أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (بُزُقٌ مَعطوبٌ فِي زَمنٍ عَاطِلٍ)















المزيد.....


(بُزُقٌ مَعطوبٌ فِي زَمنٍ عَاطِلٍ)


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8279 - 2025 / 3 / 12 - 18:45
المحور: الادب والفن
    


تَنامينَ لا تَدرينَ:
ما لَيلُ ذي هَوىً،
وَما يَفعَلُ التَسهيدُ:
بِالهائِمِ الصَبِّ

سَلي عَن مَبيتي:
مَن رَأى ذَلِكَ البَلا
فَباتَ مَبيتي في عَذابٍ،
وَفي كَربِ"
-العباس بن الأحنف*١
1
لم يبقَ:
إلا الصمتُ في ساحِ الفناءِ،
والشيحُ ينقضُ :
خدَّ أُسطورةِ الأسى

فوقَ القبورِ تُهيمُ:
أرواحٌ سُدى،
وضياعُها يمضي
بلا بابٍ للنجاةِ
2
أينَ الضياءُ؟
ونورُهُ قد غابا
في ليلِ موتٍ
أطبقَ الأهدابَ،

وتدافعتْ غيماتُهُ
في صمتِها
فأتى الشتاءُ مطرّزًا
بالبابا
3
يكادُ ينبِتُ في الجدارِ
نحيبُنا
دَمْعًا يُغَذِّي:
صرخةَ المصلوبِ*٢،

ويعودُ وجدُ الروحِ
من سُكرِ الأسى
لينيرَ ليلًا مُرعبًا
بكروبِ
4
لا نجمَ يورِقُ،
لا قناديلَ المدى،
ولا خُطى جندٍ
تُفَتِّقُ صمتَنا

تبقى المواجعُ :
تَرْتَدي سوادَها،
ويظلُّ في أُفقِ القصيدةِ
جُرحُنا
5
مولايَ،
هذا المطرُ :
مأتمُهُ الدموعُ،
وهذه الدنيا
قصيدتُها خَفيَّة

وكلُّ أغنيةٍ
تُعانقُ صمتَها
في ركنِ مئذنةٍ:
تهشّمَ وجهُها
6
من يستفيقُ،
والمآذنُ أُطفِئتْ
أصواتُها،
والعابرونَ تَكبَّدوا ؟

في ظِلِّ نارٍ :
يُسرِجونَ خُطاهمُ،
ويظلُّ جمرُ الصبرِ فيهم :
موقدُ
7
مولايَ،
هذي الأرضُ ترقدُ في الظما
نزفًا تُؤرّخُهُ :
حروفُ الطغمةِ،

وتظلُّ تنزفُ من زحامِ رمالِها
في رحمِ من لا يعرفونَ:
الرحمةَ
8
ما زالتِ الأحلامُ :
تُركَعُ صامتة
في أعشِياتِ مُنافِنا :
المُتَشَتِّتِ،

والنبضُ :
يُحصي خَطوَهُ في وحشةٍ
يُحصي خريطةَ جُرحِهِ :
المُتَهَتِّكِ
9
مولايَ،
كلُّ الرسلِ ناموا في السديمِ،
وغفا الرجاءُ:
على سريرِ الغيمِ

لا نبضَ يُنشِرُ صبحَهُ؛
في أُفقِنا
كلُّ الأماني:
أُغمِضَتْ في دربِ صمتِ
10
مولايَ،
كلُّ الريحِ تَستَسقِي خطانا،
والنزفُ يرقِّعُ :
وجدَنا المُتعِبَ

لم يبقَ غيرُ الدمعِ:
يُنثَرُ في المدى،
وتعودُ ذكرانا :
بظلٍّ مُغرِبِ
11
هذا الحُلمُ:
يختالُ في يدِ عشتارَ*٣،
ويستفيقُ على الضُّلوعِ
النازفة

سيحترقُ النحيبُ :
فوقَ يدِ النَّجا،
وستنبتُ الأنسابُ من تحتِ
التُّرابِ
12
ما زالتِ الأجراسُ*٤ :
تُقرَعُ في الرَّجا،
والجُرحُ يصرخُ:
هل تُرى مَنْ يُنقِذُه؟
13
الزوراءُ*٥ تُلثم وجهَها :
بسوادِها،
وتنوحُ في فَقدِ الضِّياءِ
المُغرِبِ

والنهرُ في العيونِ يَرمُقُ
حائرًا
كَنَهْرِ كَرخايا*٦:
بِليلٍ مُعصَبِ
14
مَنْ يُطفِئُ الليلَ الطَّويلَ
بِغيمةٍ
قد سُهِّمَتْ غيمةَ الرشيدِ*٧
بغيهبِ؟

قد ظلَّ قصرُ الذّهبِ*٨:
يرثي مجدَهُ،
والريحُ تُبعثِرُ ظلَّهُ للغُرُبِ
15
دارُ الحكمةِ*٩ ارْتَعَشَتْ :
لبوحِ نشيدِها،
وَخَبَتْ على صدرِ الهمومِ
المُتعِبِ

لم يبقَ إلّا خيمُها ،
وسُيوفُها
بيضاءَ قد شُحِذَتْ :
لصبرٍ مُتعَبِ
16
شَغَبٌ*١٠ بأطرافِ الدُّجى
قد طوَّقَتْ
صوتَ المؤذِّنِ في الشَّجا
المُتَنَكَّبِ

والرِّيحُ تَجلِدُ:
صدرَ أفقٍ مُترَبٍ،
والمآذنُ تبكي المساءَ،
وتنتحِبُ
17
في ليلِنا المبعثرِ الواهي،
أرى
قاضي القضاةِ*١١ :
يُرتّبُ الدمعَ الجَديبْ

مولايَ،
نامَ النَّسلُ في فرشِ القبورِ،
ولم يَعُدْ ابنُ الأحنفِ*١٢ :
يَنسِجُ مَذهَبي
18
قد مزّقتْ ريحُ المآسي ،
ما مضى،
وَهَوَتْ قوافينا:
بحُزنٍ مُتعِبِ

والآنَ تَصحُو بينَ جُرحِ :
خُطانا
فُتاتُ ذِكرى في ضياءٍ :
مُغدِبِ
19
ما زالتِ القَهرمانةُ*١٣:
في الهوى
تسكبُ خمرًا في كُؤوسِ:
كوكبي

يا وَيحَ دجلةَ،
كم نَزفتَ فِراقَنا،
وتعثّرَتْ في مائِكَ
الأقدارُ بي

*(تَعِسَ الغُرابُ،
فقد جَرى بفِراقِنا
هَلَّا جرى بتزاوُرٍ،
وتلاقِ؟)*١٤
20
تبقى الدِّماءُ تَذوبُ في حدِّ السُّيوفِ،
وتعودُ أسرابُ المُنى
في موكبِ

تَدفَعُ أوهامَ السَّرابِ
لرملِهِ
وتُعيدُ للأيّامِ ماضي
المُنتَهَبِ
21
مولايَ،
كُلُّ الصبرِ عُلِّقَ بالرياحِ،
وما تبقّى غيرُ أنفاسِ
النَّواحِ
23
تُسقِطُ التأريخَ:
فوقَ مآتمٍ
نَسَجَ الزمانُ بها :
خُيوطَ عذابِنا

لا نجمَ يُورِقُ في فضاءِ
مدائنٍ*١٥،
ولا خُطى جُندٍ:
تُفَتِّقُ صمتَنا

*(حتّى متى:
أنا موقوفٌ على ظَمَإٍ
بينَ الطريقَينِ لا وَردًا
ولا صَدرا؟)*١٦

24
تبقى المواجِعُ في الدُّجى:
مُتلفِّعةً،
ويظلُّ في أُفقِ القصيدةِ
جُرحُنا
25
كُلُّ المنافي تُوقِعُ الدهرَ الذي
أعياهُ طولُ التِّيهِ :
بينَ دُروبِهِ

وكأنَّ نبضَ العاشقينَ:
تَوَسَّدَ
وجهَ الرُّقادِ
فذابَ بينَ ذنوبِهِ
26
مولايَ،
ما زالتْ عشتارُ* تنزفُ
بينَ السحابِ ،
وبينَ ليلٍ مُغرِبِ

وستُولَدُ الذكرى :
كما قد كُفِّنَتْ
في نايِ حُزنٍ ؛
هامسٍ.. مُنتَحِبِ
27
تتساقطُ الأحلامُ فوقَ
رَمادِها،
وتظلُّ في ريحِ الوجودِ
تُعذَّبُ
28
مَنْ يَستفيقُ،
والنَّهارُ مُثقَّلٌ
في كفِّ أشعّةِ الطَّلَلِ المُتعِب؟

ومنِ الذي يُنهي مواويلَ الأسى
إنْ كانَ وجهُ الصُّبحِ:
ليسَ بمُذهِبِ؟
29
تتساقطُ الأحلامُ
فوقَ رَمادِها،
وتظلُّ في ريحِ الوجودِ
تُعذَّبُ

ما زالتِ الأجراسُ تُقرَعُ*
في الدُّجى،
والجُرحُ يصرخُ:
هل تُرى مَنْ يُنقِذُه؟
30
مولايَ،
كُلُّ الصبرِ عُلِّقَ بالرياحِ،
وما تبقّى غيرُ أنفاسِ النَّواحِ

تبقى المواجِعُ في الرَّجا
مُتلفِّعةً،
ويظلُّ في أُفقِ القصيدةِ
جُرحُنا



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (أَحِبِّينِي... وَكَفَى!)
- نسخة معدلة من قصيدة ( جَدولُ الأقْحُوَان في دِجْلةَ السالكين ...
- 1(شَذَراتٌ)
- (تقدمة لقصيدة الشاعرة د. بشرى البستاني والموسومة /- أنثى الر ...
- (حُبّكِ مِقْصلة النَّوْم)
- (جدولُ الأقحوانِ في دجلةَ السَّالِكين)
- 1/13(من شَجَرَةُ البِغاءِ المُرِّ)
- (من ليتورجيا قيامة التنين)
- (لَارَا: عَيناكِ غَابةٌسَحابيةٌ)
- (الخَالدُونَ لَا يَموتُونَ)
- ( مُكَابدَةُ شُرْفةِ قَلْبٍ مَوْجُوعٍ)
- (صارَ كلِّي في الأسى يتوجَّدُ)
- (تَبَوَّج)
- (بَرَّحَتْ بِيَّ الغُرْبةُ)
- (غِرْناطَةُ… آخِرُ الحُصُونِ)
- ( الجزء الاخيرةمن غزالةٌ في جَنَّةِ العَرِيفِ،..)
- A(غزالةٌ في جَنَّةِ العَرِيفِ، تنادي بالطِّرادِ)
- (شآبِيبُ الصَّدى)
- (حُلُمُ النُّهُوضِ بِالإِقْلاَعِ)
- 7/مقتبسات من كتابنا( النقد العام وصناعة الجهل في ظل نظام الت ...


المزيد.....




- فيلم -أنورا-.. هل تستحق -ساندريلا الفاسدة- 5 جوائز أوسكار؟
- الحلقــة الجــديــدة نــزلــت.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 18 ...
- بعد سنوات من الانقطاع.. سوريا تعود إلى عضويتها الكاملة في ال ...
- -لغة استقلال الهند-.. حرب اللغات في شبه القارة تستهدف الأردي ...
- كيف وصل العرب لأفغانستان وكيف يعيشون بها؟
- الرفيق رشيد حموني يدعو لجنة التعليم والثقافة والاتصال لعقد ا ...
- فيلم وثائقي روسي هندي مشترك عن نيقولاي ريريخ
- السواحرة بلدة مقدسية أنجبت المقاومين والأدباء
- حسام حبيب يكشف تفاصيل صادمة عن حلاقة شيرين عبد الوهاب شعرها ...
- مأساة فيلم -Rust- في فيلم وثائقي جديد


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (بُزُقٌ مَعطوبٌ فِي زَمنٍ عَاطِلٍ)