|
طوفان الأقصى 523 – حول أحداث الساحل السوري – ملف خاص – 2
زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8280 - 2025 / 3 / 13 - 02:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1) مقتل أكثر من 1000 شخص مع تصاعد مذبحة نظام هيئة تحرير الشام المدعوم من الغرب ضد العلويين في سوريا
هاكان أوزال كاتب صحفي تركي موقع wsws.org
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف عن الانجليزية*
9 مارس 2025
في سوريا، تصاعدت مذبحة نظام هيئة تحرير الشام (HTS) المدعوم من الغرب ضد العلويين، حيث قُتل أكثر من 1000 شخص.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (SOHR) ومقره بريطانيا أن الجماعات المسلحة التابعة لنظام هيئة تحرير الشام قتلت ما لا يقل عن 745 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، في المنطقة الساحلية منذ يوم الخميس. وقد تم إظهار وحشية عمليات القتل من خلال ترك الجثث في الشوارع كتحذير.
إرهاب الجهاديين التابعين لهيئة تحرير الشام ضد العلويين والأقليات الدينية الأخرى ليس جديداً. وكما أورد موقع الاشتراكية العالمي، فإن هذه الهجمات كانت منهجية منذ أن استولت على السلطة في سوريا في ديسمبر، وأطاحت بنظام الرئيس بشار الأسد. وفي أواخر ديسمبر، أدى عدوان قوات النظام الجديد إلى احتجاجات جماعية.
ووفقاً لتقارير BBC، بدأ العنف عندما رفض سكان قرية بيت عانا في اللاذقية تسليم مشتبه به إلى قوات الأمن يوم الخميس، وسرعان ما انتشر إلى مدن ساحلية أخرى في الشمال الغربي. وقامت جماعات مسلحة مكونة من جنود سابقين في الجيش السوري بشن هجمات منسقة على نقاط تفتيش حكومية وقوافل أمنية ومواقع عسكرية. ورداً على ذلك، أطلقت قوات الحكومة المؤقتة عملية واسعة النطاق.
وبحلول يوم السبت، كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أبلغ بالفعل عن مقتل ما لا يقل عن 745 مدنياً و148 متمرداً و125 جندياً من قوات النظام خلال العملية. وتم إعدام رجال علويين كانوا يخدمون في قوات الأمن خلال نظام الأسد من قبل قوات الحكومة الجديدة، وتم نهب العديد من القرى العلوية وإحراقها.
شاركت جنان موسى، مراسلة قناة الآن التلفزيونية في الشرق الأوسط، لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بهجمات ميليشيات هيئة تحرير الشام في منطقة اللاذقية يوم الجمعة. وتظهر مقاطع الفيديو عنفاً شديداً ضد أفراد وصفهم النظام السوري بأنهم "بقايا النظام القديم"، وكان معظم الضحايا يرتدون ملابس مدنية. وكشفت لقطات موسى عن إعدام 29 رجلاً في منطقة المختارية و11 في الحفة.
وتضمنت مقاطع الفيديو إهانات وشعارات طائفية. في أحدها، أشار أحد مؤيدي هيئة تحرير الشام إلى الضحايا على أنهم "حيوانات ميتة". وأظهر مقطع آخر رجلاً يرتدي ملابس مدنية وشحاطة يتم إطلاق النار عليه عن قرب.
المرصد السوري لحقوق الإنسان هو منظمة معادية للأسد تمولها وزارة الخارجية البريطانية وقوى أوروبية أخرى. وتم سجن مديرها، رامي عبد الرحمن، ثلاث مرات في سوريا قبل أن يفر إلى بريطانيا. وأكد أن المذابح الواسعة النطاق في المناطق ذات الكثافة السكانية العلوية، مثل جبلة وبانياس والمناطق المحيطة، هي من أسوأ أعمال العنف في الحرب الأهلية التي استمرت 14 عاماً. وأكد عبد الرحمن: "هذا ليس لكونهم مؤيدين أو معارضين لنظام الأسد السابق. هذه مذابح طائفية تهدف إلى طرد السكان العلويين من منازلهم."
