أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - وطنُّى أنا














المزيد.....

وطنُّى أنا


ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري

(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 16:53
المحور: الادب والفن
    


عرفته وكيلاً لإحدى المدارس الثانوية في الأرياف، رجلاً متواضعًا، كريمًا، متماسكًا، يحمل في قلبه حبًا كبيرًا للعمل وللناس. كان يسهل الأمور لأبعد الحدود، ويخفف عن الجميع أعباء الحياة ومشاقها.
قضيت تحت قيادته عدة سنوات، لم أشعر خلالها بثقل المسافات، ولا بتوتر لجان المتابعة التي كانت تبحث عن الأخطاء. كان حريصًا على مواعيد العمل، رغم ما كنا نتحمله من مشاق السفر. كان يهون علينا متاعب العمل، ويسهل علينا مصاعب الحياة.

وعندما ترقى إلى منصب مدير المدرسة، وانتقل إلى مكان قريب من بيته، لم يتغير الرجل. بل على العكس، ازداد تواضعًا وحلمًا، وأصبح أكثر حرصًا على تيسير الأمور للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور.

كنا نجلس معًا أحيانًا، نسترجع ذكرياتنا في مراقبة طلبة الثانوية العامة، ونضحك على سذاجة بعض الطلاب الذين يحاولون الغش رغم أنهم يعولون على أسرهم ويرغبون في النجاح. نتذكر كيف كنا نخرج من مدارس الملاحظة تحت حماية قوات الأمن، عندما يغلب ضميرنا المهني على ضميرنا الاجتماعي.

خرج على المعاش، وحضرنا له حفلًا بسيطًا، جمعنا فيه بعض الجنيهات القليلة، رغم ظروفنا المعيشية الصعبة. كان الحفل متواضعًا، لكنه كان يعكس الحب والتقدير الذي يكنه الجميع له.

واليوم، بعد سنوات طويلة من خروجه على المعاش، استدعي إلى النيابة الإدارية للتحقيق معه في مخالفات سابقة. وقف الرجل كما عهدناه، صامدًا، بيت الهيبة في عينيه، واشتعل قلبه غضبًا. تساءلت: أي مخالفات هذه التي تُنسب إلى رجل طيب المسعى والذكر؟ وأي مخالفات في وزارة خدمية كالتربية والتعليم تستدعي استدعاء رجل فاضل في سنه؟

قال لي أحد المقربين منه: "رأيته جالسًا على كرسي التحقيق، يسترجع شريط ذكرياته، ستة وثلاثون عامًا قضاها في العمل بجد وإخلاص، لم يأخذ فيها إجازات، ولم يطلب شيئًا لنفسه. سمعته يهمس: أحبك يا وطني، رغم جفائك. "



#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)       Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطنيٌ أنا
- مقدمة عن توحيد عملة العالم: رؤية اقتصادية
- أموال دافعى الضرائب الأمريكان والأوروبيون: كيف ضاعت؟
- الدور الإيجابي للمؤسسات الاقتصادية غير الهادفة للربح في الاق ...
- إنشاء محكمة عدل عربية كجهة قضائية دولية لحل النزاعات الإقليم ...
- مبادرة: تفعيل المادة 107 من ميثاق الأمم المتحدة لاستعادة حقو ...
- مبادرة إصلاح قطاع الصحة والصيدلة في مصر: نحو نظام صحي مستدام ...
- مبادرة -كفالة المرأة بلا عائل-
- (وعد)
- ثورة 25 يناير الجديدة
- معًا نحو السلام: مبادرة الوحدة العربية كقوة داعمة للاستقرار ...
- حكايتى مع حزب الوفد المصري (تاريخ عريق وحاضر متجدد)
- قيامة السنوار
- التحالف الضروري لحفظ السلام العالمي
- نحو عالم أكثر رقيا وتحضرا وإنسانية 3
- نحو نظام عالمى أكثر إنصافا 2
- آلية التعامل مع الأنظمة غير الديموقراطية نحو نظام عالمى اكثر ...
- نصرة المستضعفين، والمظلومين والدفاع عنهم في الشريعة الاسلامي ...
- الوطن اللى كان
- الاستعلام الأمنى والتخلف الأممي


المزيد.....




- أسئلة الثقافة في زمن التأفيف
- بمزيج من الشعر والموسيقى اختتام مؤتمر قصيدة النثر في العراق ...
- زاخاروفا ترد على دعوة ممثل أوكراني لضرب الأطفال بسبب تحدثهم ...
- أحمد مالك: لم أعد مهتمًا بالسينما العالمية بسبب ما يحدث في غ ...
- ممثل أوكراني يدعو إلى ضرب الأطفال الذين يتحدثون اللغة الروسي ...
- متحف الأرميتاج يفتتح معرضا عن أتباع مايكل أنجلو بمناسبة الذك ...
- فيلم -دبوس الغول- يثير جدلا في تونس لتجسيده شخصيتي آدم وحواء ...
- ?دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المب ...
- الرواية القصيرة جداً و الأولوية
- الدورة الـ30 لمعرض الكتاب بالرباط تستقبل أكثر من 400 الف زائ ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - وطنُّى أنا