أحمد فاضل المعموري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 10:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدكتور قحطان الخفاجي استاذ علوم سياسية بجامعة النهرين استاذ متمرس وباحث ومختص بالشأن العراقي له رؤية واضحة بالإصلاح السياسي ورجل فاعل وديناميكي على مستوى الفكر والنظم السياسية . فأهلا وسهلا ونود نطرح بعض الاسئلة التي تهم المواطن في الشأن العراقي .
امريكا تطالب العراق بجملة شروط منها حل الحشد وانهاء علاقته بإيران العلاقة الاقتصادية بعد وقف الاستثناء في ابرام عقود الغاز والكهرباء هناك ازمة مقبلة على الحكومة والشعب العراقي هو الضحية لان ساعات تجهيز الكهرباء سوف تقل خلال ايام الصيف. جون ويلسن يغرد حول العراق وكأنما يرسم سياسة ضغط على الحكومة وكيفية التصرف في ظل الازمات المستمرة . الوضع الاقتصادي منهار في ظل ازمة الدولار والسيولة النقدية والعراق في صدد طبع عشرة ترليون دينار لسد العجز النقدي في السوق مع ان العراق يبيع ثلاثمائة مليون دولار امريكي من البنك المركزي العراقي ولكن لا أثر واضح على السوق في ظل هذه الكمية الكبيرة من السيولة ارتفاع مستمر بسعر الموازي للدينار العراقي كلها مشاكل وازمات تخلقها سياسة البنك المركزي في ظل عقوبات المواطن يعاني الفقر والقطاع الخاص محصور بشركات معينة يتم استلام اموالها بشكل نقدي وفوري على حساب الشركات العراقية التي تعاني من عدم تسديد مستحقاتها والسبب لا احد يعرف لماذا ،مما يخلق ارباك مالي وتأثير اجتماعي. هذه الهواجس والمشاكل التي تضرب المجتمع العراقي تحتاج الى فك الاحجية والالغاز حتى يعرف المواطن الصعوبات التي تعتري الحكومة في تأمين الرواتب بعد شد وجذب ان الرواتب غير مؤمنة على المستوى العام .
اليوم نلتقي أ. د. قحطان الخفاجي أستاذ الاستراتيجية في كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين.
فأهلا وسهلا ...
السؤال الاول: العراق في أزمة الدولار والسيولة النقدية ،والسبب أدارة الرئيس ترامب ترفض سياسات العراق في ادارة الاقتصاد المتخبط وتضع قائمة سوداء على بعض المصارف وشركات الصيرفة المخالفة لتعليمات البنك المركزي العراقي وتمنع استيراد الغاز وتصدير الكهرباء للعراق .مما يخلق أزمة داخلية ؟ كيف تنظرون لها
ج: تحكم امريكا بواردات العراق المالية خاصة واردات النفط ليس امراً جديداً فهي تتحكم تدفق الدولار للعراق تتابع توجهاته منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي ، وهو احدى اشكال التحكم بشؤون العراق . والان بعد تصاعد الخلافات الامريكية الايرانية فمن الطبيعي ان ترفع امريكا مستوى حصارها على العراق ومن بين اشكال الحصار والتضييق على ايران من الجانب العراقي هو منع تدفق الدولار العراقي باتجاه ايران باي شكلٍ من الاشكال، وموضوع الغاز الايراني الذي يعتمد عليه العراق لإنتاج الكهرباء وطنياً. ولان ايران تمتلك فاعليه كبيرة بالعراق وجانب كبير من محاولاتها للتملص من العقوبات تتم عبر العراق سواء بتصدير الغاز وغيرها من المواد الصناعية والتجارية ، فقد ادركت امريكا ان من ادواتها الفاعلة لحصارها على ايران تتم عبر منع تدفق الغاز الايراني للعراق او وصول اثمانه ، لذلك نعتقد ان أمريكا ستمضي بعيداً في هذا الإجراءات وسوف تحكم حصارها عبر العراق سيما وان ايران تستخدم العراق بأبشع صور كتهربب النفط العراقي وتستلم اثمانه ايراني ، كما تسوق ايران نفطها باسم النفط العراقي وتستلم اثمانه ايضا.
السؤال الثاني :أمريكا لها مطالب في الشأن السياسي والامني وهو حل الحشد الشعبي الذي تساهم امريكا فيه بجزء من المعونة المالية وتطالب بتسوية ملف الفصائل والقوى الغير عراقية المتواجدة على ارض العراق مثل زينبيون وفاطميون مثال ومكاتب حماس ومكتب الحوثيون ،كيف تنظر أمريكا لهذه المكاتب والفصائل وتهديدها للمصالح الامريكية .
ج2: امريكا تنظر للفصائل الولائية على انها اذرع ايران بالعراق كما اتنظر لجماعات مسلحة اخرى بالمنطقة كالحوثيين وحزب الله ، وعليه ستصر امريكا على حل الفصائل الولائية وقد تعتبر امتثال الحكومة العراقية لهذا المطلب هو الفيصل بموقف امريكا منها. اي ان حل الفصائل المسلحة الولائية امرا. محسوماً ولن تتوانى امريكا عن استخدام شتى السبل لذلك.