وفي يوم السبت، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بصور ورسائل تعزية من مواطنين سوريين بشأن القتلى في المنطقة الساحلية. وتحدثت رويترز إلى ستة من السكان الذين أفادوا بأن آلاف العلويين والمسيحيين فروا من منازلهم بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة منذ يوم الخميس. واضطر الكثيرون، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، إلى اللجوء إلى القاعدة العسكرية الروسية في حميميم باللاذقية.
وأشار عبد الرحمن إلى أن المدنيين العلويين، بما في ذلك النساء والأطفال، تم "إعدامهم"، وتم نهب منازلهم وممتلكاتهم. وأفاد بأن عمليات القتل والنهب والحرق استمرت طوال الليل في بانياس والقرى المحيطة حتى يوم السبت.
قال آرون لوند من مؤسسة Century International للأبحاث المستقلة لوكالة فرانس برس: "السلطة [للنظام الجديد] تعتمد إلى حد كبير على الجهاديين المتطرفين الذين يعتبرون العلويين أعداء لله." وأضاف لوند: "عندما يكون هناك هجوم، تقوم هذه الجماعات بعد ذلك بمداهمات قرى العلويين، والتي لا تشمل فقط الجنود السابقين المسلحين ولكن أيضاً المدنيين الضعفاء."
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مسؤول أمني لم تذكر اسمه قوله إن العديد من المقاتلين ذهبوا إلى المناطق الساحلية للانتقام من الهجمات التي حصلت ضد قوات الأمن.
وتشير ادعاءات إلى أن الجماعات التابعة لهيئة تحرير الشام، المنظمة الخلف لجبهة النصرة التي كانت متحالفة سابقاً مع القاعدة، قامت بنداءات في المساجد تفيد بأن "قتل العلويين واجب". وهناك مقاطع فيديو تدعم هذه الادعاءات على وسائل التواصل الاجتماعي.
أفاد مراسل الجزيرة في دمشق، رسول سردار، بعد ظهر يوم السبت بأن حدة الاشتباكات انخفضت بشكل كبير، على الرغم من استمرار القتال في أطراف المدن. وأكد سردار على "المأساة" المتزايدة بسبب ارتفاع عدد الضحايا، مشيراً إلى أن "مئات الأشخاص قُتلوا وغالبيتهم من المدنيين."
وأكدت وحدة التحقق في BBC صحة مقطعي فيديو يظهران جر جثة في شوارع اللاذقية.
قال ناشط سوري في اللاذقية لبرنامج Newshour على BBC إن العنف قد غرس خوفاً كبيراً في المجتمع العلوي. وقال الناشط، الذي رغب في عدم الكشف عن هويته: "إنهم يشعرون بخوف شديد... لا يعرفون ماذا يفعلون. لا توجد حكومة أو دولة مستعدة لمساعدتهم أو حمايتهم."
تم فرض حظر تجول في حمص واللاذقية وطرطوس، حيث يتركز السكان العلويون، بينما أعلن محافظ اللاذقية عن انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي في المنطقة.
دافع زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع)، الذي أعلن "رئيساً مؤقتاً" بعد تغيير النظام، عن المذبحة في رسالة فيديو، قائلاً: "بقايا النظام المخلوع حاولوا اختبار سوريا الجديدة دون فهمها، واليوم يعيدون تعلم سوريا." وقال الجولاني: "لا يجوز إذلال السجناء أو ضربهم، لأن هذا ضد أمر الله وقوانين البلاد"، وذلك لتجنب وضع حلفاء الناتو في موقف صعب.
بينما ظلت قوى الناتو، بما في ذلك تركيا، صامتة إلى حد كبير بشأن العدوان الدموي لحليفها الجديد، نظام هيئة تحرير الشام، فإن بعض التصريحات التي تم إطلاقها تعد مثالاً على النفاق الصريح.
قال ستيفان شنيك، المبعوث الخاص لألمانيا إلى سوريا، على منصة X: "أنا مصدوم بشدة من العدد الكبير من الضحايا في المناطق الغربية من سوريا." وأعاد مايكل أونماخت، المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى سوريا، نشر تغريدة شنيك، مضيفاً: "أشارك رأي نظيري الألماني بشأن الدعوة لجميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس."
تتحمل قوى الناتو ودعاة اليسار الزائف، الذين يزعمون أن الجهاديين الإسلاميين المعادين للحقوق الديمقراطية الأساسية قد قادوا "ثورة ديمقراطية" في سوريا، مسؤولية هذه المذابح. لقد هنأوا وصول الإسلاميين إلى السلطة في ديسمبر الماضي، الذين كانوا يدعمونهم منذ عام 2011 في الحرب من أجل تغيير النظام، من أجل تقويض النفوذ الروسي والإيراني في سوريا والشرق الأوسط الأوسع، وأسرعوا في تعزيز علاقاتهم مع النظام الجديد.
******
2) "إنهم يقتلون الجميع". كيف قام مقاتلون من آسيا الوسطى بمجزرة في سوريا
سيرغي أداموف كاتب صحفي روسي ، مراسل حربي في سوريا وناغورنو كاراباخ وأوكرانيا. باحث في الصراعات العسكرية الحديثة وسوق السلاح والمجمع الصناعي العسكري وكالة REGNUM للأنباء
11 مارس 2025
شهدت الأيام الماضية في سوريا تصعيدًا غير مسبوق في العنف ضد ممثلي الأقليات الدينية المحلية: المسلمين العلويين والمسيحيين. هزت وسائل التواصل الاجتماعي مئات المقاطع المصورة التي سجل فيها المسلحون بفخر الجرائم التي ارتكبوها، بما في ذلك عمليات القتل الجماعي لأشخاص عزل وتعذيبهم علنًا.
طوال فترة الصراع، كان مراسلو وكالة ريغنوم على اتصال مع سكان الساحل السوري، مما سمح بجمع عشرات الشهادات من المدنيين عن الجرائم التي ارتكبها المسلحون.
أشار الشهود إلى أن المسلحين من أصول أجنبية أظهروا وحشية خاصة في جرائمهم ضد المدنيين: وهم مقاتلون من آسيا الوسطى والقوقاز، الذين يختلفون بشكل ملحوظ في مظهرهم عن العرب ويبرزون بينهم. تحدث متطوع من الهلال الأحمر، شاهد عيان على عمليات الإعدام الجماعي، عن فظائع الأجانب: "القتل يحدث دون أي سبب، هؤلاء ليسوا عسكريين أو جنودًا. إنهم أجانب – أفغان وأوزبك وأويغور"، كما قال في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
تقوم السلطات الجديدة في سوريا حالياً باعتقال المدنيين لتواصلهم مع وسائل الإعلام (خاصة الروسية)، لذلك يتم نشر جميع الرسائل الواردك مع محاولة الحفاظ على السرية. ومع ذلك، يمكن للشهادات الشفوية أن تؤكد فقط تلك الجرائم التي شارك فيها مقاتلون من القوقاز وآسيا الوسطى، الذين لا يخفون أهدافهم: خلق مجتمع موحد في سوريا، متحد بأيديولوجية متطرفة، لنشر هذه الأيديولوجية بشكل أعمق.
ضيوف من الشرق
ظهر المسلحون الأجانب لأول مرة في سوريا خلال المرحلة الأولى من الحرب الأهلية في 2011-2012. تم تجنيد مقاتلين من آسيا الوسطى للمشاركة في العمليات العسكرية في الشرق الأوسط من قبل قيادة تنظيم "القاعدة".
تمكن إرهابيون من أوزبكستان ("الحركة الإسلامية الأوزبكية"، IDU)، وطاجيكستان، والقوقاز ("أنجاد القوقاز"*) من التسلل عبر تركيا إلى المناطق الشمالية من سوريا، حيث اتصلوا مباشرة بالفرع المحلي لـ"القاعدة"* - جماعة "جبهة النصرة"* (لاحقًا "هيئة تحرير الشام"*).
في وقت لاحق، ظهر مقاتلون من الإيغور، ممثلو ما يسمى "الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية" (IDET)*.
شارك "الإنترناسيونال الإرهابي" الذي تشكل في القتال ضد القوات الحكومية، وتمكن بحلول عام 2015 من السيطرة على محافظة إدلب. حصلت عدة جماعات على "حصصها"، على سبيل المثال، استقر الإيغور حول مدينة جسر الشغور، بينما استقر القوقازيون في محيط إدلب.
تحولت هذه المنطقة إلى "أرض الميعاد" للإرهابيين من جميع أنحاء العالم، الذين وجدوا في إدلب ملاذًا آمنًا ومنصة لتخطيط الهجمات في جميع أنحاء العالم. في خريف 2024، كانت هذه التشكيلات، باعتبارها الأكثر تحفيزًا، هي التي شاركت في الهجوم على حلب، مما أدى إلى سقوط المدينة، وبعدها انهيار حكومة بشار الأسد.
في دور جديد
قيّمت الحكومة "الثورية" في سوريا دور التشكيلات الأجنبية بشكل عالٍ، حيث منحت جميع المقاتلين الأجانب الجنسية السورية، مما شرع فعليًا وضعهم.
أصبح "المنفيون" السابقون مواطنين كاملين، بالإضافة إلى كونهم موالين بنسبة 100% للنظام الجديد.
العدد الدقيق للمقاتلين الأجانب غير معروف. وفقًا لبيانات السلطات الطاجيكية لعام 2024، كان هناك حوالي 400 مواطن طاجيكي في محافظة إدلب السورية. ويتراوح العدد الإجمالي لـ"المتمردين" في صفوف الجيش السوري الجديد، حسب تقديرات مختلفة، بين 5000 و10000 شخص.
حصل المرتزقة السابقون على مناصب عالية في الحكومة الجديدة.
على سبيل المثال، تم تعيين سيف الدين طاجيبوف، المولود في طاجيكستان والمطلوب في بلاده بتهم تتعلق بالإرهاب والارتزاق، قائدًا للقيادة العملياتية في وزارة الدفاع التابعة للحكومة الجديدة.
عشية المجزرة
منذ الإطاحة بحكومة بشار الأسد، عاش ممثلو الأقليات العرقية والدينية في سوريا في خوف دائم.
أعلنت السلطات الجديدة في دمشق رسميًا أنها لن تلاحق ممثلي أي طائفة. التقى الرئيس المؤقت أحمد الشرع (المعروف أيضًا باسم محمد الجولاني) بشكل علني مع رؤساء الكنائس المسيحية، واعدًا بالحماية والرعاية.
ومع ذلك، في الأيام الأولى لـ"سوريا الجديدة"، اجتاحت البلاد موجة من الهجمات على الكنائس وممثلي الأقليات الدينية. تميز المسلحون الأجانب بشكل خاص، الذين تجاهلوا ببساطة دعوات دمشق للتسامح الديني ونزع السلاح.
في الأشهر التالية، انتشرت هذه التشكيلات في جميع أنحاء الساحل السوري، معتبرة المنطقة وسكانها غنيمة شرعية.
بعد اندلاع أولى الاشتباكات العلنية، تم الإعلان عن تعبئة شاملة للمتطرفين وأنصارهم في المحافظات المجاورة حماة وإدلب، حيث انضم إليهم محليون يرغبون في نهب جيرانهم العلويين. ومع ذلك، كان العمود الفقري لقوات "التطهير" يتألف من المسلحين الأجانب.
نُشرت لقطات على الإنترنت قام بتصويرها مقاتل من أصل شيشاني، علق فيها باللغة الروسية على الأحداث في سوريا. "لن تكون هناك رحمة"، قال صاحب الفيديو، معرضًا لقطات لنقل قوافل إرهابية إلى اللاذقية. "نواصل التطهير"، جاء في تعليق على فيديو لنشر المعدات العسكرية في شوارع المدن الساحلية.
على مدار الأيام التالية، حافظ مراسلو وكالة ريغنوم على اتصال مستمر مع سكان الساحل السوري، حيث تلقوا معلومات مباشرة عن الأحداث.
هكذا وصف سكان مدينة بانياس الليلة الأولى من أعمال الشغب: "مع اقتراب المساء، انقطع التيار الكهربائي في حينا. ثم بدأت مجموعات من الغوغاء بالدخول من اتجاهات مختلفة، كانوا يكسّرون السيارات، ينهبون المحلات، ويرمون الحجارة على النوافذ. بعدهم دخل مسلحون، كانوا يتجولون من منزل إلى آخر. في منزل جيراننا، جاءوا بعلبة طلاء، كانوا يضعون علامات على الناس، يلطخون وجوههم باللون الأسود، يهينونهم، ثم تركوا تهديدات وإهانات على الجدران".
أشار السكان المحليون بشكل خاص إلى المسلحين ذوي الملامح التركية، الذين غالبًا لا يتحدثون العربية. وفقًا للشهود، أظهروا وحشية خاصة. بين السكان المحليين "الموالين" للحكومة، تم تداول تسجيل صوتي يحتوي على تعليمات بعدم الخروج إلى الشوارع. يقول الصوت في التسجيل إن "المجاهدين الأوزبك والشيشان" لا يميزون بين السنة والشيعة ويقتلون الجميع.
الثامن من مارس الدامي بحلول صباح اليوم الثاني من الصراع، تمكن النظام من حشد قوات كافية على الساحل لإجراء مداهمات شاملة. اجتاح الإسلاميون بفظاعة خاصة مناطق سكن العلويين خارج الساحل السوري، في محافظتي حماة وحمص.
من الجدير بالذكر أن المسلحين الأجانب لم يخفوا مشاركتهم في المجزرة. في منطقة مدينة جبلة، ظهرت مجموعة من الأوزبك، الذين كانوا يبثون مباشرة من موقع الأحداث ويقومون ببث مباشر باللغة الأوزبكية. تحدث المقاتلون المنتمون إلى مجموعة "التوحيد والجهاد" إلى جمهورهم عن أنهم جاءوا إلى اللاذقية "لعقاب الكفار"، وشاركوا "برنامجهم السياسي".
على وجه الخصوص، اقترحوا على السلطات الجديدة في سوريا "تطهير" المنطقة وإعادة توطينها بـ"المسلمين المؤمنين". بينما طُلب من المسيحيين السوريين إما اعتناق الإسلام أو دفع "الجزية" مدى الحياة – وهي ضريبة على غير المسلمين في الشريعة الإسلامية.
في الواقع، يتعلق الأمر بعقيدة إبادة جماعية، تتضمن إبادة السكان الأصليين واستبدالهم بـ"المؤمنين".
لتسريع إعادة توطين الساحل بـ"المؤمنين"، شارك مقاتلون من آسيا الوسطى في مجزرة العلويين في قرية الطويم في محافظة حماة. في "الهجوم النهائي"، قتل المتطرفون حوالي 15 طفلاً تتراوح أعمارهم بين عام واحد وعشرة أعوام. تمكن بعض سكان حماة من الاختباء في الجبال، لكنهم يخشون الآن العودة إلى منازلهم.
"عندما سمعنا عن بدء الصراع، تمكن أقاربي من المغادرة. بقى كبار السن في القرية، الذين طلبوا تركهم. نعلم أنهم قُتلوا الآن. توجد جثث في بعض المنازل، ولا أحد يزيلها لأن الناس يخشون العودة لفترة طويلة. قُتل جميع الرجال، واختفت بعض النساء، ولا أحد يعرف أين هن"، قال مصدر لوكالة ريغنوم.
النهاية بحلول صباح التاسع من مارس، وصل المسلحون إلى مركز الصراع – منطقة مدينة جبلة، وبعدها اجتاحت موجة أخرى من العنف القرى المحيطة. في أحد مقاطع الفيديو التي تم تصويرها في محيط جبلة، صور المسلحون منزلًا أشعلوا فيه النار. "ها هو منزل العلويين يحترق!"، قال أحد صانعي الفيديو.
على مدار اليوم، واصلت عصابات الإرهابيين "التطهير" المتكرر للمناطق المأهولة، حيث أطلقوا النار في كثير من الأحيان على كل من يقابلونه دون تمييز. في الوقت نفسه، أصدر رؤساء الكنائس المسيحية في سوريا بيانًا مشتركًا يدعو إلى وقف العنف فورًا. وانضم "المجتمع الدولي" إلى الدعوة، ولكن بتأخير واضح.
أفاد السكان المحليون بأنه بدأت "عملية تنظيف" في مدن بانياس وطرطوس واللاذقية – حيث يقوم المسلحون بإخراج الجثث من شوارع المدن وحتى غسل الأسفلت من الدماء، استعدادًا لوصول الصحفيين الأجانب.
في بيان منفصل، قال أحمد الشرع إن الحكومة ستشكل "لجنة" للتحقيق في "حالات العنف" على الساحل، لكن السكان المحليين لا يملكون أي أوهام بهذا الشأن.
