أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - تنفيذ خطة اعمار غزة بين رؤية ترامب للعالم الجديد وبين الشروط العربية للشراكة معه.















المزيد.....


تنفيذ خطة اعمار غزة بين رؤية ترامب للعالم الجديد وبين الشروط العربية للشراكة معه.


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن النظر بامكانية تنفيذ الخطة العربية لاعادة اعمار غزة ومنع تهجير سكانها مقابل مقترح ترامب بالتهجير بدون النظر في محاولات اعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية للشرق الاوسط او ما يسمى ببناء الشرق الاوسط الجديد التي يبدو انها ستدخل مرحلة التنفيذ الفعلي بتسليم الرأس الاوكرانية مقابل الرأس الايرانية او بشكل ربما اكثر تعبيرا من الناحية السياسية عن واقع العالم الجيوسياسي الاخذ في التشكل الان، بمبادلة المجال الحيوي للامن القومي التقليدي لروسيا في اوروربا او بعضها بتسليم الشرق الاوسط كاملا للولايات المتحدة والذي قد اصبح في رسم التنفيذ التدريجي، وان الملامح الرئيسية لقسمات هذا الشرق الاوسط الجديد قد بأتت اكثر وضوحا، حتى وان انطوت على بعض من عناصر المقاومة والرفض لها، والتي لن تكون ذات فاعلية من شأنها اعادة النظر في تلك القسمات في المدى المنظور حتى وان حاول الوقوف خلفها جين بينغ كأحد اكبر الخاسرين احتمالا في جولة الصراع هذه ان قيض لها النجاح ولم ُتجهض قبل موعد ولادتها.
وبدون العودة للتذكير بالاهداف الرئيسية للاستراتيجيتين الامريكية والروسية ولا بتكتيكاتهما خلال سنوات ادارة جو بايدن، فان البديل للتفاهم الروسي الامريكي والاصرار على الحاق هزيمة استراتيجية ببعضهما البعض كان سيكون مواجهة مفتوحة لا طائل منها لانعدام اي امكانية للربح فيها، وان الافضل تقديم تنازلات متبادلة لاشك انها تخدم وجهة النظر الامريكية راهنا، التي تضع روسيا بمرتبة العدو الثاني بعد الصين وان احتواء هذه الاخيرة ووقف اندفاعها يعد التحدي الاخطر الذي يواجه واشنطن، كذلك فان ذهاب روسيا الى صفقة ما مع الولايات المتحدة قد لا تعد خيانة عظمى للصين من شأنها ان تأتي على كل جوانب علاقتها المتنامية مع بكين التي ستحرص في كل الاحوال على الاستفادة من اي امكانية متاحة للاستمرار في مد النفوذ.
ولكي تستقر هذه الصفقة على شكلها النهائي، فان ترامب الذي عمد الى اهانة زيلنسكي في البيت الابيض وطرده منه قبل اجراء المباحثات التي كان من المزمع اجراؤها وفقا لجدول الزيارة، والحقها بتجميد المساعدات العسكرية لكييف ووقف كامل للمعلومات الاستخباراتية لجيشها التي بدونها سيفقد الجيش الاوكراني رؤية الميدان في مواجهة القوات الروسية، قابله بوتين بالتوسط او ربما بالضغط الناعم على طهران للتفاوض مع الولايات المتحدة، وهو الخيار الذي يحبذه دونالد ترامب بدلا عن المواجهة العسكرية لانه يحقق له برنامجه الانتخابي لانهاء الحروب في العالم واحلال السلام الدولي، وفي الوقت نفسه يحقق له هدف تحجيم دور ايران الاقليمي من ناحية ويحبط محاولاتها للتحول الى نادي الدول النووية من ناحية ثانية دون ان يهمل امكانية تحقيق ذلك باستخدام القوة العسكرية، على الرغم مما يكتنف نتائج هذا الخيار من غموض ان لجهة تحقيق هدف تدمير البرنامج النووي، او لمنع انزلاق المنطقة نحو صراع مفتوح قد لا تتوافق اثاره والرؤية الامريكية في ادارة المنطقة ووضعها في سياق بنية امنية طويلة الامد لخدمة النفوذ الامريكي فيها.