السؤال الثالث: العراق كان جزء من صفقة تسوية بعد الاحتلال الامريكي ولم تسمح امريكا بالتدخل بالشأن العراقي لأي دولة سوى ايران باعتبارها هي من كانت راعية للمعارضة العراقية وهي من كانت تسيطر عليها وتضبط تناغمها مع المصالح الاقليمية في المنطقة .الان وبعد مجيئ ترامب هناك تشدد في اللهجة الامريكية ازاء العراق كيف تقرأ رسالة الامريكان للعراق .
ج3: نعم امريكا تفردت بالشأن العراقي بعد غزوها له ، ولكن حجم المعارضة العراقية وما خسرته امريكا جراء مقاومة الشعب . كما كان استهجان العالم الاسلامي والعربي ولو ببعدهما الشعبي للسلوك الامريكي بالعراق ، فقد انصتت امريكا لنصائح مراكز بحوث امريكية باشراك اطراف دولية بشان العراق ليشاركها العالم الفشل فيه، فتراجع اهتمامها بالعراق وبحجم وجودها وكيفية التعامل مع المعارضة العراقية ، فوجدت ايران طريق بغداد سالكاً لها فوسعت وجودها وهيمنتها، لم يغيض ذلك امريكا بالشكل الكبير فغضت النظر عن التوسع الايراني. لانها تعرف انها تساند الجهة الحاكمة من جهة ، ولأنها تعرف حقيقة توجه ايران وهو توجه طائفي يساهم بشق وحدة الاسلام والمسلمين "سنة/شيعة" و"شيعة/شيعة" كونها تعتنق مبدأ ولاية الفقيه وهو محل خلاف "شيعي/شيعي" وبالتالي امريكا مقتنعة ان اثارة ألفتن الطائفية تمزق وحدة العراق وهو هدف اساسي لأمريكا والكيان الصهيوني . كما امريكا تعرف جيداً ان خطوط الصد بوجه امريكا موجوده بالعراق وهم "الشيعة التابعين للنجف" وكذلك " السنة" . وبذلك فسحت المجال لايران لتحقق الفوضى الخلاقة التي اعتمدتها امريكا ، وأن يرى البعض انها سمحت امريكا التوغل بالعراق مجبرة. ولم تتقاطع امريكا التوجه الايراني بالعراق الا بعد ان توسعت مهامها وباتت تدعم روسيا في سوريا وتدعم الصين بالمنطقة وخارجها . والمتابعون يدركون ان كل من الصين وروسيا باتا ينافسان امريكا على قمة الهرم الدولي ، وهذا خط احمر ، ولان التصادم بين العمالقة صعب وهلك للجميع فيصار للحرب بالنيابة ، فأمريكا لابد من احتواء ايران مجزئ مع متطلبات تحجيم نمو الدور الاممي لروسيا والصين. وهذا الاحتواء الامريكي لإيران وتحجيم فاعليتها الاقليمية لاتتم الا بانهاء فاعليتها بالعراق .
كما يمكن ان نعتقد ان هناك غاية اخرى لأمريكا بالسماح لإيران بالتوسع بالعراق وهي ان امريكا أدرك حالات التقاطع العقائدي بين ايران وفلسفتها "العقيدة والتوجه" مع المنطقة سياسياً وعقيدياً الامر الذي يجعل ايران تتقاطع عام مع المنطقة مما يسمح لأمريكا الحركة بالمنطقة والفاعلية الاكثر ليس لمصالحها فقط بل لمصالح اطراف عدة بالمنطقة ، مما يبرر اي سلوك امريكي ضد ايران .
السؤال الرابع: هناك رغبة امريكية في الانفتاح على الدول العربية مثل المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية حول بناء تكاملات اقتصادية ولكنها تضرر بحقوق العراق الاقتصادية وتنفع مصالحه السياسية ؟ ماهي اهمية ذلك في استقرار العراق .
ج4: ليس للعراق مكانه اقليمية في حسابات امريكة ، لان العراق بالمدرك الديني الصهيوني ، هو الارض التي يخرج منها من يجهض دولة "إسرائيل الكبرى" وهذه القناعة تأخذ بها امريكا ايضاً تماشياً مع الراي الصهيوني وهي ايضا مطلب امريكي يؤمن مصالحها بالمنطقة . وعليه لا استقرار بالعراق وفق دلالات. وطنية مطلقاً بل يستقر اذا كان خاضعاً لتوجهات امريكا ومتطلباتها .
السؤال الخامس: الطريق والحزام هو مشروع طريق الحرير الذي يربط اسيا بأوروبا وهناك فوائد اقتصادية واستراتيجية كبيرة للعراق. هل يمكن أن ينفذ هذا المشروع المصيري بعيدا عن مطامع الدول التي لا تريد خير للعراق.
ج5: هذا الطريق الاقتصادي. الحيوي محل رفض غربي منذ القرن التاسع عشر اذ كان خلافاً بين المانيا الراغبة فيه وبين بريطانيا الرافضة له ، وقد مدت حينها قطار بغداد برلين ، وامريكا لا تريد انعاشاً لاقتصاد الصين . كما ان الدول المحيطة للعراق تريد خطف اهمية العراق في هذا الخط . فايران تريد مد سكة حديد بين الشلامجة والبصرة لأنهاء دور الفاو الميناء الثاني بالأهمية في طريق الحرير والذي يوازي اهمية ميناء جوادرا الباكستاني . والكويت تريد تربط ميناء. مبارك بسكك حديد بالبصرة. لتنهي ميناء الفاو. ايضاً.
وخلاصة الكلام. لا نظن انه ينفذ ابداً. رغم انه مهم للعراق جدا جداً.
السؤال السادس: حكومة السوداني تم استبعدها من الاجتماع الذي رعته المملكة العربية السعودية حول غزة وعدم الموافقة اقامة مؤتمر الجامعة العربية ودول الخليج في العراق ونقل الى جمهورية مصر العربية . وكلها مؤشرات أن سياسة العراق لا تتوافق والدول العربية حول الاستقرار والامن في المنطقة . هل هذا مؤشر على أن العراق يهدد استقرار الدول العربية .
ج6: الشيء المستنبط من هذه الاجراءات، هو ان القناعة الجامعة لأمريكا والدول العربية تذهب الى اعتبار العراق تابع لإيران وايران طرف مرفوض في هكذا مساعي لعدة اسباب ، وبالتالي استبعاد العراق. كي لا تكون ايران ممثله بالاجتماع او حاضرة عبر العراق. ونعتقد حتى مؤتمر القمة الذي مقر عقده ببغداد. قد ينقل لدولة اخرى.
السؤال السابع : هل هناك دولة عميقة تدير العراق ؟ وماهي مكاسب الشعب العراقي .
ج7: نعم دولة عميقة. فاعلة بشكلٍ كبير وفاعل. اما ماهي مكاسب الشعب العراقي فهي مزيد من الذل والجوع والحرمان والقتل مادام ايران ممثلة بالدولة العميقة اضافة لجماعة الاطار. والفصائل المسلحة الولائية.
السؤال الثامن : الازمات المستمرة تخلق شعب مضطرب وقلق ومتمرد وتحديات على مستوى الدولة .هل الازمات المستمرة هي ازمات مفتعلة ام انعكاس سياسات الاحزاب التي تسيطر على المشهد السياسي والامني .
ج8: الازمات اسبابها مختلفة
اولى الاسباب هي الفساد الذي اعجز كل شيء. وحالات تردي الخدمات كلها . كما ان اثارة الازمات هي احدى الادوات المعتمدة. من الكتل السياسية للفاسدة لأشغال الشعب .
السؤال التاسع : الانتخابات تم تحديدها بالشهر العاشر من هذه السنة؟ هل تعتقد أن الانتخابات اذا جرت سوف تغير من واقع المجتمع العراقي للأفضل .
ج9: بدءاً لا نعتقد ان اجراء انتخاب في ايران ينعكس على العراق .او تغيير ما بالعراق يحدث يعدل من قواعد العملية السياسية، ومن كتلها الفاسدة الفاعلة. واذا جرت انتخابات بالأليات ذاتها وبالشخوص الفاسدة والكتل فقد يساء الوضع بالعراق اكثر واكثر.
السؤال العاشر: كيف ترى مؤشر حقوق الانسان والحريات في العراق ؟ بعد تجربة العراق الديمقراطي .
ج10: بدءاً لم تحصل ديمقراطية حقيقة بالعراق بعد الغزو عام 2003 ، فلا تجربة ديمقراطية بالعالم جاءت بها دبابة غزاة. وحتى الاحزاب السياسية والكتل التي ساهمت بالعملية السياسية التي وضعها المحتل كاستحقاق سياسي له، لم تكن احزاب ديمقراطية ابداً فالحزب الديمقراطي الكردستاني ورث ابناء عائلة البرزاني، وحزب الاتحاد الوطن الكردستاني ورث ابناء الطالباني ، وحزب المجلس او الحكمة ورث ابناء الحكيم ، والانتخابات مزورة.
اما ملف حقوق الانسان بعراق 2003 فهو الاسوء بين بلدان العالم ، وهذا ما يؤكده الواقع المتردي للشعب العراقي عموماً وللفرد خاصة، فالبطالة والتجهيل والتهجير القسري والقتل على الهوية والاسم . فضلاً عن التمايز بين افراد المجتمع على اساس الطائفية والعرقية وغيرها من المعايير التي تضر بالإنسانية والمواطنة والحقوق، وهذه الحالة مثبته في المنظمات الدولية.
في نهاية الحوار نشكر أ. د. قحطان الخفاجي استاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين على اتاحته الفرصة وتوجيه بعض الاسئلة والاجابة عليها بحرية كاملة لإغناء وتوضيح ما يعتري الحالة العراقية من تراجع بعد عقدين من الزمن ومخاض حارق للكثير من تشويه للحقائق وتغيب للكثير من الحريات في زمن الديمقراطية المزعومة .
#أحمد_فاضل_المعموري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