المهدي المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 22:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انشان فقد اشنانه فصار يحكي بكل احترام:
"في الاشلام الناش شواشية كاشنان المش..."
و الغريب ان الطاء المضروبة بعصى من فوق تأتي دائما متأخرة. مشكينة لوحدها تتحمل مشؤولية التأخير و اذا انتزعتها من على ظهرها فقدت معناها الحرفي و صارت الصاد مصيدة في شباك المعجم اللغوي.
الحرف رسم قد يكون حط عفويا من باب التجربة. و في النهاية العقل البشري هو من أعطاه و حطه في جهاز المعاني شكلا و صوتا و دلالة.
ما السر إذن في شكل الطاء المفخمة الصوت و المقوسة الظهر و المضروبة بعصى غليظة من فوق؟
كيف للطاء ان تتحرر من ضغط العصى و يظل المعنى كما هو؟
هذا للاسف مستحيل لكن في المدى البعيد ليس بالامر المطلق!!!
من حسن الحظ أن ما يميز اللغة كعلم انها تتطور لأنها من صناعة الإنسان وهذه حقيقة وجب التاكيد عليها حتى لا يتسلل التفسير و التفكير الخرافي و يقلب المعنى.
ان كل شيء في وجودنا مع الحركة و فعل الزمن يخضع لحتمية التطور التاريخي.
و الثابت المطلق هو اللاشيء.
صراحة من الواجب الاخلاقي و السياسي عند الانسان ان يتضامن بلا شروط و يشفق انسانيا على كل الحروف المضروبة بعصى من فوق.
ما السر يا ترى في مصير التعاسة هذه؟
هل هي من لعنة العفوية؟
ام من لعنة المجتمع؟
ام مكيدة دبرها العقل الخالص في مختبر التجربة؟
عموما في مجتمعات العنف تتشكل عند الانسان الواعي الذي يراهن على الحق و الانصاف حساسية ضد كل الاشكال التي ترمز للعنف و التمييز و للاسف قد تزكيه في اللاشعور بفعل الزمن و التداول المستمر و العادة و الضغط الطبقي.
و بالرغم انها مجرد الفاظ مجانية متداولة على الالسن تصبح تؤدي معنى نقيض وجهة النظر الإنسانية من باب الثوابت و الحقوق المتعارف عليها.
و من المفروض أن تصان كرامة الانسان مثلما يجب أن تصان كرامة "الطاء" المضروبة بعصى "الحظ" بالرغم ان اجتماعيا و سياسيا فعل الضرب هذا ليس خاضع بالمرة لمشيئة الحظوظ!!!
قد يتبع في الموضوع...
مع اطيب التحيات
#المهدي_المغربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