الفصل الثاني/ الإستنباط و ما أراه الآن عن هذه القبيلة الكوردية العريقة

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 23:38
المحور: المجتمع المدني
    

- ما رأيته و شاهدته عن هذه القبيلة الكوردية العريقة ،و في هذا الفصل نأتي بما شاهدته و عاينته بنفسي في بعض المدن الإيرانية و العراقية عن هذه القبيلة العريقة:
الخزل عشيرة كوردية كبيرة ،موزعة على طرفي الحدود العراقية - الإيرانية ،و هناك اختلاف في أصل التسمية ،لكونها أقرب الى العربية من الكوردية،هنا نذكر ثلاثة آراء بهذا الخصوص:








1- الرأي الأول:
- يُقال إنَّ كلمة خزل كلمة كوردية أصيلة،ومركبة من مقطعينِ كورديينِ ،و هما{خز + دل} و المعنى مقطع خز – الإنغراق، الإنغماس، أو الإغماء ،مثال على ذلك:يُقال بالكوردية الفيلية على شخص غارق في الضحك:{خزيةو بردة لة خةنةط}،إذاً "خِز" بالكسر الخفيف المختلس لحرف الخاء،و الزاء الساكنة يعني الإنغراق،أو الإنغماس،أما مفردة "دل" كما هو معروف تعني القلب،وبربط هاتينِ الكلمتينِ نحصل على مفردة جديدة ألا و هي {خزدل} و يعني كما يُقال منغمس في الشجاعة لا يهاب الخطر،و بمرور الزمن من ناحية،و ثقل حرف الدال على اللسان الكوردي، فأصبح {خزل}،و هذا برأيي وارد ،وخلال معايشتي لهم في مدينة إيلام و ضواحيها من سفي خاني ، وشيروان جارداول، و كوني أنتمي الى نفس العشيرة،و حينما كانوا يتسامرون و يتلاطفون أسمع منهم روايات لطيفة عن شجاعة أجدادهم بنوع من التهكم اللطيف كما يُقال "مدح عن طريق الذم"،بأنَّ أحد الأجداد قتل ضبعاً ضارياً بلكمة واحدة في رقبته،وآخر يقول بأنَّ أحد الأجداد قتل نمراً بإدخال يده ملفوفة بشاله

في فم النمر أثناء هجومه عليه مما أدى الى اختناقه ،فمات و سلخ جلده و أتى به قومه شاهداً على جرأته وفعله الإستثنائي ؛وحتى قبل سنتين حدثني أحدهم بأنه قتل ضبعاً وقطع ذيله كشاهده على فعله البطولي، و قد سمعت الكثير من هذه الأحاديث ،مما جعلني أن أربط بين مفهوم كلمة "خزل" وواقع الحال للتسمية.
******
2- الرأي الثاني :
- يُقال إنَّ شخصاً كان يسمى {خزعل} سكن هذه المنطقة (سفيد خاني – سفي خاني) و يعني (البيت أو القصر الأبيض) المقر الرئيسي لعشيرة الخزل في محافظة إيلام – إيران مع أولاده الأربعة و هم:
1- شه مسيه وه ند – شمس الدين
2 ـ خيره وه نــد – خير الدين
2 ـ مرشدوه نــد – مرشد الدين
2 ـ قه ليه وه ند – خضر الدين
و بمرور الزمن تكاثروا و كوّنوا عشيرة أنتسبوا الى جدّهم الاعلى{خزعل} كما في كل عموم العشائر،فسمّوا {خزئل} لصعوبة تلفظ حرف العين على لسان الكورد ،كما فـي اللغات الهندواوربية فسمّوا

{خزئل}..و بمرور الزمن حذفت الهمزة أيضاً لنفس السبب ، و بقيت كلمة خزل ثلاثية الأحرف سهلة على ألسن الكورد.
و لكن لم أجد خلال مطالعاتي لتاريخ الكورد أحداً بهذا الإسم أي "خزعل" و كلمة خزعل تعني "ابن الضبع"،وقد يكون انتسابهم الى النبي خضر "ع" أقرب من الرأي الأول.
وهنا أريد أن أذكر شيئاً عايشته و دققّت فيه،كوني من نفس العشيرة كما أسلفت سابقاً،و أثناء تواجدي في إيلام مركز المحافظة،رأيتهم أي من ينتسب الى عشيرة {الخزل} يكتبون أسماءهم من ذوي المحال التجارية و المكاتب بثلاثة أشكال على الوجه الآتي :
1- خزئلي
2- خزلي
3- خزائلي
******
3- الرأي الثالث :
- إنَّ كلمة {الخزل} مبهمة لحد الآن و لم يصل البحث عنها الى معنى دقيق يتفق عليه الباحثون ،و أودُّ أن أشير هنا الى تشابه اللفظين (الخزعلي – العشيرة الكوردية ) و (الخزعلي– العشيرة العربية)،

وليس هناك من شيء الا التشابه و التناسق بالحروف فقط كما الحال في الجناس و الطباق لغوياً، أي كلمة (الخزعلي) إسم لعشيرتين إحداهما كوردية خالصة ،و أخرى عربية خالصة، و لا ضير في ذلك أبداً ،و هناك شواهد من واقعنا الحاضر في العراق على سبيل المثال (عشيرة البيات
عربية و تركمانية) و كذلك (الباوية – عربية و كوردية) و غيرهما و شواهد كثيرة.فلا ضير من التسمي بلقب (خزعلي) كعشيرة كوردية أصيلة في عراقنا الحبيب .و قد أخبرني أحد الموظفين الكبار في مديرية الجنسية العامة:
"أن لدينا وضوحاً بأنَّ خزاعل ديالى هم من الأخوة الكورد ."
وقد لاحظت تثبيت هذا اللقب في دفاتر النفوس في الخمسينات من القرن الماضي قبل عمليات التعريب و التهجير من قبل نظام البعث المقبور،مثلاً ابن عم والدي مواليد 1890م في جنسيته في مكان اللقب مدوّن (خزعلي)، و لم أجد لحد كتابة هذه الأسطر بانَّ أحد أبناء هذه العشيرة مكتوب في وثائقه الرسمية في عمود اللقب (خزل - خزلي) بل مكتوب (خزعلي) منذ العمل بقانون الجنسية العراقية عام 1934م.وهذا ما وجدته أيضاً في دفتر نفوس عمي "والد زوجتي" مراد حيدر محمد حسين مواليد بغداد 1900م،و كثيرون من هذا النمط .
******

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات