|
من هم الأمورّيون ؟
عضيد جواد الخميسي
الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 16:50
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الأمورّيون شعباً مشرقياً استوطن غرب بلاد الرافدين ( سوريا الحديثة ) في فترة ما قبل الألفية الثالثة قبل الميلاد. في السومرية كانوا يُعرفون باسم "مارتو" أو " تدنوم " (في فترة أور الثالثة)، وفي الأكدية باسم "أمورّو" ، وفي بلاد النيل باسم "أمار"، وجميعها تعني "الغربيون" أو "أولئك من الغرب"، كما هو الحال مع المصطلح العبري "أمورّي" . كان الأمورّيون يعبدون مجموعة آلهة مع إله رئيسي يدعى "أمورّو" (المعروف أيضاً باسم ـ بيلو سادي - بمعنى ربّ الجبال الذي كانت زوجته بيليت ـ سيري ـ بمعنى سيدة الصحراء)، والذي أصبح أيضاً تسمية تُطلق على الشعب؛ حيث أشار إليهم الأكديون أيضاً باسم "شعب أمورّو" وإلى جغرافية سوريا باسم "أمورّو"؛ حيث لا توجد سجلاّت توثّق المسمّى الذي أطلقه الأمورّيون على أنفسهم .
يشير ارتباط الإله أمورّو بالجبال ، وارتباط زوجته بالصحراء ؛ وربما كان أصل الأمورّيين في منطقة سوريا المحيطة بجبل حرمون، إلا أن الأمر غير مؤكد . كما أن أصولهم وتاريخهم غير معروف على وجه الدقّة ، وحتى استقرارهم في مدن مثل "ماري" و"ايبلا" و"بابل" ، غامض بنفس القدر . ومنذ ظهورهم الأول في السجلات التاريخية؛ كان للأمورّيين تأثير عميق على تاريخ بلاد الرافدين ، وربما لاشتهار مملكتهم بابل في عهد الملك الأمورّي "حمورابي" (عام 1792 ـ 1750 قبل الميلاد). وتُعرف الفترة مابين عام 2000 إلى عام 1600 قبل الميلاد في بلاد الرافدين باسم "الفترة الأمورّية"، والتي يمكن خلالها تمييز بصمتهم على المنطقة بوضوح، ولا شك أنهم قد أثرّوا ايضاً على سكان المدن المختلفة قبل ذلك الوقت بفترة طويلة .
التاريخ المُبكر يظهر الأمورّيون لأول مرة في التاريخ كبدو رحّل يقومون بغزوات منتظمة من الغرب إلى الأراضي والممالك المتحضرة . ويصف البروفيسور مارك ڤان دي ميروپ الأمورّيين كما في المقطع أدناه : "كان الأمورّيون عبارة عن مجاميع شبه بدوية في شمال سوريا، وقد وصفتهم الأدبيات البابلية بعبارات سلبية للغاية منها: الأمورّي يلبس جلود الأغنام .. يعيش داخل خيمة في الرياح والأمطار .. لا يقدّم القرابين للآلهة .. يجوب الصحارى مع سلاحه .. يبحث عن الكمأ دون كلل أو ملل .. يأكل لحماً نيئاً .. يعيش حياته بلا منزل .. وإذا مات لا يُدفن بطقوس صحيحة." (ص 83) ويشير ڤان دي ميروپ ، كما آخرون إلى أن كلمة "أمورّي" ربما لم تكن تشير في الأصل إلى مجموعة عرقية محددة، بل إلى كل شعب بدوي يهدد استقرار المجتمعات المتحضرة. وحتى لو كان الأمر كذلك، ففي مرحلة ما أصبح مصطلح "أمورّي" يشير إلى قبيلة معينة من الناس ذات ثقافة محدودة ، وأسلوب البداوة في حياتهم يعتمد بالعيش على ما تنبته الأرض، وسلب ما يلزمهم من المجتمعات التي تصادفهم . وقد ازدادت قوة هؤلاء مع اكتسابهم المزيد من الأراضي حتى أصبحوا في النهاية يهددون بشكل مباشر استقرار أولئك الذين يعيشون في المدن . وصل هذا الوضع من الأزمة خلال الجزء الأخير من فترة أور الثالثة (المعروفة أيضاً باسم عصر النهضة السومري عام 2047-1750 قبل الميلاد)، وذلك عندما شيّد الملك "شولگي أورـ نمّو" (عام 2029 ـ 1982 قبل الميلاد) سوراً بلغ طوله (250 كيلومتراً) خصيصاً لإبعاد الأمورّيين عن سومر . ومع ذلك، كان الجدار ممتداً على مسافة طويلة جداً بحيث لا يمكن تحصينه أو حمايته بشكل صحيح، كما أن هناك مشكلة أيضاً بعدم إغلاق أيّ من طرفيه بالموانع؛ حيث يمكن لأي قوة غازية ببساطة اختراق السور وتجاوزه، وعلى ما يبدو أن هذا الذي حصل بالضبط لما فعله الأمورّيون . أدت غزوات الأمورّيين إلى إضعاف أور وسومر بأكملها ، مما شجع العيلاميين على شن الحروب واختراق السور. ونهب مدينة أور على يد العيلاميين (عام 1750 قبل الميلاد) كان قد أنهى كيان الحضارة السومرية ، بيد أن هذا الأمر قد أصبح ممكناً بفضل الغزوات السابقة للأمورّيين ونزوحهم المتكرر في جميع أنحاء المنطقة مما قوّض استقرار وتجارة المدن .
