أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الحزب الشيوعي العمالي الايراني - مستقبل سوريا في ظل الدستور الرجعي والصراعات الاجتماعية














المزيد.....


مستقبل سوريا في ظل الدستور الرجعي والصراعات الاجتماعية


الحزب الشيوعي العمالي الايراني

الحوار المتمدن-العدد: 8283 - 2025 / 3 / 16 - 23:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بتوقيع رئيس سوريا المؤقت أحمد شرع على الدستور المؤقت، يوم الخميس 13 مارس 2025 ، دخلت البلاد مرحلة جديدة من الصراعات الاجتماعية لتشكيل مستقبلها. ورغم أن هذا الدستور يحمل عنوان "المؤقت" ويفترض أن يكون صالحا لمدة أربع أو خمس سنوات، إلا أن الإطار العام للنظام السياسي السوري والقوانين سواء في الفترة الانتقالية أو من وجهة نظر التيار الإسلامي الرجعي الحاكم، أي "هيئة تحرير الشام" ترسم للمستقبل.
وكان من الواضح بالفعل أن وصول هذا التيار الإسلامي إلى السلطة، على الرغم من التغييرات الطفيفة في المظهر، لن يؤدي إلا إلى العداوة مع التقدمية والتحررية والقيم العلمانية والمساواة. دستور سوريا المؤقت من خلال منح صلاحيات واسعة لأحمد شرع، وتعيين "مجلس شعب" يتم انتخاب ثلثه مباشرة من قبله والثلثين الآخرين من قبل لجنة يعينها. وإدخال الفقه الإسلامي كمصدر رئيسي للتشريع يؤسس سلطة استبدادية جديدة في سوريا، ولكن هذه المرة بشكل أكثر تدينا. في الأيام القليلة الماضية، ومن أجل تعزيز سلطتها، بدأت هذه الحكومة عمليات القتل الوحشي للمدنيين في المناطق "العلويين" (محافظتين ساحليتين) في سوريا، وهو الإجراء الذي أثار غضباً شعبياً وعالمياً.
قبل التوقيع على هذا الدستور، كان أحمد شرع قد وقّع اتفاقاً مع قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها الأحزاب الكردستانية، والذي، على الرغم من أنه لم يذكر على وجه التحديد القضاء على الاضطهاد والتمييز القومي، إلا أنه أكد على وقف فوري لإطلاق النار بين الجانبين و"ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية والمؤسسات الحكومية، بغض النظر عن خلفيتهم الدينية والعرقية". وقد لاقى هذا الاتفاق ترحيباً من قبل الأطراف المتصارعة وحتى حكومة أردوغان، لكنه أصبح غير فعال عملياً مع إقرار الدستور المؤقت. وقد قوبل ذلك باحتجاج شديد من قبل البرلمان المحلي لكردستان وقوات سوريا الديمقراطية، وكان هذا الاتفاق أكثر من مجرد بلسم لجراح شعب كردستان وشعب سوريا المظلوم بأكمله، لقد كان خطوة تكتيكية لكسب الوقت وتعزيز سلطة أحمد شرع والحركة الإسلامية الحاكمة.
مع الإطاحة ببشار الأسد ووصول هيئة تحرير الشام إلى السلطة، والآن مع إقرار الدستور المؤقت، دخل الشعب السوري مرحلة جديدة من النضال. إن مستقبل هذا البلد سيتحدد في نهاية المطاف من خلال هذا الصراع الاجتماعي. قبل 14 عاماً، في آذار/مارس 2011، بدأ الشعب السوري ثورة للإطاحة بديكتاتورية بشار الأسد وتحقيق الحرية والازدهار والعدالة من خلال تنظيم الاحتجاجات في مدينة درعا. لكن مع تدخل القوى الإقليمية، بما فيها الجمهورية الإسلامية، والقوى الدولية، مثل الحكومة الرجعية في روسيا، والقتل الوحشي للشعب الثائر في هذا البلد، تحولت التطورات إلى حرب أهلية، وتم قمع وتهميش الثورة والمطالب الحقيقية للشعب. وأخيراً، في كانون الأول/ديسمبر 2024، تمت الإطاحة بحكومة بشار الأسد مع التقدم السريع للقوات الرجعية التابعة لـ "هيئة تحرير الشام" وبدعم من الحكومة التركية. لكن الشعب السوري، الذي انتفض ذات يوم ضد دكتاتورية الأسد، لن يتخلى ببساطة عن مطالبه. إن مستقبل سوريا يعتمد بشكل كامل على مستوى التدخل النشط والمنظم للشعب والقوى التقدمية في تطورات هذا البلد.
إن وجود الشعب السوري وتنظيمه النشط في التطورات الحالية يمكن أن يخلق مستقبلاً لا مكان فيه للديكتاتورية والقمع والظلم، ويعيش فيه المواطنون، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية، جنباً إلى جنب بحقوق متساوية. ويعتمد ذلك على إنشاء حكومة علمانية وغير عرقية لا تضمن فقط المساواة القانونية لجميع المواطنين، ولكن أيضًا من خلال الاعتراف بالحقوق الأساسية لشعب كردستان. إنهاء هذا القمع القومي الذي طال أمده وتعزيز وحدة الشعب. كما أن الدفاع عن الحقوق المتساوية للمرأة ومواجهة اعتداءات التيارات الإسلامية على حقوقها الإنسانية هو أحد ميادين المعركة المهمة في سوريا اليوم.
إن الوضع المعقد في سوريا يضع العديد من المهام على عاتق القوى التقدمية والمحبة للحرية في هذا البلد. إنهاء هذا القمع الوطني الذي طال أمده وتعزيز وحدة الشعب. كما أن الدفاع عن الحقوق المتساوية للمرأة ومواجهة اعتداءات التيارات الإسلامية على حقوقها الإنسانية هو أحد ميادين المعركة المهمة في سوريا اليوم.
إن الوضع المعقد في سوريا يضع العديد من المهام على عاتق القوى التقدمية والمحبة للحرية في هذا البلد. إن الاعتماد على قوة الشعب والتعبئة الجماهيرية والتنظيم هو المفتاح الرئيسي للتغيير. فقط من خلال وحدة الشعب السوري وتضامنه حول لائحة راديكالية وتحررية يمكن إنهاء معاناة وألم المواطنين ويمكن تصور مستقبل أكثر إشراقاً.