صحيح ان ايران التي تقف وفقا لمصادر الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اعتاب نسبة ال90% من مستوى تخصيب اليورانيم الضرورية لصناعة سلاح نووي، وان مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% بلغ نحو 6 كيلوغرامات كافية لصناعة 6 قنابل نووية، لا زالت ترفض مبدأ التفاوض تحت الضغط باستخدام القوة، هذا فضلا عن تزايد نسبة قلقها من طبيعة علاقات بوتين بترامب التي قد تؤدي الى مقايضة ايران باوكرانيا، الى جانب خوفها من ان يؤدي تصعيد الحصار الامريكي لها الى قلاقل تهدد بقاء النظام، وان تساوي الاحتمالات يجعلها اكثر تشددا، غير انها ايضا والان تحديدا لا ترغب بالتصعيد الى حدود اندلاع حرب مع واشنطن واسرائيل، وهو ما يرجح احتمالات نجاح الوساطة الروسية بجمع الطرفين الى طاولة المفاوضات التي سوف لن تكون نتائجها اقل من وقف البرنامج النووي الايراني والحد من طموحاتها الاقليمية التي ستواجه في المراحل القادمة بحاجز صد سعودي مدجج باحدث الاسلحة الامريكية تطورا.
وفي هذا السياق فان رغبة الرئاسة الامريكية في الحصول على نحو 500 مليار دولار من الحكومة السعودية لاستثمارها في عدة نواحي قد تضاعفت حيث اكد ترامب انه بصدد الاعداد لزيارة الرياض لابرام صفقة متعددة الاوجه غير ان السلاح يبقى اضخمها ستصل الى تريلون دولار، وان السعودية التي باتت تتقمص ادوار قيادية على عدة صعد صارت اكثر جاهزية لاتمام هذه الصفقة، خاصة وان كثيرا من بنودها كانت محل خلاف مع الادارة السابقة التي كانت علاقاتها مع ولي العهد السعودي غير متسقة وزادت توترا بعد حادثة اختطاف الصحفي جمال الخاشقجي واغتياله في تركيا.
وتشير بعض الاوساط السياسية الى ان اشارة مبعوث الرئاسة الامريكية للشرق الوسط ستيف ويتكوف للخطة المصرية لقمة القاهرة بعدم الرفض النهائي والقاطع، قد تكون تمهيدا لبعض التراجع الذي قد يبديه ترامب خلال زيارته المرتقبة للسعودية بشأن خطة تهجير اهل غزة، ليمنح السعودية نطاقا اوسع من مساحة التأثير في تفاعلات المنطقة، ويضفي على مواقفها بعضا من المصداقية وقوة التأثير ويبوأها دورا قياديا فاعلا داخل المنطقة في اطار رؤيتها للشرق الاوسط الجديد في عالم ترامب الجديد.
والحقيقة انه لن يكون لقرار الرئيس الامريكي باحداث تغييراتةجوهرية على البنية الجيوسياسية للنظام الدولي من خلال وضع حد لوهم دور اوروبا الفاعلة والمؤثرة في تفاعلات النظام الدولي واستمرار نموها الاقتصادي الذي انبنى على مصادر الطاقة الروسية الرخيصة والحماية الامنية الامريكية اي تأثير بدون قبول موسكو وتعاونها الايجابي حتى ولو كان ذلك قد لا يرضي الصين، وبدون بناء علاقات شراكة مميزة مع السعودية كقطب رئيسي في معادلة الاقليم الامنية، وهذا ما قد يفسر الدفع لتحويل العاصمة السعودية الى عاصمة للقمم الدولية والاقليمية.
وان كان ما زال مبكرا الحسم بتحديد طبيعة القبول السعودي لدورها الاقليمي وفقا للاستراتيجية الامريكية، غير ان وعيها بتجارب محاولات الاخرين لقيادة الاقليم، واسباب الفشل في ذلك قد يجعلها اكثر تشددا في فرض شروطها للشراكة في بناء نظام دولي جديد ورفض اي دور لا يبنى على انهاء كل اسباب الاستقطابات والتصدعات الامنية ووقف تيارات التجاذب التي ستبقى مصادر عدم استقرار، وعلى رأسها استمرار تعليق الحل العادل الذي يرضي السواد الاعظم من الشعب الفلسطيني، والذي قد يكون قبول الخطة العربية لاعادة اعمار غزة ووقف خطط التهجير القسري منها او الطوعي مدخلا جادا لتفعيل ذلك الحل الذي تعطله اسرائيل، بغطاء امريكي واهمال عربي، والفرصة الاخيرة لترامب كرجل يبحث عن فرصة تتويجه كبطل وصانع سلام.

هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاح قمة القاهرة مرهون بوعي القدرة على التأثير، وعدم اضعاف ا ...
- هل سيؤدي البديل الالماني والحرب في اوكرانيا وعقيدة ترامب الى ...
- لكي لا يكون التطبيع السعودي مع وهم اقامة الدولة الفلسطينية
- بأي اذن ستسمع العرب تصريحات ترامب؟؟
- دولة سيناء ومدى الواقعية في الرفضين المصري والاردني
- هل سيفهمون الدرس ؟؟؟.
- هل بدأ العد العكسي لاقامة الدولة الفلسطينية في سيناء؟؟
- اي رجل سلام سيكون ترمب؟ وهل سيجعل من غزة نواة الحل؟
- هل سيكون الشرق الاوسط الجديد تركيا ام اسرائيليا ام للسعودية ...
- هل سيكون الاسلام التركي بديلا امريكيا عن الاسلام الشيعي؟
- سقط الاسد عندما اسقط شرط الاستمرار في مواجهة اسرائيل
- هل اقتربت امريكا من اتخاذ قرار الهجوم على ايران ؟
- ما يحدث في سوريا قد يكون خطيرا وجدير بالمتابعة
- هل سيكون الاستثمار التركي في لجظة سوريا الراهنة مجديا ؟؟.
- بعد التردد في المواجهة: سيكون سقوط النظام السوري خطوة ما قبل ...
- لحماية حزب الله فاننا نختلف مع نعيم قاسم
- احتمالات انتهاء الحرب وولادة اسرائيل الثالثة
- لماذا تعمد الشيخ نعيم قاسم عدم الربط الصريح بين لبنان وفلسطي ...
- لن يكون ترمب فلسطينيا او عربيا او ايرانيا.
- ترامب-الجديد-: استراتيجية بيع القوة وتغيراسس التحالفات الدول ...


المزيد.....




- آسر ياسين يتحدث عن مي عز الدين في مسلسل -قلبي ومفتاحه-
- حميدتي: -الدعم السريع- لن يخرج من الخرطوم أو القصر الجمهوري ...
- صربيا.. الرئيس فوتشيتش يؤكد إصابة 56 شخصا خلال احتجاجات السب ...
- قتلى وجرحى في غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع للحوثيين بالعاص ...
- للمرة الأولى بعد سقوط الأسد.. احتفالات في أنحاء سوريا بالذكر ...
- بينها كوبا وإيران واليمن وسوريا والسودان وليبيا.. واشنطن تدر ...
- ترامب يطلق سلسلة ضربات ويهدد الحوثيين بـ-جحيم لم يروه من قبل ...
- مصر.. جنوح مركب سياحي في نيل أسوان والسلطات تتحرك وتكشف السب ...
- لحظات رعب داخل مسجد برفح: مسيّرة إسرائيلية تطلق النار بكثافة ...
- ما الذي يحفز الحركة النشطة ضد روح الوحدة الأفريقية ولماذا تس ...


المزيد.....

- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - تنفيذ خطة اعمار غزة بين رؤية ترامب للعالم الجديد وبين الشروط العربية للشراكة معه.