فن الحائط أو الجداريات وقضايا النوع الاجتماعي من منظور سوسيولوجي وتمكيني

محمود محمد رياض عبدالعال

الحوار المتمدن-العدد: 8285 - 2025 / 3 / 18 - 00:34
المحور: قضايا ثقافية
    

فن الحائط (أو الجداريات) هو شكل من أشكال الفن البصري الذي يتم تنفيذه على الأسطح الكبيرة مثل الجدران أو المباني، وغالبًا ما يكون له أبعاد اجتماعية وسياسية وثقافية. من منظور سوسيولوجي، يمكن تحليل فن الحائط في سياق قضايا النوع الاجتماعي (الجندر) لفهم كيف يعكس هذا الفن الأدوار الجندرية، ويساهم في تعزيز أو تحدي الصور النمطية، ويُستخدم كأداة للتمكين أو الاحتجاج.
فن الحائط كمرآة للأدوار الجندرية:
- تمثيل النساء والرجال: غالبًا ما تعكس الجداريات الأدوار الجندرية السائدة في المجتمع. على سبيل المثال، قد تُصوِّر النساء في أدوار تقليدية مثل الأمهات أو ربات البيوت، بينما يُصوَّر الرجال في أدوار قيادية أو عاملة. هذه التصويرات تعكس التوقعات المجتمعية من الجنسين.
- التحدي للصور النمطية: في بعض الأحيان، تستخدم الجداريات لتحدي الصور النمطية الجندرية. على سبيل المثال، قد تُصوِّر النساء كقائدات أو محاربات، أو الرجال في أدوار رعاية، مما يعكس محاولة لتغيير النظرة المجتمعية للأدوار الجندرية.
فن الحائط كأداة للتمكين النسوي:
- رفع الوعي بقضايا المرأة: تستخدم العديد من الحركات النسوية فن الحائط لنشر الوعي بقضايا مثل العنف ضد المرأة، والمساواة في الأجور، والحقوق الإنجابية. هذه الجداريات تعمل كوسيلة مرئية قوية لتوصيل الرسائل الاجتماعية والسياسية.
-تمثيل النساء المهمشات: في بعض المجتمعات، تُستخدم الجداريات لإعطاء صوت للنساء المهمشات، مثل العاملات في القطاع غير الرسمي، أو ضحايا العنف المنزلي. هذا النوع من الفن يساعد في تسليط الضوء على قضاياهن وكسر حاجز الصمت.
فن الحائط والهوية الجندرية:
- التعبير عن الهويات الجندرية غير التقليدية: في بعض الأحيان، تُستخدم الجداريات للتعبير عن الهويات الجندرية غير التقليدية، مثل مجتمع الميم (LGBTQ+). هذه الأعمال الفنية تساعد في تعزيز قبول التنوع الجندري وتحدي الأعراف الاجتماعية الصارمة.
- تمثيل التعددية الجندرية: يمكن أن تعكس الجداريات التعددية الجندرية في المجتمع، مما يساهم في تعزيز فهم أوسع للهويات الجندرية المختلفة.
فن الحائط والسلطة:
- السيطرة على الفضاء العام: غالبًا ما يُستخدم فن الحائط كأداة للسيطرة على الفضاء العام، حيث يمكن أن يعكس قوة مجموعة معينة أو أيديولوجية. في هذا السياق، يمكن أن تُستخدم الجداريات لتعزيز الأدوار الجندرية التقليدية أو لتحديها.
-الاحتجاج والنضال: في العديد من الحركات الاجتماعية، تُستخدم الجداريات كأداة للاحتجاج على عدم المساواة الجندرية. على سبيل المثال، في حركات مثل "Me Too"، تم استخدام فن الحائط للتعبير عن الغضب والمطالبة بالعدالة.
فن الحائط والثقافة الشعبية:
- تعزيز الصور الإيجابية: يمكن أن تُستخدم الجداريات لتعزيز الصور الإيجابية للنساء والرجال، وتحدي الصور النمطية السلبية. على سبيل المثال، قد تُصوِّر الجداريات نساء قويات ومستقلات، أو رجالًا يعبرون عن مشاعرهم بحرية.
-التفاعل مع الثقافة الشعبية: غالبًا ما تعكس الجداريات الثقافة الشعبية، بما في ذلك الأفلام والموسيقى والأدب، مما يساهم في تشكيل التصورات الجندرية في المجتمع.
التحديات والفرص:
-التحديات: قد تواجه الجداريات التي تتناول قضايا النوع الاجتماعي انتقادات أو مقاومة من قبل المجموعات المحافظة التي ترى في هذه الأعمال تهديدًا للأعراف الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم تدمير هذه الأعمال الفنية أو إزالتها من قبل السلطات.
- الفرص: مع ذلك، فإن فن الحائط يظل أداة قوية للتعبير عن الهوية الجندرية ورفع الوعي بالقضايا الاجتماعية. يمكن أن يكون وسيلة لبناء حوار مجتمعي حول المساواة والعدالة.
رؤية سوسيولوجية:
- من منظور سوسيولوجي، يعتبر فن الحائط وسيلة مهمة لفهم التفاعلات الاجتماعية والجندرية في المجتمع. فهو يعكس كيفية تشكيل الأدوار الجندرية، وكيف يمكن للفن أن يكون أداة للتغيير الاجتماعي.
- كما أن دراسة فن الحائط في سياق النوع الاجتماعي تسلط الضوء على أهمية الفضاء العام كساحة للصراع والتفاوض حول الهويات الجندرية والسلطة.