الأمورّيون والعبرانيون في هذه المرحلة من التاريخ، يرى بعض العلماء أن الأمورّيين قد لعبوا دوراً محورياً في تطوير الثقافة العامّة. ويذكر سفر التكوين في الإصحاح (11) من الكتاب العبري؛ أن "تارح" أخذ ابنه "أبرام" (الذي أصبح فيما بعد إبراهيم ) وزوجة ابنه ساراي، ولوط بن هاران من أور ليقيموا في أرض حران ، (11: 31)"وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ، وَلُوطًا بْنَ هَارَانَ، ابْنَ ابْنِهِ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ، فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ . فَأَتَوْا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ". ويفسّر البروفيسور پول كريڤاشيك خلفية هذا المشهد كما في المقطع أدناه : " لم تكن عائلة تارح سومرية الأصل ، وذلك بسبب ارتباطها ومنذ فترة طويلة بشعب الأمورّيين، الذين ألقى الرافدينيون القدامى اللوم عليهم في سقوط مدينتهم أور. حيث يؤكد البروفيسور (ويليام هالو) أستاذ علم الآشوريات في جامعة يل؛ أن [الأدلة اللغوية المتزايدة التي تستند في المقام الأول إلى الأسماء الخاصة المدونة لأشخاص تم تحديدهم على أنهم أمورّيون. .. وتُظهر أن المجموعة الجديدة كانت تتحدث بالعديد المتنوع من اللغات المشرقية التي تعود إلى الأسلاف اللاحقين للعبرانيين والآراميين والفينيقيين]. علاوة على ذلك، وكما جاء في الكتاب العبري، فإن تفاصيل التنظيم القبلي لتارح، والتسميات، وبنية الأسرة، وتقاليد الميراث وحيازة الأراضي، وترتيب الأنساب، وغير ذلك من عناصر الحياة البدوية؛ قريبة للغاية من الأدلة الأكثر دقة في الألواح المسمارية بحيث لا يمكن رفضها باعتبارها إختلاقات لاحقة." (ص163-164) إن الأمورّيين في الكتاب العبري يُصورون على أنهم سكان أرض كنعان قبل ظهور بني إسرائيل ، وأنهم منفصلون تماماً عن بني إسرائيل . وفي سفر التثنية من الإصحاح الثالث، يُوصفون بأنهم آخر بقايا العمالقة الذين عاشوا ذات يوم على الأرض (3: 11) "إِنَّ عُوجَ مَلِكَ بَاشَانَ وَحْدَهُ بَقِيَ مِنْ بَقِيَّةِ الرَّفَائِيِّينَ. هُوَذَا سَرِيرُهُ سَرِيرٌ مِنْ حَدِيدٍ. أَلَيْسَ هُوَ فِي رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ؟ طُولُهُ تِسْعُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ بِذِرَاعِ رَجُل .". وفي سفر يشوع من الإصحاح السادس، هم أعداء بني إسرائيل الذين هزمهم القائد يشوع (6: 10) "فَأَرْسَلَ أَهْلُ جِبْعُونَ إِلَى يَشُوعَ إِلَى الْمَحَلَّةِ فِي الْجِلْجَالِ يَقُولُونَ: لاَ تُرْخِ يَدَيْكَ عَنْ عَبِيدِكَ. اصْعَدْ إِلَيْنَا عَاجِلًا وَخَلِّصْنَا وَأَعِنَّا، لأَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْنَا جَمِيعُ مُلُوكِ الأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي الْجَبَلِ". وإذا كانت الدراسات الحديثة دقيقة بشأن انحدار آباء إسرائيل من الأمورّيين، فلابد أن يكون هناك سبب ما دفع الكتّاب العبريين إلى بذل كل هذا الجهد لفصل هويتهم عن الأصل الأمورّي . ويُعتقد أن تارح حسب الرواية، عندما رحل بعائلته من سومر، احتفظ بالهوية العرقية الأصلية للقبيلة وجلب ذلك التراث الثقافي معه إلى كنعان ، حيث أسس كل من إبراهيم وبعده إسحاق ومن ثم يعقوب لتلك الثقافة باعتبارها تخص " بني إسرائيل" حصراً . ويروي سفر التكوين قصة يوسف أصغر أبناء يعقوب، وإقامته في مصر وتوليه وظيفة في السلطة هناك. كما يروي سفر الخروج قصة كيف استعبد المصريون العبرانيين وكيف قادهم موسى من الأسر إلى الحرية في كنعان . لقد كُتبت هذه الروايات التوراتية لكي تُثبت فصل الهوية العرقية للإسرائيليين عن أسلافهم الأمورّيين