14 مارس 2025
ترجمة - سمير نوري



#الحزب_الشيوعي_العمالي_الايراني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب السوري ينزل إلى الساحة حاملاً راية العلمانية
- حول سقوط بشار الأسد ومكانة الجمهورية الإسلامية
- إن إنهاء هذه المواجهة والحرب هو مهمة الشعب الإيراني
- إنهاء هذه الإبادة الجماعية!
- نهاية ثلاثون سنة من عاشوراء: مشاهد من القتال البطولي للجماهي ...
- مصافحة ايادي رأس احد اكبر الانظمة اجراماً في العالم - رسالة ...
- البلاغ الختامي للمؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي الإيراني
- مانيفستو الثورة الايرانية
- احمدي نجاد يمثل الارهاب العالمي، الجريمة، التعذيب والانتهاكا ...
- أوقفوا احمدي نجاد من دخول الامم المتحدة
- تقارير المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العمالي الايراني حول ال ...
- عشرة مطالب فورية لجماهير ايران
- تقارير المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العمالي الايراني
- بيان الحزب الشيوعي العمالي الايراني - جوابا على تصريح موسوي ...
- رسالة مريم نمازي الى صحيفة -ايفنينغ ستاندرد-
- عاشت الثورة ضد الجمهورية الاسلامية !
- البلاغ الختامي للبلنوم الحادي والثلاثين للجنة المركزية للحزب ...
- استئصآل الدين من المجتمع
- رسالة تضامنية الى جماهير العراق
- الى المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي العمالي العراقي


المزيد.....




- فيديو لاستخدام سلاح صوتي ضد متظاهرين في صربيا..والسلطات تنفي ...
- التحولات الراهنة بالمنطقة العربية والمغاربية*
- تونس: بيان حزب العمال حول العدوان الأمريكي البريطاني الجديد ...
- بيان فرع الرباط لحزب النهج الديمقراطي العمالي حول عمليات هدم ...
- شيخ الأزهر يهاجم اليمين المتطرف في الغرب ويدعو للحوار بين ال ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب : الشهيدة حلبجة وشقيقاتها دروس لا ...
- لتحسين صورة فرنسا.. رئيسة حزب التجمع الوطني مارين لوبان تزور ...
- قيادي بحزب العمال الكردستاني ينهي حياته بعد اتفاق دمج -قسد-. ...
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي ينظم ندوة حول “التحولات ...
- تركيا تصرّ: حل حزب العمال وتسليم سلاحه فورًا!


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الحزب الشيوعي العمالي الايراني - مستقبل سوريا في ظل الدستور الرجعي والصراعات الاجتماعية