"نحن الآن ما زلنا نخاف من الخروج من المنازل، لا أحد يستطيع تقييم الضرر الذي حدث. بعض الناجين فقدوا كل ممتلكاتهم، والبعض الآخر فقد عائلاتهم. لن ننسى أبدًا هذين اليومين الرهيبين. الآن يتم إحصاء الأحياء على مواقع التواصل الاجتماعي، نحن نبحث عن أحبائنا. لكننا نعلم أنه لن تطبق العدالة على المجرمين"، قال السوريون.
أكدت الأحداث في سوريا أسوأ المخاوف بشأن آفاق التسوية السلمية في هذا البلد. ولكن بغض النظر عن عواقبها، من الواضح تمامًا أن الجماعات الإرهابية التي تعمل في سوريا تشكل تهديدًا يتجاوز حدودها، ويمكن أن يكون ضحايا مقاتليها ليس فقط الأقليات العرقية والدينية السورية.
من المؤكد أن القادمين من دول ما بعد الإتحاد السوفياتي، الذين "تميزوا" بالقتل الجماعي، يحلمون بالعودة إلى أوطانهم وتكرار الشيء نفسه في أوزبكستان وطاجيكستان، وبالطبع في روسيا. *****
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنهى الحرب الباردة وحطم الإتحاد السوفياتي – كيف دخل ميخائيل
...
-
طوفان الأقصى 522 - حول أحداث الساحل السوري – ملف خاص – 1
-
«ماذا فعلت يا كوستيا؟»: كيف قاد تشيرنينكو غورباتشوف إلى السل
...
-
طوفان الأقصى 521 – ماذا يحدث للشرق الأوسط إذا توقفت روسيا وا
...
-
انتصار الغرب - قبل 35 عامًا، غسل غورباتشوف يديه ب -التخلي- ع
...
-
طوفان الأقصى 520 - الأويغور في سوريا -الجديدة- – كعامل لإعاد
...
-
بيريسترويكا عكسية
-
طوفان الأقصى 519 - رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَة
-
فشل غورباتشوف - مراجعة بعد عقود
-
طوفان الأقصى 518 - خطة جامعة الدول العربية لإعادة إعمار قطاع
...
-
البيريسترويكا؟ مرة أخرى؟
-
طوفان الأقصى517 - الواقع الجديد لحزب الله - هل هو في طور الا
...
-
طوفان الأقصى517 – الواقع الجديد لحزب الله – هل هو في طور الا
...
-
أميركا – حصن ترامب الفاشي
-
طوفان الأقصى 516 - سوريا - القوة هي الضامن الأكثر موثوقية لل
...
-
روسيا يجب أن تأخذ 6 مدن. وإلا فإنها ستتعرض للهزيمة: دوغين عن
...
-
طوفان الأقصى 515 – ترامب بين إنفصام الشخصية وازدواجية المعاي
...
-
ألكسندر دوغين - نقطة اللاعودة. بوتين كان على حق في كل شيء
-
طوفان الأقصى 514 - الشرق الأوسط والأضرار الجانبية
-
ألكسندر دوغين - عشية عالم جديد (برنامج اسكالاتسيا الإذاعي)
المزيد.....
-
شاهد كيف علق بوتين على اقتراح وقف إطلاق النار في أوكرانيا
-
-لا أحد سيطرد أي فلسطيني من غزة-... هل وافق ترامب على الخطة
...
-
ماذا يشكل الإعلان الدستوري في العملية السياسية الجديدة بسوري
...
-
مشاهد لمبنى سكني مدمر جراء غارة إسرائيلية على دمشق
-
عودة الأمل: الأطفال الفلسطينيون يعودون إلى المدارس بعد 15 شه
...
-
ترامب: ويتكوف يجري مباحثات -جادة للغاية- في روسيا بشأن أوكرا
...
-
بوتين يتحدث عن التعاون بين واشنطن وموسكو في مجال الطاقة وعود
...
-
بوتين: العديد من زعماء العالم مهتمون بالتسوية الأوكرانية
-
بوتين يشكر ترامب على اهتمامه بحل الأزمة في أوكرانيا
-
ترامب يعرب عن رغبته في لقاء بوتين ويؤكد أن الوضع في أوكرانيا
...
المزيد.....
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|