مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا
(Magdy Abdel Hamid Elsayed)
الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 03:00
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
حين ظهر برنامج ديب سيك الصينى المجانى بدأت طبيعة العالم تتغير نظرا لإمكانية ان تصل تلك البرامج للعامة وليس للمتخصصين فقط كما كان برنامج شات جى بى تى ، وبالتالى يمكن أن تحدث تلك البرامج تغييرا ملموسا فى طبيعة الوصول للمعلومات حتى المعقدة منها بسرعة غير مسبوقة ، وربما تصل تلك البرامج لمرحلة متقدمة تخيف الشركات الامريكية التكنولوجية الكبرى مثل جوجل وميتافيرس وانفيديا وغيرهم لأن سرعة تطور البرامج الصينية الحديثة تتم بأقل تكلفة ممكنة.
أما بالنسبة للعامة فسوف تشهد الفترة القادمة تضاؤل فرص وظائف خدمة العملاء وغيرها من الوظائف التى تعتمد على الأسئلة والإجابة لأنها ستستخدم برامج الذكاء الاصطناعى المتاحة بأقل تكلفة للوصول الى إجابات ربما تفوق إجابات الموظف العادى ( العامل البشرى) مما يعنى تغير طبيعة الكثير من الوظائف خلال سنوات قليلة.
أما الأصعب تصوره - والأقرب للتحقيق بالفعل - فهو تغير طبيعة الفتاوى الدينية خلال السنوات القادمة ، حيث يمكن لتلك البرامج الوصول بسرعة الى الإجابة عن الاسئلة الدينية لمختلف الأديان ، وبالتالى يمكن أن تصبح هى المفتى أو رجل الدين لغالبية الشباب ، ثم تخترق المجتمع ككل فتصبح تلك البرامج هى رجل الدين المتفتح غير المتعصب الذى تفوق معلوماته أى عقل بشرى فى العالم لانه فى ثوان معدودات سوف يضع بين يدينا إجابات واضحة موثقة لكل تساؤل ديني مما سيشكل تنازعا مع رجال الدين الذين سيقاومون حتى آخر نفس من أجل إبعاد تلك البرامج والتقليل من أهميتها ، وربما يصل الامر مع تلك البرامج إلى أن تغير طبيعة الأديان والمذاهب ، لأنها ستوضح بسهولة ويسر الفروق بين الأديان والمذاهب مع تطور الأسئلة وتقديم الاجابات المحايدة .
قد يكون من المناسب لنا فى الدول العربية أن تبدأ المراكز البحثية والجامعات والمعاهد والمدارس فى دراسة هذا التطور المذهل خاصة فى العلوم الإنسانية والاجتماعية والأدب والفنون وحتى فى الأديان والتفاعل مع هذا التطور واستغلاله بدلا من مقاومته او التقليل من أهميته.
#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)
Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