الحقيقيين من خلال خلق تواريخ مزيفة تبرز تفردّهم بين شعوب العالم . ويضيف البروفيسور كريڤاشيك تفسيره كما في المقطع أدناه : "إن تارح وعائلته الصغيرة لم يتمكنوا من الحفاظ على هويتهم الأمورّية وأسلوب حياتهم الأمورّي الذي كان مهماً جداً للتاريخ العبري اللاحق إلا بعد مغادرة أرض أور. ولو بقي تارح في سومر، لكان أبرام في مصير مختلف تماماً... حيث لن يغادر الأمورّيون أبداً، وسوف يندمجون في النهاية مع عامة المجتمع بشكل كامل ؛ وبعد بضعة عقود من الزمان سيكون من المستحيل التمييز بينهم وبين أسلافهم ." (ص165)
إن حقيقة الأحداث المذكورة في سفر الخروج لم يتم إثباتها في أي وثائق قديمة أخرى، أو في أدلة أثرية من أي نوع على الإطلاق . وتؤيد النظرية القائلة بأن الكتّاب العبرانيين لهذا السفر قد خلقوا رواية جديدة لتبرير وجودهم في كنعان، وهي رواية لا علاقة لها بالأمورّيين في بلاد الرافدين . حيث في جميع أنحاء الكتب المُبكرة من العهد القديم ، يُشار إلى الأمورّيين مراراً وتكراراً بشكل سلبي، باستثناء مقطع يُستشهد به كثيراً من سفر صموئيل الأول في الإصحاح السابع ؛ (14:7): "وَالْمُدُنُ الَّتِي أَخَذَهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ رَجَعَتْ إِلَى إِسْرَائِيلَ مِنْ عَقْرُونَ إِلَى جَتَّ. وَاسْتَخْلَصَ إِسْرَائِيلُ تُخُومَهَا مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَكَانَ صُلْحٌ بَيْنَ إِسْرَائِيلَ وَالأَمُورِيِّينَ ."
إن هذا التفسير للمقطع يأتي من فهم مفاده أن كلمة "أمورّي" أصبحت تشير مرة أخرى إلى كل بدوي يتدخل في المجتمعات المتحضرة. ورغم أن هذا قد يكون صحيحاً، إلا أن كلمة "أمورّي" يبدو أنها كانت تُستخدم أيضاً للإشارة إلى السكان الأوائل لأرض كنعان التي غزاها الإسرائيليون حسب سفر يشوع . وبالتالي، ففي كل إشارة تقريباً، كان الكتّاب العبرانيون يعتبرون الأمورّيين من "الآخرين"، واستمر ذلك التقليد لقرون حتى كتابة التلمود الذي يُحظر فيه على اليهود تبنّي ممارسات أمورّية. وحسب الموسوعة اليهودية ، جاء هذا المقطع : "استناداً إلى كُتّاب الأسفار في القرنين الأول والثاني قبل المسيحية، فإن [الأمورّيين] هم المبتدعون الرئيسيون للخرافات المنبوذة باعتبارها وثنية، والتي لا يجوز لبني إسرائيل أن يسلكوا طقوسها ؛كما جاء في كتاب اللاويين من الإصحاح 18 (لاويين 18: 3) (مِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ مِصْرَ الَّتِي سَكَنْتُمْ فِيهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَمِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَحَسَبَ فَرَائِضِهِمْ لاَ تَسْلُكُوا) . وهناك جزء خاص من التلمود (يؤمن به المتهودون المسيحيين الذين يُصرّون على وجوبية إتّباع شريعة موسى ـ كاتب المقال) ؛مخصص للخرافات المختلفة المسماة (طرق الأمورّيين). وحسب كتاب اليوبيلات ( يسمى أحيانا سفر التكوين الصغير، وهو كتاب يهودي ديني قديم يعتبره أغلب البروتستانت والرومان الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيين كتابا مزوراً ـ كاتب المقال) ، جاء فيه :[أفسح العمالقة الرفائيون الرهيبين السابقين، الطريق للأمورّيين، شعب شرير وآثم ، يتفوّق شره على شرّ أي شعب آخر، وسوف تنتهي حياته في الأرض]. وفي سفر الرؤيا السرياني لباروخ (وهو نصّان يهوديان زائفان مختلفان كُتبا في أواخر القرن الأول الميلادي وأوائل القرن الثاني الميلادي، بعد سقوط أورشليم في أيدي الرومان عام 70 ميلادي ـ كاتب المقال) ، حيث يرمز إليهم بـ (الماء الأسود) بسبب فنّهم الأسود وسحرهم وأسرارهم النجسة التي لوثوا بها إسرائيل في زمن القضاة ".
