قراءة لحديث الرسول - أطاعة الأمير وان ضرب ظهرك .. -

يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 18:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الموضوع :
جاء في موقع / أسلام ويب ، التالي بصيغة سؤال وجواب ، حول تفسيرالحديث أعلاه ، أنقله بأختصار :
{ السؤال حول الحديث :- قال حذيفة بن اليمان قلت : يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال : نعم ، قلت : هل وراء ذلك الشر خير ؟ قال : نعم ، قلت : فهل وراء ذلك الخير شر ؟ قال : نعم ، قلت : كيف ؟ قال : يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ، قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع . وكان الجواب كما يلي على الحديث أعلاه / أي حديث حذيفة :- وبينا أن المراد من الحديث أنه تلزم طاعة الإمام وعدم الخروج عليه ولو ضرب الظهر وسلب المال ، تفادياً لمنع تفرق المسلمين وحدوث ضرر أعظم .. } .

مقدمة :
تفسير الحديث ، يضم أشكالا في الطرح ، فمن جانب يقول الرسول " : يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس .. " . ثم يعقب الرسول بقوله لحذيفة بن اليمان ب " تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع .. " ، لم هنا الأئمة بقلوب شياطين ، ثم يحثه على طاعة الأمير .. التساؤل : أليس بالأمكان جدلا ، أن يكون الأمراء هم بقلوب شياطين ، والأئمة هم الصالحو الذين يجب أطاعتهم!.

القراءة :
* نظرة أولية على الحديث أعلاه ، نستقرئ ، أنه هناك طاعة عمياء للأمير ، بكل أمر ، حتى وأن نكل بك أوظلمك أو نهبك لكل ما تملك .. فالطاعة للأمير ، غير مشروطة ، بكل ما يفعله الأمير برعيته من سوء ! .
* أرى أن هذا الحديث ، أخرج من قبل المحدثين ، أستنادا ورجوعا الى النص القرآني التالي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ .. / 59 النساء " . وتفسيره وفق موقع / مشروع المصحف الألكتروني بجامعة الملك سعود ، التالي ، انقله بأختصار { القول في تأويل قوله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ " .. قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ربكم فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه ، وأطيعوا رسوله محمدًا ، فإن في طاعتكم إياه لربكم طاعة ، وذلك أنكم تطيعونه لأمر الله إياكم بطاعته ، كما :- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن عصى أميري فقد عصاني .. } .
* هنا يجب التوقف عند نص الآية أعلاه / 59 من سورة النساء ، التي تجبر المسلمين على أطاعة الرسول ، فيما أمر وفيما نهى عنه . أنه قال ذلك : حتى يضمن الرسول ولاء الصحابة ، وأمراء المسلمين وقادة المقاتلين له .. أنه ربط الطاعة العمياء بكل علية القوم والقبائل له . * كما أن الحديث أوغل بطاعة الأمراء ب " ولو ضرب الظهر وسلب المال .. " ، وذلك حتى يكون مقام الأمير كمقام محمد ! ، ولما كان مقام محمد بالطاعة ، كمقام الله ، وذلك لأن كلام محمد بوحي من الله " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى䁣 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ 4 / سورة النجم " ، أذن طاعة الأمير كطاعة الله ! . وهذه كارثة ! .
* وأرى أن هذا الحديث يتوافق مع حديث أخر للرسول " السلطان ظل الله في الأرض ، فمن أكرمه أكرمه الله ، ومن أهانه الله " ، وشرحه وفق موقع / أهل السنة { قال النبي : السلطان ظل الله في الأرض ، فمن أكرمه أكرمه الله ، ومن أهانه أهانه الله . رواه الإمام ابن أبي عاصم في كتابه ( السنة ) ، وحسنه الإمام الألباني في تخريج كتاب السنة . وقال النبي : السلطان ظل الله في الأرض ، يأوي إليه كل ضعيف وملهوف .. وقد صححه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى }.

أضاءة :
(أ) كل الأحاديث أعلاه ، هي أحاديث ليست من العقائد الأسلامية ، وأنما هي أحاديث وجدت خدمة وطاعة للحاكم / وأن كان ظالما جائرا ، على المحكوم / وأن كان مظلوما أو جانيا . أرى أن هذه الأحاديث هي أحاديث سياسية ، تخدم سياسة وسلطة الحاكم في أدارة البلاد ، وتمكنه أيضا من غزو الأمصار ، وما يرافقها من نهب وسلب .. وهي ليست من العقيدة في شئ !. (ب) عندما يصور رسول الأسلام ، من أن " السلطان ظل الله على الأرض " ، أعتقد : أولا - انه يوصل محتوى فكرة للتابعين من أنه / محمد ، هو الله المنظور على الأرض . وثانيا - ويمنح خلفائه وأمرائه من بعده - ذات المنظور .
(ج) الله لا يمكن أن يكون ظلا لأي سلطان أو حاكم أو خليفة أو أي أمير .. لأن كل المذكورين يعملون في خدمة مصالحهم السلطوية وأغراضهم الدنيوية ، أما الله فهو الحاكم العادل السماوي ، والذي لا يمكن تشبيهه بأي سلطان أرضي ! .

#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات