أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فلك محمد - حوار مع الكاتب والسياسي بير رستم















المزيد.....


حوار مع الكاتب والسياسي بير رستم


فلك محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 04:32
المحور: مقابلات و حوارات
    


لان الحوار هو أحد الوسائل الفعالة التي تعمل على تعزيز التواصل والتفاهم الاجتماعي بين مختلف فئات المجتمع، وخاصة في جغرافية كالجغرافية السورية التي تعيش تحديات سياسية واجتماعية معقدة. تم تنظيم ملتقى حواري مهم في شمال وشرق سوريا، جمع مختلف مكونات المجتمع السوري للبحث في مستقبل البلاد وتقديم رؤى وحلول لمعالجة الأزمات التي تشهدها سورية في الوقت الراهن.
كان لنا حوار مع بير رستم، الكاتب والسياسي الكوردي السوري الذي شارك مع العديد من النخبة السياسية والثقافية من مختلف المناطق السورية برؤيتهم وأفكارهم في هذا الملتقى.

أولاً: من الذي نظم هذا الملتقى الحواري؟ وما هي الفئات التي شاركت فيه؟
المؤتمر نظم من قبل مركز روژآڤا للدراسات الاستراتيجية، كما جاءت على بطاقات الدعوة وكذلك بما وجدناه على الأرض، حيث كان المركز المشرف على الفعالية عموماً وبمساعدة من بعض المؤسسات الأخرى في الإدارة الذاتية بالتأكيد، وبالأخص في الجوانب الأمنية والمالية وكذلك الإعلامية. أما بخصوص المشاركة، فقد كان هناك ضيوف من خارج مناطق الإدارة الذاتية، وبلغ تعداد هؤلاء الضيوف (110) مائة وعشرة من عدد من المناطق والمحافظات السورية، وأعتقد أكبر كتلتين كانتا واحدة من السويداء والجنوب السوري؛ الإخوة الدروز، والأخرى من الساحل السوري؛ أي الأخوة العلويين، كما كانت هناك وفود من باقي المحافظات والمكونات؛ مثل الإخوة المسيحيين من الكلدان والآشوريين، بالإضافة إلى ما يقارب (150) المائة والخمسون من المشاركين من مناطق الإدارة الذاتية، كما إنني والشيخ مرشد الخزنوي جئنا من الخارج.. يعني المشاركة توزعت على الجغرافيا
السورية من ناحية، ومن الناحية الفكرية والسياسية أيضاً كانت موزعة على الخارطة الثقافية. الهدف الرئيسي من هذا الحوار بقناعتي هو إن أي حوار يهدف إلى التعارف أولاً بين التيارات والمكونات المختلفة، وذاك ما قاله أحد الإخوة المشاركين، وأيده باقي المشاركين حيث أكد الجميع بأن هناك نوع من عدم معرفة كل منا للآخر، وهو ما عمل عليه النظام السابق البائد؛ بأن وضع حواجز نفسية وفكرية وأخلاقية لدى كل السوريين بمختلف فئاته وأعراقه؛ كأن الآخر “بعبع” علينا الابتعاد عنه وعدم التعرف عليه، والمنتدى كانت محاولة حقة لكسر هذا الجمود والحاجز النفسي والفكري.

أما بخصوص كيف يمكن أن يساهم الحوار في تعزيز التفاهم بين مختلف فئات المجتمع في شمال شرق سورية؟ يرى بير رستم أن الحوار يهدف إلى إيصال الرسائل والأفكار والأيديولوجيات المختلفة، وهذا ما حصل حقاً بحيث خرج الكثيرون منا بقناعات مختلفة عما جاؤوا بها للمنتدى، وبالتالي يمكن القول؛ بأن ما كان مطلوباً من المنتدى بخصوص “تعزيز التفاهم بين مختلف فئات المجتمع”، ليس فقط في شمال وشرق سوريا، وإنما في مختلف أنحاء سوريا قد أنجز لدرجة كبيرة، وسيحتاج للاستمرار بهكذا نشاطات كي لا تموت المحاولة في المهد مع ولادتها!

وعند سؤاله كيف قدم المشاركون رؤاهم حول القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لمستقبل سورية ككل؟ قال: بير رستم! للأسف لضيق الوقت والعدد الكبير من المشاركين والذي بلغ (250) المائتين والخمسين مشاركاً ولكثرة المواضيع وما نعاني منها من قضايا وأزمات، وخاصةً بعد هذه الكارثة السورية التي دمرت سوريامجتمعياً، اقتصادياً، وبنى تحتية، وأخلاق اجتماعية، ناهيك عن الضخ المهول لثقافة الكراهية من قبل العديد من المراكز والقوى المجتمعية السورية بكياناتها المختلفة من جهة، ومن جهة أخرى؛ التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري وتأليب فئة على أخرى، فإن المجتمع السوري بات منقسماً على ذاته وسيحتاج لسنوات طويلة وجهود مضنية للتعافي. نعم، كل الأسباب السابقة وغيرها من العوامل والتدخلات الإقليمية والدولية مع إرث ثقافي سياسي كرسه النظام الأمني المافيوي البائد، جعلت منا نحن السوريين نعيش في جزر معزولة عن بعضها، حيث التقوقع ضمن الكيانات والانتماءات الماقبل دولتية كالعشيرة والطائفة والعرق. ولذلك كان يسود في بعض الأحيان نوع من التوتر والتشنج في الحوارات والخطابات، لكن على العموم كان هناك اتفاق شبه كامل؛ بأن ما يمكن أن ينقذنا هو التوافق على مشروع وطني ديمقراطي علماني يجعل كل السوريين بمختلف مكوناتها مواطنين على درجة واحدة من الحقوق والواجبات.

