أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد صالح سلوم - -محور المقاومة يعيد تشكيل ميزان القوى: البحر الأحمر ساحة كشف الضعف الأمريكي والصهيوني-














المزيد.....


-محور المقاومة يعيد تشكيل ميزان القوى: البحر الأحمر ساحة كشف الضعف الأمريكي والصهيوني-


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 11:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في تحول استراتيجي غير مسبوق، أعلنت حكومة صنعاء في شبه الجزيرة العربية، المنبثقة عن محور المقاومة، انتهاء مهلة الأربعة أيام التي منحتها للكيان الصهيوني لوقف حصاره وتجويعه لقطاع غزة. هذا الإعلان، الذي جاء في 11 مارس 2025، يحمل في طياته تهديدًا واضحًا بمنع السفن المتجهة إلى إسرائيل من المرور عبر مضيق باب المندب والبحر العربي، وربما حتى المحيط الهندي. هذه الخطوة ليست مجرد تهديد عابر، بل تعكس تغييرات جذرية في ميزان القوى بالمنطقة، تكشف عن تراجع النفوذ الأمريكي وفشل الكيان الصهيوني كمشروع استعماري، وتضع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام مأزق وجودي.
صنعاء: المارد اليمني يوقظ العالم
لم يعد اليمن مجرد بلد يعاني من حرب داخلية، بل أصبح قوة إقليمية تهدد هيمنة الولايات المتحدة البحرية في المنطقة. قرار صنعاء بفرض حظر بحري على السفن الصهيونية يعيد تشكيل قواعد اللعبة في البحر الأحمر، الممر الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب. هذا التحرك يكشف عن قدرات عسكرية متطورة، حيث باتت الصواريخ والمسيّرات اليمنية قادرة على الوصول إلى تل أبيب وما هو أبعد منها، في دلالة واضحة على أن "المارد اليمني" لم يعد مجرد تهديد محلي، بل تحدٍ وجودي للقوى الاستعمارية التقليدية.
ما يثير الدهشة هو أن هذا التحول يأتي في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة ضعفًا هيكليًا واضحًا في مواجهة هذا التحدي. إدارة ترامب، التي راهنت على دعم الكيان الصهيوني ومحميات الخليج كركائز لنفوذها في المنطقة، تجد نفسها اليوم عاجزة عن حماية هذه الأدوات التي انتهت صلاحيتها. فالكيان الصهيوني، الذي كان يُروَّج له كحاملة طائرات أطلسية ثابتة في الشرق الأوسط، بات عبئًا يحتاج إلى من يدافع عنه، مما يفقده وظيفته الوجودية كأداة للهيمنة الغربية.
البحر الأحمر: ساحة المواجهة الجديدة
البحر الأحمر لم يعد مجرد ممر مائي، بل تحول إلى ساحة مواجهة تعكس هشاشة النفوذ الأمريكي. حاملات الطائرات الأمريكية، التي تكلف مليارات الدولارات، أصبحت هدفًا محتملاً للصواريخ اليمنية، مما يثير استياء ترامب الذي يرفض أي تورط يعرض هذه الأصول للخطر. هذا الوضع يكشف عن معضلة أمريكية: كيف تحمي واشنطن مصالحها في المنطقة دون مواجهة مباشرة مع قوة يمنية أثبتت قدرتها على تغيير المعادلات؟
في الوقت ذاته، تتآكل قواعد النفوذ الأمريكي الأخرى في المنطقة. القواعد العسكرية في محمية العيديد القطرية، التي تشارك في حرب الإبادة على الشعب السوري بالتعاون مع أردوغان وفصائل الإخوان المسلمين والوهابية الداعشية، باتت مهددة. هذه الفصائل، التي تفتقر إلى أي شرعية شعبية، أصبحت أداة لتدمير سوريا تحت غطاء أمريكي-تركي، لكنها تواجه اليوم خطر التصفية مع تصاعد الضغط اليمني. كذلك، القواعد الأمريكية في محميات الخليج الصهيو-أمريكية لم تعد آمنة، حيث يمكن للمسيّرات والصواريخ اليمنية أن تصل إليها بسهولة، مما يعزز من فرضية انهيار النفوذ الأمريكي في المنطقة.
ترامب بين خيارين أحلاهما مر
كان من الأفضل لإدارة ترامب أن تتخلى عن دعم الكيان الصهيوني ومحميات الخليج، وأن تقبل بإدارة مركزية في صنعاء كبديل استراتيجي ينهي الفوضى في المنطقة. لكن التمسك بهذا المشروع الفاشل يضع الولايات المتحدة أمام مخاطر جسيمة. أولها، قطع شريان الطاقة العالمي من الخليج والبحر الأحمر، حيث يمكن لليمن أن يشل حركة التجارة البحرية إذا ما نفذ تهديده بحظر السفن المتجهة لإسرائيل. هذا السيناريو ليس بعيدًا، خاصة مع القدرات العسكرية المتطورة التي أظهرتها صنعاء، من صواريخ باليستية ومسيّرات بعيدة المدى، التي أثبتت فعاليتها بضرب أهداف في تل أبيب وما وراءها.