إن النظرية القائلة في أن الأمورّيين من خلال استيلائهم على الأساطير الرافدينية ونقلها لغرض نسج الروايات التوراتية في العهد القديم؛ كانت قد تعرّضت للتحدي مراراً وتكراراً على مرّ السنين، ولا شك أنها ستستمر في ذلك. ولكن يبدو أن هناك أدلّة كثيرة وقوية تؤيد هذه النظرية من تلك التي تدحضها .
العهد الأمورّي في بلاد الرافدين بعد نهب أور في عام 1750 قبل الميلاد، اندمج الأمورّيون مع السكان السومريين في جنوب بلاد الرافدين . كما تمركزوا أيضاً في سوريا عند مدينتي "ماري"عام 1900 قبل الميلاد، و"إيبلا" عام 1900 قبل الميلاد ، و حكموا بابل في عام 1984 قبل الميلاد. حيث تولى الملك الأمورّي "سين ـ موبليت" العرش في بابل عام 1812 قبل الميلاد وحكم حتى عام 1793 قبل الميلاد ، وذلك عندما تنازل عن العرش ، مخلّفاً ابنه "أمورابي" المعروف باسمه الأكدي "حمورابي" . في الحقيقة؛ أن ملكاً أمورّياً حكم في بابل قبل سقوط أور تؤيد مقولة ؛أن ليس كل "الأمورّيين"هم أمورّيون . وكما ذكرنا سابقاً، انه تم استخدام هذا المصطلح بشكل فضفاض إلى حد ما؛ للإشارة إلى أي قبيلة بدوية كانت قاطنة في مناطق الشرق الأدنى .
على ما يبدو أن الأمورّيين في بابل كانوا محط اهتمام وتقدير في المنطقة، في حين استمر الأمورّيون المترحلون في أنهم مصدراً عن عدم الاستقرار. وكان أمورّيو بابل، مثل أولئك الذين سكنوا المدن الأخرى ، فهم يعبدون الآلهة السومرية ويدوّنون الأساطير والخرافات السومرية. كما أخذ حمورابي بتوسيع مدينة بابل القديمة وانشغل في عدد من الحملات العسكرية الناجحة (أحدها تدمير مدينة ماري المنافسة في عام 1761 قبل الميلاد) والتي جعلت من بلاد الرافدين منطقة شاسعة تمتد من ماري حتى أور تحت حكم بابل . وبسبب مهاراته العسكرية والدبلوماسية والسياسية ؛جعل الملك حمورابي من بابل أكبر وأقوى مدينة في العالم في ذلك الوقت. ومع ذلك، لم يتمكن من نقل تلك المواهب إلى ابنه، وبعد وفاته بدأت الإمبراطورية التي أسسها في الانهيار. لم يتمكن ابن حمورابي، "سامسو ـ إيلونا" (عام 1749 ـ 1712 قبل الميلاد) من مواصلة السياسات التي رسمها والده ، أو الدفاع عن البلاد ضد القوات الغازية مثل "الحثيين" و"الآشوريين" . فقد كان الآشوريون أول من شنّوا الغزوات وسمحوا للمناطق الواقعة جنوب بابل بالانفصال عن الإمبراطورية بسهولة. وكان غزو حمورابي لـ "إشنونة" في الشمال الشرقي قد أزال المنطقة العازلة ، ورسم الحدود وجعلها على اتصال مباشر مع قبائل مثل الكاشيين . وجاءت الضربة الأكبر في عام 1595 قبل الميلاد عندما نهب الملك الحثّي "مورسيلي الأول" (عام 1620-1590 قبل الميلاد) مدينة بابل واستولى على كنوز معابد المدينة وشتت سكانها، كما فعل قبل خمس سنوات في عام 1600 قبل الميلاد، في مدينة إيبلا . بعد الكاشيين قام الحثّيون بالاستيلاء على بابل ، ثم تبعهم الآشوريون . وانتهى العهد الأمورّي في بلاد الرافدين في بحلول عام 1600 قبل الميلاد، على الرغم من وضوح الأسماء المشرقية المميزة المُسجلة للأفراد ؛ إلا أن الأمورّيين استمروا في العيش في المنطقة كجزء من النسيج الاجتماعي للسكان . كما استمر