أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم ابراش - الإسلام والمسلمون: بين التماهي والافتراق














المزيد.....


الإسلام والمسلمون: بين التماهي والافتراق


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 21:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبلغ عدد المسلمين في العالم ٢ مليار اي ربع سكان الكرة الأرضية، وتزخر بلادهم وخصوصا الجزيرة العربية مهد الديانة الإسلامية المحمدية بأهم منابع الطاقة من نفط وغاز وثروات طبيعية، ويقول بعض المفسرين للقرآن الكريم إن به اعجاز علمي وإن كل ما حققته البشرية من اكتشافات واختراعات علمية حتى غزو الفضاء الخارجي منصوص عليه أو موجود في القران.
لذا كان الأمر كذلك فلماذا أكبر نسبة من الأمية موجودة في بلاد المسلمين؟ ولماذا كل الثورات التي أثرت في الحضارة الإنسانية وسهلت حياة البشرية من الثورة الزراعية الى الثورة الصناعية ثم التكنولوجية والمعلوماتية، كانت في غير بلاد المسلمين وعلى يد غير المسلمين؟
من المؤكد ان المشكلة ليست في الاسلام كنص مقدس (القرآن) ولا بالسنة النبوية الصحيحة بل في الثقافة الدينية الخاطئة المشبعة بثقافة عرب الجاهلية الأولى التي ما زالت تعلو على ثقافة التسامح والاعتدال وإعمال العقل التي جاء بها الإسلام الصحيح، وبامتزاج الجهل الثقافي والسياسي وحكم الاستبداد تكونت الأمية الدينية والإسلام الشكلاني والمقدسات الدنيوية التي يوظفها الحكام المستبدون وجماعات الإسلام السياسي وتجار الدين وأعداء الإسلام من غير المسلمين لتحقيق مصالح دنيوية بعيدا عن الإسلام الصحيح وبما يسيء له.
في بداية ظهور الإسلام وانفتاحه على علوم ومعارف الحضارات الأخرى وخصوصا اليونانية ظهرت ارهاصات نهضة فكرية وحضارية ومحاولات لإعمال العقل حتى بالنص الديني وكانت العقلانية الرشدية نسبة لأبي الوليد محمد القرطبي الملقب بابن رشد المولود في الاندلس عام ١١٢٦ ميلادي، كما تألق علماء مسلمون في مجالات متعددة إلا أنه تم محاصرة العقلانية واخضاع العقل للنص كما يفهمه ويفسره علماء سلاطين كل عصر وزمان فتأخر المسلمون وتقدم الآخرون.
بعد مرور حوالي ثمانية عقود على العقلانية الرشدية، التي هجرها ونبذها المسلمون ووظفها الغرب في بداية نهضته الفكرية والحضارية ،حاول علماء مسلمون وباحثون قدامى ومعاصرون مقاربة طاهرة التفارق والانفصال بين عظمة الإسلام وبؤس حال المسلمين، ونذكر من الاقدمين:
١الشيخ الأزهري محمد عبده عندما ذهب لفرنسا لحضور مؤتمر عام ١٨٨١ ثم عاد لمصر وقال مقولته الشهيرة :( وجدت هناك الإسلام ولم أجد مسلمين وعندما عدت للشرق وجدت مسلمين ولم أجد اسلاما)
٢ عبد الرحمن الكواكبي الذي تناول الموضوع بطريقة غير مباشرة في كتاب (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) الصادر عام ١٩٠٢.
٣شكيب ارسلان في كتابه (لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم) المطبوع عام ١٩٣٠.
إلا أن ارهاصات النهضة العربية نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين انتكست مرة أخرى لعدة أسباب أهمها ظهور جماعات الإسلام السياسي مع الوهابية وجماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي وغيرها ووجود أنظمة حكم استبدادية ركبت موجة التدين الشكلاني وعززت الأمية الدينية لتغطي على فسادها وعدم شرعية سلطتها.
وهكذا في بلاد المسلمين وخصوصا بلاد ( الإسلام العربي) أصبحت المقدسات الدنيوية أكثر وأهم من المقدسات الدينية، وصوت الأموات أعلى من صوت الأحياء والسلف الصالح أهم من الخَلَف العالِم ،وحل من يُصنِفون أنفسهم رجال دين محل رب العالمين في الحساب والعقاب حيث يُدخلون الجنة من يشاؤون ويحرمون منها من يشاؤون، ويصنفون من يموت منهم بالشهداء ومن يستشهد من خصومهم بالموتى والمقبورين ،
وأصبح تفسير النص الديني أهم من النص نفسه، ومع تعدد المفسرين والتفسيرات ضاعت الحقيقة الإلهية ولم يعد الحق ببٌن ولا الباطل بيٌن واصبحت المتشابهات أكثر من اليقينيات، وحل التاريخ الإسلامي محل تاريخ المسلمين والجماعات الإسلامية محل الإسلام، وحل التواكل محل الاتكال والاعتماد على الذات والعقل، وأصبح الانتصار على العدو مضمونا ما دامت الجماعة التي تُحارب تقول إنها إسلامية! وكأنه لا يوجد مسلمون إلا هم ورب العالمين ما وُجِد إلا لأجلهم، وغابت حسابات العقل وموازين القوى والأخذ بالأسباب.
في زماننا هذا عندما تتحدث عن التخلف يحضر العالم الإسلامي العربي، وعندما تتحدث عن المرتزقة تحضر الجماعات الإسلاموية الجهادية وعندما تتحدث عن الدكتاتورية والاستبداد تحضر الأنظمة الاسلامية، وعندما تتحدث عن التناقض يئن القول والممارسة وبين الظاهر والباطن تحضر المجتمعات والشعوب الإسلامية وخصوصاً العربية.
نحن شعوب إسلامية بلا إسلام وعرب بلا عروبة ومواطنون بلا أوطان.إلا ما رحم رب العالمين
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة العربية ما بين ابو عمار و(الجولاني)
- قمم رفع عتب وقرارات مع وقف التنفيذ
- استمرار الغموض حول لجنة ادارة غزة
- أين أهالي قطاع غزة ممايخطط لهم ؟
- حركة حماس في مفترق طرق
- لماذا تُصر حماس على الاستمرار في حُكم غزة؟
- الجولاني في قمة القاهرة!!
- لا تتوقعوا الكثير من قمة القاهرة
- حضور فلسطين عالميا وتراجعها عربياَ واسلامياَ
- عدالة قضية وصمود شعب وبؤس النخب السياسية
- المشروع الصهيوني ومئة عام من الفشل
- ما بين قرار طوفان الأقصى وقرار حرب الإبادة الإسرائيلي
- مرة أخرى حول تمايز دور المثقف عن دور رجل الدولة
- القيادة الفلسطينية في مواجهة أزماتها الداخلية والتحديات الخا ...
- أما آن لفلسطينيي غزة أن يستريحوا؟
- حماس والخروج المشرف من المشهد
- مخطط التهجير يكشف الهدف الحقيقي من الحرب على غزة
- قطر ليست مصر وتميم ليس عبد الناصر
- قمة عربية وغياب فلسطيني
- تباين خطاب حماس ما بين طهران والقاهرة


المزيد.....




- قيمة زكاة الفطر 2025 دار الإفتاء المصرية توضح قيمتها نقدًا و ...
- ما هو مقدار زكاة الفطر لشخصين وفقًا لقرارات دار الإفتاء المص ...
- ما مستقبل الأقلية المسيحية في سوريا في ظل النظام الجديد؟
- مستعمرون يضرمون النار في خيام البدو غرب سلفيت
- الاحتلال يعتدي على طوباس واعتقالات في سلفيت
- دار الإفتاء المصرية توضح بعض الفتاوى الخاطئة المنتشرة عن الص ...
- حكومة نتنياهو توافق على عودة وزراء -عوتسما يهوديت- بينهم بن ...
- تحذيرات من ارتفاع وتيرة -الخطابات الطائفية- مع قرب انتخابات ...
- العمود الثامن: فتوى المشهداني
- 60 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبار ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم ابراش - الإسلام والمسلمون: بين التماهي والافتراق