أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمود عبد الله - السياق مطلوب!














المزيد.....


السياق مطلوب!


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 8282 - 2025 / 3 / 15 - 02:39
المحور: قضايا ثقافية
    


السياق مطلوب!!
كتب: ا.د محمود محمد سيد عبدالله - أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية (كلية التربية - جامعة أسيوط)

كم مرة قرأت منشورًا على فيسبوك ولم تفهم منه شيئًا؟! جملة عائمة هنا، تلميح غامض هناك، كلمات مبعثرة وكأن كاتبها يفترض أن الجميع يعلم ما يدور في رأسه! لكن الحقيقة أن الناس ليسوا ملزمين بفك طلاسم منشورات مبهمة أو البحث عن خلفياتها الضائعة غير الواضحة وغير المباشرة..فعلى كل كاتب أن يعلم يقيناً أن السياق ليس ترفاً، بل هو جسرٌ بين أفكار المرء وعقل القارئ..ألَمْ يحدث أن صادفتَ منشورًا غامضًا يُلقَى في الفضاء دون خلفية أو تفسير، كأن كاتبه افترض أن كلَّ مَن على الفيسبوك يشاركونه تفاصيل يومه أو خبايا قصته؟!

البعض يكتبون كلماتهم وكأنها شفراتٌ خاصة، يُتوقع من الآخرين فكَّ رموزها! لكن علينا أن نضع في الإعتبار أن الناس هنا ليست طرفًا في حوارات خاصة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ولا ذنبَ لهم أن يضيعوا وقتهم في فكِّ غموض لم يُطلب منهم..الفيسبوك منبرٌ عام، وكلُّ كلمة تُنشر عليه هي مسؤوليةٌ أخلاقية قبل أن تكون "حرية تعبير"..فالفيسبوك ليس دفتر خواطر غامضة ولا ساحة لتصفية الحسابات بالتلميحات والغمز واللمز! فإذا كان المرء يكتب ليقرأ الناس ويستفيد من المحتوى جمهور الأصدقاء على صفحته، فعليه أن يمنحهم حق الفهم بإن يضعهم في سياق واضح، وإلا فعليه بكل بساطة أن يحتفظ بما يكتبه لنفسه..فلا ذنب للآخرين أن يضيعوا وقتهم في فك شفرة منشور لا يفيدهم ولا يعنيهم في شيء.

عندما يغيب السياق الواضح كإطار منطقي للموضوع المطروح، تتحول الفكرة إلى لغزٍ قد يُساء فهمه، أو أداةٍ للسخرية والردح البذيء.. أليس الأجدر بنا أن نجعل هذا الفضاء مكاناً للإثراء بدل الإيذاء؟؟ مكاناً تُقدّم فيه الفكرة كاملةً، واضحةً، تُحترم فيها عقول الناس، وتراعي فيه مشاعرهم؟!! أليس من المفيد أن تكون الفكرة واضحة والرسالة جلية لا تحتمل التأويل؟! أليس من العقل أن يكتفي المرء بتوجيه رسالته الشخصية الخاصة مباشرة إلى من يقصده دون أن يشرك الجميع في محتوى لا يعنيهم وتفاصيل هم في غنى عن معرفتها؟!

فعلى كل واحد منا ألا يكون ذلك الشخص الذي يرمي بكلماته في الهواء ثم يلوم الآخرين لعدم التقاطها..فلنمنح حديثنا تسلسلاً منطقياً، فيكون له بدايةً ووسطاً ونهاية، بأن يكون هدفنا واضحاً، وأن يحترم المحتوى تنوع الجمهور واختلاف طريقة تعاطيهم وتفاعلهم مع أي محتوى ننشره..فالناس تستحق أن تعرف: لماذا تقرأ؟ وما الهدف مما تقرأ؟ وما الأثر الطيب الذي قد تحدثه القراءة؟ وما الفائدة التي سيجنونها من قراءة محتوى معين؟

لذا علينا أن نكتب بوضوح، ونناقش بموضوعية واحترام، ونجعل لكلماتنا قيمة راقية مهذبة دون إساءة أو تجريح؛ فالكلمة مسؤولية، ومسؤوليتنا أن نحترم عقول من يقرأون لنا ونراعي مشاعرهم ولا ننشر ما هو بذيء ومشحون ومنفر! فالفيسبوك يجب أن يكون مرآةً لوعينا، لا ساحةً لتصفية الحسابات أو إطلاق الإهانات أو السخرية من خلق الله..فلنعِدْ لهذا المنبر رسالته الحقيقية: نشر المعرفة، وبناء الجسور، وتحفيز الحوارات الهادفة، وتحقيق النفع والفائدة لجمهور القراء.
تحياتي



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعوبة اقناعهم بعدما ساروا في طريق اللاعودة!!
- همسة اليوم: -كل إناء بما فيه ينضح-!!
- مجرد رأي: رسالة إلى منتقدي مسلسل -الحشاشين-
- همسة اليوم: الفقر المعنوي!!
- وجهة نظر: التغير والثبات!!
- همسة اليوم: نصيحة لكل الإداريين في مصر!!
- همسة اليوم: البحث عن الأمن والأمان!!
- مجرد رأي: لماذا نبحث عن حياة أخرى خارج الأرض؟!
- همسة رمضانية (7): المشاحن (سيء الخلق)
- اضطراب الفيسبوكسيا Faceboxia
- همسة اليوم: هكذا علمتني الشطرنج!
- فن إدارة الوقت (2)
- شكرا 2022 - فقد علمتيني أن:
- همسة اليوم: من آداب استخدام الفيسبوك
- همسة اليوم: الأمنية المستحيلة!!
- همسة اليوم: أجسام البغال...وعقول العصافير
- همسة اليوم - تأملات تربوية: الحب هو الحل!
- همسة اليوم: أشياء تفسد أي علاقة!!
- همسة اليوم: الإحترام والتقدير والموضوعية الحقيقية هي كلمة ال ...
- همسة اليوم: اكسر قلة وراها!


المزيد.....




- آسر ياسين يتحدث عن مي عز الدين في مسلسل -قلبي ومفتاحه-
- حميدتي: -الدعم السريع- لن يخرج من الخرطوم أو القصر الجمهوري ...
- صربيا.. الرئيس فوتشيتش يؤكد إصابة 56 شخصا خلال احتجاجات السب ...
- قتلى وجرحى في غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع للحوثيين بالعاص ...
- للمرة الأولى بعد سقوط الأسد.. احتفالات في أنحاء سوريا بالذكر ...
- بينها كوبا وإيران واليمن وسوريا والسودان وليبيا.. واشنطن تدر ...
- ترامب يطلق سلسلة ضربات ويهدد الحوثيين بـ-جحيم لم يروه من قبل ...
- مصر.. جنوح مركب سياحي في نيل أسوان والسلطات تتحرك وتكشف السب ...
- لحظات رعب داخل مسجد برفح: مسيّرة إسرائيلية تطلق النار بكثافة ...
- ما الذي يحفز الحركة النشطة ضد روح الوحدة الأفريقية ولماذا تس ...


المزيد.....

- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمود عبد الله - السياق مطلوب!