الأموريون في إثارة المشاكل للإمبراطورية الآشورية الحديثة حتى حوالي (عام 900-800 قبل الميلاد) . وكان من غير الواضح من هم هؤلاء "الأمورّيون"،إلا أنه وبمرور الزمن، أصبح يُشار إلى الأمورّيين المتحضرين باسم "الآراميين" والأرض التي جاؤوا منها باسم "آرام"، وربما اُشتقت من التسمية القديمة "إيبر ـ ناري" . وبعد سقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة في حوالي عام 600 قبل الميلاد، لم يعد الأمورّيون يظهرون تحت اسم "الأمورّيين" في السجلات التاريخية ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ستيفن بيرتمان ـ الحياة اليومية في بلاد الرافدين القديمة ـ طباعة جامعة أوكسفورد ـ 2005 . پول كريڤاشيك ـ بلاد الرافدين ميلاد الحضارة ـ سانت مارتن گريڤين ـ 2012 . ڤان دي ميروپ ـ التاريخ في الشرق الأدنى القديم ـ وايلي & بلاكويل للنشر ـ 2015 . توماس نيلسون ـ الكتاب المقدس ـ نسخة الملك جيمس ـ الناشر توماس نيلسون ـ 2017 . ولفرام ڤون سودن ـ الشرق القديم ـ إردمانز للنشر ـ 1994 . إرنست واليس بادج ـ الحياة والتاريخ البابلي ـ بارنز ونوبل للنشر ـ 2005 . ماكس مولر & كوفمان كوهلر ـ الموسوعة اليهودية : الأمورّيون ـ 2016 . الأسفار / التكوين ، الخروج ، يشوع ـ التثنية ـ لاويين ـ صموئيل الأول ـ موقع الأنبا تكلاهيمانوت .
#عضيد_جواد_الخميسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذا ما كتبه هيرودوت عن بابل القديمة
-
شخصية هرقل في الأساطير اليونانية والرومانية
-
بطل ملحمة گلگامش بين الحقيقة والأسطورة
-
نرگال (مسلامتيا) إله الموت والحرب والدمار
-
الكريسماس عبر التاريخ
-
قصة اكتشاف الأشعة السينية (X)
-
طقوس الشاي في الصين واليابان القديمتين
-
هنود السهول الأصليين في أمريكا
-
ليلة السكاكين الطويلة
-
ديانة المايا: النور الذي أتى من البحر
-
الموت وحياة الآخرة في بلاد فارس القديمة
-
الفينيقيون شعب أرجواني
-
عنخ رمز بلاد النيل
-
دعوى قضائية لعبد يهودي أمام محكمة بابلية
-
نينهورساگ الإلهة الأم في الأساطير السومرية
-
العقيدة البوذية في نشوئها وفلسفتها
-
نظام التعليم في بلاد الرافدين القديمة
-
الدفن في بلاد الرافدين القديمة
-
كذبة أفلاطون في الروح
-
الأزياء والملابس في بلاد الرافدين القديمة
المزيد.....
-
فيديو يُظهر نائب الرئيس الأمريكي يتعرض لصيحات استهجان في حفل
...
-
حماس تُعلن استعدادها للإفراج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي وجثث أ
...
-
تفاعل واسع على مواقع التواصل بـ -قطايف- سامح حسين
-
مصارع مصري يدخل موسوعة -غينيس- بعد أن سحب بأسنانه قطارا يزن
...
-
فيضانات وسيول في بوليفيا تؤدي إلى تدمير المنازل والمحاصيل وا
...
-
-هولي-... مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
-
لأول مرة.. وفد ديني درزي من سوريا في إسرائيل
-
وزير الخارجية السوري يصل إلى بغداد في زيارة رسمية
-
وزير عراقي يروي تفاصيل عملية لاغتيال صدام حسين كان طرفا فيها
...
-
أوكرانيا تعلن -بدء تشكيل فريق لمراقبة وقف إطلاق النار-
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|