فن الحائط ليس مجرد زخرفة جمالية، بل هو أداة قوية للتعبير عن الهوية الجندرية، وتحدي الصور النمطية، ورفع الوعي بالقضايا الاجتماعية. من خلال تحليل هذا الفن من منظور سوسيولوجي، يمكن فهم كيفية تشكيل الأدوار الجندرية في المجتمع، وكيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للتمكين والتغيير.
فن الحائط (أو الجداريات) هو شكل من أشكال الفن البصري الذي يتم تنفيذه على الأسطح الكبيرة مثل الجدران أو المباني، وغالبًا ما يكون له أبعاد اجتماعية وسياسية وثقافية. من منظور تمكيني، يمكن تحليل فن الحائط كأداة لتمكين المرأة، حيث يمكن أن يُستخدم هذا الفن لتحدي الصور النمطية الجندرية، ورفع الوعي بقضايا المرأة، وتعزيز المشاركة النسائية في الفضاء العام.
فن الحائط كأداة للتعبير عن الهوية النسوية:
-تمثيل النساء في الفضاء العام: غالبًا ما يتم استبعاد النساء من الفضاء العام أو تصويرهن بشكل نمطي. فن الحائط يمكن أن يكون وسيلة قوية لإعادة تمثيل النساء في الفضاء العام، سواء من خلال تصوير نساء قويات أو تسليط الضوء على إنجازاتهن.
-التحدي للصور النمطية: يمكن للجداريات أن تتحدى الصور النمطية الجندرية من خلال تصوير النساء في أدوار غير تقليدية، مثل القيادة، أو المشاركة في العلوم، أو الفنون، أو الرياضة.
فن الحائط كوسيلة لرفع الوعي بقضايا المرأة:
- قضايا العنف ضد المرأة: يمكن استخدام الجداريات لنشر الوعي بقضايا مثل العنف المنزلي، والتحرش الجنسي، وزواج الأطفال. هذه الأعمال الفنية تعمل كوسيلة مرئية قوية لتوصيل الرسائل الاجتماعية والسياسية.
-الحقوق الإنجابية والمساواة: يمكن للجداريات أن تُستخدم للمطالبة بالحقوق الإنجابية والمساواة في الأجور، مما يساهم في تعزيز العدالة الاجتماعية.
فن الحائط كأداة للتمكين الاقتصادي:
- فرص العمل للفنانات: يمكن لفن الحائط أن يوفر فرص عمل للفنانات، مما يساعدهن على تحقيق الاستقلال الاقتصادي. هذا النوع من الفن يمكن أن يكون مصدر دخل للنساء، خاصة في المجتمعات التي تكون فيها الفرص الاقتصادية محدودة.
-تدريب وتمكين الفنانات: يمكن تنظيم ورش عمل لتدريب النساء على فن الحائط، مما يعزز مهاراتهن الفنية ويساعدهن على بناء مهن في هذا المجال.
فن الحائط كوسيلة للتضامن النسوي:
- بناء المجتمعات: يمكن للجداريات أن تعمل كوسيلة لبناء المجتمعات وتعزيز التضامن بين النساء. من خلال المشاركة في إنشاء الأعمال الفنية، يمكن للنساء أن يعملن معًا لتحقيق أهداف مشتركة.
-التعبير عن التضامن: يمكن للجداريات أن تعبر عن التضامن مع النساء في جميع أنحاء العالم، خاصة أولئك اللاتي يعانين من القمع أو العنف.
فن الحائط كأداة للتغيير الاجتماعي:
-تحدي الأعراف الاجتماعية: يمكن للجداريات أن تتحدى الأعراف الاجتماعية التي تقيد حرية المرأة وتعزز عدم المساواة الجندرية. من خلال الفن، يمكن للنساء أن يعبرن عن رفضهن لهذه الأعراف ويطالبن بالتغيير.
- تعزيز المشاركة السياسية: يمكن للجداريات أن تُستخدم لتشجيع النساء على المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، مما يعزز تمثيلهن في صنع القرار.
التحديات والفرص:
-التحديات: قد تواجه الجداريات التي تتناول قضايا المرأة مقاومة من قبل المجموعات المحافظة أو السلطات التي ترى في هذه الأعمال تهديدًا للأعراف الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم تدمير هذه الأعمال الفنية أو إزالتها.
-الفرص: مع ذلك، فإن فن الحائط يظل أداة قوية للتعبير عن الهوية النسوية ورفع الوعي بالقضايا الاجتماعية. يمكن أن يكون وسيلة لبناء حوار مجتمعي حول المساواة والعدالة.
رؤية تمكينية لفن الحائط:
- من منظور تمكيني، يمكن اعتبار فن الحائط كشكل من أشكال المقاومة والتمكين. فمن خلال الفن، يمكن للنساء أن يتحدين القيود الاجتماعية والثقافية، ويعبرن عن أنفسهن بطرق إبداعية.
- في العصر الحديث، يمكن استلهام فن الحائط لتعزيز تمكين المرأة من خلال الفنون البصرية، سواء عبر الرسم أو النحت أو التصوير. يمكن للفن أن يكون وسيلة للتعبير عن الذات، وتحدي الأعراف، وبناء مجتمعات أكثر مساواة.

#محمود_محمد_رياض_عبدالعال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات