لغات حضارات وادي الرافدين ( 1 )

آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8283 - 2025 / 3 / 16 - 18:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

عند الحديث عن الميزوبوتاميا التي تعني بلاد ما بين النهرين , سنجد أن حضاراتها الأساسية هي ثلاثة حضارات , جميع مراكز هذه الحضارات تقع ضمن الحدود السياسية لدولة العراق الحالية , هذه الحضارات للعراق القديم و حسب القدم التاريخي لها هي كالتالي :
اولا : الحضارة السومرية .
تعتبر هذه الحضارة من أقدم الحضارات الإنسانية المكتشفة أو المعروفة , يقع مركز هذه الحضارة العريقة و العظيمة في مدينة اور التي تقع في الجنوب العراقي عند الضفة الغربية لأهوار جنوب العراق .
حملت لغة الحضارة السومرية نفس الاسم " اللغة السومرية " , و كتابة اللغة السومرية عبارة عن تراكيب مكونة من أجزاء تشبه المسامير , لذلك اطلق على هذه الكتابة " الكتابة المسمارية " , يعتقد أن الكتابة السومرية المسمارية هي اولى انواع الكتابة التي ابتكرها الإنسان .
ثانيا : الحضارة البابلية .
يقع مركز هذه الحضارة في مدينة بابل التي تقع وسط العراق .
ثالثا : الحضارة الأشورية .
يقع مركز هذه الحضارة في محافظة نينوى العراقية الواقعة في الشمال العراقي .
انبثق عن السومريين اربع أقوام , هم العرب و اليهود و السريان و الصابئة المندائيين , و كما يقال ان العرب و اليهود هم اولاد عم لأنهم من اصل سومري واحد , كذلك الحال بالنسبة للكلدو آشوريين و الصابئة المندائيين كلهم اولاد عم العرب .
أما لغات الأقوام التي أنشأتها حضارات وادي الرافدين الأساسية فهي اربعة لغات فرعية كلها مشتقة من اللغة الأم , اللغة السومرية , لغة السكان الأصليين و الأوليين للجنوب العراقي القديم , هذه اللغات الفرعية الأربعة هي :
اولا : اللغة العبرية .
هذه اللغة هي اللغة القومية لليهود , أصل هذه اللغة من الجنوب العراقي ثم امتدت بمحاذات نهر الفرات حتى وصلت فلسطين .
بعض الدراسات التاريخية تشير الى أن التطور و التكامل الأولي لهذه اللغة حصل في مدينة عانة العراقية الواقعة على ضفاف نهر الفرات في الجزء الغربي من العراق , مدينة عانة مدينة جميلة بمناظرها الطبيعية حتى انها استحقت ما يطلق عليها الجنة على الأرض , قد تكون هي جنة عدن الواردة في الأساطير العراقية القديمة كما أشار الى ذلك المؤرخ العراقي الدكتور أحمد سوسة .
ثانيا : اللغة السريانية .
هذه اللغة هي اللغة القومية للكلدو اشوريين , أصل هذه اللغة من الجنوب العراقي ثم امتدت بمحاذات نهر دجلة حتى وصلت و استقرت في الشمال العراقي في نينوى العراقية , بعدها واصلت هذه اللغة امتدادها و انتشارها حتى وصلت الى سوريا , لذا اطلق على سوريا هذا الاسم , إذ إن الاسم القديم لسوريا هو سوريانا , اي بلاد الناطقين باللغة السريانية , لكن مع مرور الزمن اندمجت لغة السوريين بالموروث اللغوي العربي و اصبحوا السوريون القدامى من العرب .
القوميون السوريون يرسمون خارطة العراق القديم اي بحدوده القديمة في زمن الحضارة الآشورية و يسمونها خارطة سوريا الكبرى , هذا منافي لحقائق التاريخ , فمناطق سوريا الحالية كانت جزء من حضارة وادي الرافدين العراقية أو ما يطلق عليها حضارة ما بين النهرين الميزوبوتاميا , اي إن سوريا الحالية كانت جزء من خارطة العراق القديم و ليس العكس , بعيدا عن التسميات , العراق و سوريا هم من امتداد تاريخي و حضاري واحد .
ثالثا : اللغة المندائية .
هذه اللغة هي اللغة القومية للصابئة المندائيين , و هي لغة أحد الأقوام السومرية التي مكثت و استقرت في أماكنها الأصلية في الجنوب العراقي عند الضفاف الشرقية لأهوار جنوب العراق .
رابعا : اللغة العربية .
هذه اللغة هي اللغة القومية للعرب , انتشرت هذه اللغة من جنوب العراق و تحديدا من الضفاف الغربية لأهوار جنوب العراق باتجاه الغرب لتكون اللغة الأساسية للبدو في الصحراء العربية التي حصلت على هذا الاسم من لغة الناطقين بالعربية و استمر انتشار هذه للغة حتى وصلت الى اليمن الذي صار سعيدا بوصول اللغة العربية التي حملت معها نتاج الحضارة السومرية من المعرفة و خصوصا في الزراعة التي تحتاج لمعرفة في فصول السنة و تحديد بدء مواسمها المختلفة .

(( يتبع ))

#آدم_الحسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات