أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - الإعلان الدستوري: نسخة محسّنة من الاستبداد القديم!














المزيد.....


الإعلان الدستوري: نسخة محسّنة من الاستبداد القديم!


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8281 - 2025 / 3 / 14 - 13:51
المحور: كتابات ساخرة
    


وقّع أحمد الشرع أخيراً، الإعلان الدستوري الذي فُصِّل على مقاسه تماماً، وكأنه يرتدي بزة استبداد مفصلة لدى أشهر خياطي الأنظمة القمعية. إذ، ومثلما يليق بزعيم طموح، لم يكتفِ الشرع باستنساخ دساتير الطغاة السابقين، بل قرر أن يتفوّق عليهم! وكأنّ به يخاطب سلفه قائلاً: "إذا كنتَ مستبداً، فأنا أستاذك! وإذا كنتَ تخجل من التصريح ببعض مواد الدستور، فأنا أقولها على رؤوس الأشهاد!".

وإليكم عيّنات من هذا العمل الدستوري العظيم، الذي سيُدرّس يوماً ما تحت عنوان: "كيف تؤسس لديكتاتورية دون الحاجة إلى انقلاب؟"

🔹 مدة المرحلة الانتقالية؟
القرار 2254 المغدور (الذي مات اختناقاً بعد تولي هيئة تحرير الشام الحكم في دمشق) حدّدها بـ 18 شهراً، لكن الشرع، المعروف بكرمه السياسي، قال: "لماذا البخل؟ سأجعلها 60 شهراً، وقد أمددها إن استدعى الأمر!" وبالطبع، الاستدعاء قادم لا محالة.

🔹 من يحكم؟ الرئيس... ثم الرئيس!
أحمد الشرع هو رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ورئيس المحكمة الدستورية العليا... وربما قريباً سيصبح رئيس جمعية الفلاحين واتحاد الكرة أيضاً. لا داعي للفصل بين السلطات، فهي في النهاية جسد واحد، ورأسه واحد... ولا داعي للقلق، فالرأس يفكر عنا جميعاً!

🔹 مجلس الشعب؟ مجرد ديكور فاخر
منح الشرع نفسه صلاحية تعيين ثلث أعضاء المجلس (أليس كريماً؟)، وعلى الرغم من أن اللجنة التي صاغت الدستور اقترحت أن يسمّي جميع الأعضاء، فإنه تواضع واكتفى بالثلث فقط، لإضفاء لمسة ديمقراطية وهمية.

🔹 فقه إسلامي... ولكن أيّ فقه؟
نص الإعلان على أن الفقه الإسلامي هو المصدر الأساسي للتشريع... لكن لم يوضّح لنا أي فقه تحديداً! هل هو الحنفي؟ أم الحنبلي؟ أم المالكي؟ أم السلفي؟ أم ربما "فقه المصالح" الذي يعتمد على من بيده السلطة؟ هذه الفقرة تحديداً ستجعل السوريين يحلون ألغاز دستورهم كما يحلون الكلمات المتقاطعة!

🔹 التعددية؟ لا مكان لها هنا!
أصرّ الإعلان على التسمية التاريخية "الجمهورية العربية السورية"، ليحسم الأمر بأن الكرد، والأرمن، والسريان، والشركس وغيرهم... مجرد تفاصيل هامشية في نظر الدستور الجديد. لا تعدد ولا تنوع، بل لون واحد، وصوت واحد، ورئيس واحد.

🔹 رئيس أبدي أم جسر للمرحلة القادمة؟
من الواضح أن الجولاني انتخب الشرع رئيساً ليبقى للأبد، وربما ليمهّد الطريق لولي عهده في المستقبل. لكن مهلاً، هل يملك الجولاني أصلاً صلاحية الإبقاء عليه؟ أم أن هناك من جاء به ليكون "جسراً مؤقتاً" قبل أن يُلقى في سلة التاريخ؟
شخصياً، لا أعتقد أنه سيكمل المشوار... فالمرحلة القادمة تحتاج إلى وجوه جديدة، وعندما يحين الوقت، لن تنفعه كل صلاحياته المطلقة!

🔹 ردود الفعل... الجميع ساخط!
بمجرد صدور الإعلان، أعلنت "مسد" أن الشرع يكرر نسخة مستنسخة من استبداد الأسد، ورفضت الاعتراف بشرعية دستوره.
أما في الجنوب، فقد ظهر الشيخ حكمت الهجري في تسجيل مصوّر يرفض التعامل مع هذه "الإدارة الجديدة" واصفاً إياها بأنها "متطرفة ومطلوبة دولياً".

🔹 وأخيراً، ألف ألف مبروك!
هنيئاً للسوريين ديمقراطية منزوعة الدسم، وحرية بحجم قفص، وحقوق إنسان مكتوبة بحبر شفاف! والآن، لننتظر المرحلة التالية من المسرحية... ترى، متى ستسدل الستارة؟



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية.. حين يصبح الانتماء تهمةً تستوجب القتل
- هل أصبح مصير المفقودين في الأزمة السورية طيَّ النسيان؟
- قراءة أولية في اتفاق -قسد- مع دمشق
- جراح الروح: بين غريزة الانتقام وضرورة النضال السلمي
- هل أهدرت هيئة تحرير الشام لحظة التحول في سوريا؟
- سوريا الجديدة: فلول النظام وإرهابيو المعارضة المسلحة.. عدالة ...
- من السلاح إلى السلام.. تحولات النضال الكردي في تركيا
- الليرة المحبوسة.. جوعٌ مُنظّم وسوقٌ بلا روح
- عذراً نيوتن.. الجاذبية ليست وحدها التي تسحبنا للأسفل!
- فراغ أمني وبطالة متفشية.. سوريا إلى أين؟
- كيف تصنع حرباً أهلية في ستة أيام؟ (دليل الطغاة والمغامرين!)
- تداعيات رسالة أوجلان: فرصة سلام أم بداية صراع جديد؟
- مؤتمر الحوار.. اجتماع 🚀 سريع لحلول مسبقة الصنع
- السرديات المتضاربة في المشهد السوري: استباق التقسيم أم سقوط ...
- شاوِروهم وخالِفوهم: الحوار الوطني السوري بين الوهم والحقيقة
- الإيزيديون في سوريا: تاريخهم ومعتقداتهم ومعاناتهم من الاضطها ...
- من التطرف إلى الاعتدال.. حقيقة التحول أم ضرورات البقاء؟
- ثقافة التصفيق والتهليل: متلازمة الاستبداد والتبعية
- دور الخوف في تخلّف الشعوب
- الغطرسة لا تُهزم إلا بمثلها


المزيد.....




- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - الإعلان الدستوري: نسخة محسّنة من الاستبداد القديم!