أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل قانصوه - الهمُّ السوري














المزيد.....


الهمُّ السوري


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 15:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الطبيعي أن نتقصّى الأخبار عما يجري في سورية من أحداث و اضطرابات لا سيما أن هذه البلاد تمثل عقدة الربط بين بلدان المشرق ، بلاد الشام و العراق ، التي تشكل المدى الفاصل ثقافيا و جغرافيا ، بين مصر من جهة و الأناضول و إيران من جهة ثانية ، وانها كانت دائما مسرحا لصراع قديم و مستمر حرّكته مجددا الدولتان الاستعماريتان إنكلترا وفرنسا منذ أن صارت الدولة العثمانية مرتهنة لهما .
لن نتوقف هنا لارتجاع مسلسل " الثورة السورية " التي انطلقت في سنة 2011 ، في ظروف أقل ما يقال فيها من و جهة نظرنا ، انها كانت ضبابية ، فما يهمنا هو أن فعالياتها توزعت فيما بين أطراف متناقضة جعلت فيما بينها في الواقع تحالفا غير رسمي ، ضم تيارات وطنية معارضة للحكم ، تطالب بفك القبضة الأمنية التي بات يمارسها باسم النظام عملاء فاسدون ، إلى جانب الإخوان المسلمين و فروعهم التي تكونت في أفغانستان ثم تمرست بالحروب في العراق و بلدان شمال إفريقيا، حيث يرعاها جميعا حكام البلاد النفطية ، خاصة في السعودية و قطر ، و تركيا ، بتشجيع من الدول الغربية ، على راسها الولايات المتحدة و إسرائيل ، توافقوا جميعا على " اسقاط النظام " ، لكن في أغلب الظن انهم لم يتوافقوا على ما بعد إسقاطه . فمن نافلة القول أن الإسلاميين استأثروا اليوم " بالثورة العظيمة " في سورية ، و هم لا يأبهون بجعجعة بعض المعارضين " الوطنيين " الذين يتسكعون في مقاهي بعض العواصم الأوروبية !
لا بد من القول أننا لا نعرف من موقعنا إلا ما يتناهى إلى العلم بواسطة و سائل الإعلام ، حيث من الممكن بحسب رأينا تفحصه و تحليله لعل ذلك يساعدنا على متابعة الأمور في قادم الأيام و تعديل ما يتوجب التعديل توضيحا للصورة ! فما نعلمه الآن هو التالي :
ـ استولى على السلطة في سورية ، رجل رافق الزرقاوي في العراق الذي ورثه البغدادي زعيم داعش .يروى أيضا أنه دخل إلى السجن الأميركي الشهير أبو غريب ، ثم فرّ منه . لكنه أعتقل مرة ثانية و أدخل إلى السجن الأميركي بوكا في جنوب العراق ، المعروف عنه أنه كان مدرسة للجهاديين المتطرفين الذين قادوا تنظيم " داعش "، مثل البغدادي ! من المعلوم بهذا الصدد أن "زعيم هيئة تحرير الشام "أوصل إلى السلطة إيصالا . اللافت للنظر أيضا أن المسؤولين الأتراك مبعوثي الدول الغربية التي لعبت "دورا فعالا في "الثورة العظيمة" ، سارعوا لزيارة الرئيس الجديد في قصر الرئاسة السوري !
ـ ما يثير الدهشة أيضا ، هو قرار " سلطة الثورة " بحل الجيش العربي السوري ، توازيا مع أقدام إسرائيل على تدمير مواقع و محازن الأسلحة الثقيلة ، و الإعلان عن تشكيل "جيش جديد " . على الأرجح أن درجة تسليحه ، ستكون محدودة ، و تحت المراقبة ، كما هو الحال عليه في العراق على سبيل المثال . ما يشي بأن المسموح به هو جيش للدفاع عن السلطة و ليس عن البلاد !
ـ لم تسلم إدارات الدولة و مؤسساتها الدستورية من التبديل أيضا. حيث أقيل الموظفون و أعيد تنظيم الإدارة العامة ، و علق دستور البلاد ، و تسلم زمام الأمور ، رئيس مسلم ، ليحكم استنادا إلى الفقه الديني ، دون الرجوع إلى مجلس نيابي ، بواسطة مساعدين يختارهم بنفسه . هل يعني ذلك إلغاء الدولة و استبدالها بالإمارة ؟
ـ لا نجازف بالكلام أن الرئيس " المترئٍس " باسم " الثورة عظيمة " ، عرّف صراحة أن طائفة السوريين ، لا تستسيغ " الرجوع إلى احداث و قعت قبل 1400 سنة ،و لا تحب اللطم و النواح ، و انها تفعل ما تقول " ، ما يعني انه يلغي انتماء بعض السوريين إلى المجتمع الوطني . ناهيك من أن الحكم بالرجوع إلى الفقه الديني ، هو بحد ذاته رجوع إلى الماضي .
ـ أخيرا يتساءل المرء عن حقيقة و طبيعة " الثورة العظيمة " التي فككت الجيش ، ثم فككت الدولة الوطنية ، و الآن تحاول تفكيك الشعب السوري ، و المجتمع الوطني ، كما تدل على ذلك المجازر الطائفية التي يتعرض لها سكان الساحل من غير طائفة "الثورة" التي يا للأسف لم يتنبه و يتيقظ لها المعارضون الوطنيون فوقعوا في " مصيدة " الأمير!



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول الطالباني !
- التعصب الطائفي و الإنتهازية السياسية !
- ثورة بدوية مغولية !
- حقائب الفرنسيين و احتجاجات اليهود ‍!
- الدين و رغيف الخبز !
- الضفة الغربية نموذجا !
- المسألة الشيعية
- حرب تلامذة جابوتنسكي
- الرجل المريض و الحملات الغربية
- الهزية و عقدة البيرق !
- الدولة المستحيلة
- الوطن للمواطنين !
- أنا شارلي ,, أنا ثوري
- جيوش بلا دول تتصدى لدول بلا جيوش ! !
- هويات موسمية و أوطان مؤقته !
- حصان طروادة في سورية
- أكثر من حرب طائفين و أقل من ثورة و طنية !
- دولة الرئاسة و دولة الخلافة !!
- داوها بالتي كانت هي الداء !!
- الحل الأفغاني و الحل الغزاوي !


المزيد.....




- 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- وفاة أبو إسحاق الحويني أشهر شيوخ السلفية في مصر
- مستوطنون يعتدون على المواطنين غرب سلفيت
- منحة دولية لحركة طالبان من أجل مكافحة تغير المناخ
- التعليم تعزل تدريسياً بالجامعة العراقية لإثارته النعرات الطا ...
- الإنجيليون تيار -الولادة الثانية- في الكنيسة البروتستانتية
- الكويت..اكتشاف بئر أثرية تنضح بالمياه تعود لفترة ما قبل الإس ...
- 760 وحدة استيطانية ومعهد ديني يهودي.. التفكجي لـ-القدس-: بلد ...
- -جائزة ترضية-.. -واشنطن بوست- تعلق على صورة البابا فرانسيس ف ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل قانصوه - الهمُّ السوري