أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية1/ 3














المزيد.....


الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية1/ 3


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8283 - 2025 / 3 / 16 - 18:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الايمان مكتسب - وراثي، يكتسبه الإنسان اكتسابا، أي إن المولود يكتسب الدين، والمعتقد منهما، والصفات الأخرى أيضا، من الأبوين، وبتالي سيكون على دينهم ومعتقدهم لا محالة، فإذا كانا الابوين مسيحيان، سيكون هو كذلك، أو كانا بوذيان فبلا شك سيكون بوذيا هو الآخر، أو إذا كانا زرادشتيان فهو زرادشتيا أصيلا. هكذا يقول المنطق الارسطي، ويسانده العقل بلا أدنى شك.
وتماشيا من هذا المنطلق، فالإيمان لا يحتاج إلى عقل، فهو مطلق لا يحق لك تشغيل عقلك وارباكه بكذا مسائل، وبعكسه تترتب عليك قضايا أنت عنها في غنى، وإلّا سوف تجد رجال اللاهوت حادين سيوفهم، وكلنا على دراية ماذا فعلت الكنيسة في العصور المظلة، أذهب إلى التاريخ فسيجيبك ولا تتحرّج، فهو خير شاهد.
الايمان إذن، أمر غيبي، بديهي، لابد أن تقرّ به بلا جدال، أو مناقشة وتحكيم العقل، (الذين يؤمنون بالغيب) - نص واضح. وبهذا فالعقل ليس له دور، وكأنّ الأمر ليس يعنيه بالمرّة، فأنت أيها العقل خذ مسارك الطبيعي، واتجه بمسيرك حيث تشاء، ودع الايمان هو الآخر يسلك طريقه المرسوم سلفا، لأنّ منهجك في المعرفة ليس منهجه، وطريقك ليس طريقه، فأنت – أيها العقل – في طريق وهو في طريق آخر، أي أنتما الاثنان لا تجتمعان تحت سقف واحد. وابسط مفهوم للإيمان: هو عدم تشغيل العقل، وفق المبدأ هذا الذي رسمناه بادئ الحديث.
أما الألحاد فهو مختلف عن الايمان، ويفترق عن الزندقة (سوف لا نوضّح هذا المفهوم في هذا المقال – أي مفهوم الزندقة - بل نؤجله إلى وقت غير معلوم) والألحاد هو مفهوم فلسفي محض؛ والفلسفة، كما هو معلوم، تعني علم العقل، وكل شيء يتعلق بالفلسفة فمصدره العقل، وكل ما يتعلق بالدين فمصدره الإيمان ومسكنه في القلب؛ وأفضل ما قيل في هذا المعترك قول بعض الفلاسفة، من أن الدين منبعه القلب، والعلم مصدره العقل، و واضح أن عمل الأول مختلف عن الثاني، والعكس أيضا صحيح. والذي يغالط نفسه والناس، ويؤكد لهم أن الدين والعقل يسيران على جادة واحدة، فهذا يخالف العقل السليم والمنطق الصحيح.
ولتوضيح ذلك، (تضامنا مع من يخالف العقل ببعض الأشياء) إنّ الذي يبالغ في تحكيم العقل في كل شاردة و واردة، سيصاب بحيرة، لأنّ العقل أحيانا ينصدم بعقبات كبيرة تظهر له حجمه الطبيعي، حيث لا يستطيع أن يدرك جوهر الأشياء، ولا يعي صيرورتها، مثل الجاذبية وغير ذلك كثير جدا، فالجاذبية لم يستطع العقل البشري أن يفهم جوهرها، فيفسرها إلى كونها قوة هائلة فحسب، كيف تكونت ومن أين جاءت لا يدري؟، غير هذا لا يوجد شيء، كما قال ذلك إيمانويل كانت الفيلسوف الألماني، وذكر قريب من هذا الرأي الفيلسوف أبو حامد الغزالي، وشدّد على ذلك الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت صاحب الكوجيتو الشهيرة (أنا أفكر إذن أنا موجود). وعليه فإن الايمان قال بأشياء لا يمكن أن يقرّ بها العقل أبدا (سنذكر ذلك في تكملة هذا المقال لاحقا) قضايا غيبية كثيرة لا نستطيع اثباتها بالتجربة.. يتبع



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيتشة.. الانسان السوبرمان
- القلق الإنصياعي في نص(زيف حلم) ل جابر السوداني
- عدنان الفضلي الشاعر الذي أغوته الساعات
- المنحى الصوفي في قصيدة (خمرةُ اليقين) للشاعر كريم القيسي
- ذاتية المعنى.. قراءة في مجموعة (أأقيم على حافة هاوية) للشاعر ...
- زمكانية النص الشعري.. قراءة في (منذُ زمنِ الانتظار) لـ عبد ا ...
- الشعر بوصفه لعبة الابداع قراءة في نص (كَسَاحِرٍ يُرَوِّضُ عَ ...
- الخيال في (أحزانٌ بلا مراكب) للشاعر حسين السياب
- تعويذة الشجن في نص (وداعا) للشاعرة ميسون المتولي
- اغتصاب الجدال
- انتصار الفكر الحُرّ على التاريخ في سردية (القبر الأبيض المتو ...
- سياحة قصيرة في (كفُّ تلوَّح لكلماتٍ في الدّخان) لأمير الحلاج
- حكايات من بحر السراب
- لها.. وهيَّ على فراش الغياب
- أدب الرسائل ‘الى (.....) الرسالة الثالثة والأخيرة 17 تموز
- وحيد شلال شاعر الجمال والحماسة والوطنية
- في نصّها (منافي الرماد) عطاياالله ترسم جدارية للبوح
- لها فحسب
- المتعة أو الزواج المنقطع
- اللاهوتيون وعلي والوردي


المزيد.....




- الفاتيكان ينشر أول صورة للبابا فرنسيس أثناء فترة علاجه في ال ...
- مصر.. الإفتاء تكشف عن الحد الأدنى لزكاة الفطر
- الفاتيكان ينشر أول صورة للبابا فرنسيس منذ أكثر من شهر (صورة) ...
- “رعــب وخــوف طــول اليــوم“ مسلسل الجنة الحلقة الاخيره 16 ف ...
- اليوم الـ16 لرمضان.. 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في ...
- الفاتيكان ينشر أول صورة للبابا فرانسيس بعد العلاج
- الفاتيكان ينشر أول صورة للبابا فرنسيس منذ دخوله المستشفى
- جنبلاط يحذر أبناء الطائفة الدرزية من -الاختراق الإسرائيلي- ...
- الفاتيكان: البابا فرنسيس يتحسن ببطء
- شيخ الأزهر يحذر من تصاعد -الإسلاموفوبيا- ويدعو إلى وضع قواني ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية1/ 3