أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ديار الهرمزي - الطائفية والعنصرية والتمييز وأثرها على العقول والمجتمعات














المزيد.....


الطائفية والعنصرية والتمييز وأثرها على العقول والمجتمعات


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 09:40
المحور: قضايا ثقافية
    


الطائفية والعنصرية والتمييز ليست مجرد ظواهر اجتماعية عابرة، بل هي أدوات قمعية تُستخدم لتكريس الهيمنة وتقييد العقول وحصرها في دوائر ضيقة تمنعها من التفكير الحر والإبداع.

لفهم تأثير هذه الظواهر بشكل دقيق، لا بد من تحليلها من عدة جوانب:

أولًا: تعريف الطائفية والعنصرية والتمييز:

الطائفية:
هي الانحياز الأعمى لجماعة دينية أو مذهبية معينة، واعتبار الآخرين أقل شأنًا أو حتى أعداءً.

تتجلى في تفضيل أبناء الطائفة على غيرهم في السياسة والاقتصاد والمجتمع، دون مراعاة الكفاءة والعدالة.

العنصرية:
هي الاعتقاد بتفوق عرق أو قومية على أخرى، ما يؤدي إلى التمييز ضد الآخرين بناءً على لونهم أو أصولهم أو هويتهم الثقافية.

تظهر في تبرير الظلم والحرمان لمجموعة معينة بسبب أصولها العرقية أو القومية.

التمييز:
هو المعاملة غير العادلة لمجموعة معينة بسبب الدين، العرق، الجنس، أو أي سبب آخر، ما يؤدي إلى انتهاك مبدأ المساواة في الحقوق والفرص.

ثانيًا: كيف تكبل هذه الظواهر العقول؟

إلغاء التفكير النقدي:
الطائفية والعنصرية تُجبر الأفراد على تبني أفكار جماعاتهم دون تحليل منطقي أو مراجعة عقلانية، مما يُضعف القدرة على التفكير النقدي.

يرفض الشخص أي رأي يخالف توجهاته حتى لو كان صحيحًا، فقط لأنه صادر عن الآخر.

خلق دائرة مغلقة من الجهل والتعصب:
الشخص الطائفي أو العنصري ينغلق على معلومات محددة تتناسب مع فكره، ويستبعد أي مصادر أخرى، مما يعزز الجهل المقصود.

المجتمعات التي تتبنى الطائفية والعنصرية تظل تدور في حلقة مفرغة من الكراهية المتبادلة.

تقديس الجماعة بدلاً من المبادئ:
بدلاً من الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والإنسانية، يصبح الولاء للجماعة هو المعيار الأساسي، حتى لو كانت سياساتها ظالمة أو فاسدة.

يصبح الفرد مستعدًا للدفاع عن الأخطاء بدلاً من تصحيحها.

إضعاف روح الابتكار والتطور:
التمييز يؤدي إلى إقصاء الكفاءات لمجرد انتمائها إلى مجموعة مختلفة، مما يمنع المجتمعات من الاستفادة من الطاقات المتنوعة.

التركيز على الانتماءات الضيقة يجعل الأفراد منشغلين بالصراعات بدلًا من البحث عن حلول إبداعية لمشاكلهم.

ثالثًا: التأثير على المجتمع:

إضعاف الوحدة الوطنية:
المجتمعات التي تسود فيها الطائفية والعنصرية تتفتت داخليًا، حيث تصبح كل جماعة منشغلة بحماية مصالحها فقط.

هذا يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، ويجعل الدولة هشة أمام التدخلات الخارجية.

تعميق الصراعات والحروب:
في كثير من الدول، أدت الطائفية والعنصرية إلى اندلاع حروب أهلية دموية، مثل الحرب في يوغوسلافيا، ورواندا، وسوريا، والعراق.

استغلال هذه الانقسامات من قبل القوى السياسية يزيد من اشتعال الفتن واستمرار الأزمات.

غياب العدالة الاجتماعية:
حين يُصبح الانتماء الطائفي أو العرقي معيارًا للحصول على الوظائف والمناصب، تتراجع الكفاءة ويُحرم المجتمع من أفضل العقول.

تهميش فئات معينة يؤدي إلى الفقر والبطالة والاحتقان الاجتماعي، مما يخلق بيئة خصبة للجريمة والتطرف.

رابعًا: كيف نتحرر من هذه القيود؟

تعزيز الوعي والتعليم:
نشر ثقافة التفكير النقدي والوعي بالتاريخ الحقيقي، وليس الروايات المشوهة التي تُغذي الكراهية.

إدخال مناهج تعليمية تُركز على القيم الإنسانية والمساواة بدلًا من تكريس الانقسامات.

بناء مؤسسات عادلة وقوية:
القضاء على المحاصصة الطائفية والعرقية في السياسة والاقتصاد.

فرض قوانين صارمة ضد التمييز والتطرف الطائفي والعنصري.

تشجيع التفاعل والتعاون بين مختلف الفئات:
بناء مشاريع وطنية تجمع مختلف المكونات على أهداف مشتركة، مثل التنمية الاقتصادية والتعليم.

دعم الإعلام الذي يُعزز القيم الإنسانية بدلاً من التحريض على الكراهية.

محاربة الاستغلال السياسي لهذه الظواهر:
معظم الطائفية والعنصرية ليست ناتجة عن شعور شعبي بقدر ما هي أداة بيد السياسيين لإحكام السيطرة على الجماهير.

يجب فضح الخطاب السياسي الذي يستخدم الدين أو القومية كغطاء للمصالح الضيقة.

الطائفية والعنصرية والتمييز ليست مجرد مشكلات أخلاقية، بل هي أدوات لتدمير المجتمعات من الداخل.

كل مجتمع يسقط في هذا الفخ يفقد فرصه في التقدم، ويظل عالقًا في دوامة الكراهية والتخلف.

الحل ليس في مزيد من الانغلاق والانقسام، بل في تحرير العقول من هذه القيود المصطنعة، والانفتاح على قيم العدل والمساواة والإنسانية.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوراثة السياسية سرطان يقتل الديمقراطية والتنمية
- الولايات العثمانية في العراق (وفق الأرشيف العثماني)
- العقل المطلق والمحدد النسبي
- العمالقة المزيفين
- أنواع الأقلام ودورها في تشكيل الوعي والمجتمع
- هل فقد الساسة الأمريكيون إنسانيتهم؟
- أهمية القيم والمبادئ في الحياة
- كل اللغات العالم جميلة جدا وجذابة
- الحر يدافع عن الفكر. العبد يدافع عن الشخص
- وخز الضمير تحليل فلسفي ونفسي دقيق
- الوطن الذي يُبكي رجاله يحتاج إلى ثورة ضمير
- دموع الأطفال الجائعة محاكمة صامتة للعالم
- الزمن هو الحكم
- بوزبوري وباصولخان كانا قائدين تركيين في الجيش الساساني
- سر النجاح لبعض البشر الكرامة كنموذج للقوة السياسية
- ليس كل سياسي يفهم السياسة
- الإنسان نوعين مختلفين العاقل والمسيء
- ما هي الروح؟
- البعض يتظاهر وكأنه يريد نجاحك
- أصل كلمة ترك


المزيد.....




- شاهد كيف علق بوتين على اقتراح وقف إطلاق النار في أوكرانيا
- -لا أحد سيطرد أي فلسطيني من غزة-... هل وافق ترامب على الخطة ...
- ماذا يشكل الإعلان الدستوري في العملية السياسية الجديدة بسوري ...
- مشاهد لمبنى سكني مدمر جراء غارة إسرائيلية على دمشق
- عودة الأمل: الأطفال الفلسطينيون يعودون إلى المدارس بعد 15 شه ...
- ترامب: ويتكوف يجري مباحثات -جادة للغاية- في روسيا بشأن أوكرا ...
- بوتين يتحدث عن التعاون بين واشنطن وموسكو في مجال الطاقة وعود ...
- بوتين: العديد من زعماء العالم مهتمون بالتسوية الأوكرانية
- بوتين يشكر ترامب على اهتمامه بحل الأزمة في أوكرانيا
- ترامب يعرب عن رغبته في لقاء بوتين ويؤكد أن الوضع في أوكرانيا ...


المزيد.....

- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ديار الهرمزي - الطائفية والعنصرية والتمييز وأثرها على العقول والمجتمعات