وباعتقاد رستم أن التحديات الرئيسية التي تواجهها كل فئة من المشاركين وسبل معالجتها وتعزيز العلاقات بين تلك الفئات موضوع شائك ومتشعب، ويحتاج ربما لمجلدات للوقوف على التفاصيل، حيث القضايا المجتمعية والتربوية بعد سنوات القمع والاستبداد ومن ثم الحرب دمرت الكثير من القيم الأخلاقية في مجتمعاتنا. وهذه من كوارث الحروب وندوبها الاجتماعية، وتحتاج للكثير من الجهود والعقود للتعافي منها! كذلك هناك المشاكل الثقافية، اللغوية، والعرقية، بالإضافة للتنوع الديني والمذهبي والتمترس كثيراً خلف الفكر الطائفي، ناهيك عما دمرته الحرب خلال كل الفترة الماضية وما سبقها من حالة الفساد والإفساد التي كانت تعيشها البلاد في ظل سلطة القمع والاستبداد، وغيرها من القضايا والمسائل والإشكاليات التي تعاني منها البلد على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، جعلت من سوريا وللأسف واحدة من أسوأ الدول التي يمكن العيش فيها. ولذلك، هناك العديد من الملفات التي سنحتاج للخوض فيها ومراراً، لكي نجتاز المرحلة ونعيد إعمار البلد والمجتمع السوري. ولذلك ليس أمامنا كسوريين إلا حل ومخرج واحد بقناعتي؛ ألا وهو الاتفاق على العيش المشترك بكرامة وحقوق متساوية في بلد يكون الانتماء للهوية الوطنية السورية، والتي تتشكل أساساً من الموزاييك السوري المتعدد الألوان والأعراق والطوائف والمذاهب والأديان والأيديولوجيات. وهذا ما تم التوافق عليه أو ما خرج به المنتدى والمشاركون في حواراتهم الغنية.

