رياض سعد
الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 09:03
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
انتشر مقطع فيديو صادم للعنصر المسلح محمد حجي أبو عبيدة، المنتمي لـ"قوات النخبة" في ما يُعرف بالجيش السوري الجديد، من مدينة اللاذقية، يُوجه فيه نداءً غاضباً إلى زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، وحكومة "الإنقاذ"، والقادة العسكريين وقادة الفصائل المسلحة، مستنكراً الانتهاكات والجرائم المروعة التي ارتُكبت بحق المدنيين العلويين في مدن بنياس وجبلة ومناطق ساحلية أخرى.
وفي التفاصيل، كشف أبو عبيدة عن فظائع مُمنهجة تشمل :
- إخراج عائلات من منازلها وإعدامهم بدم بارد، دون أدنى اعتبار لأطفال أو نساء.
- حرق المنازل والممتلكات كعقاب جماعي على الهوية الطائفية.
- تعذيب المدنيين العلويين بشكل وحشي، تحت ذرائع انتقامية لا علاقة لها بالثورة.
وأشار إلى مقاطع فيديو تسريبية تظهر عناصر من فصائل الحمزات والعشمات (المعروفة بصلاتها التركية) وهم يتبادلون الأدوار في تنفيذ المجازر، مُشككاً في نوايا هذه المجموعات، واصفاً إياها بـ"المرتزقة الذين نفذوا أوامر أنقرة في ليبيا قبل أن يُحوّلوا أسلحتهم ضد السوريين"... ؛ وأكد أنهم "لا يمثلون الثورة ولا الإسلام"، مستنكراً تحوّل المعارضة المسلحة من "مقاومة نظام مضطهد" إلى "آلة قتل طائفية".
صدمة المُقاتل المسلح :
عبَّر أبو عبيدة عن صدمته من تحوّل مسار الثورة، قائلاً:
"خرجنا ضد النظام لأننا مَظلومون، لا لنحرق بيوت العلويين أو نقتل الأبرياء... ديننا دين الرحمة، ولا يجوز قتل مدنيٍ حتى لو اختلفنا معه!".
وطالب بمحاسبة قادة هذه الفصائل، مُؤكداً أن أفعالهم "جريمة بحق السوريين جميعاً، ولا تمثل إلا أجندات خارجية".
النداء الذي هزّ الصمت:
لم يكن انتقاد أبو عبيدة مجرد شجبٍ عابر، بل كسراً جريئاً لجدار التعتيم الذي فرضته الفصائل المسلحة على جرائمها... ؛ فإذا كان مقاتل سابق في صفوف المعارضة يُعري هذه الوحشية، فكيف بالضحايا الذين عاشوا الرعب؟!
إنها شهادة تدل على أن حجم المأساة يفوق ما تُظهره المقاطع، وأن جرائم الحمزات والعشمات وغيرها وصلت لدرجةٍ دفعت حتى المنتمين للمعارضة لرفع الصوت.
خاتمة مُرّة:
هذا النداء ليس اعترافاً فحسب، بل صيحة تحذير من انهيارٍ أخلاقي حوّل الثورة إلى غابة تطحن المدنيين... ؛ فإذا كان "الجولاني" وحكومته يتغاضون عن مجازر تُنفَّذ باسمهم، أو يُشرعنونها تحت شعارات دينية، فإن السؤال الأكبر: مَن يبقى ليقول للحقيقة إنها الحقيقة؟!
علما ان المدعو محمد حجي ابو عبيدة ؛ تم استدعاءه من قبل جهاز الامن الجولاني , بعد انتشار مقطعه المصورة على وسائل التواصل الاجتماعي , وقيل ان مصيره مجهول الى هذه اللحظة ...!
#رياض_سعد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