كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 09:03
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يرتبط هذا الخط بعلم الجغرافيا الحيوية التي تعنى بالتوزيع البيئي للنباتات والحيوانات وأشكال الحياة الأخرى والعوامل المسؤولة عن الاختلافات في ذلك التوزيع. .
اما اول من اقترح هذا الخط الفاصل فهو العالم البريطاني (ألفريد راسل والاس) فأطلقوا عليه: خط والاس (Wallace Line) وهو يمتد من المحيط الهندي عبر مضيق لومبوك (بين جزيرتي بالي ولومبوك)، شمالاً عبر مضيق ماكاسار (بين بورنيو وسيليبس)، وشرقاً، جنوب مينداناو، إلى بحر الفلبين. وهو بطبيعة الحال ليس خطا حدوديا ولا علاقة له بالملاحة البحرية، إلا أنه يمثل حدا فاصلاً لتوزيع العديد من المجموعات الحيوانية الرئيسية كالأسماك والطيور والثدييات على جانبي ذلك الخط. .
لقد أمضى والاس 8 سنوات في أرخبيل الملايو، من عام 1854 إلى عام 1862، متنقلاً بين الخلجان والجزر، فجمع العينات البيولوجية لأبحاثه الخاصة، وكتب عشرات المقالات العلمية عن علم الحيوان. ويعود له الفضل في رسم هذا الخط الذي يعكس وجود حياة برية وبحرية مختلفة تماما بين جزيرتين متجاورتين، تقعان على جانبي الخط. حيث يمكنك مشاهدة وحيد القرن والنمور والأفيال ونقّار الخشب على أحد الجانبين، بينما ترى الكنغر والسحالي والكوالا والببغاوات الاسترالية على الجانب الآخر. حتى الطيور، التي تستطيع التنقل جوا لمسافات بعيدة، تميل إلى البقاء داخل مواطنها المألوفة بسبب الاختلافات في المناخ وتوافر الغذاء في هذا الجانب أو ذاك. .
وبالتالي فان خط والاس يعمل في كثير من النواحي، مثل سياج غير مرئي فرضته الظروف الطبيعية. وقد ساعد هذا التقسيم الفريد في تشكيل بعض الأفكار المبكرة حول كيفية تغير الأنواع بمرور الوقت. كما أثار أفكاراً حول خرائط الجغرافيا الحيوية. وهناك نقاشات حول مدى دقة الخطوط الجغرافية. الأمر الذي اضطرّهم إلى تعديل الخطوط الحيوية الفاصلة. .
اللافت للنظر إن فكرة الحدود تمتد إلى البشر وليس فقط إلى الحياة البرية. وقد تمت دراسة التأثيرات العرقية والسياسية للخط بالتفصيل. .
ختاماً: يوضح خط والاس كيف يمكن للقوى الجغرافية الدقيقة أن تخلق تناقضات صارخة في الكائنات الحية. كما يذكرنا بأن المسافة المادية ليست العامل الرئيسي دائما - فالتاريخ التطوري والصدفة يلعبان دورا رئيسيا في هذا المضمار. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