أما عن الاستراتيجيات أو الحلول العملية التي يمكن أن تساهم في تعزيز الوحدة والتعايش السلمي بين فئات المجتمع السوري المختلفة في شمال شرق سوريا، تكمن بتصور رستم في التكافؤ والمشاركة الحقة ودون تهميش وإقصاء أحد من العملية السياسية. بل في التعددية واللامركزية بحيث يدير أبناء كل منطقة مناطقهم بكفاءات أبناء المنطقة وليس على مبدأ النظام السابق بحيث يجلب أحد رجالات الأمن من خارج المنطقة ليجعله ديكتاتوراً مستبداً. وقد رأينا كيف تعامل محافظ درعا مع مشكلة الأولاد في بداية الأزمة السورية، حيث العنجهية والتعالي، بل بالحط من كرامة الناس، وذلك كرجل مافيا وعصابات وليس رجل دولة خائف على منطقته وأبنائها. وربما لو كان أحد أبناء المنطقة لحسب ألف حساب للقرابة والعائلة والعشيرة، لكن الأهم من كل ذلك هو تغيير في ذهنية الناس وسلوكهم وممارساتهم السياسية، حيث تكون السيادة للقانون، وذلك بوضع مبادئ دستورية وقانونية جديدة يضمن حقوق كل مكونات سوريا العرقية والدينية والمذهبية والسياسية والثقافية، بحيث يضمن الدستور كافة الحقوق وفق القوانين والشرائع الدولية ذات الشأن بكل قضية من تلك القضايا المختلفة. وهكذا يضمن الجميع الحقوق والكرامة، والتي دفعت السوريين إلى هذه المظاهرات وصولاً لحرب أهلية لكي يعيشوا بحرية وكرامة.
ويرى بير رستم أن الإدارة الذاتية بمختلف مؤسساتها السياسية والعسكرية والأمنية التي تتشارك فيها كل المكونات من كورد وعرب وكلدان وآشور وسريان قد قدموا نموذجاً مقبولاً لدرجة كبيرة في تسهيل الحوار بين هذه الفئات بحيث يمكن تعميمه على باقي المناطق السورية مع إجراء تعديل وتطوير عدد من القضايا والمسائل فيها، وذلك بحسب ما يناسب كل مرحلة ومنطقة سورية. لكن على العموم، وكما أسلفنا؛ يمكن أن تصبح الإدارة الذاتية بتركيبتها وتشاركيتها أن تصبح نموذجاً لتعمم على باقي المناطق السورية. وهذا ما سمعناه من بعض الزملاء والزميلات المشاركين في المنتدى، لدرجة أن إحدى الأخوات صرحت في إحدى الحوارات والنقاشات الجانبية قائلةً: "ما يريدون إنجازه وتحقيقه ولو بعد عشرين عاماً في مناطقهم، وجدوه محققاً في مناطق الإدارة الذاتية". طبعاً، ربما فيها بعض المجاملة والمبالغة، لكن تعطي صورة أن الإدارة الذاتية بمؤسساتها وبالأخص العسكرية، قوات سوريا الديمقراطية، والتي ضبطت الحالة الأمنية في مناطقها، باتت الأمل لدى الكثير من السوريين.
وفي النهاية تحدث رستم عن مخرجات هذا الملتقى الحواري، وإن كان سيتم تقديم تلك المخرجات كوثيقة للمساهمة في حل قضايا شمال شرق سوريا في إطار مسودة الدستور السوري مستقبلاً؟ قال: إن المنتدى، مثله مثل أي لقاء حواري تشاوري، خرج بالعديد من المطالب والمخرجات التي صيغت ضمن البيان الخطابي، حيث بلغ عدد المخرجات (14) أربعة عشر بنداً تركزت في قضايا عدة، منها: قضايا الديمقراطية والتعددية والمشاركة من قبل كل أبناء سوريا بمختلف مكوناتهم المجتمعية والعرقية والدينية والمذهبية والسياسية في رسم ملامح الدولة والنظام السياسي القادم، ودون إقصاء أحد في المشاركة بوضع دستور جديد يضمن حقوق كافة هذه المكونات ودون تدخلات خارجية إقليمية، وكذلك ضمان حقوق المرأة كشريك لبناء الدولة والمجتمع مع تحقيق عدالة انتقالية في البلاد تعيد الحقوق والكرامة المهدورة للعديد من السوريين مع مراعاة وضع الإدارة الذاتية ومناطقها والنظر إليها على أن لها ولمؤسساتها خصوصيتها. كما أن المنتدى وقف على "الظلم الذي تعرضت له غالبية المجتمعات السورية، والتنوع الثقافي والعرقي الذي تمتاز به سوريا"، مما "يفرض صياغة عقد اجتماعي بمشاركة كافة المكونات السياسية والاجتماعية دون إقصاء أحد، واعتبارها مرجعية وحيدة لصياغة الدستور الجديد للبلاد". وكذلك وقف المنتدى على العديد من القضايا الأخرى وطرح المخرجات المناسبة لها وفق رؤية وقراءة المشاركين. وأخيراً، "اتفق المشاركون على تنظيم منتديات وندوات حوارية في مختلف المناطق السورية لمناقشة مستقبل بلادهم".



#فلك_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب السياسي الموسمي
- الجولاني من العسكرة الى التمدن!
- الانقسام السوري بين بشار والبشير
- سقط الأسد أم سقط البلد؟
- نعوة الانسانية
- في رثاء حبيبة القلب
- في عذابات الحبيبة
- كورونا تقلب علي المواجع
- روج آفا حيث الحب والخوف
- التقاء أمة الكفر مع أمة الإسلام في نبع(الارهاب)
- عارية ام عراة !!
- حوار مع الفنان بيشوا
- الثقافة العراقية في مواجهة حرائق داعش .. في اعادة اعمار مكتب ...
- تقرير حلقة 2
- استهتار السلاح واختطاف أفراح – فلك محمد - تقرير
- دفاعاً عن رجلً من هذا الزمان
- ظروف المرحلة وخبز الحزب وزاده
- في الرد على السيد عبد الرزاق عيد
- عن المرأة والادارة الذاتية في روج آفا ..حوار مع سينم محمد
- من قنديل، سرحد ايمانوس*: نناضل من اجل السلام واخوة الشعوب في ...


المزيد.....




- 1 من 100 ألف نسبة إنجاب بقرة لـ3 توائم.. هذا ما حدث في مزرعة ...
- السعودية.. فيديو تعليق خادش للحياء يثير تفاعلا والداخلية ترد ...
- مخاطر -إنفلونزا المعدة-
- من هم -العمشات- و-الحمزات-؟ وهل يحاسبهم الشرع؟
- خبراء أمميون يتهمون إسرائيل باستخدام -العنف الجنسي والمنهجي- ...
- -أزمة مطبقة-.. معاناة سكان غزة في ظل هدنة هشة وخطر استئناف ا ...
- مناخ قاس.. حين يتسبب الطقس السيء في إغلاق المدارس!
- الأوقاف السورية تعلن أعداد الحجاج لموسم 1446 هجري
- واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا وتتهمه بـ-كراهية- ترامب وبريتو ...
- عاجل | أ. ب: إسرائيل تريد أن ترى سوريا مجزأة بعد أن تحولت ال ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فلك محمد - حوار مع الكاتب والسياسي بير رستم