ثانيًا، التورط في مواجهة مباشرة مع اليمن سيكشف الضعف الهيكلي للولايات المتحدة أكثر. فبينما تتغنى واشنطن بقوتها البحرية، فإنها عجزت عن حماية السفن الصهيونية في البحر الأحمر، مما يثير تساؤلات حول جدوى وجودها العسكري في المنطقة. هذا الفشل يضاف إلى أزمة داخلية في الولايات المتحدة، حيث يرفض ترامب تحمل تكاليف حرب جديدة تضر بمصالح بلاده الاقتصادية، خاصة مع استيائه من التكلفة الباهظة لحاملات الطائرات التي قد تصبح أهدافًا سهلة.
سوريا: ضرورة تصفية الاحتلال التركي
في سياق متصل، يبرز الحاجة إلى تصفية الاحتلال التركي في سوريا، الذي يدعم أقلية إخوانجية-وهابية-داعشية ارتكبت جرائم إبادة جماعية غير مسبوقة في القرن الحادي والعشرين. هذه الأقلية، التي تعمل تحت مظلة أردوغان والدعم الأمريكي، حولت سوريا إلى ساحة دمار وقتل جماعي، مستغلة الفوضى لفرض أجندتها التكفيرية. إن اعتقال قادتها وتفكيك هياكلها ليس مجرد مطلب سوري، بل ضرورة إقليمية تتماشى مع رؤية محور المقاومة لإنهاء الهيمنة الاستعمارية وأدواتها في المنطقة.
الخلاصة: عصر جديد بلا رجعة
ما يحدث في البحر الأحمر اليوم ليس مجرد صراع عابر، بل بداية عصر جديد لا رجعة عنه. محور المقاومة، بقيادة اليمن، يعيد تشكيل ميزان القوى، مكشفًا عن ضعف الولايات المتحدة وعجز الكيان الصهيوني. إدارة ترامب، التي كان بإمكانها تجنب هذا المأزق بالتخلي عن مشروعها الفاشل في المنطقة، باتت الآن أمام خيارات محدودة: إما الانسحاب وإعادة ترتيب أوراقها، أو التورط في مواجهة ستكشف المزيد من ضعفها الهيكلي. في كلتا الحالتين، فإن المارد اليمني قد أعلن عن نفسه كقوة لا يمكن تجاهلها، والبحر الأحمر سيظل شاهدًا على هذا التحول التاريخي.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة عصابات الجولاني: المقاومة السورية تعيد كتابة التاريخ ف ...
- الإبادة الجماعية في سوريا: 30 ألف شهيد علوي ومقابر جماعية تك ...
- -قناة العربية: شريكة في جرائم الإبادة الجماعية بالساحل السور ...
- الجزيرة ومحميات الخليج: أدوات إبادة الشعب السوري. ومواضيع أخ ...
- -الجزيرة -شريكة في ابادة المواطنين السوريين وغسل جرائم الجول ...
- الاقتصاد الإسلامي-: أفيون الشعوب وأداة للنهب الرأسمالي
- عبد الرحمن منيف: مثقف عضوي في مواجهة مملكة الظلمات واردوغان ...
- غوبلز الخليج: إعلام محميات البترودولار في خدمة الإبادة والاس ...
- أردوغان ونتنياهو: وجهان لعملة الإبادة الجماعية في القرن الحا ...
- الإبادات الجماعية من العهد العثماني إلى الإرهاب الحديث الصهي ...
- محمية ال سعود واردوغان للابادة الجماعية وقوانين التحرير الوط ...
- عبد الرحمن منيف وإدانة مجازر مملكة الظلمات
- هل هناك اله بمواصفات الاديان ام أنه اله سبينوزا ام عدم
- نقاش مع الذكاء الاصطناعي لتسلا حول إدارتها للعالم الأمريكي..
- طرد الصهيوني النازي زيلينسكي من البيت الابيض..ماذا يعني
- رخص الاسعار في سورية والبكاء على صدر المستقبل الحزين
- اعادة كتابتي لقصيدة المركب السكران لريمبو مع ترجمة بلغات متع ...
- كتابتي لقصيدة المركب السكران من جديد مع ترجمات لها
- عبقرية ترجمة احمد صالح سلوم للمركب السكران حسب Gork3
- قصيدة : فجر من أجل ارض تحترق..


المزيد.....




- ملاعق طعام وآلات موسيقية..مصممة أزياء تصنع الملابس من أغرب ا ...
- خامنئي يرفض دعوة ترامب لإجراء محادثات نووية ويعتبرها -خداعا ...
- -فايننشال تايمز- تسلط الضوء على مشكلة كبيرة تواجه نظام كييف ...
- أولى اللقطات من مدينة سودجا المحررة في مقاطعة كورسك
- روسيا تطور قمرا صناعيا عالي الدقة لرصد الأرض
- فيديو دراماتيكي: لحظة مقتل صحفي عراقي بالرصاص في بغداد.. وال ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير مدينة سودجا الاستراتيجية بالكامل ( ...
- المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف يصل مطار -فنوكوفو- ...
- هجوم صاروخي روسي على مدينة وسط أوكرانيا
- باريس تستضيف اجتماعا بشأن أوكرانيا وتعزيز القدرات العسكرية ا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - احمد صالح سلوم - -محور المقاومة يعيد تشكيل ميزان القوى: البحر الأحمر ساحة كشف الضعف الأمريكي والصهيوني-