْ

عُيونٌ لا أَجْسُرُ لِقَاءَهَا
لَا تَظهَرُ في مَمْلَكَةِ حُلْمِ المَوتِ
هُنَاكَ العُيونُ أَشِعَّةُ شَمْسٍ
تَنْسَكِبُ على عَمُودٍ مُنْهَار
هُنَاكَ تَتَمايَلُ شَجَرَةٌ وَأَصْوَاتٌ
تُرَنِّمُ في الرِّيحِ بشكل أَبْعَدَ وَأكثرُّ مهابة
مِنْ نَجْمَةٍ تَحْتَضِر

دَعْنِي لَا أَكُونُ أَقْرَبَ
في مَمْلَكَةِ حلم المَوتِ
دَعْنِي أَرْتَدِي أَيْضًا
أَزيَاءَ تَنَكُّرٍ مُتَعَمَّدَةٍ مِثْلَ هَذِه
مِعْطَفَ جرذٍ ، رِيشَ غُرَابٍ، وَعِصِي مُتَقَاطِعَةٍ
في حَقْلٍ
أَتَصَرَّفُ كَمَا تَتَصَرَّفُ الرِّيح لَا أَقْرَبَ
لَيسَ ذَلِكَ اللِّقَاءَ الأَخِير
في مَمْلَكَةِ الغَسَق

هَذِهِ هِيَ الأَرْضُ المَيِّتَة
هَذِهِ هِيَ أَرْضُ الصَّبَّار
هُنَا تُقَامُ التَّمَاثِيلُ الحَجَرِيَّة
هُنَا تَلْتَقِطُ ابْتِهَالَ يَدِ رَجُلٍ مَيِّت
تَحْتَ وَمِيضِ نَجْمٍ آفل

أَهكَذَا تَكُونُ الحَال
في مَمْلَكَةِ ألْمَوت الأُخْرَى ؟
نَسْتَيْقِظُ وَحْدَنَا
في اللَّحْظَةِ الَّتِي نَكُونُ فِيهَا
نَرْتَعِشُ برِقَّةً شِفَاهٌ كَانَتْ سَتُقَبِّلُ
بشَكِّلُ صَلَوَاتٍ حَجَرٍ مَكسور

العيونُ ليستْ هُنا
لَا عُيونَ هُنَا
في وَادِي النُّجُومِ المُحتَضِرة
في هَذَا الوَادِي الأَجْوَف
هَذَا الفَكُّ المَكْسُورِ لِمَمَالِكِنَا الضَّائِعَة

في هَذَا المَكَانِ الأَخِيرِ مِنْ أَمَاكِنِ اللِّقَاء
نَتَلمَّسُ طَرِيقَنَا مَعًا وَنَتَجَنَّبُ الكَلَام
مُجْتَمِعِينَ عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ المُتَلاطِم
بِلَا بَصَر إلَّا إِذَا عَادَتِ العُيونُ
كَالنَّجْمِ الأَبدي
زَهْرَةٌ مُتَعَدِّدَةُ البَتَلاتِ مِنْ مَمْلَكَةِ غَسَقِ المَوت
هِيَ الأَمَلُ الوَحِيد
لِرِجَالٍ جُوف

هَا نَحْنُ نَدُورُ حَوْلَ صَبَّارَةِ أَلْتِين
صَبَّارَةِ أَلْتِين صَبَّارَةِ ا أَلْتِين
هَا نَحْنُ نَدُورُ حَوْلَ صَبَّارِ أَلْتِين
عِندَ الخَامِسَةِ صَبَاحًا

يَقعُ الظِّلُّ بينَ الفِكْرَةِ
وَالحَقِيقَة
بَينَ الحَرَكَةِ
وَالفِعْل
لِأَنَّ لَكَ المُلك

بَينَ التصوُّرِ
وَالخلق
بَينَ العَاطِفَةِ
وَالإستجابة
يَسْقُطُ الظِّلُّ
الحَيَاةُ طَوِيلَةٌ جِدًّا

بَينَ الرَّغْبَةِ
والانفعالِ
بينَ القوةِ
والوجودِ
بينَ الجوهرِ
والنزول
يسقطُ الظلُّ
لأنَّ لكَ المُلك
لِأَنَّ لَكَ الحَيَاةُ
لِأَنَّ لَكَ الـ

هَكَذَا يَنْتَهِي العَالَم
هَكَذَا يَنْتَهِي العَالَم
هَكَذَا يَنْتَهِي العَالَم
لَا بِانْفِجَارٍ مدوي بَلْ بِشَهْقَةٍ مكتومة



#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)       Arthur_Burgif#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -في انتظار گودو- مرحلة مفصلية لإبداع صاموئيل بيكت
- التفكيكية تتحدى سلطة اللغة كوسيلة وحيدة أو ثابتة لفهم العالم
- صاموئيل ݒيكت طفرة لما بعد ألحداثوية
- صورة الفنان في شبابه - A Portrait of the Artist as a Young M ...
- جيمس جويس وآيرلند: ألولد ألعاق والأم الأبدية
- ألتداعيات الاستراتيجية لإصرار ترمݒ على ضم گرينلاند
- احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014
- إيلون ماسك هو روݒرت مردوك الجديد
- نصيحة لمحافظي البصرة ممن سيأتي
- ألتضرر ألروسي من حرب أوكرانيا
- الشاعر أوڤيد ومورفيوس: إله الأحلام في -ألتحولات-
- مجازية ألكهف لأفلاطون: رحلة من الوهم إلى الحقيقة
- ڤلاديمير زيلينسكي: الكوميديان الذي أصبح قائدًا، والقائ ...
- هاينريش هاينه والماركسية: رؤية لشاعر مزقه حب ألفن وحق ألمتعب ...
- دونالد ترمپ وأدولف هتلر: أوجه تشابه تاريخية وأصداء الحرب الع ...
- راعي ألغيوم
- تحقيب كارل ماركس للتأريخ قرآة أولية لمن يود قراءة ماركس لإول ...
- ملك الأردن ألطفل ألخائب أمام ترمپ
- ترمپ وكوشنر سماسرة عقارات في غزة: رؤية مثيرة للجدل
- مطالبة ترمپ برحيل أهل غزة: إمعان في قمع الضحية


المزيد.....




- ترامب ينشر سجلات اغتيال كينيدي.. إليك ما يجب معرفته
- ما هو الاتفاق الذي تهدد فرنسا بإلغائه مع الجزائر؟
- اليمن: الحوثيون ينفذون هجوما رابعا على حاملة طائرات أمريكية ...
- محمود خليل الطالب الفلسطيني بجامعة كولومبيا: أنا سجين سياسي ...
- خلال إفطار رمضاني في مسجد باريس الكبير.. وزير الخارجية الفرن ...
- اجتماع ثلاثي بالدوحة بين قطر ورواندا والكونغو الديمقراطية
- ترامب: استمرار النزاع في أوكرانيا كان سيؤدي إلى الحرب العالم ...
- أنصار الله يعلنون عن استهداف جديد لحاملة الطائرات الأمريكية ...
- الولايات المتحدة تكشف عن المجموعة الأخيرة من الملفات السرية ...
- كانت -رائعة- وناقشنا عدة قضايا بمافيها الطريق نحو السلام.. ت ...


المزيد.....

- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ثائر ابو رغيف - قصيدة -الرجال الجوف- لتي.أس. إليوت