ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 23:39
المحور:
الادب والفن
كنت صغيرًا حين أتى إلى حيِّنا الهادئ، مُهجَّرًا من مدن القناة بعدما دُمِّرت بواسطة العدوان. سكن في إحدى الشقق بعدما دفع مقدمًا كبيرًا، كان كل ما في حوزته من نقود. استكمل دراسته الثانوية والتحق بالعمل في إحدى الوزارات الخدمية براتب بسيط. جمع الجنيهات القليلة التي كان يحصل عليها من عمله الإضافي في وقت فراغه، واستطاع أخيرًا الزواج في نفس الشقة التي استأجرتها أسرته، والتي آلت إليه بعد زواج أشقائه.
شارك في كل الحروب، وفي كل المحافل الوطنية، وأثبت رجولة وشهامة ووطنية في كل المواقف التي عُرضت عليه. مارس أعمالًا عديدة ليستطيع تدبير أمور المعيشة وتعليم أولاده. تخرج الأولاد، ولكنهم لم يحصلوا على عمل، فأصبحت مهمته أصعب. كان عليه أن يزوج أولاده، ولكن من أين له بشقق سكنية لهم، والإيجار صار بمبالغ فلكية؟ ولم يعد قادرًا على الكسب بعد بلوغه سن التقاعد.
لم تعد هناك وظائف تصلح له في كبر سنه، فجمع ما استطاع تدبيره ليشترى سيارة قديمة جدًا ليعمل عليها كسيارة أجرة. يخرج كل صباح ليسعى على قوت يومه، ولكنه يخرج متخفيًا وكأنه لص، ذلك أن سيارته مرخصة ملاكي وليست أجرة، فيطارده رجال المرور الذين يؤدون أعمالهم كما تقتضى القوانين واللوائح المنظمة.
استيقظ ذات صباح ليفاجأ بأن قانون الإيجارات قد تغير، وبعد أن كان مطالبًا بالبحث عن شقق لأولاده، أصبح مهددًا بالطرد من الشقة التي يستأجرها لعدم استطاعته دفع إيجارها الجديد.
رأيته يوم جمعة جالسًا تحت أحد العمارات الشاهقة التي يمتلكها أحد حيتان الفساد، يسترجع شريط ذكرياته وسمعته يتمتم والدموع تملأ عينيه: "أحبك يا وطني، رغم جفائك."
#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)
Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