أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - من عينيها اسطاد فراشة














المزيد.....


من عينيها اسطاد فراشة


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 16:53
المحور: الادب والفن
    


لا تمنعني الشوارع غير العادية المعبدة ولا أضواءها المغرية المتلألأة نور سماءي غامق إنما الشوارع الهادىءة بحضور القمر في ربيعه الوسطي المنتظر
الضواء ذات البعد إلا متاح الضوء الخافت للمصابيح الممتدة على مسافات الطريق المباح هناك داءما اقف على قارعة الطريق على الرصيف احدق احدق بالحدائق في بعدها واتساعها اقف أنظر إلى وجوه العابرين الحاملين أمتعة يومهم وما طاب لهم من سنوات عمرهم وأسرارهم في حياتهم المتعبة.
أنا اقف ليس مثل غيري إنما غاية اصطياد فراشة مستنبطة الوجود في غير موعدها .يا لها من أمنية أقولها بكل اشتياق وتودد.
يمكنني القول هي ليست سليلة الازقة والشوارع وما هي بيوت غير معصومه إنما زهرة ووردة لا تعاند لهفة العشق ووردة حدايق الوجود .
هذه الفراشة عصماء في خاطري لا تملك من فتات الدنيا غير وجود أزلي ينير الدروب ويطفىء العتمة.
احسبها صاحبة خطوات ذات أصوات متقطعة تتلذذ بالأسفلت الترابي الطيني الملتصق مع الماء في البرك الزقاء.
عيونها سماويتين قمران بدريان من ليل مظل من ظلال بعيدة.
جناحاها التقطت أطراف رداءها الخمري كانّها تمسك قلايد من خزاء عرسها الساحر . لم تكن تحمل من الحسن أسوار من الفناجين ودلال لكنها تحمل سرور غير مصطنع ينبعث من خديها الزلال الشفاه وسر غامض ،حكاية غامضة من الغواية والطهر والعار والخذلان.
عبرت الطريق إلى الجانب الاخر حيث يجلس رجل منتخب من الرصيف ملاذ لست أنا بل رجل آخر .يتمتع بفراسة وقراءة الطالع،ويجيد ماتخبء الوجوه ،لم يكن شيخ بل في عمر ناضج وموهبة وسحر في معرفة كيف تنطق العيون بما مخفي حين تعجز الالسن.
عند ترك انشغالاته رفع رأسه شاهدها تقترب منه وتمر من أمامه قال بصوت خفي منخفض يكاد لا يسمع.
"أين أنت فات وقت مقدمك فات كثير."
ارتبكت ،تلعثمت فقد القدرة على الكلام كادت ان تسقط توقفت لوهلة قبل ان تسير بخوات اسرع .لم بروادها الفضول وتعرف هل يعرفها من قبل ام ترجع وتسأله ، تأخرت ، عن أي شيء تأخرت عن ماذا.؟
أي فخ هذا الذي سقطت فيه ولم تشعر إلا بعد ان قيدها من معصميها واطبق بما يريد.
توقفت، للحظة فقط، قبل أن تمضي بخطى أسرع. لم تسأله كيف عرفها، لم تستدر لتسأله: تأخرت عن ماذا؟ كان في كلماته يقين مخيف، كأنها سقطت في فخ لم تنتبه له إلا بعد أن أطبق عليها.
“أنا الساكن في ذات المكان اصطنعي بالفراسة ليس إلا."
همس وهو يهم بالوقوف همس لنفسه ،ترافقه بسمته المعتادة.
تعرف أنها في عالم مكشوف لا تستطيع التخفي او تهرب ، بل الآن من هنا مرة أخرى بدأت الخطوات والمسافات تبدّا حيث لوالد من. ذلك بلا هروب.
في أول مفترق ، توقفت تنظر من حولها واشتركت نعم املا
في الاتجاه الصحيح.واصالت السير لاتعلم ، ان ماضيها ينتظرها.، عند النهاية كان بانتظارها رجل بشبهة أبيها الذي فقده في زمن مبكر في أيام صباها رجل يشبه أبيها ،و، وأخاها المفقود في متاهة الحياة ،ومن كان ينافيها أيام عزلتها وطباها الذي مات دون أن تعرف السبب، وعاشقها الذي اختفى في الليلة التي غاب فيها القمر.
“أليس الوقت مناسب ؟” سألها الصوت.
سكتت وقفت صامتة نزعت جلبابها الأسود ومدت يدها بذهول وكنها مع القدر بقيوده او الأجنحة.
على الرصيف وضع الرجل اشعل سجاره أخرى ثم كل نفسه بهدوء ً :
“هناك من يولد ليُحاصر، وهناك من يولد ليحاصر ذاته.”
اخلق الشارع مداخله وأوقد نار تضيء بعدوانطفأ آخر مصباح .

.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزف لاسنطور
- تحت رماد إلاشجارمدن ساحرة
- نهارات ليلية
- للبندقية يد فيها قبضة وزناد وفوهة عمياء
- أبجدية الحروف
- **ثورة نهر في زمن المطرالاسود **
- مدينة الضباب
- عندالبوابات في المدن يبدأالسوءال**
- دوامة الحياة
- *لي روحٌ ملَّت من الجسد**
- **ذكريات في المنفى**
- /نمشيد قدسية
- قهوة بطعم الحنظل
- يسطات واكشاك بصرة
- عيد المسنين
- تراتيل أنسية
- بساتين
- لحن الفصول
- خطوات خطوات
- صور


المزيد.....




- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - من عينيها اسطاد فراشة